المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



لو دام العهد النبوي  
  
1860   08:48 مساءً   التاريخ: 1-12-2019
المؤلف : علي الخليلي
الكتاب أو المصدر : أبو بكر بن أبي قحافة
الجزء والصفحة : ص 347 - 364
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2021 2500
التاريخ: 9-6-2021 3220
التاريخ: 6-6-2021 2876
التاريخ: 7-7-2019 2024

لو دام العهد النبوي

نقول : لو سار القوم على عهد رسول الله ، وساروا طبق أوامر الله ورسوله ، واتبعوا حدود الله وآياته النازلة في علي ، واتبعوا نفس رسول الله ، واتبعوا من طهره الله من الرجس هو وزوجته وأولاده وجدهم على حد سواء ، واتبعوا من له حق الولاية بعد رسول الله بحكم القرآن في آية الولاية ، واتبعوا أولي الأمر وهم محمد وعلي وآل محمد واتبعوا سنن رسول الله في علي وعترته كما جاء في حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث السفينة ويوم الدار وحديث يوم الغدير ، والآيات النازلات فيه في حق علي ، ولو أنهم لم ينقضوا ولايته وبيعته في ذلك اليوم العصيب الذي اشهد به رسول الله عليهم الله فقال : أنت شهيدي عليهم ، وقال : اللهم أشهد أني أبلغت ، وشهد جبرئيل على بيعة عمر وحذره من المخالفة وقال له : لا ينقضها إلا منافق ، ولو أنهم لم يتخلفوا عن جيش أسامة ، ولو أن عمر وجماعته لم يكيدوا للإسلام ، ولم يعارض عمر يوم طلب رسول الله الدواة والبياض فقال أن الرجل ( يعني رسول الله ) ليهجر ، ولو أنهم لم يتدبروا الفتنة ولم يقوموا بها في سقيفة بني ساعدة ، ولو أنهم وهم يعرفون الحق اتبعوه وأيدوا عليا واستمروا على بيعته ولم يعادوه ولم يغتصبوا فدك من الزهراء بعد غصبهم مقام الخلافة ، ولو أنهم لم يصروا على المخالفة والعداوة وبصورة مستمرة ، ولو أنهم لم يبعدوا الصالحين عن الولايات ويرسلوا الظالمين من أعداء رسول الله أمثال بني أمية وخالد وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، نعم لو أنهم اتبعوا من كان يقيمهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ، لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحتى أرجلهم ، ولو أنهم اتبعوا كتاب الله وسنة نبيه ولم يمنعوا نشر أحاديث رسول الله وسننه الصحيحة منذ البدء ، لما عمت الأكاذيب والموضوعات المزيفات تلك التي وضعها شيعتهم والتي هيؤوها لهم بعد منع الحديث ، ولو أنهم قصدوا بالفتح تعميم العدالة والحكمة والعلم والمساواة ، لما فتكوا بأهل العلم من الصحابة وأبعدوهم ولما امر عمر ولاته بإحراق كتب العلم والآداب والفلسفة والفنون نتائج أدمغة المفكرين من العلماء والأدباء والفنانين والكتاب خلال آلاف السنين في الإسكندرية وبلاد الروم وبلاد الفرس ، لجهل الخليفة بمقام العلم وجهل عماله ، لأن الناس على دين ملوكهم . وماذا يعمل علي ولا أمر لمن لا يطاع : هذا وهم يعلمون مقامه العلمي وفضله ، ولكن الأنانية والحسد والحقد والغيرة كل هذه تمنعهم من مشورته في أكثر الأوقات ، ولطالما شاوروه في أمور أعيتهم الحيلة عندما وجه لهم اليهود والمسيحيون أسئلة ، وأعيتهم الحيلة أو اضطروا لمشورته أو حضر مجلسهم وعدل المعوج من اعمالهم ويشهد على صحة ذلك ما قاله عمر كرارا ومرارا : ( لولا علي لهلك عمر ) وهل عرفوا له حقه ومقامه العلمي ؟ وهل آن لهم ان يسألوه وهو يعلن لهم : سلوني قبل أن تفقدوني . ويقول : هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله ؟ وهو يوضح لهم أنه أعلم بالسماء من الأرض ، وأنه يعلم تأويل القرآن وكل آية وفيما نزلت ويعلم متشابهه ومحكمه ، وقد وجدوا من علمه انه لم يرد سائلا إلا أعلمه على قدر إدراكه . وقد برهنت أقواله وأعماله على الحقائق وقدرته العظيمة . وهذا نهج البلاغة وما فيه شاهد على مقامه العلمي والأدبي ، كما شهدت أعماله ، وأين منه من يسأل عن القدر ويعجز من جوابه ( 1 ) فيتحامل على السائل ويهدده حتى لا يتجرأ غيره على السؤال وهو يدري فحوى الآية ( وأما السائل فلا تنهر ) ، ذلك هو أبو بكر ، واما عمر ( 2 ) فكان عندما يعييه الجواب يهوي على السائل بالسب والضرب ، وحتى حبس سائلا عن آية قرآنية بعد أن أوجعه ضربا وهو من اشراف قومه ، ثم كان يخرجه كل يوم ويأمر بضربه ثم نفاه إلى عامله وأمره بضربه وعدم قبول شهادته حتى مات ، وسيأتي تفصيل ذلك في اعمال عمر وقد عجز أبو بكر عن تفسير الكلالة ولم يعرف معنى الأب في الآية ( وفاكهة وأبا ) وهو القائل : أقيلوني فلست بخيركم . وكلاهما عجزا عن تفسير أكثر ما سئلا عنه وقد كان عمر يعجز عن الإجابة عن أكثر الأشياء ، وكانت أكثر اعماله واحكامه تخالف الشريعة ، وكان يضطر في أكثر الأحيان للاعتراف بعجزه حتى امام النساء حتى قال : ( حتى النساء أفقه منك يا عمر ) .

