أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
2069
التاريخ: 29-03-2015
4598
التاريخ: 29-03-2015
3397
التاريخ: 29-03-2015
3471
|
لقد اهتم الدكتور فخر الدين قباوة بمنهج ابن عصفور، و ذلك في كتابه: «ابن عصفور و الصريف» و أكد نزعته البصرية و اعتماده على سيبويه في جل آرائه و إن كان قد خالفه في مسائل معدودة، منها قول إمام النحاة أن الأصل في «اطمأن» طأمن، ثم تقدمت الميم على الهمزة، و صحيح أن ابن عصفور عارض رأي الجرمي الذي يقول بأصالة: اطمأن(1). و رجح عليه رأي الزجاج القائل بأن الهمزة في مصائب منقلبة عن الواو، بينما يرى سيبويه أنهم شبهوا الياء في «مصيبة» بالياء الزائدة في صحيفة(2). و قد ذهب سيبويه إلى أن «تاه» يتيه، و طاح و يطيح أصلهما على وزن فعل، و ابن عصفور يقول أنهما على فعل (3).
ص284
غير أن الخلاف في هذه الجزئيات لا يغير من الوجهة العامة التي اتخذها ابن عصفور، و هي الاعتماد الأساسي على البصرة، دون أن يكون متعصبا ضد الكوفيين و البغداديين، بل إنه كما يقول د. فخر الدين قباوة انتهج مذهب المحققين، لأنه يعتمد في ترجيح المذاهب على المنطق الجدلي الذي يختبر الأقوال و الأدلة، ليصل بأسلوب نقلي عقلي إلى دفع الأدلة الواهية، و إتيان الأدلة القاطعة أو المرجحة، و قد كان عماده في هذا المنطق ثلاثة أسس، و هي السماع، و القياس، و الإجماع. و في السماع يعتمده ثقة النقل، و فصاحة الأصل، ورد الروايات الضعيفة و اللغات الرديئة المرذولة. و في القياس معتمد على الكثرة و الاطراد و يجعل النادر شاذا لا يقاس عليه، كما يستخدم الاستنباط و التأويل، و الأحكام العامة في التشابه و الإعلال ليصل إلى الحجة الراجحة و الدليل، و يدفع ما خرج عليه بغير دليل قويم.
يمثل ابن عصفور في تاريخ النحو حلقة وصل بين مدرسة ابن مالك المتميزة و مدرسة الأندلسيين، فقد أخذ من هؤلاء الجمع بين الأدب، و النحو، و لعله كان قدوة لابن مالك في اختيار مذهب نحوي مستقل. ثم رأينا أن ابن مالك انتقى من تصريف ابن عصفور ما لا يسع النحويين جهله، و هو ما ضمنه في الخلاصة.
غير أن تأثر ابن مالك بابن عصفور لم يمنعه من انتقاده، و تخطئته في عدة مواضيع. و لم ينفرد ابن مالك بهذا الانتقاد بل شاركه في الاستدراك عليه أبو حيان.
و قد أورد فخر الدين قباوة أمثلة من هفوات ابن عصفور في إحالاته الخاطئة، و تناقض بعض آرائه و قصوره في بعض المسائل الصرفية و أخطائه العلمية، من ذلك أنه ربما نسب بيتا لغير قائله كقوله في الإبدال: «فأما قول نصيب:
فقال فريق القوم لما نشدتهم نعم و فريق لايمن اللّه ما ندري (4)
ص285
عند قول ابن عصفور إن الميم في أول الكلمة إذا كان بعدها حرفان أصليان، و ما عداهما محتمل للأصالة و الزيادة، فهي زائدة فيما عدا «معزى، و مأجج، و مهدد، و مجن، و منجنيق و منجنون» . و علق أبو حيان في الحاشية بقوله:
(و أما مجنّ-و هو الترس-فعن سيبويه فيه قولان، أحدهما أنه فعلّ كحدب فالميم أصلية، و الثاني إنه مفعل فهي زائدة. و سأل بعضهم التّوزي فقال: أخطأ صاحبكم-يعني سيبويه-في قوله إن ميم مجنّ أصلية، و هل هو إلا من الجنة، فقال ليس بخطإ لأن العرب تقول مجن الشيء إذا صلب فمجنّ منه)(5).
و في معرض إبدال الياء من الجيم، يعلق أبو حيان على قول ابن عصفور بقوله: «قال أبو عمرو و هم يقلبون الياء الخفيفة أيضا إلى الجيم، قال الفراء و ذلك في بني دبير من بني أسد خاصة، و يقولون هذا غلامج، و هذه دارج.
و قال أبو حاتم قلت لأم الهيثم-و اسمها غيثة-هل تبدل العرب الجيم في شيء من الكلام، فقالت نعم ثم أنشدتني:
و ممن نسب إليه الأوهام و السقطات ابن الحاج الذي قال إنه لم يفهم كتاب سيبويه، و كان ابن الحاج يقول: إذا مت فعل أبو الحسن بكتاب سيبويه ما أراد (10). و ممن انتقده أيضا
ص286
ابن هشام، و ابن الضائع، و يقول أبو عبيد اللّه محمد بن الأزرق الوادي ءاشى في التعريض به، و في الإشادة بابن الضائع:
______________________
(1) المصدر نفسه، ص 616.
(2) المصدر نفسه، ص 508.
(3) المصدر نفسه، ص 444.
(4) قباوة ابن عصفور و التصريف، ص 191 و ما بعدها.
(5) قباوة ابن عصفور و التصريف، ص 265.
(6)) المصدر نفسه، ص 266.
(7) المصدر نفسه، ص 266.
(8) المصدر نفسه، ص 283.
(9) المصدر نفسه، ص 282.
(10) حسن موسى الشاعر أبو الحاج النحوي، ص 32 نقلا عن اختصار القدح المعلى ص 96.
(11) بغية الوعاة، 2 / 215.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|