الفيزياء و الكيمياء

يتصور البعض ان علم الجغرافية بعيد في تخصصاته عن العلوم الصرفة ومنها علمي الفيزياء والكيمياء ، فترتبط جغرافية الزراعة بالعلوم التطبيقية ومنها الفيزياء الذي يستخدم  كثير من النظائر وتطبيقها في الطبيعة لمعرفة التوزيع الجغرافي لكثير من  هذه الظواهر ومنها الظواهر الجوية ذات العلاقة بالإنتاج الزراعي مثل تباين درجات الحرارة في الغلاف الغازي وفيزياء الجو  المناخ الزراعي ( Agricultural Climate ) بالإضافة الى دراسة فيزياء التربة التي لها صلة وثيقة بالإنتاج الزراعي باعتبارها المصدر الأساسي لانتاج المحاصيل الزراعية ، وفي الجامعات الأوربية والأمريكية في الوقت الحاضر طبقت كثير من مناهج الفيزياء في مجالات جغرافية الزراعة فمعنى ذلك ان جغرافية الزراعة هي مجال ومتنفس لكثير من الدراسات الفيزيائية وخاصة فيزياء التربة والمناخات الزراعية وغيرها وهذا دليل على الترابط بين الفيزياء والجغرافية .

اما علم الكيمياء فيرتبط بجغرافية الزراعة من خلال استخدامه في تحليل الترب الزراعية ومعرفة درجة صلاحيتها للإنتاج الزراعي عن طريق المختبرات الكيمياوية ومعرفة العناصر الرئيسة التي تحتويها مثل الكاتيونات والأنيونات والأملاح والعناصر الأخرى وهذا ما يسمى بكيمياء التربة ولمعرفة مقدار العناصر المكونة للتربة من اجل تعويضها بالمواد الكيمياوية ، ولهذا جاءت صناعة الأسمدة الكيمياوية لتلافي أو تعويض مقدار النقص الحاصل في التربة لغرض تسميدها وتعويض الخصوبة المفقودة من جراء الاستخدام المستمر لها ، كما لا ننسى اهمية الكيمياء للإنتاج الزراعي من خلال توفير المبيدات الكيمياوية لمكافحة الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ، ومن خلال ذلك يمكن القول بان الزراعة لا تستغني عن علم الكيمياء وهذا هو الترابط الفعلي بينهما من اجل زيادة الإنتاج الزراعي كمآ ونوعا .

وبعد الإطلاع على العلاقة بين الجغرافية بصورة عامة وجغرافية الزراعة بصورة خاصة مع فروع الجغرافية الأخرى والعلوم التطبيقية والصرفة والعلوم الاجتماعية وغيرها يمكن ان نقول بان جغرافية الزراعة احدى العلوم المتطورة التي تحتاج الى العلوم الأخرى من اجل تطوير المعرفة المشتركة بين العلوم وادخال التطورات والتقنيات الحديثة في عملياتها الزراعية من اجل اتاحة الفرصة لتوفير الأمن الغذائي  وتوفير الحاجات الأساسية لكثير من السكان في العالم وخاصة في الدول ذات النمو السكاني الكبير كما هو الحال في دول شرقي آسيا والدول النامية التي تعتمد على الزراعة باعتبارها المصدر الرئيسي في بناء اقتصادياتها .