المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

يوسبريدس المدينة القديمة
5-2-2016
ماهي أكثر الأدغال خطورة في العالم؟
2-1-2022
Polynomial Form
13-2-2019
تقسيم نظم جريان الانهار
8/9/2022
Steinhaus-Moser Notation
7-8-2020
التشخيص بواسطة التحاليل الأولية ومراقبة تطوره
14-8-2020


دعاء النبي نوح على قومه ، واستئصالهم بالطوفان  
  
18059   06:02 مساءً   التاريخ: 11-6-2021
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني .
الكتاب أو المصدر : القصص القرآنية دراسة ومعطيات وأهداف
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 114-122 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي نوح وقومه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014 1735
التاريخ: 11-6-2021 3318
التاريخ: 8-4-2016 2500
التاريخ: 18-11-2014 4248

قال تعالى : {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود 36-44] .

ان النبي نوحاً (عليه السلام) قد بذل جهده وافنى طاقاته في سبيل هداية قومه ولكنهم تولوا عنه ، إلى حد يئس فيه النبي المجاهد من هدايتهم ، وعند ذلك وافاه الوحي الإلهي بالخطاب بالتالي : {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [هود : 36] ، فصار ذلك سبباً لتوجهه إلى الله تعالى والدعاء عليهم بقوله : {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح : 26 ، 27] .

 

صنع الفُلك (السفينة) وسخرية قومه

لقد اقتضت إرادة الله سبحانه بإبادة الكافرين وإهلاكهم وتطهير الأرض منهم ، وبإنقاذ المؤمنين من الهلاك ، ولما كانوا جميعاً يعيشون في منطقة واحدة فقد اقتضى ذلك توجيه الأمر إلى نوح بأن يصنع الفلك ، ليحفظ به حياة المؤمنين .

بدأ نوح بعمله في البر بعيداً عن الماء ، ولم يكن ذلك مناسباً لصنع الفلك ، الذي ينبغي أن يصنع قرب الشواطئ ليسهل إلقاؤه في الماء ، ومن هنا أخذ قومه يهزأون به ويسخرون منه (وكانوا يقولون يتخذ سفينة في البر) (1) ، وهذا يدل على أن طبائعهم قد جبلت على العناد والجحود والسخرية .

قال الشاعر :

فلا تبتئس من نقد من ليس حظه من الدهر ، إلا أن يرى وهو ساخر (2)

إن الفلك الذي يحمل المؤمنين ، ومن كل جنس من أجناس الحيوانات زوجين اثنين ، والطعام الذي يحتاج إليه الركاب طول فترة الطوفان ، إن هذا الفلك لابد أن يكون عظيماً قوياً يقاوم الأمواج العاتية ، وأن يكون صنعه بتعليم من الله سبحان ه و تسديده ، لأن نوحاً وقومه لم يروا سفينة من قبل ، ولم يعرفوا كيفية صنعها .

هذا وقد اختلفت كلمات المؤرخين في خصوصيات هذا الفلك ، ومهما اختلفوا في عرضه وطوله وسعته فالآيات التي تشير إلى أنه حمل فيه كل ذلك ، تدل على سعته وكبره . روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال : إن طولها كان ألفاً ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعاً . (3) ونقل ابن كثير أقوال الباقين في خصوصيات الفلك بما لا حاجة إلى ذكرها هنا . ومن المعلوم أن ذلك الفلك كان مؤلفاً من طبقات بعضها للناس وبعضها للدواب وبعضها للوحوش وبعضها للطيور . (4)

علائم البلاء في السماء والأرض

اقترب الموعد الذي حدده الله سبحانه لابتداء الطوفان ، وجعل علامة ذلك أن ينبع الماء من التنور الذي يخبز فيه (5) : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} وعندئذ أمر الله نوحاً أن يحمل في الفلك أهله ومن آمن به ومن كلّ زوجين اثنين : {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود : 40] .

ثم إنه دعا المؤمنين من أهله وأصحابه أن يركبوا فيها مبتدئاً بالتسمية : {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود : 41] . أي ان جريها ومنتهى سيرها بيد الله تعالى ، والسفينة وسيلة أمر الله بالتمسك بها .

وبدأت الأرض تفيض بالماء دفاقا ، والسماء تهطل بالمطر تهطالا ، حتى امتلأت الوديان ، واختفت قمم الجبال الرواسي ، لتحل محلها جبال من أمواج متابعة ، تشمخ في أبحر ثائرة ، ولم يبق هناك إلا سفينة أتقن صنعها بوحي الله ، تجري في وسط ذلك العُباب الزاخر بعين الله .

