أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18
![]()
التاريخ: 14-3-2022
![]()
التاريخ: 16-5-2022
![]()
التاريخ: 18-9-2021
![]() |
قال (عليه السلام) : ( أيها الناس ، ليَرَكُم (1) من النعمةِ وجلين ، كما يراكم من النقمة فرقين ، انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد امن مخوفا ، ومن ضيق عليه في ذاته يده فلم ير ذلك اختباره فقد ضيع مأمولا).
الدعوة إلى أمرين :
الأول : تقدير النعمة ، وعدم الانخداع باستحقاقها بعمل معين او نحو ذلك مما يتوهمه البعض ، فيتصرف بلا وعي لأهمية استعمالها في ما يرضاه منعمها تعالى ، بل يرى انه صاحبها ولا شأن لأحد به ، مع ان هذا التوهم يقابله احتمال انها اعطاء لغرض استكشاف منتهى ما يصنعه ، فإذا تجاوز الحد شمله قوله تعالى : {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ } [القمر : 42] ، وعندها {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر : 48] ، فيندم وقت لا ينفعه ذلك ، بينما الاجدر به ان يتعامل بخوف فيحتمل كونها لاستدراجه ، وعندها ينتبه لتصرفاته ، ويحسب للأمر حسابه ، فلا يورط نفسه بشيء يجر عليه الويلات ، فإن كان الحال كذلك في الاخر فقد حفظ نفسه ، وجنبها العقوبة ، وإلا فلم يضره ذلك التحوط.
الثاني : الصبر على الضائقة المادية التي قد يتعرض لها الانسان ، والتكيف معها بما يمررها بأقل الخسائر ، فقد يكون ذلك امتحانا ، وتهيئة لمنح المزيد لو اثبت كفاءته ، وانكشف استحقاقه لذلك ، فيحتاج إلى تحمل العوز ، وتجنب كثرة المصارف مهما استطاع ، حتى يتغير الحال ، فيحقق مراده ، وينجز امانيه ، ويتبدل حاله إلى أفضل مما كان عليه ، {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات : 22، 23] ، فكما ينطق الإنسان وثيق من نطقه ، فكذلك يأتيه رزقه ، لكن وفقا لجدولة زمنية معينة ، بحسب مقتضيات الحكمة والمصلحة ، فلو سعى لتحصيل الرزق ولم يتيسر له، فلا يشك في حصوله ، بل سيصل في الحال الأنسب ، وليس شرطا ان تكون ضمن احتياج الإنسان فعلا ، وان مما يبعث على الاطمئنان ، انه تعالى وهو المتفضل بالإنعام تكرما ، قد اقسم بقوله عزمن قائل : {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ..} [الذاريات : 23] ، مما لا يبقى للشك مجالا ، إذ لم يرد فلا احد يلجأه ، ومع ذلك يقدم الضمانات الكافية للتطمين النفسي والاستقرار الداخلي.
فهي دعوة إلى توازن الإنسان في حالتي الشدة والرخاء، وان لا يقتصر في استحضاره لقوة الله تعالى وقدرته ، على حال دون اخرى ، بل يكون متأدبا مع مقام الربوبية دائما ، إذ النعمة متعددة ومتنوعة ، فلا يستطيع انكار حقيقة انه مطوق بها، وانه لو داوم على الشكر ، لاحتاج إلى شكر آخر ، كونه قد انتبه فتوفق لذلك.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) اي يراكم ، وقد حذف الألف لكون الفعل المضارع مجزوما بلام الامر.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|