قال (عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه ، هانت عليه شهواته).

تحذير من اتباع الهوى الشخصي وما يفرضه على صاحبه من مواقف مرتجلة غير مدروسة قد تصل احيانا إلى الحط من قدره الإنساني ، الاجتماعي .... ، وقد استعمل (عليه السلام) هذا الاسلوب الوعظي للتأثير على موقع حساس في النفوس وهو مسألة الكرامة والانفة والحمية والاعتزاز بالشخصية وما إلى ذلك مما يدور في دائرة تكريم النفس واحترامها وعدم بذلها في مواقع ذليلة، ليكون من المضمون الاكيد الابتعاد عن سبيل الشهوة التي تتحرك عشوائيا  فتأجج في الإنسان مشاعر وخواطر تدفعه للقيام بعمل معين يعود عليه بالانتقاص او شاع بين الاخرين فمثلا لو اتبع الانسان شهوته وغريزته ورغبته في الاكل او الشرب او الممارسة الجنسية او الملابس التي يفاخر بها او المركب الذي يتميز به ، عن غيره فإنه يتعرض لانتقاد لاذع واستغراب وربما استهانة فينعكس سلبيا على منزلته في القلوب وعلى مدى الاستجابة له او التأثير عندما يتحرك بينهم كفرد له وزنه ومستواه الخاص.

أما إذا حاولت تذليل النفس وقودها لتكون طيعة مطيعة للعقل والشرع فلا يتورط في مشاكل مع الناس ولا يفقد موقعه او يخسر منزلته المعينة بينهم.

فالدعوة إلى الابتعاد عن سبيل الغريزة والشهوة وما يكون منشأة العاطفية التي لا تتفق مع العقل في اكثر من موقع ، لأن ذلك يؤثر قويا على توازن شخصية الإنسان في المجتمع.

والملتزم بهذه الحكمة يكون قد عود نفسه على طاعة الله تعالى والتزامه أوامره واتباعها والابتعاد عن نواهيه وزواجره ، وكفى بذلك ربحا يستحق التضحية والبذل لأجله.