إنه حقاً لمشهد مهول يأخذ بأكظام النفوس ، وتضطرب القلوب من تخيله {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر : 11 ، 12] ، ولكن القلوب تهدأ وتطمئن حين ترى يد الرحة تمتد في أعماق الشدائد والأهوال لتنقذ المؤمنين الصادقين وترعاهم {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر : 13 ، 14] .

 

استواء السفينة على الجودي

إن الفلك التي أقلت نوحاً ومن معه استقرت في نهاية الأمر على الجودي ، وهو-كما قيل-جبل بديار بكر من بلاد الجزيرة في جبال تتصل بجبال ارمينيا .

قال في القاموس المحيط : والجودي جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح (عليه السلام) ويسمى في التوراة آراراط .

وقال في مراصد الاطلاع : جبل مطل على جزيرة ابن عمر في شرقي دجلة من أعمال الموصل .

وجاء في تفسير القمي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم . (6)

وكل ذلك أخبار آحاد لا يمكن الاعتماد عليها ، والعلم عند الله سبحانه وعند من علمهم من المعصومين .

 

نهاية قصة الطوفان

كانت الفلك تجري بنوح ومن معه ليالي وأياماً إلى أن أهلك الله سبحانه جميع الظالمين ثم جاء الأمر الإلهي بأن تبتلع الأرض ماءها وأن لمسك لسماء عن المطر فامتثلتا للأمر ، وغاض الماء ، وقضي الأمر الذي قدر .

ولما انتهى الطوفان ، خرج نوح ومن معه من الفلك سالمين ، قائلا (عليه السلام) : (بتعليم من الله سبحانه) : {... رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون : 29] .

ثم من سبحانه على نوح بأن جعل عقبه باقياً دون الناس أجمعين ، كما قد توحي بذلك الآية الكريمة : {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات : 77] ، وكما هو مشهور عند المفسرين والمؤرخين كابن عباس وقتادة والطبري الذي قال في تفسيره : ذرية نوح هم الباقون في الأرض بعد مهلك قومه ، والناس كلهم من بعده إلى اليوم إنما هم من ذرية نوح .

وشاء الله تعالى أن تستمر الحياة الإنسانية بعد انتهاء الطوفان ، وأن يفيض بنعمه وخيراته النامية على نوح وأصحابه المؤمنين ، ويهيئ مقومات العيش لكل البشر الذين سيملؤون الأرض من بعدهم : {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [هود : 48]

والمراد بـ{أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} هم الأمم الصالحون من أصحاب السفينة إذ كلهم سعداء ناجون . وهناك أمم أخرجهم اله من زمرة المخاطبين {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} وأخبر أنهم سيمتعون ثم يعذبون لتماديهم في الظلم والطغيان . ولذلك قالوا : إن النبي نوح هو الأب الثاني للإنسانية ، لما يظهر من القرآن أن الباقين في الأرض كلهم من ذرية نوح .

نعم يظهر من عدد من التفاسير أن الأمم اليوم ليسوا كلهم من ذرية نوح بلهم من ذريته وذرية من كان معه من المؤمنين ، وأن المراد بـ{أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} هم الأمم الصالحون من أصحاب السفينة ومن سيظهر من نسلهم من الصالحين . (7)

ولكن هذا لا ينسجم مع قول من فتر قوله سبحانه : {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات : 77] بقاء ذرية نوح وحدهم .

 

هل كان الطوفان عالمياً ؟

اختلف العلماء في موقفهم من هذا الأمر ، ففريق رجح شمول الطوفان للأرض كلها ، وقد ذهب بعضهم إلى حد تبني هذا الرأي ، وفريق آخر رجح وقوعه في جزء من الأرض ، وقد مال بعضهم إلى تبنّي هذا الرأي ، وثالث لم يرجّح هذا ولا ذاك ، واعتبر إبداء الرأي في هذا المجال يدخل في إطار الظن ولا يستند إلى أدلة واضحة ، وان معرفته ليست بذات قيمة في تحقيق أهداف القصص القرآني .

