أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-6-2021
3108
التاريخ: 6-2-2017
2597
التاريخ: 23-6-2021
4128
التاريخ: 9-6-2021
2029
|
[ومنهم حلف آل سيحان المحاربي من جسر]
وذلك أن بني عبد مناف يقوونه وأنا أزعم أنهم عداد [1] ، دلني على ذلك قول عبد الرحمن بن سيحان [2] حين ضربه مروان بن الحكم وهو عامل معاوية على المدينة في الخمر ثمانين، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان: أما بعد فإنك ضربت عبد الرحمن بن سيحان في نبيذ أهل الشام الذي يستعملونه وليس بحرام حين كان حلفه إلى أبي سفيان وأيم الله! لو كان حليفا [3] للحكم [4] ما ضربته فأبطل عنه الحدّ [5] قبل أن أضرب معه من أخذت معه، عبد الرحمن بن الحكم، فأبطله عنه مروان، فقال عبد الرحمن ابن سيحان: (الطويل)
إني امرؤ عقدي [6] إلى أفضل الورى [7] ... عديدا إذا ارفضّت عصا المتحلف [8]
فبقوله عرف أنه عديد منهم [9] ... وليس بحليف حين أقرّ به في شعره
ومن أولئك في بني الحارث بن عبد المطلب عبد الله بن سعيد بن القسب [10] من أزدشنوءة، قال: وأظن أنه دخل فيهم [11] بنكاحه بحينة [12] بنت الحارث بن المطلب قد درج وليس له عقب، قال: ودخل في بني المطلب بن عبد مناف آل جهيم من السكاسك [13] دخلوا بصهر لهم فيهم ومن أولئك من بني عبد الدار بن قصي. آل علاط [14] البهزيون [15] من بني سليم بن منصور رهط حجاج بن علاط/ وكان مدخلهم فيهم أنها كانت عند الحجاج صفية بنت أبي طلحة ابن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، فولدت له معرض [16] بن الحجاج وأخاله، فدخلوا في بني عبد الدار بالصهر، وليس لهم حلف.
ومنهم آل يعلى بن منية [17] من بني تميم ومنية أمه، وهو يعلى بن أمية [18] ، ولا أعرف سبب دخولهم في بني عبد الدار ومن أولئك في بني أسد بن عبد العزى بن قصي آل حاطب بن أبي بلتعة صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شهد بدرا، ومنهم رجل من عنس من اليمن كان ملصقا في بني أسد بغير حلف فادعاه عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة، قال [19] : وهو من ولد الحارث بن أسد بن عبد العزى.
[ومن أولئك في بني زهرة بن كلاب]
آل يزيد [20] من الجدرة [21] من الأزد دخلوا في زهرة بنكاح عبد الله بن يزيد [22] ابنة الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد [23] [بن-] [24] الحارث بن زهرة، وليس لهم حلف، ومنهم آل أبي بشر من [25] خزاعة منهم كرامة البشرى الشاعر دخلوا بسبب أخوتهم إلى سباع بن عبد العزى من خزاعة.
ومنهم آل عبد بن القاري [26] وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة/ منهم مسعود بن عمرو القاري صاحب النبي صلى الله عليه وآله شهد بدرا وقتل بخيبر، قال [27] : سمعت من يحقق حلفهم، وسمعت من يوهنه، ويقول: إنما دخلوا بأرحامهم وأصهارهم في بني زهرة.
