المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Yakult
28-9-2020
حساسية للدولفين Dolphin Allergy
11-2-2018
الإبدال
8-1-2021
متعلّق الأوامر
31-8-2016
الفيس بوك Face Book
17-8-2022
بنوك الخلايا Cell Banks
11-10-2017


كيف نجعل المراهق أهلا للمسؤولية الملقاة على عاتقه؟  
  
3026   12:48 مساءً   التاريخ: 3-12-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص157ـ159
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

لقد قيل قديما (من طلب العلا سهر الليالي) وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : (من سن سنة طيبة فله اجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)

ان مسؤولية الأب أيها القارئ الكريم مسؤولية ولذلك جعل الله الزواج نصف الدين وكرم الإسلام المؤمن تكريما كبيرا عندما حج الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع أصحابه سنة 23هجرية اجتمع بهم ليلقي عليهم خطبته المشهورة وسألهم (أين نحن الآن) فأجاب المسلمون نحن في أشرف مكان (بيت الله)

وقال (صلى الله عليه وآله) في أي زمان نحن؟ فأجابوا في اشرف زمان (شهر حرام)

وقال في أي وقت نحن؟ فأجابوا في اشرف وقت (وقت الحج)

فقال (صلى الله عليه وآله) إن قيمة المؤمن عند الله اشرف من هذا المكان واشرف من هذا واشرف من هذا الوقت

فكيف إذن نسمح لأنفسنا بالتعدي على حقوق الآخرين؟ وكيف نسمح لأنفسنا بأن لا نربي أبنائنا على هذه الخصال الحميدة

وهل سألنا أنفسنا عندما نترك أصول التربية الحقيقية؟ ماذا سيحصل؟

سيحصل اسر مفككة واسر مهدمة تنتج أحفاد لنا زائغين عن طريق الحق والصواب وهذه السلسة قد تستمر.

إن من يربي شاباً أو طفلا عليه مسؤولية ضخمة دائما فعليه أن يطالع وان يقرأ ويسمع كل أصول التربية السليمة ليأخذ المتميز منها وقد كرم الدين الإسلامي الحنيف الأب الذي يربي أولاده تربية سليمة حين قال الرسول محمد (صلى الله عليه و آله):

(صدقة جارية ـ أو علم ينتفع به أو ولد صالح يترحم له)

فمعنى هذا أن الولد الصالح يشفع حتى عند الله لوالده وقد ذكر القرآن الكريم في سورة مريم

بسم الله الرحمن الرحيم (وقال إبراهيم سأستغفر لك ربي... انه كان بي حفيا) صدق الله العلي العظيم

لو لاحظنا سيدنا ابراهيم (عليه السلام) يقول لوالده المشرك (سأستغفر لك ربي)

ونلاحظ التربية الإلهية لأنبيائه ورسله حتى وان كان الأب مشركاً لم يغضبه الولد الصالح الذي اصطفاه الله أحد أنبيائه من ذوي العزم.

لذلك أهيب بكل أب أن يلتفت إلى عائلته وأولاده ويوازن ويعيد النظر في تربيتهم وتصرفاتهم طالما كانوا يعيشون معه تحت سقف واحد ويغرس فيهم القيم النبيلة ملما يحاول أن يجهد ويجلب لهم المال لكي يبني لهم بيتا مؤثث بما استطاع من مستلزمات الأثاث ثم يشتري لهم سيارة جميلة ثم يخفف عنهم أعباء الحياة أيضا يجب أن يؤهلهم التأهيل السليم ليغرس فيهم الأخلاق الحميدة وقد قال الشاعر :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ،،، فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وليس للابن أن يفاخر الدنيا بأبيه وجده إذا لم يتخذ قدوة حسنة يقتدي بها وهي جميع تصرفاته أن كان ذو سيرة نبيلة وخير نقتدي بها هي سيرة نبي الأمة (صلى الله عليه وآله) العبقري محمد (صلى الله عليه وآله).

(ولكم في رسول الله أهل بيته أسوة حسنة)

وحيث قال الشاعر

كنّ ابن من شئت واكتسب أدبا           فأن محموده يغني عنك أل نسبا

أن الفتى من يقل هاء أن ذا              ليس الفتى من قال كان أبي

فالشاب رجل اليوم وأب الغد

وان كل ما يزرعه الأب من زرع في أولاده سينمو في سلالته إلى يوم الدين ولذلك فعليه حساب الوزر السيئ والسنة الصحيحة!!!




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.