أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1356
التاريخ: 27-02-2015
2808
التاريخ: 27-02-2015
7534
التاريخ: 12-08-2015
1552
|
ص115
لم يعرف إلا عن طريقه. هذا العالم هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي المجاشعي بالولاء، و المشهور بالأخفش الأوسط.
و ليس من المبالغة أن نقول إنه ما من أحد تردد اسمه في مصادر النحو مثل ما تردد اسم أبي الحسن الأخفش. و لا غرابة في هذا إذا استذكرنا أنه استوعب علم سيبويه لما قرأ عليه الكتاب و في ذلك يقول (كان آنذاك أعلم مني، و أنا اليوم أعلم منه(1) ثم إنه قبل دراسته تربى في بيئة عربية خالصة، و سمع من فصحاء بادية البصرة، و أفاد الكثير من علمائها، ثم انتقل إلى بغداد، و توطدت العلاقة بينه و بين أستاذ الكوفة الكسائي الذي سمع منه كتاب سيبويه، و تأثر كل منهما بالآخر؛ ثم تتلمذ له علمان من أجل أعلام المدرسة البصرية، و هما أبو عمرو الجرمي، و أبو عثمان المازني، فصار نحو الأخفش بمثابة المجمع الذي انصبت فيه موارد مختلفة و انطلقت منه مصادر متشعبة، حملت بعض المؤرخين المعاصرين على القول بأنه أول من فتح الخلاف على سيبويه. كان ذلك رأي الأستاذ شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية، بيد أن البحث المستفيض الذي خصص له في هذا الكتاب لا يكشف كل ما يحيط بشخصية الأخفش من ضباب (2) ذاك أن الدكتور شوقي ضيف استنتج من صلاته بالكسائي، و تأثيره على الفراء و اعتماده مجموعة من الآراء خالف فيها أئمة البصريين، أنه أستاذ المدرسة الكوفية. و المسائل التي تأسس عليها هذا الحكم استخلصت من ثنايا ما روي عن ابن هشام في المغني، و السيوطي في الهمع، لكن لما نشر له كتاب معاني القرآن بتحقيق د. عبد الأمير الورد، و بعد الدراسة الشاملة التي خصص له هذا المحقق في كتاب «منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوية» صار في الإمكان إجراء مقارنة بين ما نسب إلى الأخفش في كتب المتأخرين و ما هو مثبت في كتاب معاني القرآن. و الذي يتضح من هذه المقارنة أن أكثر القضايا التي تناولها في كتاب معاني القرآن، تابع في أكثرها رأي البصريين خلافا لما ذكر عنه، إذ من المحتمل أن تكون آراؤه قد تعددت في القضية الواحدة.
و ضياع أصول أكثر مؤلفاته و بالخصوص كتاب المسائل الكبرى يؤيد هذا الاحتمال.
فهل للأخفش مذهبان: قديم و جديد؟ إن انتقاله من الوسط البصري الذي استكمل فيه ثقافته الأصلية و اتصاله بعلماء الكوفة و علاقته التي توطدت مع الكسائي و أتباعه، قد يؤدي إلى القول بأن له مذهبين، أحدهما بصري متأصل و الثاني ذو نزعة كوفية متفتحة.
ص116
و لقد أوضح مؤلف كتاب منهج الأخفش القضايا الخلافية التي تابع فيها الأخفش رأي الخليل و سيبويه، و المسائل التي خالفهم فيها. و المسائل التي خالف فيها الأخفش رأي سيبويه ليست كلها من اجتهاداته فقد تابع عيسى بن عمر في جواز فصل المضاف و المضاف إليه بأجنبي، و ذكر أنه سمع منه قول الشاعر:
و من مسائل الخلاف بين سيبويه و الأخفش إعراب ضمير النصب المتصل ب (عسى) إذ يرى سيبويه أنها في هذه الحالة حرف مثل «لعل» أما الأخفش فيزعم
أن ضمير النصب هنا عاقب ضمير الرفع، مثل ما هو الحال في «لولاك» حيث جاء الكاف بدلا من ضمير الرفع. إذ الحق أن يقال (لو لا أنت) (5).