ومنهم آل شرحبيل بن حسنة وهو شرحبيل بن سفيان بن معمر ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكانت أمه حسنة من الأشعريين وكانت عند سفيان بن معمر فتبنى [28] ابنها شرحبيل وولدت له محمد بن سفيان فكانت هي وهما وسفيان من مهاجرة الحبشة [29] ، وقال بعض الناس: هو محمد بن الحارث بن معمر فحرم محمد على نفسه اللحم أو يرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل من أرض الحبشة حتى إذا كان بين جدة وعسفان [30] يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل به الموت فقال: إني لأكره أن ألقى الله عز وجل وقد حرّمت شيئا مما أحل، فدعا بلحم فأكله هو وسفيان أخوه، فخاصم بنو حطاب وحاطب الجمحيون عبيد الله بن شرحبيل وكان موسعا عليه فسبوه بأمه، فقال: لست منكم، أنا رجل من الغوث بن مر أخو [31] تميم [32] بن مر، وهم الذين كانت العرب تقول لهم إذا دفعوا بين المأزمين [33] : أجيزي صوفة [4] ، قال: وأخبرني عفان بن شبة قال: كانت أم الغوث [34] تلد النساء [35] فحلفت لئن ولدت غلاما لتعبدنه البيت الحرام، فكان أول ما ولدت الغوث بن مر [36] فكان أكبر بنيها [37] فربطته حول البيت، فمرت به أخته تكمة [38] بنت مر وهي أم غطفان وسليم وهما أخوان لأم، فقالت: والله! ما صار أخي إلا صوفة من حر الشمس، فسمي صوفة لذلك، فكانوا يجيزون بالناس الحج [39] فكانت العرب نقول لهم: أجيزي [40] صوفة. فقال: رزاح [41] بن ربيعة العذري أخو قصي وزهرة لأمهما يذكر ذلك: (الوافر)
أخذت الحج من عدوان [42] غصبا [43] ... ولو أدركت صوفة لاشتفيت
إذا يجنى عليه [44] بذلت نصري ... ويفعل مثل ذلك إن جنيت
ثم رجع الحديث إلى ذكر شرحبيل، قال: فركب عبيد الله بن شرحبيل إلى معاوية فقال: أنا رجل من الغوث بن مر، فقال: انظر ما تقول، قال: نسبي منهم فانقل ديواني، قال: فأين أجعله؟ قال: في بني زهرة قال: فنقله وأظن نقله [45] إلى زهرة خاصة لصداقة كانت بينه وبين عبد الرحمن بن زهرة ومن أولئك في بني تيم
آل علقمة بن وقاص الليثيون، وكان مدخلهم فيهم أن علقمة بن وقاص تزوج ابنة لعبيد الله بن عثمان أخت طلحة بن عبيد الله في الإسلام فدخلوا فيهم لصهرهم.
ومنهم آل أبي يحيى، وهم موال ينتسبون إلى حكم [46] من اليمن/ ومنهم آل الطفيل بن الأرت، دخلوا في تيم برحمهم لعائشة [47] أم المؤمنين.
ومنهم صهيب بن سنان بن يزيد بن النمر بن قاسط وكان [48] من ساكني شاطئ الفرات من قرية يقال لها الثني [49] فاستبته الروم صغيرا في عيال من بني الخزرج من النمر فنشأ في الروم حتى كبر، فابتاعته كلب فجاؤوا به إلى عكاظ فابتاعه عبد الله بن جدعان أعجمي اللسان فأعتقه وهو أخو مالك [50] بن سنان عامل كسرى على الأبلة [51] وقال مالك حين سرق صهيب: (الرجز)
أنشد بالله [52] الغلام النمري ... دجّ [53] وأهلي بالثني [54]
قال: هكذا جاء، وسمعته من غير واحد ينشده كذا ومن أولئك في بني مخزوم.
آل الفضيل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو.
ومنهم آل خراش [55] بن أمية: دخلوا في صدر الإسلام بسبب نكاح خراش بن أمية قذة [56] بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله [57] بن عمر بن مخزوم.
ومنهم حي من بني سامة بن لؤي أدخلهم فيهم إبراهيم بن هشام المخزومي بفرض فرضه لهم هشام بن عبد الملك.
ومنهم آل أبي ياسر من بني تميم دخلوا بفرض من عبد الملك بن مروان افترضه [58] لهم هشام بن إسماعيل.
ومنهم آل عمار بن ياسر صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان أمرهم أن ياسرا وهو رجل من عنس [95] من اليمن قدم مكة هو وأخواه الحارث ومالك يطلبون أخا لهم، فخرج الحارث ومالك وأقام ياسر فتزوج سمية بنت خيط [60] جارية أبي حذيفة [61] فولدت له عمار بن ياسر رضي الله عنه ثم خلف عليها الأزرق [62] غلام الحارث بن كلدة، وهو ممن أعتق بالإسلام يوم الطائف، فولدت له عمرا وسلمة ابني الأزرق فهما أخوان لأم وأعتق أبو حذيفة عمارا فنسبه في عنس صحيح، وهو مولى لآل أبي حذيفة ابن المغيرة.