فمن كانت سابقته تلك أكثرها مشركا وفي الحروب ليس له أثره وفي العلم كذلك ، وأعماله متناقضة ، أيساوي من أجمعت على أفضليته الأمة ، ونص عليه الله ورسوله ، ولم يسبق زمن رسول الله وبعده ان يطعن فيه حتى عمر الذي قال فيه مرارا : لولا علي لهلك عمر . وقال فيه : لو وليها الأصلع لسلك بكم السبيل ، ونراه في نهج البلاغة كيف ينتخب ولاته وكيف يدربهم وكيف يوصيهم وكيف يكون قدوة لغيره حتى اعترف به ألد أعدائه . وسيأتيك ما صرح به معاوية وعمرو بن العاص ، وقد رأينا كيف امتدحه القرآن ورسول الله وعمر ، وكيف كانت سيرته في جميع حياته ، وقد قلنا : إن الناس على دين ملوكهم . وقد رأيناه كيف امتنع من تعيين معاوية بل من ابقائه واليا على الشام عندما أشار عليه ابن عمه عبد الله بن عباس فأبى ان يبقي مثل معاوية ولو يوما واحدا من قبله ، وكيف يرضى علي أن يولي فاجرا فاسقا منافقا أمثال معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة واضرابهم ؟

