أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1691
التاريخ: 5-10-2014
1495
التاريخ: 22-04-2015
1403
التاريخ: 25-11-2014
1876
|
ما هي نقطة البدء في بناء هذا المحتوى الداخلي للإنسان ؟ وما هو المحور الذي يستقطب عملية بناء المحتوى الداخلي للإنسانية ؟.
المحور الذي يستقطب عملية البناء الداخلي للإنسانية هو المثل الاعلى.
لقد عرفنا فيما سبق، ان المحتوى الداخلي للإنسان يجسد الغايات التي تحرك التاريخ، من خلال وجودات ذهنية تمتزج فيها الارادة بالتفكير. وهذه الغايات جميعا تنبثق عن وجهة نظر رئيسية إلى مثل اعلى للإنسان في حياته، هو الذي يحدد الغايات التفصيلية، وينبثق عنه هذا الهدف الجزئي وذلك الهدف الجزئي، فالغايات بنفسها محركات للتاريخ، وهي بدورها نتاج لقاعدة اعمق منها في المحتوى الداخلي للإنسان، وهو المثل الأعلى الذي تتمحور فيه كل تلك الغايات، وتعود اليه كل تلك الاهداف.
فبقدر ما يكون المثل الأعلى للجماعة البشرية صالحا وعاليا وممتدا، تكون الغايات صالحة وممتدة، وبقدر ما يكون هذا المثل الأعلى محدودا أو منخفضا، تكون الغايات المنبثقة عنه محدودة ومنخفضة ايضا.
وهذا المثل الأعلى يرتبط ويتحدّد من قبل كل جماعة بشرية، على اساس وجهة نظرها العامة نحو الكون والحياة، وكلما كانت الطاقة الروحية والرؤية الفكرية للجماعة البشرية تتناسب مع ذلك المثل الأعلى ومع وجهة نظرها إلى الحياة والكون كلما تحققت ارادتها للسير في طريق هذا المثل مع ما يتخلله من منعطفات، وما ينتصب على جانبيه من علامات.
وكما ان الحركة التاريخية تتميّز عن أي حركة أخرى في الكون، بانها حركة غائية هادفة، كذلك تتمايز الحركات التاريخية انفسها بعضها عن بعض بمثلها العليا. فلكل حركة تاريخية مثلها الأعلى، وهذا المثل الأعلى هو الذي يحدد الغايات والاهداف، وهذه الاهداف والغايات بدورها هي التي تحدد النشاطات والتحركات ضمن مسار ذلك المثل الأعلى.
والقرآن الكريم يطلق على المثل الأعلى في جملة من الحالات اسم الإله، باعتبار ان المثل الأعلى هو القائد الآمر المطاع الموجّه، وهذه صفات يراها القرآن للإله، لأنه هو الذي يصنع مسار التاريخ. حتى ورد في قوله سبحانه وتعالى :
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } [الفرقان : 43] ، حيث عبر حتى عن الهوى بأنه إله، حينما يتصاعد هذا الهوى تصاعدا مصطنعا فيصبح هو المثل الأعلى، وهو الغاية القصوى لهذا الفرد أو لذاك. فالمثل العليا بحسب التعبير القرآني والديني هي آلهة في الحقيقة، لانها هي المعبودة حقا، وهي الآمرة والناهية والمحركة حقا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|