ومنهم أبرهة بن الصباح [63] ، يقال [إنه-] [64] من حمير، و [هو-] حبشي أسلم ولم تصبه [65] منّة [66] من أحد ومن أولئك في بني عدي بن كعب.
آل بكير الليثيون دخلوا بفرض فرضه عمر بن الخطاب وهم يزعمون أنهم كانوا جيرانا لعمر بن الخطاب رحمه الله وهذا أثبت [67] لأنهم قد حضروا [68] بدرا وهم يعدون في بدريي [69] بني عدي.
ومنهم آل عامر بن ربيعة وهم آل قريط وهم من عنز بن وائل [70] إخوة بكر بن وائل ، وكان مدخلهم فيهم أن عامرا هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وشهد بدرا وكان لعمر صديقا ففرض له في قومه في بدريي [71] بني عدي، وأثبت من هذا أن الخطاب تبناه وأنه ورث الخطّاب مع ولده، فلما أنزل الله عز وجل في قصة زيد بن حارثة ما أنزل [72] نسب إلى أبيه ربيعة وكان ربيعة قد هلك وتركه صغيرا.
ومنهم آل واقد بن عبد الله التميمي وهو من بني عرين بن ثعلبة بن يربوع وكان واقد قد هاجر وشهد بدرا وكان لعمر صديقا ففرض له مع قومه من بني عدي ويبطل هذا أنه يعد مع بدريي [73] [بني-] [74] عدي بن كعب ويقال كان حليفا [75] جنى [76] جناية في قومه فلحق بمكة وحالف بني عدي.
ومنهم آل رافع وهم ينسبون إلى لخم ورافع مولى لعمر بن الخطاب.
ومنهم آل نمير أصحاب حضير [77] ، منهم أبو نمير الشاعر ينتسبون إلى همدان [78] ، وهم موالي لعمر بن الخطاب ومن بعضهم عركز [79] الفائد فادعى إلى همدان وانتفى من ولاء عمر ومن أولئك في بني جمح.
آل أبي يسار وأبي فكيهة وأبي تجزأة [80] عبيد [81] عمارة بن الوليد، وكان صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف تزوج ابنة لأبي يسار، فقال عبد الملك بن مروان لمحمد بن صفوان بن [82] عبد الله بن صفوان لما قدم [83] عليه: من أمك؟ فقال: بنت أبي يسار، فقال علقمة بن وقاص: أبصر بالنكاح من أبيك حين تزوج ابنة عبد الله بن عثمان [و-] [84] أخت طلحة بن عبيد الله ومن أولئك في بني سهم ولم يكن لهم حلف في الجاهلية.
آل عبد الرحمن بن يزيد بن عبد الله بن عمرو بن حبيب وهم يدعون إلى غطفان، وبعض الناس يزعم أنهم من بلى [85] من إراشة [86] وتزعم بنو عبس أن أبا يزيد عبد الله بن عمر كان عبدا لهم فارسيا فأبق منه فسمي [87] ملاصا [88] ليلة أبق، قال: ولم يكن في بني عامر بن لؤي حلف في الجاهلية، ودخل فيهم في الإسلام بدعاوة [89] بنو جناب الحميريون وهم من ثمود اليمامة، ودخل فيهم آل عمران بن أبي أنس وهم يزعمون أنهم من الأشعريين من بني أسعد وأن أبا أنس نوفل بن بجاد [90] ، وبنو عامر بن لؤي يزعمون أن أبا أنس عبد لعبد الله بن سعد بن أبي سرح، ودخل فيهم آل شريح وهم يدعون أنهم من لخم وجاءوا بنسبهم [91] من الشام بكتاب من بعض قضاة الشام إلى محمد بن عبد العزيز الزهري و [هو-] [92] يومئذ يلي قضاء المدينة، ولصحيح [93] نسبهم أن شريحا كان عبدا لأبي عمرو بن حماس [94] الديلي: قال عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري [95] : وكان مما انتهى إلينا مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله من تثبيت الحلف حلف الجاهلية ومن المواقيت التي أراد [96] أنه لا حلف بعدها، قال: قال عروة بن الزبير ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: «لا حلف في الإسلام وما كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام/ إلا شدة» . قال: وحدثني خالي عدي بن ثابت أن الأوس أرادت أن تحالف سليما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حلف في الإسلام ولا يزيد الإسلام حلف الجاهلية إلا شدة» . وحدث