 وقد رأيتم كيف اجتمع أقطاب الغش والفجور ضده . وقد رأيناه كيف تغلب في حرب الجمل وكاد يتغلب على معاوية لولا أن ضربه أشقى الأشقياء ابن ملجم ، وقد رأيناه من قبل كيف قام الاسلام بسيفه ورأيه وكيف كان عضدا وساعدا لرسول الله وذابا عنه ولم نجد له نكسة طول مدة حياته زمن رسول الله سيان منها عندما كان معه في الحروب أو تلك التي سيرها وحده ، منها يوم استخلفه في المدينة ، ومنها يوم تركه في مكة ليؤدي دينه ويرد الأمانات ويقضي أوامره ، ومنها تسييره إلى اليمن في حين قد خاب غيره ، ومنها نصبه أمير لواء في خيبر ، نعم وفي جميعها كان النصر معه ، واما بعد وفاة رسول الله وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعلمه بوقوع الفتن ، وأمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدم القيام المسلح ، وأمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالصبر والتجلد مهما جاروا عليه ومهما تجاوزوا الحد في الفتنة والجور والتعدي ، وكأنهم علموا بتلك الوصية فقالوا لبعضهم : إن الرجل موصى ، وإلا فمن كان يجسر على التعدي على حريمه وهو أبي الضيم فيحرق باب بيته ، ويكسر ضلع عقيلته الزهراء سيدة نساء العالمين ، ويسقط جنينها ؟ ومن كان يستطيع ان يقوده جبرا من داره إلى أبي بكر حاسر الرأس حافي القدمين وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، ويجبره على البيعة لأبي بكر وهو أميره الذي بايعه هو وعمر وغيرهما وهنأوه بالخلافة من قبل ؟ ومن كان يستطيع بدون دليل ان يغصب نحلة فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ولو لم تستمر العجلة العظيمة التي حركها رسول الله للفتح وبعث في نفوس العرب القدرة الروحية والايمان بالفتوح وما انزل الله من الآيات وبشر فيها الصابرين وهدد فيها المتخلفين والفارين ، ورأى العرب بأم أعينهم الفتوح المستمرة في زمن رسول الله بما يبدونه من تضحية لما سارت تلك العجلة بتلك السرعة في الشرق والغرب ففتحوا بلاد كسرى وقيصر ، واستولوا على حضاراتهم الواسعة . فما كانت نتيجتهم وماذا استفادوا وأفادوا . ونحن نعلم أن هذه البلاد المفتوحة كانت مليئة بالحضارات القديمة والعلوم والفنون والحكمة ، وفيها الحضارة والمدنية ، وفيها المكتبات المليئة بالكتب ، وعندها الأنظمة والدوائر المنظمة ، وعندها أصول الحياة الاجتماعية والصناعات والفنون ، وعندهم المؤسسات التعليمية والمنشآت الفنية والإسلام جاءهم بقوة الايمان والوحدانية وتوحيد الكلمة والمساواة ، والعدالة والأخلاق السامية ، والمباني الإنسانية وحقوق الانسان التي جمعها بآية واحدة أسندتها آيات أخرى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبث الفضائل والبر والاحسان والرأفة والاخوة والاصلاح ، واتباع أصول المنطق الصحيح والعقل السليم في مسالكهم ومناهجهم ، وأن يكون الخلفاء والقادة قدوة صالحة للرعايا ، وبغيتهم الخدمة العامة للفرد والمجتمع ، وخلق روح الوئام وبث روح الاصلاح والسلام ، وتربية الصغار والكبار على مكارم الأخلاق والدين الحنيف ، والابتعاد عن الأغراض الشخصية والأحقاد النفسية والاعتداء على الأنفس والأموال إلا في حدود كتاب الله وسنة رسوله ، ترغيب أهل العلم والايمان وذوي المنطق السليم والعقل الصائب وأهل البر والاحسان واستقطابهم ، وابعاد أهل النفاق والفسق والفجور وشل أيديهم عن بث الفساد ، وترويج المعرفة والعلم والحكمة والعمل الصالح المثمر ، والقول الفصل العدل ، وتقريب الصلحاء وابعاد الطلحاء ، وتولية القضاة الذين امر بحكمهم الشرع الاسلامي المستكملين العقل والعلم والايمان والعدالة وأصالة الأعراق ، وان لا نبتعد لحظة من مشورة العقل والعقلاء .

