أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
3262
التاريخ: 2023-12-03
1101
التاريخ: 10-10-2014
2795
التاريخ: 10-10-2014
1893
|
لقراءة القرآن آداب كآداب التلميذ عند أستاذه، فكما أن التلميذ حينما يقدم إلى أستاذه باعتبار التلمذة ليأخذ الدرس منه، فعلى المؤمن أن يقوم بعدة تعليمات تكون مكملة لهذه القراءة المطلوبة فعليه :
أولا : الاستعداد النفسي للقراءة
و ذلك بالوضوء قبل البدء {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة : 79] فجدير بهذا القارئ إذا أراد لمس حروف القرآن أن يتطهر حتى يحق له لمسها، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «قال لا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتى يتطهر».(1)
بل حتى إن الروايات أمرت بتطهير الفم على وجه الاستحباب لقراءة القرآن.
فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال : «نظّفوا طريق القرآن قيل : يا رسول اللّه وما طريق القرآن؟ قال أفواهكم. قيل بما ذا؟ قال : بالسواك».(2)
فكل من يريد أن ينتفع بالقرآن تمام الانتفاع عليه بتحصيل الاستعداد النفسي وذلك يتوقف على طهارته، ونظافته من الأوساخ والقاذورات، للإقبال على الحديث مع اللّه. حيث من يقرأ كأنما يتحدث مع ربّه، ومن يريد أن يكون بحضرته يستعدّ للقائه. كما يستعد للقاء الأمراء والملوك بأفخر الملابس وأجملها وأنظفها.
ثانيا : الصوت الحسن
للصوت وطريقة القراءة تأثير على القارئ نفسه والمستمع أيضا، فكلما كان الصوت حسنا وجميلا مع ضبط المخارج للحروف كان الكلام أبلغ في التعبير وأوضح للسامع. ولحروف اللغة العربية مميزات تختلف باختلاف المخارج، فكل حرف مختص بجرس معين وإيقاع مناسب.
قال يحيى اليمني في كتاب الطراز «ما من واحد من الأحرف العربية إلا وهو مختص بنوع فضيلة لكنها متفاوتة في الصفاء والرقة، ولهذا فانك تجد (العين) انصع الحروف جرسا وألذّها سماعا، والقاف مختصة بالوضوح والمتانة وشدة الجهر، فإذا وقعا في كلمة حسنّاها لما فيها من تلك المزية. وهكذا كل حرف منها له مزية لا يشاركه فيها غيره، فسبحان من انفذ في الأشياء دقيق حكمته، واحكم المكونات بعجيب صنعته. فمتى روعيت هذه الاعتبارات وألقت الكلمة من هذه الأحرف السهلة كان الكلام في نهاية العذوبة وجرى على أسلات الألسنة بالسلالة وخفة المنطق». (3)
ومن هنا نلاحظ أن العرف يتذوق الأصوات فيعجب بها، وينسجم معها، باعتبار أن الصوت أداة اللفظ للتعبير عن الأفكار والكلام المراد إيصاله إلى السامع. فإذا كان حسنا وجميلا وخارجا من القلب فانه يؤثر، ويدخل في قلب المستمع عند الإنصات إليه. ولذا ورد عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) في قراءة القرآن بالصوت الحسن.
فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «إن حسن الصوت زينة للقرآن» (4)
وعنه أيضا : «إن لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن». (5)
وعنه كذلك : «زيّنوا القرآن بأصواتكم». (6)
وعن الرضا (عليه السلام) : «حسّنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا» (7)
وعن الصادق (عليه السلام) يقول : «كان علي بن الحسين صلوات اللّه عليه أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقاءون يمرّون فيقفون ببابه يسمعون قرآنه، وكان أبو جعفر أحسن الناس صوتا» (8)
ولذا نرى أن القرآن قد نهى عن الصوت المنفر بشكل عام سواء كان في أثناء الحديث أو قراءة القرآن. فقال سبحانه وتعالى : {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [لقمان : 19] وصدور التلاوة من المؤمن للقرآن بالصوت الحسن فإنها ترهف وتشجي القلوب، وتنقاد إليها النفوس، وتصغي إليها الأسماع، ويقبل العقل عليها بالتدبر في معانيها، باستحسان بلاغة آياتها وشدة تأثيرها فتحرك القلوب المتحجرة بهذا التعبير الصادق والصوت الحسن.
ثالثا : الخشوع
هو تأثر خاص يضفي على الإنسان حالة الخضوع تجاه من يخشع إليه.
فعند ما يأخذ المؤمن القرآن بيده ليقرأه فليشعر نفسه انه بحضرة اللّه الخالق العظيم، وان ما بين يديه هو رسالة منه إلى هذا العبد الضعيف، فلينظر ما ذا يريد منه الله في هذه الرسالة. فيقول سبحانه : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد : 16]
فالخشوع بالقلب هي صفة من صفاته، فكلما قرأ الإنسان آية من آيات كتاب اللّه زاد تأثره، وانتفع بها. فآيات الوعد والوعيد والإنذار والتبشير تثير فيه الأمل والخوف، فيتحرك فيه الشوق والخشوع.
فعن أبي أسامة قال زاملت أبا عبد اللّه (عليه السلام) : «قال : فقال لي اقرأ فافتتحت سورة من القرآن فقرأتها فرّق وبكى.
ثم قال : يا أبا أسامة ارعوا قلوبكم بذكر اللّه» (9)
فقراءة القرآن بحالة من الخشوع مطلوبة لتحلّق بالإنسان إلى عالم الطهر لانفصالها عنه في غير هذه الحالة، فيدرك المؤمن حينها مدى الهجران بينه وبين اللّه، فيجهد نفسه للتقرب منه بواسطة السير الروحي والسلوك القلبي.
فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «اقرأ بالحزن فانه نزل بالحزن» (10)
وعن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : «قلت : إن قوما إذا ذكروا شيئا من القرآن أو حدّثوا به صعق أحدهم حتى يرى أن أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك؟ فقال سبحان اللّه ذاك من الشيطان ما بهذا نعتوا إنما هو اللين والرّقة والدّمعة والوجل» (11)
_____________________
1. الوسائل ( ج 4) ص 847 .
2. بحار الأنوار ( ج 92) ص 213 .
3. الطراز ( ج 1) ص 106 .
4. بحار الأنوار ( ج 92) ص 190 .
5. الكافي ( ج 2) ص 615 .
6. الترغيب والترهيب ( ج 2) ص 363 .
7. عيون الأخبار( ج 2) ص 69 .
8. الكافي ( ج 2) ص 616 .
9. روضة الكافي ص 167 .
10. الوسائل ( ج 4) ص 856 .
11. الكافي ( ج 2) ص 616 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|