عن زيد بن أسلم عن الأعمش عن الشعبي قال قال رسول الله صلى عليه وآله: «لا حلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود» فهذا ما انتهى إلى عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تثبيت حلف الجاهلية وتوهين حلف الإسلام، قال: أحدث بنو الغزالة من بني سليم ثم من بني بهز حدثا في قومهم قتلوا قتيلا ثم خرجوا فركبوا الحرة فهبطوا [97] على أبي جليد [98] فحالفوه وكان منزله بالستارة [99] ، فطلبهم قومهم حتى جاءوهم [100] فمنعهم ابن أبي جليد، فقال: حالف [101] أبي وأنا أعقل عنهم [102] ، فقال رجل من بني بهز [103] : (الرجز)
جئت بها يا ابن أبي جليد ... حناكلا [104] مثل الوبار [105] السود
فقال ابن أبي جليد: (الرجز)
جئت [106] بها طامية [107] ذراها [108] ... يحب منها كل من يراها
قال: فلما كان زمن عثمان رحمه الله خاصمت بهز ابن أبي جليد في حلفهم وقالوا: حالفوا والنبي صلى الله عليه وآله بمكة فهذا حلف في الإسلام، فقضى أن كل حلف كان ورسول الله صلى الله عليه وآله بمكة فهو جاهلي، وما كان في الهجرة فهو إسلامي وأن لا حلف في الإسلام. وقد حالف [أبو-] [109] ربيعة جد إسحاق بن مسلم بن أبي ربيعة/ العقيلي في جعفي [110] ، فادعت جعفي أن نسبه منهم، فأنكرت ذلك بنو عقيل وقالوا: حالفوا في الإسلام وأنكرت ذلك جعفي، فقالوا: بل كان حلفهم في الجاهلية فقضى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أن كل حلف كان قبل نزول «لإيلاف قريش» فهو جاهلي وكل حلف كان بعد نزولها فهو منقوض، يريد علي بن أبي طالب عليه السلام بذلك أن من عقد [111] [حلفا-] لا يدخل في قريش بعد نزولها وهو [112] مردود عليه، قال عبد العزيز [113] : وقال عمر بن الخطاب: كل حلف كان
٢٦٢
قبل الحديبية [114] فهو مشدود [115] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [116] ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وادع قريشا كتب بينه وبينهم وأنه من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها دخل ومن أحب أن يدخل في عهد محمد صلى الله عليه وآله وعقده دخل، قال: وقال ابن عباس: كل حلف كان قبل نزول قول الله عز وجل وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ 4: 33 [117] مشدود [118] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [119] ، قال: وقال محمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري: نزلت في الحلف يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ 5: 1 [120] إلى آخر الآية، قال: وقال محمد بن علي عن أبيه عن يزيد بن ركانة [121] قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا معشر/ قريش! ادخلوا دار الندوة ولا يدخلن أحد ألّا أنتم، فقالوا: يا رسول الله! إن فينا غيرنا، قال: من؟ قالوا: عتبة بن غزوان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم» قال: وحدث بمثله عن حزام بن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه. قال: وقد دخل في أحلاف قريش من ليس لهم بحليف، منهم الحضارمة [122] وكان أمرهم أن كسرى بعث بلطيمة [123] إلى عكاظ فتعرضت [124] له بنو تميم وبنو شيبان فاقتطعوها فبعث إليهم كسرى خيلا واستعمل عليهم وهرز [125] ، فخرجوا حتى لقيتهم [126] تميم وشيبان بذي قار [127] فقتلوا فارسا [وهرز-] [128] واقتطعوها [129] ، فباعوهم [130] في اليمامة والبحرين وعمان، ووردوا [131] ببزر مهر [132] فباعوه وكان صنعا [133] فابتاعه صخر بن رزن الدئلي، ثم قدم عليه رجل من حضرموت وخرج به إلى حضرموت فافتداه بأربعة آلاف درهم وقدم به، فسمي [134] الحضرمي لقدومه من حضرموت فقال صخر بن رزن: (الكامل)