و قد يكون من مذهبه القديم الذي بقي مستمسكا به بعض القضايا التقديرية التي لا أثر لها في الإعراب، و التي خالف فيها الخليل و سيبويه، مثل قوله بأن حروف اللين في الجمع و التثنية دلائل إعراب و ليست حروف إعراب، و الإعراب فيها يأتي بحركات مقدرات على الحرف الذي قبلها(6). كما يقدر حركات إعراب قبل حروف اللين في الأسماء الخمسة و قبل الضمائر في الأفعال الخمسة (7). و منها أن العامل في النعت ليس العامل في المنعوت و إنما هو المنعوت نفسه، إذ يعرب بإعرابه(8)، و أن الرفع أصل في المبتدأ و الفاعل معا (9).
ص117
و منها كذلك منعه إيلاء «كان و أخواتها» معمول خبرها، و لو كان مجرورا.
و لنذكر هنا قول ابن مالك:
و لو لا بنوها حولها لخبطتها كخبطة عصفور و لم أتلعثم (11)
و يقول البرجمي:
ص118
فبعد ما يضع النحوي قاعدة استقراها من استعمال شائع، و صاغها في شكل قاعدة عامة قد يواجهه استعمال يعتبره بعضهم استعمالا شاذا و استثنائيا لكن بعض النحاة يلجأ إلى تأويلات للدفاع عن اطراد القاعدة و من وسائل هذا النوع من الدفاع التقدير، و الحذف أو الزيادة، فمثلا لما تقرر أن الحال يجب أن يكون نكرة، و وجدنا العرب استعملت «مررت بهم الجمّاء الغفير» قال النحوي (و هو هنا الخليل) ، إن «أل» في الجماء ليست للتعريف، و إنما تلفّظ بها مع نية (الطرح) أي تقدير الحذف. و لقد أكثر الأخفش في تقدير الحذف و الزيادة، و لقي في نظرية الزيادة التخلص من كل أجزاء الكلم التي لا تنسجم مع نسق الجملة المطرد، فيرى الأخفش أن الزائد قد يأتي للتوكيد، أو قد يكون أصلا أيضا. و حينئذ يكون الزائد هو ما يمكن حذفه دون أن يتأثر معنى الكلام بإلقائه.
و لم يخص الزيادة بالحروف فقد يكون عنده الاسم زائدا مثل ما ورد في قول الشاعر:
و يرى نوعا من القياس في زيادة الأفعال الناسخة، فبما أن «كان» قد تزاد في حشو الكلام فإنه ألحق بها بعض أخواتها، فكان يجيز «ما أصبح أبردها» و (ما أمسى أدفأها) .