فهل تجد بعد رسول الله أي دولة اتبعت ذلك إلا في عهد علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين اعلم العلماء ، وأعدل القضاة وأحكم الحكماء ، وأقضى الفقهاء ، واتقى الناس بعد رسول الله ، وأزكاهم وأسبقهم ايمانا ، وأشجعهم في جنب الله ، وأنصفهم وأبرهم وأكثرهم اخلاصا ورأفة على الضعفاء ، وهو بعد رسول الله لم يزل - مع ما يحمله من القوة الجسمية والروحية والعلمية - شابا لو ولي الخلافة كيف كان ينصب القضاة ، والولاة ، وكيف كان يبث العدالة والمساواة الحقيقية وكيف كان يحفظ مقام العلم والعلماء ، والحكمة والحكماء ، والايمان والمؤمنين ، وكيف كان يقوم طوال حياته المديدة الطويلة بما يجلب للانسانية من السعادة ويشملها بالخيرات الروحية والجسمية ، وكيف كان يبث العلم والعمل ، وإن شئت فعد إلى نهج البلاغة لترى آراءه الاجتماعية وقضاءه وسياسته ، وعد إلى عهد مالك ورسائله إلى عماله وبنيه ، وخطبه العظيمة ، ثم عد إلى عمله لتراه عاملا ومزارعا وقاضيا وواليا ومحاربا ومجاهدا يواسي الفقير واليتيم والأسير لوجه الله فهو يريد أن يعيش كعيشة أقل افراد حكومته ليتحسس بأذواقهم واحساسهم ، ويوصي بذلك عماله ، ويتساوى عنده القوي والضعيف ، والفقير والغني ، والأبيض والأسود ، ولا يفرق بين الافراد ساعة العدالة من أية ملة ومذهب ودين ولون وجنس ، ولا يصرف بيت المال إلا بالعدل والانصاف وإلى أقصى ما امر به الله ورسوله ، وهكذا كان ولاته فمن مثله ؟ وكيف كانت في عهده المديد لو ساعد الحظ الأمة وتولى الأمر ؟ وكيف كان يسود السلام والوئام والخير الكرة الأرضية ؟ وكيف كان يعم الوفاق العالم ؟ وكيف لا يعم ونحن نرى تأخر الاسلام انما كان بسبب عدم اتباع الشرع وحدود الله فنرى اختلاف امراء بني أمية في الغرب يوقف تقدمهم في أوروبا ، واختلافات بني العباس والتفرقة وعدم تمسكهم بالأصول تؤخرهم في الشرق ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تجد في زمن عمر كيف يحكم الخليفة بإحراق الكتب في الإسكندرية وبلاد فارس فيعيد البشر آلاف السنين القهقري ، إذ قد أحرق نتائج أفكار فحول العلماء والحكماء والأدباء والفنيين من جهة ، ومن جهة أخرى أوقف المعارف الاسلامية بوقف الحديث ومنعه ، ثم الدرس بيد أبناء الطلقاء والمنافقين أولئك الذين لما يدخل الايمان في نفوسهم ، وكيف يستطيع غير ذلك وقد قضى أكثر حياته مشركا ولم تكن له اثرة في العلم والحكمة والشجاعة والتقوى والسابقة والأصالة البيتية ، وفاقد الشئ كيف يعطيه ! ، فكيف تريد أن يعم العلم والعدل والحق والمعرفة والتقوى والأصالة إلا ممن يحملها ويعيرها وزنا ، فهل يرجى من أمثال أولئك الأمراء بعد السقيفة خير ؟ هل يرجى غير هذه النتائج السائدة إلى اليوم ؟ واننا لا نستطيع ابدا ان نقبل النتائج الحاصلة للمسلمين إلا لتخلفهم منذ يوم السقيفة واغتصاب الحكم من أهله .