ومطية أفنيت محفد [135] رحلها ... وأبت عليها سفرتي ورحيلي
أبغي الفكاك لزرمهر إنه ... حدث علينا فاعلمن جليل
فعتق الحضرمي ونزل مكة وكثر ماله وولد نساء حسانا ورجالا فأنجبهم، فتزوج بنوه حيث أحبوا وهم يدعون حلف حرب بن أمية، وليس لهم حلف من أحد من قريش، وقال غير عبد العزيز [136] : كان أمر الحضرمي أن كلثوم بن رزن/ وأخاه الأسود بن رزن بن يعمر بن نفاثة [137] بن عدي بن الديل [138] خرج تاجرا الى حضرموت فرأى بها عبدا فارسيا نجارا يقال له زرمهر [139] لرجل من حضرموت يكنى أبا رفاعة فأعجب به وبعقله فخدعه حتى أبق به، فقدم مكة فأقام يعمل بها وذكر مكانه لمولاه فأقبل في طلبه حتى أخذه، فلم يزل ابن رزن حتى اشتراه منه ودفع إليه بعض الثمن واشترط عليه أنه متى أتاه بثمنه دفع العبد إليه، فجاء وأعطاه ذلك، وخرج أبو رفاعة راجعا إلى حضرموت، فلم يزل ابن رزن حتى جمع بقية ثمن العبد ثم خرج متوجها إليه وهو يقول: (الكامل)
أبلغ لديك أبا رفاعة أنه ... من حضرموت فبلغن رسولي
إني وجدك ما دنيت ولم أزل ... أبغي الفكاك له بكل [140] سبيل
ومطية أفنيت محفد رحلها ... وأبت عليها سفرتي ورحيلي
أبغي الفكاك لزرّمهر إنه ... رزأ [141] علينا فاعلمن جليل
فدفع الثمن إلى مولاه وقبضه وأقبل به إلى مكة فتركه يعمل بها فقال أهلها: الحضرمي، حتى غلب، فلم يكن يعرف إلا به، ثم أعتقه مولاه فعمل لنفسه [142] حتى أيسر وكثر ماله. ولجأ إلى أبي سفيان بن حرب فجاوره، وانقطع إليه وكانت بنو نفاثة فيما يقال حلفاء لحرب بن أمية فانضم إليه بذلك السبب ومنهم- قال عبد العزيز- كان فيمن صار في أحلاف قريش وليس لهم حلف آل مالك الدار مولى عمر بن الخطاب وهم ينتسبون إلى جبلان [143] من اليمن وإنما دخلوا في أحلاف قريش حين جحدوا ولاء [144] عمر وطلبوا [145] من المهدي في خلافته أن تكون دعوتهم في أحلاف قريش فأجابهم إلى ذلك، فكتبوا منهم، وهم موالي عمر بن الخطاب.
ومنهم آل أبي عون الدوسيون وهم ممن لم يحالف وهم بنو نبيش [146] وإنما دخلوا بسبب إخوتهم.
قال: ودخل في الأحلاف بسبب دوس آل أبي ذباب [147] وليسوا من دوس إنما هم بنو الحارث بن [148] عمرو وليس لهم حلف، قال: ودخل فيهم آل معيقيب [149] بن أبي فاطمة مولى سعيد بن العاص، وهم ينسبون إلى بني الحارث بن عامر.
قال: وكانت بين أحياء من قريش أحلاف، وكانت بين أحياء من العرب أحلاف، وكانت بين أحياء من العرب [150] بعضها في بعض أحلاف، وذلك سوى ما كتبناه في صدر كتابنا هذا، فتقطعت تلك الأحلاف وتركت وقد كتبنا ما حفظنا منها، فمن ذلك حلف عدي بن كعب إلى سهم وذلك أن صدّاد [151] بن عبد بن أذاة [152] بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح [153] بن عدي بن كعب سرق ناقة لعبد شمس بن عبد مناف فوثبت بنو عبد مناف على صداد يريدون قطع يده، فحالفت بنو عدي سهما وهم بنو أختهم أم سهم وجمح ابني عمرو بن هصيص [154] الألوف [155] بنت عدي بن كعب فقال عامر بن عبد الله: (الوافر)
فدى لبني سهيم [156] أبي وأمي ... إذا غصت من الكرب الحلوق
قال [157] : هكذا جاء هذا البيت [158] ، فمنعت بنو سهم بني [159] عدي من بني عبد مناف، ثم إن حارثة جد مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي شرب هو ونفر من بني سهم فيهم جد عمرو بن هصيص [160] السهمي، فضربه حارثة ضربة أمته [161] ، [162] فانقطع ذلك الحلف الذي كان بين عدي وسهم عند هذه الضربة .
