أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2022
1417
التاريخ: 27-8-2018
1475
التاريخ: 21-5-2022
1379
التاريخ: 27-1-2016
3351
|
الشباب وأهميته في نظر الدولة:
إن الدور الذي يؤديه الشباب في تغيير المسار السياسي لدولهم يعود الى ما تؤكده اهمية القوة البشرية في تأثيرها في قوة الدولة وجغرافيتها السياسية انطلاقا من ان اغلب المشاكل السياسية التي تعاني الدول في العالم منها ترجع في طبيعتها الى دور العامل البشري فيها(1).
وتحظى فئة الشباب بأهمية خاصة كونها احدى اهم الثوابت جغرافية السكان ، فيما يمكن ادراك كوامن القوى في خصائص السكان ، من حيث حجم السكان ونموهم وكثافتهم وتوزيعهم الجغرافي داخل الاراضي الدولة ، وفضلاً عن تركيبهم الجنسي والاثني وانعكاس ذلك على وحدة الشعب وتماسكه وبيان دور العلماء والتكنولوجيين وكل خصائص السكان الحضارية مع اثرهم ودورهم في دعم النظام السياسي وتوجيهاته الخارجية ، ويشمل كذلك حجم القوات المسلحة والرأي العام والفكر السياسي .
ويرتبط ذلك بشكل فعلي مع الثوابت الجغرافية الاقتصادية … حيث ان امكانات الدولة الاقتصادية ترتبط وبشكل مباشر وقدرة السكان من فئة الشباب على ادارة شؤون الاقتصاد بكفاءة عالية عندما نهيئ الفرص لهم للتدريب والتعليم بما يمكنها من خلق مؤسسات صناعية متقدمة وقدرة على انتاج الغذاء وزيادة حصة الفرد من اجمالي الدخل القومي .
ان سلوك الدولة في علاقتها مع بعضها تتحدد بأهدافها وقوتها، وان هذه الاهداف تكمن في ضمان القوة والتطور الحضاري ، فكل امة تتمنى في الواقع ان تتحقق ذلك وان ضمان الناجح لأهداف أي امة هي قوتها أي قدرتها في التأثير في سلوك الامم الاخرى من خلال ما تمتلكه من امكانات . ومن المحددات الرئيسية لمثل هذه الامكانيات تكمن في حجم سكانها وخاصة الشباب منهم ومدى كفاءة هذه الشريحة ومستوى تطورها …ان صياغة سياسية خارجية ناجحة او واقعية تتطلب هيكلياً شاملاً لكل مؤثرات الثوابت الجغرافية ، ولعل سكان ممثلاً بشبابهم يلعب الدور الحاسم لذلك.
فلا غنى للدولة عن ايجاد موازنة مع دول الجوار الجغرافي تفادياً لظهور ما يصلح علية بالانحدار الجيوبوليتيكي ، ورغم التطور الهائل في كل التقنيات السلمية او الحربية فان الشباب هم صناعها وهم مستخدموها ، ومن هنا فان الدولة تأخذ التطور النوعي أي الكفاءة العلمية والمهنية للشباب مقياساً مهماً في بناء الوظيفة الدخيلة للدولة والتي ينعكس على سلوك الدولة الخارجية بمعنى اخر ان السلوك الجيوبوليتيكي الذي تمارسه الدولة تجاه الدول الاخرى التي تشاركها المسرح الجغرافي العلمي، هذا السلوك هو حصيلة قدرتها الذاتية المستمدة من عناصر قوتها الجغرافية، ويأتي عنصر السكان بقوته الفعالة ( الشباب) في مقدمة هذه العناصر لعل اختلاف التأثير الجيو بوليتيكي للأقاليم السياسية العالمية ( الدول) ماهو في حقيقته الى نتيجة فعلية لمخرجات شبابها ، فقد نجد على خارطة العالم اليوم دول تتساوى في المساحات او السكان اذ تتوفر فيها الموارد بطريقة او بأخرى، أي ان مدخلات دول كثيرة تقترب من بعضها ولكن مخرجات هذه الدول مختلفة تماماً .. يمكن القول بهذا الصدد ودون ان يكون قد انتمينا الى المدرسة الحتمية … ان ذلك التفاوت والتأثير يعود بالدرجة الاساس الى العنصر البشري المتطور الذي اعطيت له فرص التعليم والاهتمام بما يجعل منه فئة فعالة مؤثرة .
