أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2020
2206
التاريخ: 29-9-2021
3042
التاريخ: 2-10-2021
1806
التاريخ: 11-7-2019
1303
|
المستوى الأول ، تطوير اللغة من الداخل: ويقصد به مسايرة نمو المجتمع ومواكبة تطوره؛ من خلال الاشتقاق والنحت والتوليد والتعريب، وهذا الضرب من التطور بطيء بطبيعته، قد لا يشعر به أهل اللغة في جيل أو عدة أجيال، لأنهم يعيشونه ويندمجون فيه، وإنما تشعر به وتلمسه الأجيال اللاحقة.
المستوى الثاني، تطوير اللغة من الخارج: ويقصد به التأثيرات الضاغطة التي تفرض التصرف في اللغة قلباً وتحويرا، وحذفاً وإضافة، وإفساداً وتشويهاً، وخروجاً على القواعد المتبعة والأصول المعتمدة، وهذا الضرب من التطور قسري وقهري، لأنه مفروض بقوة الواقع، أو تحت تأثير غزو فكري يرافق غزواً لغوياً.
كذلك هو النمو الذي قد تعرفه لغة من اللغات، فهو لا يكون نموا سليماً بصورة مطردة، وإنما قد يكون نموا عشوائياً يفسد اللغة ويدمر أركانها.
ولم تعرف اللغة العربية عبر تاريخها الطويل ما تعرفه اليوم من سرعة في النمو، واندفاع في التطور وسائرة المتغيرات، يحكم عوامل كثيرة ونتيجة لأسباب متعددة، لعل اقواها تأثيراً، النفوذ الواسع الذي تمتلكه وتمارسه وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والذي يبلغ الدرجة العليا من التأثير على المجتمع، في قيمه ومبادئه، وفي نظمه وسلوكياته، وفي ثقافته ولغته، وعلى النحو الذي يفقد بعض المجتمعات هويتها الحضارية، وينال من خصوصياتها الثقافية، وفي المقدمة منها الخصوصية اللغوية.
ان العلاقة بين اللغة والإعلام لا تسير دائماً في خطوط متوازية ؛ فالطرفان لا يتبادلان التأثير، نظراً الى انعدام التكافؤ بينهما، لأن الإعلام هو الطرف الأقوى، ولذلك يكون تأثيره في اللغة بالغ الدرجة التي تضعف الخصائص المميزة للغة، وتلحق بها أضراراً تصل أحياناً الى تشوهات تفسد جمالها.
واذا كان لكل علم وفن وكل فرع من فروع النشاط الانساني لغة خاصة به، بمعنى من المعاني ، فإن اللغة في الأعلام تختلف، من وجوه كثيرة، عنها في تلك الحقول من التخصصات جميعاً، فهي في موقف ضعف أمام قوة الاعلام وجبروته، فقد تفرض اللغة نفسها على الأعلام، وانما الأعلام هو الذي يهيمن على اللغة.
لقد كان الغيورون على لغة الضاد عند ظهور الصحافة في البلاد العربية في القرن التاسع عشر، مجذرون من انحدار اللغة الى مستويات متدنية، فتعالت صيحات الكتاب والأدباء في غير ما بلد عربي، داعية الى الحرص على صحة اللغة وسلامتها.
وظهرت عدة كتب تعنى بما اصطلح عليه بلغة الجرائد؛ تصحح الخطأ وتقوم المعوج من أساليب الكتابة، وترد الاعتبار الى اللغة العربية.
وقد وصلت اللغة العربية، بوجود عصر الإعلام من ضعف شديد، أدى الى تدهور اللغة الفصحى، فوقع تداخل بين اللغتين الفصيحة والعامية، تولدت عنه لغة ثالثة هجينة ما لبثت أن انتثرت على نطاق واسع داخل البلدان العربية وخارجها حيث يوجد من يعرف اللغة العربية من الجاليات العربية وممن تعلم العربية وهي ليست لغته الأم .
واللغة الثالثة هذه، الي صارت لغة الإعلام المعتمدة، هي منزلة بين المنزلتين، فلا هي اللغة الفصيحة في قواعدها ومقاييسها وأبنيتها وأصولها، ولا هي لغة عامية لا تلتزم قيوداً ولا تخضع لقياس ولا تسري عليها أحكام. ولكن ميزة هذه اللغة أنها واسعة الانتشار انتقل بها الحرف العربي الى آفاق بعيدة، ولكن الخطورة هنا، تكمن في أنها تحل محل الفصحى، وبذلك تكتسب هذه اللغة الجديدة (مشروعية الاعتماد)، ويخلو لها المجال، فتصير هي لغة الفكر والأدب والفن والإعلام والإدارة والدبلوماسية، أي لغة الحياة الي لا تزاحمها لغة اخرى من جنسها أو من غير جنسها.
ويحكم التوسع في وسائل الإعلام وتعدد قنواته ومنابره ووسائطه، ونظراً الى التأثير العميق والبالغ الذي يمارسه الإعلام في اللغة، وفي الحياة والمجتمع بصورة عامة، فإن العلاقة بين اللغة العربية والإعلام أضحت تشكل ظاهرة لغوية جديرة بالتأمل، وهي ذات مظهرين اثنين :
أولهما : أن اللغة العربية انتشرت وتوسع نطاق امتدادها وإشعاعها إلى ابعد المدى، بحيث يمكن القول إن العربية لم تعرف هذا الانتشار والذيوع في أي مرحلة من التاريخ، وهذا مظهر إيجابي، باعتبار أن مكانة اللغة العربية قد تعززت كما لم يسبق من قبل، وان الإقبال عليها زاد بدرجات فائقة، وانها أصبحت لغة عالمية بالمعني الواسع للكلمة.
ثانيهما : يتمثل في شيوع الخطأ في اللغة، وانتشار اللحن على السنة الناطقين بها والتداول الواسع للأقيسة والتراكيب والصبغ والأساليب التي لا تمتً بصلة الى الفصحى، والتي تفرض نفسها على الحياة الثقافية والأدبية والإعلامية، فيقتدى بها وينسج على منوالها، على حساب الفصحى الي تتوارى وتنعزل الا في حالات استثنائية. وبذلك تصبح اللغة الهجينة هي القاعدة، واللغة الفصيحة هي الاستثناء. وهذا مظهر سلبي للظاهرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|