________________
[1] في الأصل: اعدأ، يقال هم من عديد القوم وعدادهم أي معدودون فيهم، وفي الأغاني 2/ 80: وهم عندي أعزاؤهم.
[2] في الأصل: سبحان- بالباء الموحدة.
[3] في الأصل: لحليفا.
[4] يعني الحكم بن أبي العاص أبا مروان.
[5] حد الخمر ثمانون جلدة.
[6] في الأغاني 2/ 83: أنمى، وفي 2/ 84 منه: عقدي، كما في المنمق.
[7] في الأصل: الربا.
[8] في الأصل: المتخلف- بالخاء المعجمة.
[9] في الأصل: سهم.
[10] القسب كقتل بالفتح.
[11] في الأصل: منهم.
[12] بحينة كجهينة.
[13] في الأصل: السكاسد- بالدال.
[14] علاط بكسر العين.
[15] بهز- بفتح الباء وسكون الهاء: حي من بني سليم.
[16] معرض بضم الميم وفتح العين وتشديد الراء المكسورة.
[17] منية كغنية.
[18] في الأصل: إليه.
[19] في الأصل: وقال.
[20] في الأصل: يريد.
[21] في الأصل: الحدرة- بالحاء الحطى، والجدرة كقتلة.
[22] في الأصل: ثريد.
[23] في الأصل: عبيد، والتصحيح من نسب قريش ص 265 والمحبر ص 175.
[24] ليست الزيادة في الأصل.
[25] في الأصل: بني.
[26] كذا في الأصل، والظاهر أن بعض الكلمات سقط من الناسخ.
[27] في الأصل: وقال، والضمير في قال راجع إلى ابن أبي ثابت الراوي.
[28] في الأصل: فتبنا.
[29] في الأصل: الحبشية.
[30] عسفان كغفران: موضع على نحو خمسين ميلا من مكة في طريق المدينة- معجم البلدان 6/ 174.
[31] في الأصل: احوه.
[32] في الأصل: تيم.
[33] المأزم بكسر الزاي المعجمة: الطريق الضيق بين الجبال والمازمان: موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين الجبلين- معجم البلدان 7/ 362.
[34] كان يقال للغوث بن مر وولده صوفة وكانوا يدفعون بالناس من عرفة ويجيزونهم إذا فرغوا من رمي الجمار بمنى فإذا أرادوا النفر من منى أخذت صوفة بناحيتي العقبة فحبسوا الناس، فقالوا: أجيزي صوفة، فإنهم لا يغادون منى حتى غادرت صوفة.
[35] في الأصل: تئيد للنساء.
[36] في أخبار مكة ص 128: الغوث بن أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد.
[37] في الأصل: ولدها.
[38] تكمة كبردة بالضم.
[39] في سيرة ابن هشام ص 77 بعد يجيزون: للناس بالحج من عرفة.
[40] في الأصل: أجزي.
[41] رزاح كرماح.
[42] اسم عدوان تيم في قول السهيلي (الروض الأنف 1/ 86) وأمه جديلة بنت أد أخت تميم بن مر وقال ابن عبد البر في القصد والأمم ص 84: إن اسمه الحارث بن عمرو بن قيس، وقيل له عدوان لأنه عدا على أخيه فهم وقتله، وفي أخبار مكة ص 129: فولى الغوث بن أخزم الإجازة من عرفة وولده بعده في زمن جرهم وخزاعة حتى انقرضوا ثم صارت الإفاضة في عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر في زمن قريش في عهد قصي.
[43] في الأصل: غصبا.
[44] في الأصل: على.
[45] في الأصل: نقلته.
[46] يعني حكم بن سعد العشيرة.
[47] في الأصل: لعايشة- بالياء المثناة.
[48] في الأصل: وهذا.
[49] في الأصل: البني- بالباء الموحدة، والتصحيح من طبقات ابن سعد 3 (ألف) / 161، والثني بالمثلثة موضع بالجزيرة قرب الرصافة- معجم البلدان 3/ 26.
[50] في أنساب الأشراف 1/ 180: كان سنان عاملا لكسرى على الأبلة من قبل النعمان بن المنذر، وفي طبقات ابن سعد 3/ 161: وكان أبوه سنان أو عمه عاملا لكسرى.
