أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1510
التاريخ: 25-11-2014
1524
التاريخ: 5-10-2014
1514
التاريخ: 13-02-2015
1406
|
1- يجب أن تكون عملية الارشاد الصحي وفق تخطيط مدروس الجوانب ، تخاطب الناس حسب مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والمالية ، بحيث تجذبهم نحو الهدف المطلوب طواعية ودون إكراه وجبر ، حتى يظهر نجاحها ويبرز أثرها من خلال إقبال الناس عليها بكل رغبة وشوق ، والتزامهم العادات الصحية السليمة ، وابتعادهم عن مصادر الأمراض ، فعند ذلك تكون قد أدت عملها المطلوب.
2- مراعاة الوقت المناسب لعملية الارشاد الصحي واستغلاله : إذ من غير المعقول الحديث عن أمراض الشتاء في الصيف وبالعكس.
3- بما أنّ عملية الارشاد الصحي هي توجيه ونصح لا مواجهة وتقريع ، فيجب اتباع أساليب جيدة عند مخاطبة الفرد والمجتمع لا تتعارض مع التقاليد والعادات التي ورثوها ، ولا تؤذي معتقداتهم أو تجرح كراماتهم.
4- يجب أن يكون الارشاد ملائما يتناسب وعمر المخاطب وجنسه.
5- يجب أن يكون الارشاد ذا علاقة مباشرة مع عمل الانسان.
والقرآن الكريم هداية وإرشاد ، وقد حوت الكثير من آياته الارشادات الدينية والتربوية والصحية.
{ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 138]
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل : 89]
و قد أقر علماء الطب والنفس والارشاد بفضل القرآن الكريم وأنه من أحسن الوسائل التثقيفية والإرشادية وأنجحها للأسباب التالية :-
1- إنّ كتاب اللّه الكريم هو النور الالهي ، والهدى الرباني ، والقانون السماوي ، والمعجزة الكبرى ، والحجة الدامغة ، والحكمة البالغة ، والموعظة الحسنة ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة.
وإنّه الكتاب الجامع لأسمى المبادئ وأقوم المناهج وخير النظم ، والحافل بكل ما يحتاج إليه البشر ، فهو يشرح للناس العقيدة الحقة ، ويبين ما للّه من صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، ومظاهر عظمته ، وأدلة قدسه ، وشمول علمه ، ونفوذ قدرته ، وتفرده بالخلق والابداع.
ويعرض الطبيعة أمام العقل والفكر والنظر ، ليهتدي الانسان بالتأمل فيها إلى اللّه ، خالق الكون ومبدعه.
وإذا كان العقل والقلب هما الوسيلتان للمعرفة بالمصدر الذي صدر عنه الكون ، فهما كذلك الوسيلتان لمعرفة المصير الذي ينتهي إليه الانسان ، وأنه لم يخلق عبثا ، ولن يترك سدى. وكل ما يجري في الطبيعة ، بل مراحل تطور الانسان في الخلق ، يهدي إلى هذه الحقيقة.
وكما يوضح كتاب اللّه العقيدة ويبسطها بهذه السهولة وبهذا المنطق الذي تأبى العقول إلّا أن تخضع له وتنزل على حكمه ، فهو يرسم للناس طريق العبادة : من الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والذّكر ، والفكر ، والدعاء ، والجهاد ، والاخلاص ، والتوكل ، والرجاء ، والخشية ، والحب ، والتوبة ، والانابة ، ليربطهم باللّه فتتهذب نفوسهم وتقوى إرادتهم وتسمو أرواحهم إلى مدارج العز والكرامة. ولتتجرد من ماديات هذه الحياة وتتجه إلى خالقها وبارئها لتستمد منه النور والهدى ، وتستعين به على الاضطلاع بأمانة الحياة.
وأفاض القرآن في النواحي الأخلاقية والآداب العامة والخاصة ، والفضائل التي تنهض بالفرد وترقى بالجماعة.
وألح في الدعوة إليها والحث عليها ، ليكتمل المجتمع الانساني ، ويصل إلى المنزلة التي يكون بها أهلا لخلافة اللّه في الأرض.
وبالاضافة إلى هذا يضع النظام الذي يربط الانسان بأخيه الانسان ، ويحدد الصلاة بين الأفراد بعضهم ببعض في التعاون وسائر المعاملات ، لدرء الخصومة ورفع النزاع.
ويشرع الشرائع الاجتماعية التي تنظم التشريع الاسري : كالزواج ، والطلاق ، والوصية ، والمواريث.
والتشريع المدني المتعلق بمعاملات الناس كالبيع والشراء والرهن والاجارة.
والتشريع الجنائي المتعلق بالحدود والقصاص كالسرقة والقتل.
والتشريع الحربي المتعلق بالقتال وعهود الحرب والسلم وعلاقة الدولة الاسلامية بغيرها.