اننا جميعا نقدر اعمال الرسول ، ونعرف حق المعرفة بما أوصى به ونعير أهمية لعلي وأهل بيت رسول الله ، بيد أن الموضوعات والأكاذيب والمزيفات التي وضعت في زمن بني أمية لا زالت تخالجنا رغم انها تنافي الواقع ، وتريد بعد هذا ان نوفق بين علي وأبي بكر وعمر وعثمان ، وتريد ان نقول : ان الزهراء حين طالبت بفدك قالت حقا وفي عين الوقت نقول إن أبا بكر قال حقا واجتهد صدقا ، وتريد أيضا أن نوفق بين قول عمر في خالد : إنه قتل مسلما ونزا على زوجته ، وقول أبي بكر : انه اجتهد وأخطأ وأعطاه وسام سيف الله ، وتريد أن نوفق بين حكمة عمر يوم قام بفتنته الأولى حين طلب رسول الله وهو مريض الدواة والبياض ليكتب للأمة عهدا لن يضلوا من بعده فقال إن الرجل ليهجر ، وعهد أبي بكر في مرض موته إلى عمر . ونراكم تتناسون غدير خم وقد ورد فيه من التواتر أكثر مما ورد في القرآن ، ونراكم تتجاهلون فضائل علي وكراماته وأوامر الله ورسوله في ولايته على المؤمنين وتخبطون خبط عشواء للربط بينهما وبين اعمال الخلفاء الراشدين المزيفة الموضوعة في زمن بني أمية ، وتراكم تتجاهلون حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث سفينة نوح وأحاديث الغدير ، وتتجاهلون آيات المباهلة والطهارة والولاية ومئات الآيات الأخرى في علي وولايته وتريدون سد ما يمليه عليكم العقل لاتباع علي وآل محمد فيعود عليكم الشيطان والنفس الامارة وتحرفكم عن الصراط المستقيم ، ألم يقل الله في كتابه ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) و ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) و ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدي إلا أن يهدى ) ؟ وهل يستوي السابقون مع المتأخرين ؟ هل يستوي المجاهدون والمكافحون والثابتون والذابون والفائزون مع الهاربين والمدبرين ؟ هل يستوي أحباء الله مع أعدائه ؟ هل يستوي من أطاع الله ورسوله وأقام حدوده وسننه هو ومن أوقف حدوده وبدل نصوصه ؟ ! مالكم كيف تحكمون ! هل يستوي من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوقر العلماء والحكماء والمؤمنين ، ويبعد أعداء الله والمنافقين مع من يعمل العكس والضد ؟ ! وان أنكرت فالتاريخ أعظم شاهد على ما نقول .

وبعد ! لو كانت الخلافة بعد رسول الله بيد أهلها لسادت السعادة ولكان العالم اليوم وحدة اسلامية سعيدة وكانت الأرض جنانا وأمانا .

لقد شاهدتم سيرة علي زمن رسول الله وزمن الخلفاء الراشدين فوجدتموه حقا الصديق العادل التقي المخلص لله ولرسوله ، ووجدتم سيرته زمن خلافته ورأيتم عماله كيف كانوا من خيرة القوم ونخبة النخبة ، ورأيتم أقواله المقرونة بأفعاله ، ويقظته ، ووصاياه المأثورة . وها أني اقدم نبذة منها أدناه دالة على عدالته وانصافه وبره وألطافه حيث قال لولاته " فأنصفوا الناس من أنفسكم ، واصبروا بحوائجهم ، فإنكم خزان الرعية ، ووكلاء الأمة ، وسفراء الأئمة ، ولا تحشموا أحدا عن حاجته ، ولا تحبسوه عن طلبته ، ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف ، ولا دابة يعتملون عليها ، ولا عبدا ، ولا تضربن أحدا سوطا لمكان درهم " ( 3 ) وتجده أدناه كيف يدبر ويدير ويربي ولاته وعماله ويراعيهم ويراقبهم حيث يقول لولاته : " ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارا ولا تولهم محاباة وأثره فإنهما جماع من شعب الجور والخيانة وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة فإنهم أكثر أخلاقا ، وأصح أعراضا ، وأقل في المطامع إشراقا ، وأبلغ في عواقب الأمور نظرا ، ثم أسبغ عليهم الارزاق فان ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم ، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم ، وحجة عليهم ان خالفوا امرك أو ثلموا أمانتك ، ثم تفقد اعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم ، فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية " ( 4 ) .

وقد أوصى بالناس خيرا بعدم كشف معايبهم بل القيام باصلاحها وسترها حيث بلغ بوصيته إياهم قوله : " وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس ، فان في الناس عيوبا الوالي أحق من سترها ، فلا تكشفن عما غاب عنك منها ، فإنما عليك تطهير ما ظهر منها " ترى كيف يحرص على أدق المعاني والاخلاق السامية التي جاء بها الاسلام ، ويربي ولاته وعماله عليها ، ويقدم لهم أدق النصائح والآراء الحكيمة ، ويقودهم إلى النهج القويم من الابتعاد عن مواقع الضعف والخيانة ومصادر الشرور والفجور فيقول : " ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ، ولا جبانا يضعفك عن الأمور ، ولا حريصا يزين لك الشره بالجور ، فان البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله " . ونراه يوصي بالابتعاد عن الأشرار الآثمين والظلمة وعدم الاستعانة بهم على إدارة الأمور . " ان شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة فإنهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ، وليس عليه مثل آصارهم  وأوزارهم وآثامهم " واما زهده فحدث عنه ولا حرج .

ولابد لنا قبل أن نبحث في الغصب ان نعرف المغصوب ونثبت ملكيته ودلائل الملكية ، ونوع التعدي وعلته ، وعدم مشروعية الغاصب ودلائل الغصب ، والآثار المترتبة على هذا الغصب . فما هي فدك ؟ وبعد تصفح ص 343 ج 6 من معجم البلدان لياقوت الحموي وتاريخ أحمد بن يحيى البلاذري البغدادي المتوفى سنة 279 ، وابن أبي الحديد المعتزلي ج 4 ص 78 في شرح نهج البلاغة طبع مصر نقلا عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، ومحمد بن جرير الطبري في التاريخ الكبير ، وغيرهم من مؤرخي ومحدثي أهل السنة والعامة ، نجد ما خلاصته انه بعد فتح قلاع خيبر جاء أكابر رجالات ومالكي فدك والعوالي ( وهي سبع قرى تحد بعضها بعضا تقع في سفوح جبال المدينة حتى سيف البحر وهي مشهورة بكثرة النخيل والغلة ، وسيعة ممتدة يمكن معرفة سعتها من حدودها حيث يقع أحد حدودها بجبل أحد قرب المدينة المنورة ، والحد الثاني بالعريش والثالث بسيف البحر والرابع بحومة دومة الجندل ) جاءوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأقروا مع عقد صلح على أن يكون نصف فدك لرسول الله ونصفه الآخر لهم . وبعد عودته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى المدينة المنورة نزل جبرئيل عن الله بالآية 28 من سورة بني إسرائيل وهي ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) ففكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في من هم ذوو القربى ، وما هو حقهم فجاء جبرئيل ثانية وقال : ان الله عز وجل يأمرك أن ادفع فدكا إلى فاطمة . فأرسل إلى فاطمة وقال " ان الله امرني ان ادفع إليك فدكا " . لذا قدمها لها في تلك الجلسة وأيد المفسرون ذلك أمثال الإمام أحمد الثعلبي في تفسير كشف البيان ، وجلال الدين السيوطي في تفسيره الجلد الثاني عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر المعروف المتوفى سنة 352 عن أبي سعيد الخدري ، والحاكم أبي القاسم الحسكاني وابن كثير عماد الدين إسماعيل بن عمر الدمشقي الفقيه الشافعي في التاريخ ، والشيخ سليمان البلخي الحنفي في الباب 39 من ينابيع المودة عن تفسير الثعلبي ، وجمع الفوائد وعيون الأخبار بقولهم : لما نزلت : " ( وآت ذا القربى حقه ) دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة فأعطاها فدكا الكبير " فكانت فدك في تصرفها في زمان حياة رسول الله وكانت تؤجرها هي نفسها في زمن حياته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانوا يقدمون لها مال الإجارة في ثلاثة أقساط ، وكانت ( عليها السلام ) تأخذ منه ما يكفيها وولديها الحسنين لليلة واحدة وتقسم الباقي بين فقراء بني هاشم ، وما زاد تقسمه على سائر الفقراء والمساكين برا واحسانا منها ، وبمجرد أن مات ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذهب عمال الخليفة واغتصبوا الملك من فاطمة الزهراء ومنعوها من التصرف وتملكوه . وقد ذكرت أعلاه من ذكر الآية المارة وأمر الله الرسول لاعطاء فدك إلى ابنته الحبيبة ولم يكن هؤلاء وحدهم من أيد تلك الآية وأمر الله في ذلك ، بل إن ذلك خرج من حد التواتر ، وأيد ذلك الحافظ ابن مردويه والواقدي ، والحاكم في تفاسيرهم وفي تواريخهم ، وجلال الدين السيوطي ص 177 ج 4 في الدر المنثور ، والمولى علي المتقي الحنفي في كنز العمال ، وما كتبه في الحاشية المختصرة من مسند الإمام أحمد بن حنبل في مسألة صلة الرحم عن كتاب الاخلاق ، وابن أبي الحديد في الجلد 4 من نهج البلاغة من طرق مختلفة غير طريق أبي سعيد الخدري ، كلهم نقلوا انه عندما نزلت الآية الشريفة ، أعطى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدكا إلى فاطمة بضعته وأم العترة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . وقد غصبها أبو بكر وعمر بعد غصبهما الخلافة تأييدا لغصبهما الأول وتقوية لهما دون دليل واثبات سوى ما جاء به أبو بكر ( رضي الله عنه ) من حديث اختلقه وافتراه ولم يقم عليه ( البينة ) ، وهو الغاصب والحاكم والمدعي ، وقد أثبتت الزهراء والحوادث  التي تلتها ظلمه وغصبه لها ولعترتها .