[51] الأبلة بضم الهمزة والباء الموحدة وفتح اللام المشددة، كانت مرفأ تجاريا ذا أهمية كبيرة في مصب دجلة والفرات على ثلاثة عشر ميلا من حيز البصرة يأتيها السفن من فارس والهند وسيلان وملايو والصين ومن بلاد شرق إفريقية، وكانت تحت سيطرة الفرس.
[52] في طبقات ابن سعد 3 (ألف) / 161 وتهذيب ابن عساكر 6/ 447: أنشد الله.
[53] دج يدج من باب ضرب: مشى رويدا في تقارب خطو أو أقبل وأدبر ويأتي بمعنى أسرع أيضا.
[54] في الأصل: بالبني- بالباء الموحدة [والمصراع ناقص الركن هكذا في طبقات ابن سعد ج 2 ص 167- مدير] .
[55] خراش كرماح.
[56] قذة بضم القاف وفتح الذال المشددة.
[57] في الأصل: عبد الدار، والتصحيح من نسب قريش ص 300- 332.
[58] في الأصل: استفرضه.
[59] عنس بفتح العين ثم السكون: بطن من مذحج.
[60] في أنساب الأشراف 1/ 157: خياط، وكذا في الاستيعاب 2/ 442 والاصابة 4/ 334، وزاد ابن حجر: وعند الفاكهي سمية بنت خيط، والفاكهي مؤلف كتاب مكة.
[61] في الأصل جذينه، وأبو حذيفة هذا هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
[62] في الأصل: الأوزق- بالواو والزاي المعجمة.
[63] في الأصل: الصباح.
[64] ليست الزيادة في الأصل.
[65] في الأصل: تصبه، والتصحيح من الإصابة 1/ 17.
[66] في الأصل: منه، والتصحيح من الإصابة 1/ 17، وفي الإصابة 1/ 17: أسلم ولم تصبه منة لأحد، والمعنى أنه أسلم من تلقاء نفسه.
[67] في الأصل: اسمها ولعل الصواب ما أثبتنا.
[68] في الأصل: حضرو.
[69] في الأصل: بدري.
[70] في الأصل: وايل- بالياء المثناة.
[71] في الأصل: بد.
[72] ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 الآية 5 في سورة الأحزاب 33.
[73] في الأصل: بدري.
[74] سقط من الأصل (مدير) .
[75] في الأصل: حلفا.
[76] في الأصل: جنا.
[77] حضير كزبير، ولعل المراد حضير بن سماك الأشهلي أحد رؤساء الأوس.
[78] في الأصل: الهمدان.
[79] كذا في الأصل، ولعله كريز (مدير) .
[80] في الأصل: تجرأة، وكذا في المحبر ص 408.
[81] انظر ص 194 حيث قيل إنهم معدودون في بني نوفل بن عبد مناف، انظر أيضا المحبر ص 408.
[82] في الأصل: أبي عبيد الله بن محمد.
[83] في الأصل: فقدم.
[84] ليست الزيادة في الأصل.
[85] بلى كرضي وزن فعيل.
[86] إراشة بكسر الهمزة: أبو قبيلة من بلى.
[87] في الأصل: فيسمى.
[88] في الأصل: ملاص.
[89] في الأصل: بدعاوته.
[90] في الأصل: مجاد، وبجاد كرماد.
[91] في الأصل: بنيسبهم.
[92] ليست الزيادة في الأصل.
[93] في الأصل: يصحح.
[94] حماس بكسر الحاء المهملة.
[95] يعني ابن أبي ثابت الراوي.
[96] في الأصل: راد.
[97] في الأصل: فهبطوا.
[98] جليد كزبير.
[99] الستارة بكسر السين: قرية بضواحي المدينة على خمسة وسبعين ميلا منها في شمال غربيها- معجم البلدان 2/ 164 و 5/ 35.
[100] في الأصل: جاؤاهم.
[101] في الأصل: حلف.
[102] في الأصل: منهم، وعقل عن فلان بمعنى أدى عنه ما لزمه من دية أو غرامة.
[103] في الأصل: بهر- بالراء المهملة.
[104] الحناكل بفتح الحاء وكسر الكاف جمع الحنكل كجعفر وهو اللئيم والقصير يصف الإبل التي عقل بها عن القتيل.
[105] الوبار بكسر الواو جمع الوبر كقبر وهو دويبة كالسنور ولكنها أصغر منه.