ويعتمد الفريق الأول في ترجيحه على عدد من الشواهد والقرائن ، منها ظاهر الآيات الكريمة ، كإطلاق لفظ الأرض في قصة نوح {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} [هود : 44] ، {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح : 26] ، والأمر بحمل زوجين اثنين من كل جنس من أجناس الحيوان ، فلو كان الطوفان-كما يقولون - خاصاً بناحية من نواحي الأرض لما كان ثمة حاجة إلى الأمر بحمل ذلك (8) ، ومنها وجود بعض الأصداف والأسماك المتحجرة في أعالي الجبال ، وهو دليل - كما يقولون-على أن الماء قد صعد إليها ، ولن يكون ذلك حتى يكون قد عم الأرض .

وأجيب عن هذه الشواهد والقرائن بما يلي :

١. إنّ القرآن المجيد يذكر الأرض ويريد بها منطقة معينة ، كقوله تعالى حكاية عن خطاب فرعون لموسى وهارون (عليه السلام) : {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} [يونس : 78] يعني أرض مصر وقوله : {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} [الإسراء : 76] والمراد بها مكة .

٢. إن حمل الأحياء في السفينة ، ربما يكون بهدف المحافظة على نسلها من الانقطاع في القسم الذي عمه الطوفان ، خصوصاً أن نقل الحيوانات وانتقالها في ذلك اليوم لم يكن أمراً هينا . (9)

ونقول : إن عالم الأحياء التي تعيش على الأرض عالم واسع جدا ، ويضم أنواعاً لا حصر لها ، تعد بعشرات أو مئات الآلاف من الأنواع ، ولا ندري كيف نتصور أن نوحا (عليه السلام) قد حمل جنسين من كل نوع من هذا الكم الهائل من الأنواع ، وأن السفينة قد استوعبت كل ذلك ؟!

٣. إن وجود الأصداف وغيرها في قلل الجبال قد يكون لأسباب أخرى غير طوفان نوح (عليه السلام) .

هذه الإجابات وبعض القرائن حدت بالفريق الثاني إلى ترجيح حدوث الطوفان فيجانب من الأرض .

ومن المسائل التي ذكرت لدعم القول بمحدودية الطوفان ، هي أن طوفان نوح كان بمثابة العقاب لقومه ، وليس هنا - كما يقولون - دليل على أن دعوة نوح شملت الأرض كلها ، وعادة فإن وصول دعوة نوح في مثل زمانه إلى جميع نقاط الأرض أمر بعيد . (10)

ونقول : إذا سلمنا بافتقارنا إلى دليل يدل على شمول دعوة نوح ، واستبعدنا وصول دعوته إلى جميع نقاط الأرض ، فإن الدليل يعوزنا أيضاً في إثبات أن الأرض كلها كانت مأهولة بالسكان ، خصوصاً إذا لاحظنا هذين الأمرين :

١. قرب العهد بين نوح وآدم أبي البشر (عليهما السلام) . وإذا صح ما ذكره المؤرخون والنسّابون من وجود ثمانية آباء بينهما ، (11) أدركنا حجم المجتمع البشري آنذاك ، وعدم تفرقه في مناطق نائية جداً .

٢. ما اشتهر على ألسنة المؤرخين والمفسرين بأن جميع البشر-بعد حادثة الطوفان - هم من ذرية نوح ، ولذا اعتبروه الأب الثاني للبشر -كما مر وثمة من يقول بأنهم من ذريته (عليه السلام) ومن ذرية من كان معه في السفينة. وهذان القولان يستلزمان عدم وجود أمم (غير أمة نوح) في بعض الأقطار الشاسعة لم تبلغهم الدعوة ، فلم يستوجبوا الغرق.

_________________________

1. روي هذا القول عن الإمام علي (عليه السلام) . انظر : انور المبين في صر الأنبياء والمرسلين ، للجزائري : ٧٣ .

2. البيت للسيد محمد جمال الدين الهاشمي .

3. النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين ، للجزائري : ٧٢ .

4. قصص الأنبياء لابن كثير : ٨٢ .

5. وقيل : المراد بالتنور وجه الأرض ، ذكره ابن عباس . التبيان : 5 /٤٨٦ .

6. النور المبين للجزائري : ٧٣ ؛ تفسير القمي : ١ / ٣٢٨ .

7. انظر الميزان في تفسير القرآن : ٢٣٩/١٠- ٢٤٠ .

8. الميزان في تفسير القرآن : ٢٦٤/١٠ .

9. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل : 501/6 .

10. الأمثل : ٥٠٢/٦ ؛ وانظر تفسير المراغي : ٦٧/٢٣(ط . دار إحياء التراث العربي) .

11. قالوا : هو نوح ن لامك بن متوشلخ بن إدريس بن لود (أو يارد) بن مهلائيل بن قينانبن أنوش بن شيث بن آدم .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .