أقرأ أيضاً
التاريخ:
2468
التاريخ: 27-12-2020
1986
التاريخ: 21-9-2016
2228
التاريخ: 18-10-2016
4245
|
خلف السومريون والبابليون إرثا أدبيا غزيرا يتصف بالأصالة والتنوع ويعتبر الأكثر قدما, فأقدم النصوص السومرية المعروفة حتى الآن يعود تاريخها إلى 2400 ق.م (1), وبذلك فقد كان للسومريين ومن بعد البابليين إسهام كبير وفعال في إغناء الفكر الإنساني, لكن يبقى فضل هذه الحضارة في تعليم الناس الكتابة في مقدمة المنجزات العظيمة التي أفادت الشعوب القديمة, فبواسطتها تدون الكلمة وتحفظ وتنقل إلى الأجيال القادمة (2). فقد وصلتنا نماذج كثيرة من مؤلفاتهم مدونة على رقم من الطين بالخط المسماري وباللغة المسمارية و الأكدية (البابلية) وكانت الرقم المكتشفة في مكتبة آشور بانيبال (3) أكثر النماذج شهرة ومحتوى حيث تم العثور على أكثر من عشرين ألفا من الرقم الطينية تناولت مختلف المواضيع، وما يدعوا للإعجاب أنهم لم يتركوا ضربا من ضروب الأدب إلا وطرقوه (4).
وقد تناول الأدب السومري والبابلي وبكلا نوعيه الشعر والنثر الأدبي أو الشعري مواضيع عديدة كانت تشغل بال القوم في حياتهم العامة والخاصة مثل نظرتهم إلى الكون والحياة وأصل الوجود والأشياء والمجتمع الإنساني ومشاكله, وسلوك الفرد والقيم الاجتماعية وحياتهم الروحية والعاطفية, ومشكلة الموت وعالم ما بعد الموت وقضية الخير والشر وما يسمى بالعدل الإلهي مع وجود الشر.. إلى غير ذلك.
ومن خلال ملاحظتنا للمواضيع التي تناول الأدب يمكن القول أنه يغلب عليه الاتجاه الأسطوري فعلى الرغم من أنهم عالجوا في أساطيرهم قضايا مهمة وخطيرة إلا أن معالجتهم لهده القضايا لم يكن على أساس فكر موضوعي ومنطقي بل كانوا في معالجتهم للقضايا ينظرون إليها دائما من جهة من يحدثها وليس كيف تحدث, فسلالة أور الثالثة مثلا سقطت لجملة من الأسباب السياسية والاقتصادية, لكنها من وجهة النظر السومرية كانت نتيجة لغضب الإله انليل الذي أرسل الأموريين ضدها، وبذلك فإن فهم معتقدات القوم- السومريين والبابليين- وأفكارهم ونظرتهم للكون يتطلب استيعابا لأدب حضارة وادي الرافدين.
______________
(1) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 159 )
(2) فاضل عبد الواحد علي, سومر أسطورة وملحمة, دار الشؤون الثقافية العامة, بغداد, 1997 , ص 57 .
(3) سميت نسبة إلى الملك آشور بانيبال ( 669- 630 ق.م) آخر ملوك آشور, عثر عليها في خرائب نينوى على يدي المنقب البريطاني سير هنري لايارد والمنقب العراقي هنري رسام ( 1826-1910م) وتابع رسام فيما بعد التنقيب وكشف عن القسم الثاني من المكتبة سنة 1853 والذي حوي لوحات المجموعة الآشورية لملحمة جلجامش, و قد تجمع من تلك الكتبة 25000 لوح طيني يحمل الكتابة المسمارية, وحفظ أكثر من 2000 لوح منها في المتحف البريطاني. أنظر: كوركيس عواد, خزائن الكتب القديمة في العراق القديم من أقدم العصور حتى1000هـ, دار الرائد العربي, بيروت, 1986 , ص ص 48-54.
(4) فاضل عبد الواحد وآخرون, المرجع السابق, ص 215 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|