ولدينا في عالم اليوم امثلة عديدة لوحدات سياسية بلغت اوج تطورها وقوتها بسياسة سكانية ناجحة واهتمام موضوعي في اعداد الشباب .. ولا بد من الاشارة ان قيمة أي اقليم سياسي جيو ستراتيجياً هو بقدر تأثره بمحيطه الاقليمي والدولي ولا يقتصر هذا التأثير عسكرياً بل قد يكون اقتصادياً او حضارياً.
يندرج اهتمام الدولة بالشباب من خلال ما يمكن ان توفره تلك القوة البشرية من إمكانات عسكرية يجعلها في مأمن كما يجعل ميزان القوى لصالحها طالما انها بإمكانات اكبر من إمكانات الدول التي تجاورها(2).
ويرى علماء جغرافية السياسة ان الارض التي تشغلها الدولة تمثل الاساس القانوني لكيانها، إلا ان وجودها الواقعي لا يتحقق إلا بسكانها فقط. فعددهم وتوزيعهم الجغرافي وخصائصهم البايولوجية والديموغرافية وتطورهم الاقتصادي ومنظماتهم الاجتماعية وارثهم وتراثهم الحضاري هي الامور التي تبني كيان الدولة وتكون سبب قوتها او ضعفها وتؤثر في وصفها السياسي وقدرتها العسكرية(3).
والمعروف ان الوصول الى القوة الانسانية والسياسية لأي دولة في المحافل الدولية أساسه الاستقرار السياسي الداخلي وان أي تصدع او شرخ في البناء الداخلي للدولة يؤدي الى زعزعة مكانة الدولة خارجياً وعالمياً لهذا تحرص كل دولة على الاستقرار والامن والنظام والقانون في الداخل كأمر ذي أولوية قصوى بالنسبة لها قبل ان توجه جهودها للنشاط السياسي والاقتصادي الخارجي(4).
والشباب هم الركيزة الاساسية في تحقيق الاستقرار السياسي الداخلي للدولة. فبوادر ظهور أية حركة مناهضة او ثورة او انقلاب جرى في دول العالم كان من فئة الشباب في المجتمع وهي قد تكون مدفوعة من عناصر خارجية هدامة، وان العراق دولة كانت وما زالت تتربع على قمة الدول التي يضعها الاعداء والمستعمرون في مخططاتهم وحساباتهم نظراً لما يتمتع به العراق من موقع وخيرات وثروات وقوة بشرية لا يستهان بها. واذا كان العراق دولة تتمتع بثروة اقتصادية كبيرة متمثلة بالنفط، فأنه يحوي قوة بشرية أيضاً متماسكة تسيطر على هذه القوة الاقتصادية .
ان الاجتهاد الجغرافي عندما يتقصى الحقائق في بعدين مهمين في التركيب الهيكلي لبنية الدولة وهما الارض ومقومات الدولة فيها والناس ونسيجهم السوي في تكوين الدولة، يظهر بعداً ثالثاً على جانب من الاهمية لا يمكن ان تصل الدولة فيها لمرحلة من القوة دون ان يكون لهذا البعد المتمثل " بالقيادة " او الحكومة من الاهمية بحيث ينعكس مدى نجاحه في تأكيده سيادة الناس على الارض وحقهم فيها(5).
__________
(1) صباح محمود وآخرون، الجغرافية السياسية، مطبعة جامعة بغداد، 1986، ص58.
(2) عبد المنعم عبد الوهاب، جغرافية العلاقات السياسية، مصدر سابق، ص126.
(3) المصدر نفسه ، ص117.
(4) محمد حجازي، دراسة في أسس ومناهج الجغرافية السياسية، دار الفكر العربي، بلا ت، ص71-72.
(5) صلاح الدين الشامي، دراسات في الجغرافية السياسية، منشأة المعارف العامة، طبعة 3، 1982، ص106.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|