أما الحروف فقد يرى أنها تزاد في حالات كثيرة جدا من أمثال هذه الزيادة «أن» في قوله تعالى: فَلَمّٰا أَنْ جٰاءَ اَلْبَشِيرُ) (يوسف-الآية 96)(16) و «إن» بعد «ما» كثيرا، و الباء في مواضع متعددة، كقوله جل و علا تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ((المؤمنون-الآية 20) (وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ )(الحج-الآية 25) ، ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ ) (الحديد-الآية 13) ( جَزٰاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهٰا ) (يونس-الآية 27) ، و تزاد «من» في مثل قوله تعالى: (يُخْرِجْ لَنٰا مِمّٰا تُنْبِتُ اَلْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهٰا وَ قِثّٰائِهٰا ) (البقرة-الآية 61) و تأتي الفاء زائدة في نحووَ إِذٰا جٰاءَكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ ) (الأنعام-الآية 54) و اللام في مثل قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اِتَّقَوْا) (آل عمران-الآية 15) ، و في القول هنا بزيادة اللام في «للذين» تكلف لا داعي إليه، و يقول بزيادة «لا» في مثل وَ لاٰ تَسْتَوِي اَلْحَسَنَةُ وَ لاَ اَلسَّيِّئَةُ ((فصّلت-الآية 34) ) ، (لاٰ أُقْسِمُ بِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ ) (القيامة الاية 1) ، و الكاف في قوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ ) (البقرة-الآية 259) . و في قول الشاعر:
و لعبت طير بهم أبابيل فصيروا مثل كعصف مأكول
ص119
و من أشهر القضايا التي انفرد بقولها مسألة العطف على معمولي عاملين، و قد أوردها الأعلم الشنتمري في كتاب النكت على كتاب سيبويه، فيقول عنها الأعلم: «اعلم أن سيبويه لا يجيز ليس زيد بقائم، و لا قاعد عمرو، و يجيز و لا قاعد أبوه، لأنه لا يرى العطف على عاملين. و معنى ذلك أنك إذا قلت ليس زيد بقاعد فزيد مرتفع بليس. و قاعد مجرور بالباء و ليس و الباء عاملان فإذا قلت و لا قائم عمرو فقد عطفت قائما على قاعد و عطفت عمرا على اسم ليس. فقد عطفت على شيئين مختلفين) .
(و مثل ذلك الفساد قام زيد في الدار و القصر عمرو. و الذي أبطل العطف على عاملين أن حرف العطف يقوم مقام العامل و يغني عن إعادته. فلما كان حرف العطف كالعامل، و العامل لا يعمل رفعا و جرا لم يجز أن يعطف بحرف واحد على عاملين. فإن أعدت أحد العاملين مع حرف العطف جاز. لأن العطف حينئذ على عامل واحد).
(و قد أجاز الأخفش و غيره العطف على عاملين و احتج بقوله تعالى) : إِنَّ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ لَآيٰاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ مٰا يَبُثُّ مِنْ دٰابَّةٍ آيٰاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (الجاثية – الآية 2،3) و لا حجة للأخفش في هذا لأن أحد العاملين و هو في قد أعيد مع حرف العطف) .
(و احتج أيضا بقول اللّه عز و جل: (لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِين) (سبأ – الآية 24) فعطف على خبر إن و على اللام. و هذا لا حجة فيه لأن قوله (أو في ضلال مبين «ليس فيه معمولان فيكون عطفا على إن و اللام في قوله لعلى هدى. غير عامله فاحتجاجه بهذا بعيد) .
(و قال المبرد غلط أبو الحسن. و لا يكون عطف على عاملين إلا في قراءة من قرأ: وَ اِخْتِلاٰفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهٰارِ [الجاثية-الآية 5]ثم قرأ: وَ تَصْرِيفِ اَلرِّيٰاحِ آيٰاتٌ ) (الجاثية- الآية 5) (17).
ص120
هذا و إن ثنائية مذهب الأخفش و تعدد آرائه في المسألة الواحدة، جعلت بعض العلماء يشكك في أمانته العلمية، و دقة أحكامه، و منهم من اتهمه بتعمد صعوبة المسائل للتكسب مثل ما يعزى إلى الأصمعي (الحيوان 1 /91) ، كما أن أبا حاتم السجستاني يقول: «كان الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن فأسقط منه شيئا و أبدل منه شيئا. قال أبو حاتم فقلت له أي شيء هذا الذي تصنع؟ من أعرف بالغريب أنت أو أبو عبيدة؟ فقال أبو عبيدة، فقلت هذا الذي تصنع ليس بشيء، فقال: الكتاب لمن أصلحه و ليس لمن أفسده، فقال أبو حاتم فلم يلتفت إلى كتابه، و صار مطروحا (18).