والتشريع السياسي المتعلق بنظام الحكم والسياسة العادلة.
ويبين الآداب الاجتماعية من الاستئذان والتحية والاحتشام.
وغاية القرآن من ذلك كله أن يخلق المؤمن الكامل والاسرة المسلمة والمجتمع الفاضل والحكومة الصالحة ، ليتألف من هؤلاء جميعا كيان إسلامي قوي يقيم الحق والعدل ، ويرفع الظلم ، ويدفع العدوان ، لتكون لهم وراثة الأرض. وهذه هي غاية الأديان والرسالات جميعا.
هذه هي التعاليم التي زخر بها القرآن الكريم ، وهي المنهج الصحيح الذي رسمه اللّه لحياة إنسانية رفيعة ، لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، فمثلها كمثل الشمس والهواء والغذاء لا غنى لأحد عنها ، ولا حياة لأحد بدونها.
فنجد المسلم الذي يقرأ القرآن أو يستمع إليه ينجذب اليه تلقائيا ، لأنّ اسلوبه يدخل إلى أعماق قلبه ، وهو مطمئن تماما بأنه جاء لإرشاده ومصلحته.
2- واللّه سبحانه يريد لكلمته أن تذاع وتصل إلى العقول والأسماع ، وتتحول إلى واقع عملي ، ولا يتم ذلك إلّا كانت ميسّرة للذكر والحفظ والفهم ، ولهذا جاء القرآن سهلا ليس فيه ما يشق على الناس فهمه ، أو يصعب عليهم العمل به.
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر : 17]
ومن تيسيره أن حفظه الرجال والنساء والصغار والكبار والأغنياء والفقراء ، وردّدوه في البيوت والمساجد ، ولا تزال أصوات القراء تدوي في كل ناحية ، ولا نعلم أنّ كتابا من الكتب غير القرآن نال من هذه الميزة بعض ما اختص به القرآن الكريم.
جعلوه غذاء أرواحهم ، وقوت قلوبهم ، وقرة أعينهم.
نفّذوا أحكامه ، وأقاموا حدوده ، وطبقوا شرائعه.
طهرت به نفوسهم ، وصلحت به سرائرهم ، فإذا هم يسبقون كل من عداهم في مضمار الترقي والتقدم ، بلغ هؤلاء ما بلغوا بما أصلح القرآن من نفوسهم ، والنفس إذا صلحت أصلحت كل شيء وأوصلته إلى غاية كماله. وبذلك اعتبر القرآن المساهم الأكبر في عملية التوعية الصحية الحديثة.
3- ما ثبت ثبوتا قاطعا شهدته الحياة ، وشهد به اعداء هذا الكتاب من إعجازه اعجازا مطلقا ، لأصحاب اللسان الذي نزل به القرآن .. وهم أرباب الفصاحة والبيان ، وأقدر الناس وأقواهم في هذا الميدان ، ميدان التحدي ، فلم يجرؤ أحد منهم ، من شاعر أو خطيب أن يقوم لهذا التحدي ، وأن ينازع القرآن سلطانه القاهر ، الذي أذل كبرياءهم ، ومرغ انوفهم في الرغام ، وهم أصحاب الأنفة والحمية ، وإيثار الموت على إعطاء الدنية ، والفرار من المعركة مهما تكن قوة الخصم وكثرة رجاله ، وقوة سلاحه. إنّ ذلك حكم سماوي قاهر ، وقدر إلهي غالب محيط بالناس جميعا ..
لقد كانت آيات التحدي تقرع أسماع العرب ، وهم يشغبون على القرآن ، ويتصدون لدعوته ، فيولون بين يديه مدبرين مذعورين ، يصيحون صيحات المجانين ، ويهذون هذيان المحمومين ..
فإذا جاءهم القرآن الكريم قائلا : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة : 23].. لم يكن لهم من عزاء إزاء خزيهم المفضوح ، إلّا ترداد مثل هذه المقولات التي أخذها القرآن من أفواههم : {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [المدثر : 24]
{لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } [الأنفال : 31]
{إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } [النحل : 103]
{ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان : 5]
ولقد وقف الرسول الكريم أكثر من عشر سنين بمكة ينتظر من المشركين أن يقوم منهم مدع يدعي أنه أتى بالسورة التي يتحدى بها دعوى القرآن ، فلم يقم منهم أحد ، حتى ولو كان على سبيل المكابرة والمداراة لهذه الكبرياء الجريحة .. فلما أوشكت الدعوة أن تتحول برسولها من مكة إلى المدينة ، نزل هذا الاعلان العام ، يحمل التحدي المطلق ، لا للناس وحدهم بل ولعالم الجن معهم ، فقال تعالى : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء : 88]
وهنا يقوم مع إعجاز القرآن شاهد منه على صدقه ، وأنه من عند اللّه ، إذ ما زال هذا التحدي قائما على الناس جميعا ، مع ما لبسوا في الحياة من ألوان العلوم والمعارف ، ومع ما حصلوا من علم ومعرفة ، ومع ما دخل على اللغة العربية من مختلف الثقافات. وما أثمرت العقول العربية من ثمرات ، في الأدب والفن والعلم ، والفلسفة ، وما أخرج العلماء من موسوعات الكتب في مختلف العلوم والفنون .. فإن كل هذا الحصاد الذي تحويه المكتبة العربية ، قديما وحديثا ، مخطوطا ومطبوعا ، ليقف بين يدي القرآن الكريم ، موقف الحصا الملقى تحت سفح جبل شامخ يطاول السماء!