فماذا افترى واختلق تأييدا لغصبه هذا ؟ وهل تخفى الحقائق وأي حقيقة أوضح من هذه ؟ ولمن ؟ ومتى ؟ أيستطيع أبو بكر مهما أوتي من قدرة وسلطة ان يثبت أمرا اختلقه وما انزل الله به من سلطان امام بضعة رسول الله التي حاكت أباها نزاهة وفصاحة وشجاعة . إذ تخاطبه بخطبتها العصماء وكلماتها المستدلة الرنانة امام المهاجرين والأنصار فتطالبه وتسأله بأي حد من حدود الله وأية سنة من سنن نبيه قام بذلك الغصب المنكر والعداوة الواضحة ، فيقول لها : " اني سمعت رسول الله يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " . ولو درى ان كلمته هذه سينكشف زيفها وانها مجعولة لما قالها ابدا ، ولاختلق بعض ما يبرر ساحته التي يحاول ان يبرقعها ببرقع من القدسية ، ولقال على أقل تقدير : انا لا أورث ولم يقل نحن معاشر الأنبياء ، وهنا برهن على قلة علمه بالقرآن الذي فيه الآيات البينات على توريث الأنبياء أولادهم وذويهم . وقد نقل خطبة الزهراء واستدلالها العظيم المحدث المتبحر أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري الموثق من أكثر علماء السنة مثل ابن أبي الحديد ص 78 ج 4 أسانيد خطبة الزهراء ، بنهج البلاغة بأنه متق ورع محدث أخرجه في كتاب السقيفة ، وابن الأثير في النهاية ، والمسعودي في اخبار الزمان والأوسط ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 78 عن الجوهري ، كما وفي كتاب السقيفة وفدك من طرق وأسانيد مختلفة عن آل البيت . وفي ص 63 عن عائشة أم المؤمنين ، وص 94 عن محمد بن عمران المرزباني عن آل البيت وغيرهم عن علماء السنة والجماعة يذكر فيها محاجة الزهراء مع أبي بكر في المسجد امام المسلمين ومنهم المهاجرون والأنصار بدرجة أفحمتهم جميعا حتى اضطروا للضوضاء . ومما استدلت به من الآيات القرآنية قوله تعالى :

1 - ( وورث سليمان داود ) ( 5 ) .