و يروى أن تلميذيه أبا عمرو الجرمي و أبا عثمان المازني، تنبها على أن الأخفش هو المصدر الوحيد لكتاب سيبويه فخافا أن ينفرد بعمله، و أن يعزوه إلى نفسه، فعملا له أجرا على أن يقرئهما إياه حتى لا يضيع. و يشكك عبد الأمير محمد أمين الورد في صحة هذه الروايات. و يتهم أبا حاتم السجستاني بالتحامل على الأخفش (19).
غير أن الدراسة التي قام بها الدكتور عبد الأمير، أثبتت كثيرا من الاضطراب في كتاب معاني القرآن، شملت بعض الأحيان تحريف الآيات القرآنية و الشواهد الشعرية، و من أمثلة ذلك خلط بين الآيات، و نتج عنه زيادة كلمات أو حذفها، مثل ما وقع في الآية الثانية عشرة من سورة الأنعام، حيث ورد: كتب ربكم على نفسه الرحمة ليجمعنكم. فزاد لفظ ربكم لأن الآية التبست عنده بالآية الرابعة و الخمسين من نفس السورة. و هي (وَ إِذٰا جٰاءَكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ اَلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً) (الأنعام- الآية 54). و وقع له و هم في قوله تعالى: (فَأَوْفُوا اَلْكَيْلَ وَ اَلْمِيزٰانَ بالقسط) و أضاف إليها لفظ «القسط» و هو ليس منها ثم قال: بِكُلِّ صِرٰاطٍ تُوعِدُونَ و هو يعني الآيتين الخامسة و الثمانين، و السادسة و الثمانين من سورة الأعراف و كلمة «القسط» ليست فيها و إنما وردت في الآية 152 من الأنعام، و 85 من سورة هود(20).
و مع ما يحكى عن اضطراب آرائه، أو تعددها فإن له منهجا متميزا، أفرد له الدكتور عبد الأمير محمد أمين الورد بابا تحت عنوان أصول العربية و قواعدها، و تمنى أن يطلق عليها كلّيّات الأخفش، و سرد له في هذا الباب نحوا من مائة مسألة جمع فيها
ص121
الأقوال التي انفرد بأكثرها. منها الرفع على الابتداء. و كون «لات» لا تكون إلا مع الحين و أن اللام تأتي دائما مع «إن» المخففة من «إن» للفرق بينها و بين التي بمعنى «ما» دون أن تأتي «لا» من «أن» لتكون عوضا من ذهاب الثقيلة، و أن الألف و اللام تعاقبان التنوين.
و ذكر أن الإخوة، و هي جمع تطلق على الاثنين، و أنه يحسن تذكير الفعل، إذا فصل مع الفاعل المؤنث، مثل قوله تعالى: (وَ لاٰ يُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَةٌ ((البقرة- الآية 48) و أن الدعاء كله نصب، و أن «لو لا» بمعنى «هلاّ» في قوله جل و علا: (لَوْ لاٰ أَخَّرْتَنِي إِلىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ اَلصّٰالِحِينَ) (المنافقون- الآية 10) و «أكن» عطف على موضع «فأصدق» لأن جواب الاستفهام إذا لم يكن فيه جزم. و قال له: «إذا وقع الاستفهام على المجازاة بطل وقوعه على الجواب» ، و من قوله تعالى: أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ (آل عمران-الآية 144) و لم يقل «أأنقلبتم» . و قال كل شيء في القرآن من قوله حقا، إنما هو أحق ذلك حقا، و كذلك قصد اللّه، و صنع اللّه، و رحمة اللّه. و كل ما كان بدلا من اللفظ بالفعل فهو نصب بذلك الفعل.