فخاطب القرآن ببلاغته الانسان المسلم بأسلوب موجه مراعيا بذلك الجانب النفسي والروحي ، وملفتا نظره إلى أثر الارشاد الكبير على حياته الخاصة والعامة حاضرا ومستقبلا.
4- مع إيماننا بأن القرآن الكريم ، لم يكن كتابا علميا يحمل بين يديه مقررات في قضايا العلم ، يكشف بها عن أسرار الطبيعة للناس ، ويضع بين أيديهم حلول كل مشكلة في هذا الصراع القائم بينهم وبين ما خبأت الطبيعة في صدرها من كنوز ، فذلك أمر لم يكن من تدبير هذا الدين ولا من شرعه الحكيم أن يفعله ..
إذ أنه لو فعله لكان مما يترتب عليه ، أن تعطل وظيفة العقل ، وأن تقتل فيه نوازع حب الاستطلاع ، والكشف عن المجهول ، والبحث الدائب بمجهوده الذاتي وراء أسرار الطبيعة ، وقهرها ، والتسلط عليها ، ولفقد الانسان بهذا وجوده الكريم الذي استحق به أن يكون أهلا لخلافة اللّه على هذا الكوكب الأرضي ، ولأصبح شيئا من أشياء هذه الأرض ، الساكنة أو المتحركة فيها ..
ثم من جهة اخرى يصبح هذا الكتاب مجمدا ، لا يستطيع التحرك وراء الحقائق العلمية التي ضم عليها ، شأنه في هذا شأن كل كتاب علمي ، يمتص الناس الذين يستقبلونه لأول مرة كل عصارة فيه ، ثم يطرحونه وراءهم ، لا يكادون يلتفتون إليه ، ولا يكاد من بعدهم ينظر فيه ، وهو مشغول بالعلم الجديد الذي ولد بعد هذا العلم ..
وليس هذا شأن كتاب أراده اللّه تعالى ليكون مبعث هدى ونور ، ومائدة غذاء دائم للعقول والقلوب ، على امتداد الحياة الانسانية ..
ولهذا كانت آيات هذا الكتاب محملة بهذا الاشعاع الرباني الذي لا يخبو أبدا ، والذي كلما ورد عليه الانسان وجد خيرا جديدا ، وزادا عتيدا لمدركاته ومشاعره.
نقول مع إيماننا بأن القرآن الكريم لم يكن كتابا علميا ، فإنه قد تحدث كثيرا عن الطبيعة ، ومظاهر الكون ، في الأرض وفي السماء لتوجيه الأنظار إليها ، ولفت العقول نحوها ، ليشهد الانسان في هذا الوجود عظمة خالقه وقدرته ، وليرى في عوالم الكون آيات من علم اللّه وقدرته.
وذلك لا يكون إلّا إذا وقف الانسان إزاء هذا الكون وقفة الباحث الدارس المتأمل ، حيث تؤدي به هذه الوقفة إلى كشف أسرار تغريه بمتابعة السير في هذا الطريق المليء بالعجائب والغرائب ، وفي هذا يقول اللّه تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]
وهذا القرآن الذي أراد اللّه له الخلود ، لا يتصور أن يأتي يوم يصل فيه العلم إلى حقيقة تتعارض مع أي حقيقة من حقائقه. فالقرآن كلام اللّه ، والكون عمل اللّه ، وكلام اللّه وعمله لا يتناقضان أبدا ، بل يصدّق أحدهما الآخر ، ولهذا جاءت الحقائق العلمية مصدقة لما سبق به الكتاب تحقيقا لقول اللّه سبحانه : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53]
وقد أثبتت التجارب الخاصة والعامة- إضافة للعقل- بأنّ الارشاد القرآني القويم كان الأفضل ، وأنّ جميع الآراء والنظريات التي وضعها بعض العلماء والمفكرين لم تكن بمستوى ما جاء به القرآن من حيث الصحة والصواب ولهذا تعرضت للخطأ والنقد دائما.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|