المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الربط عن طريق تماثل الأجسام المصورة
5-11-2020
برنامج الاضاءة في بيوت دجاج البيض المفتوحة
2024-05-06
معنى كلمة جسم
9-12-2015
خطوط فراونهوفر Fraunhofer lines
28-5-2019
أنكار السيدة ام سلمة سب أمير المؤمنين
7-4-2016
مري رع.
2024-05-16


استكشاف توقعاتك الخاصة  
  
2189   11:15 صباحاً   التاريخ: 22-3-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص21–23
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-02 918
التاريخ: 9-1-2016 2049
التاريخ: 7-11-2017 2163
التاريخ: 11-7-2022 2111

سيترك رأيك بشأن الصبيان عموماً وابنك خصوصاً أثراً قوياً وبالغاً على الطفل ، والشاب الراشد الذي سيصبح عليه ابنك. بصفتكم أهلاً ، تشكّلون العالم الذي يعيش فيه الولد وتعلّمونه بالمثل الذي تعطونه وبالكلمات ، الأمور المهمة فعلاً في الحياة. ستعلمونه من دون أن تدركوا ذلك في أغلب الأحيان ، عن الرجال والنساء والحب والحياة والنجاح. سيبدأ الولد حياته عبر رؤيته نفسه من خلال عيونكم. وإذا ظننتم أنها مسؤولية كبيرة فأنتم محقون .

يقال إنّ والد نجم كرة القدم الظهير الرباعي فيني تيستافردي وضع كرة في سريره يوم ولد. وخلال طفولته ومراهقته ، عاش فيني مع فكرة ان قدره في الحياة هو ان يصبح لاعب كرة قدم كبير ، وقد نجح في ذلك. لكن ، ماذا لو لم يحب فيني كرة القدم ؟ ماذا لو لعب فقط لإرضاء والده ، وخشية ان يخسر حبه ورضاه اذا ما ترك اللعبة ؟

سؤال ؟

ماذا لو أردت بشدة أن يتبع ابني خطاي لكنه رفض ذلك ؟

يفضل الناس الدعوات على الاوامر . يمكنك ان تعلم ابنك ما تستمتع به وتشاركه المتعة لكنك لا تستطيع ان تجبره على أن يصبح ما هو ليس عليه. سيكون اكثر سعادة وافضل حالا عندما يتمتع بحرية اكتشاف طريقه بنفسه ... مع دعمك وارشادك .

يعقد كافة الأهل آمالاً على أولادهم ويحلمون بمستقبلهم وهذا ما ستفعله أنت ايضاً. لكن الأهل الحكماء والمحبين يقيمون توازنا بين توقعاتهم الخاصة وبين فهمهم الواقعي لما هو عليه الابن .. قلباً وقالباً.

فكر للحظة في طفولتك الخاصة. كيف كان الجو السائد في المنزل الذي نشأت فيه ؟ هل كنت تشعر بأنك على طبيعتك أو أن والديك كانا متطلبين وكثيري النقد ؟ ما كان رأي والديك بأخوتك؟ هل كنت محبوباً أكثر أو أقل؟ هل كان يتملكك شعور بالانتماء وبأنك ذو قيمة أو اضطررت لأن تبذل الكثير من الجهد كي تنال رضا والديك؟ ما الاثر الذي خلقته طفولتك برأيك على حياتك كشخص راشد؟

يولد الأطفال كلهم مجهزين للارتباط بأهاليهم ، ويحتاجون جميعهم إلى حب الأهل ورضاهم ودعمهم. ومع مرور السنوات ، ستكتشف من دون شك أن مهمة ابنك في الحياة هي أن يصبح هو نفسه. سيتطابق مع توقعاتك في بعض النواحي ويفاجئك في العديد من النواحي الأخرى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.