و كل شيء بعد القول فهو حكاية. و إذا استأنفت شيئا ليس من أول الكلام في لغة الحجاز فإنه نصب. و كل جمع ليس بينه و بين واحده إلا الهاء نحو البنّ و الشعير هو في لغتهم مؤنث، و كل ما كان من نحو البقر ليس بين الجماعة و الواحدة فيه إلا الهاء فمن العرب من يذكر و منهم من يؤنث، و كل اسم على فعلة إذا جمع حركت تاليه بالضم نحو خطوات، و كل ألف كانت في أول فعل أو مصدر و كان يفعل من ذلك ياؤه مفتوحة فتلك ألف وصل.
بعد هذا العرض عن هذا النحوي الكبير، لم ينته الكلام عنه، فإنه بالإمكان القول بأن الأخفش مثل مرحلة الوصل و الفصل بين مدرستي البصرة و الكوفة.
لقد استمسك بأصول البصريين في السماع، و اعتمد القراءات، إذا طابقت رسم المصحف، و وافقت إحدى لغات العرب؛ و نقل سماع العرب عن فصحاء العرب، دون أن يعترض عليهم؛ و تابع البصريين في عهده الأول في حدود القياس و ضوابطه، فمنع القياس المخالف للسماع، و القياس على سماع غير مطرد. و في عهده الأخير روي عنه جواز القياس على أي سماع. و مما ظل متشبثا به نظريته في العوامل؛ إذ يقر إعمالها، سواء أكانت لفظية أم معنوية ظاهرة أم مضمرة، مقدمة أم مؤخرة؛ و قد لا يمنع زيادة العامل من إعماله، و لا يؤثر فصله عن معموله؛ و قد يأتي مركبا و لا يعطل ذلك عمله، غير أن رأيه في قوة العامل، لم يصاحبها التركيز على العلل فهو يصف الظاهرة اللغوية دون المبالغة في التعليل. و إنما يطلق حقائقها إطلاقا لا إسراف فيه و لا تكلف (21).
ص122
و إذا كان الأخفش محل نقاش و جدل في آرائه و مذاهبه، فإن النحويين مع ذلك مجمعون على سعة علمه و ذكائه. فكان الكسائي يقول فيه إنه لم يكن في القوم (يعني البصريين) ، أعلم منه، و أنه نبههم على عوار الكتاب و تركهم (22).
و يقول الفراء أنه سيد أهل اللغة، و أهل العربية. و حينما علم بعزمه على الخروج إلى الري قال: (لئن كان خرج فقد خرج معه النحو كله و العلم بأصوله و فروعه) (23).
ص123
______________________
(1) أبو الطيب اللغوي: مراتب النحويين، ص 112.
(2) المدارس النحوية ص 96.
(3) عبد الأمير محمد أمين الورد: منهج الأخفش الأوسط ص 36 نقلا عن شرح الأبيات المشكلة الإعراب للفارقي.
(4) الأخفش: معاني القرآن، ج 1 ص 430.
(5) مغني اللبيب، ص 203.
(6) شوقي ضيف: المدارس النحوية نقلا عن همع الهوامع، ج 1 ص 51.
(7) المصدر نفسه نقلا عن همع الهوامع 1/ 39
(8) المصدر نفسه نقلا عن أسرار العربية، ص 66.
(9) همع الهوامع،1/ 93.
(10) همع الهوامع، 1 /135.
(11) المغني،2 /431.
(12) ابن يعيش: شرح المفصل، ج 7 ص 144.
(13) ابن يعيش، ج 8 ص 69.
(14) الأشموني، ج 2 ص 59.
(15) ابن يعيش: شرح المفصل 1 /199 -المغني 219.
(16) عبد الأمير الورد: منهج الأخفش الأوسط، ص 225-248.
(17) الأعلم: النكت، ص 202.
(18) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 74.
(19) الورد: منهج الأخفش الأوسط، ص 172.
(20) الورد: مقدمة معاني القرآن، ص 60.
(21) الورد: منهج الأخفش،334-364.
(22) أبو الطيب اللغوي: مراتب النحويين، ص 112.
(23) الإنباه،2 /39.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|