المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Vectors
2024-02-10
الماء الراكد
7-11-2016
بارلوبتير
14-8-2016
تعريف القرار الاداري
12-6-2016
وجوب استدامة النية حكما.
13-1-2016
تزيين الشام
4-10-2017


تشابه الأطراف  
  
10639   03:51 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص80
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 2021
التاريخ: 25-03-2015 1826
التاريخ: 26-03-2015 2649
التاريخ: 26-03-2015 1860

تشابهُ الأطرافِ قسمان معنويٌّ ولفظيٌّ(1).

فالمعنويُّ: هو أنْ يختمَ المتكلِّمُ كلامَه بما يناسبُ ابتداءَه في المعنَى ، كقوله تعالى(2): {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (103) سورة الأنعام ، فإنَّ اللطفَ يناسبُ ما لا يدركُ بالبصرِ ،والخبرةَ تناسبُ منْ يُدركُ شيئاً فإنَّ مَنْ يدركُ شيئاً يكونُ خبيراً بهِ ،وقوله تعالى {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (64) سورة الحج ، قال الغنيُّ الحميدُ لينبِّهَ على أنَّ مالهُ ليسَ لحاجةٍ ،بل هو غنيٌّ عنهُ جوادٌ بهِ ، فإذا جادَ بهِ حمدَه المنعَمُ عليهِ ، ومنْ خفي ِّهذا الضربِ قولُه تعالى على لسان عيسى بن مريم عليه السلام ُ: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة ، فإن قوله: " وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ " يوهمٌ أنَّ الفاصلةَ الغفورُ الرحيمُ، ولكنْ إذا أنعمَ الإنسان ُالنظرَ علِم ُأنه يجب ُأنْ تكوَ ُما عليهِ التلاوة ُ ، لأنه لا يغفرُ لمن يستحقُّ العذابَ إلا من ليسَ فوقَهُ أحدٌ يردُّ عليه حكمَه، فهو العزيزُ لأنَّ العزيزَ في صفاتِ اللهِ هو الغالبُ منْ قولهِم: عزَّهُ يُعزُّهُ عزًّا إذا غلبَه، ومنه المثلُ منْ عزيزٍ أيْ منْ غلبَ سلبَ ، ووجبَ أنْ يوصفَ بالحكيمِ أيضاً، لأنَّ الحكيمَ منْ يضعُ الشيءَ في محلِّه، واللهُ تعالى كذلكَ، إلا أنهُ قدْ يخفَى وجهُ الحكمةِ في بعضِ أفعالهِ فيتوهَّمُ الضعفاءُ أنه خارجٌ عن الحكمةِ، فكانَ في الوصفِ بالحكيمِ احتراسٌ حسنٌ، أيْ وإنْ تغفرَ لهم معَ استحقاقهِمُ العذابَ فلا معترضَ عليكَ لأحدٍ في ذلكَ، والحكمةُ فيما فعلتَهُ .

وكقول الشاعر(3):

ألذُّ من السحرِ الحلالِ حديثُهُ وأعذبُ منْ ماءِ الغمامةِ ريقُهُ

فالريقُ: يناسبُ اللذةَ في أولِ البيت.

واللفظيُّ نوعانِ:

الأولُ - أنْ ينظرَ الناظمُ أو الناثرُ إلى لفظةٍ وقعتْ في آخرِ المصراعِ الأولِ أو الجملةِ، فيبدأُ لها المصراعَ الثاني، أو الجملةَ التاليةَ، كقوله تعالى:( {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النور. فقد كرر المصباح والزجاجة .

وكقول أبي تمام (4):

هَوًى كانَ خِلساً، إنَّ من أحسن الهوَى ... هوًى جُلْتُ في أفنائه وهوَ خاملُ

الثاني- أنْ يعيدَ الناظمُ لفظةَ القافيةِ منْ كلِّ بيتٍ في أول البيتِ الذي يليهِ، كقول الشاعر(5):

رَمَتْنِي وسِتْرُ اللَّه بيني وبينَها .... عشِيَّةَ آرامِ الكِناسِ رميمُ

رميمُ التي قالتْ لجاراتِ بيتِها .... ضمِنْتُ لكم ألاّ يزالَ يهيمُ

و قال ابن أبي الأصبع (6):

خليليَّ إنْ لم تعذراني في الهوَى ...... ولم تحملا عني اذهبا ودَعاني

دعاني إليهِ الحبُّ فالحبُّ آنفاً ....... دعاني قلبي إذ دعاهُ جِناني

جنانيَ في سكرٍ فلا رعَى عندهُ ...... بكأسٍ بها ساقي الغرامِ سَقاني

سقانيَ منْ لم يعنِه منْ صبابتي ...... ووجدي بهِ ما شفَّني وعناني

عنانيَ منهُ ما براني ولم يكنْ .......... ليرثي لما قدْ حلَّ بي ودهاني

دهانيَ الهوَى منْ حيثُ لم أدرِ عندما .. رأى ما شَجى قلبي الكئيبَ عياني

عياني على قلبي تعدَّى بنظرةٍ ......... إلى ناظرٍ باللحظِ منه رماني

رماني بسهمٍ منْ كنانةِ لحظهِ ....... أصابَ فؤادي شجوُه فشجاني

 

 

__________

(1) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 113) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 320) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 112) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(2) - الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 112)

(3) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(4) - شرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 383) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 13 / ص 220) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 350)

(5) - المصون في الأدب - (ج 1 / ص 1) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 89) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 466) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 33) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 402) والبيان والتبيين - (ج 1 / ص 20) وأمالي القالي - (ج 1 / ص 262) وتاج العروس - (ج 1 / ص 4111) ولسان العرب - (ج 6 / ص 197)

(6) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 113)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.