[106] في الأصل: جئيت- بالهمزة والياء.
[107] في الأصل: ظامية- بالظاء المعجمة، والطامية: العالية.
[108] ذراها: أسنمتها.
[109] ليست الزيادة في الأصل.
[110] في الأصل: جعلي، وجعفي بضم الجيم المعجمة وسكون العين وكسر الفاء أبو حي باليمن.
[111] في الأصل: عمل.
[112] في الأصل: فهو.
[113] يعني ابن أبي ثابت الراوي مؤلف كتاب الأحلاف.
[114] وكانت هدنة الحديبية سنة 6 من الهجرة.
[115] في الأصل: مشود.
[116] في الأصل: منقوص- بالصاد المهملة.
[117] سورة 4 آية 33.
[118] في الأصل: مشود.
[119] في الأصل: منقوص- بالصاد المهملة.
[120] سورة 5 آية 1.
[121] ركانة بضم الراء.
[122] في الأصل: الخضارمة- بالخاء المعجمة.
[123] اللطيمة كجريمة: العير التي تحمل الطيب وبز التجارة، وقيل كل سوق يجلب إليها غير ما يوكل من حر الطيب والمتاع.
[124] في الأصل: فعرضت.
[125] في الأصل: وهدر، ووهرز بفتح الواو وسكون الهاء وكسر الراء.
[126] في الأصل: لقيت هم.
[127] في الأصل: بذي قارن، وذو قار كان ماء لبكر بني وائل بين الكوفة وواسط، معجم البلدان 7/ 8.
[128] ليست الزيادة في الأصل.
[129] في الأصل: وتقطعوها.
[130] يعني الأسرى ويظهر أن بعض العبارة سقط هنا من الناسخ.
[131] كذا في الأصل، ولعله تصحيف أسروا.
[132] بزر مهر بضم الباء وسكون الزاي وفتح الراء وكسر الميم.
[133] في الأصل: صنيعا، والصنع بالكسر والتحريك: الماهر في عمل اليدين.
[134] في الأصل: فاسمي.
[135] المحفد كمسجد: أصل السنام والأصل.
[136] يعني ابن أبي ثابت الراوي.
[137] نفاثة بضم النون.
[138] في الأصل: الريل- بالراء.
[139] في الأصل: رزمهر- بتقديم الراء على الزاي المعجمة.
[140] في الأصل: بعل.
[141] في الأصل: رز، والرزأ بالضم والهمزة: المصيبة.
[142] في الأصل: لتفسه.
[143] في الأصل جيلان- بالياء المثناة، وجبلان كقربان بالضم بلد واسع بين وادي زبيد (كحديد) ووادي رمع (كحمي) وكان يسكنه بطون من حمير من نسل جبلان والصرادف- معجم البلدان 3/ 48، في تاج العروس 6/ 162 ومعجم البلدان 5/ 350: الصردف كجعفر (في تاج العروس بدون الألف واللام) بلد في شرقي الجند من اليمن.
[144] في الأصل: ولا.
[145] في الأصل: فطلبوا.
[146] نبيش كزبير- انظر ص 235.
[147] ذباب كغراب.
[148] في الأصل: ابن.
[149] معيقيب بضم الميم وفتح العين وسكون الياء وكسر القاف وسكون الياء.
[150] في الأصل: لعرب.
[151] صداد كشداد، في نسب قريش ص 368: صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح.
[152] في الأصل: اداة- بالدال المهملة، والتصحيح من نسب قريش ص 347.
[153] رزاح بفتح الراء، أنظر تاج العروس 2/ 143.
[154] هصيص كزبير.
[155] في نسب قريش ص 386: الألود- بالدال المهملة، لم نجد له ذكرا في تاج العروس، [وادي بني الألوف في ص 82- مدير] .
[156] في الأصل: سهم، لكنه سهيم بدل سهم وغير منصرف بدل منصرف لضرورة الشعر (مدير) .
[157] في الأصل: وقال.
[158] في الأصل: لبيت- بنقص ألف.
[159] في الأصل: بن.
[160] في الأصل: محيض- بالحاء والضاد المعجمة.
[161] في الأصل: امه، ومعنى أمته: أصابت أم رأسه وشجه.
[162] في الأصل: فانقطع ذلك الحلف عند الذي كان من هذه الضربة بني عدي وسهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|