2 - ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) ( 6 ) .

3 - ( وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى ) ( 7 ) .

وآنذاك قالت ( عليها السلام ) : " يا ابن قحافة ! أفي كتاب الله ان ترث أباك ولا ارث أبي ! لقد جئت شيئا فريا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ "

4 - ألم يقل الله في قرآنه المجيد : ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ) ( 8 ) .

5 - قوله تعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) ( 9 ) .

6 - قوله تعالى: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خير الوصية للوالدين والأقربين حقا على المتقين) (10).

حتى قالت : " أفخصكم بآية اخرج أبي منها ؟ أم أنتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ( 11 ) ؟ " وهل استطاع أبو بكر وعمر واتباعهما امام هذه الأدلة والبراهين القوية القطعية الداحضة على حقها وتعديهم على حدود الله وسنن نبيه أن ينبسوا ببنت شفة ؟ أو يدلوا بدليل سوى انحراف إلى انحرافهم ؟ والتمسك الأعمى بباطلهم ، فأي دليل يدحض الآيات القرآنية ؟ وهل تستطيع رواية افتضح جعلها ووضعها يريد بها ذو القوة سلب حق جاءت به النصوص القرآنية دون نص أو سنة أو علم أهل بيت رسوله وصحابته المقربين ، وإذ رأتهم تمادوا في طغيانهم وأصروا على عنادهم تأثرت شاكية وقالت : " كسرتم قلبي وسلبتم حقي واني لأحاكمنكم يوم القيامة في محكمة العدل الإلهية والله واسع قدير على اخذ حقي - قائلة - فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم " .

لقد قاموا تجاه بضعة رسول الله وعترته ووصيه وخليفته بما يستنكره العقل السليم والوجدان الحي ، وحقيق ان يستنكر ، وحقيق ان يكون ذلك في حكم المستحيل بعد أن علم الكل ان رسول الله يقول : " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله " ، وبعد ان قرأ الآية المباركة ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا ) وكيف يقبل أي مسلم ان أمثال أبي بكر وعمر ومن تبعهما أولئك الذين هم أقرب صحابة رسول الله وأولئك الذين سمعوا من رسول الله كرارا يقول " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا " وقد ثبت بالتواتر ذلك كما مر .

وهم الذين حضروا يوم غدير خم وبايعوا عليا بالولاية والإمامة ، وهم الذين سمعوا آية الولاية في علي ، وسمعوا آية التطهير في علي وبنيه وزوجته الطاهرة ، وهم الذين يعرفون آية المباهلة فيهم فكيف يقبل ذو وجدان ان يخالفوا كل ذلك ويسلبوا حقوقهم ويعتدوا على حدود الله وسنن نبيه ؟ وهل يعمل ذلك إلا كافر أو مرتد أو منافق أو فاسق ؟ ( 12 ) نعم لقد ثبت بصورة متواترة رغم كل ذلك أن أبا بكر وعمر ومن تبعهما عملوا كل ذلك ، وبما كان لديهم من حول وطول أرادوا ان يبرهنوا خلاف ذلك ويحرفوا الحقيقة عن مجاريها ويقيموا الأباطيل مكانها ولم يقصروا ابدا في ذلك هم ومن تولاهم بإرادتهم بعدهم ، ورغم كل المحاولات فقد جاءت دون خلاف اعمالهم المنكرة المخالفة للنصوص ، فبماذا تحكم عليهم ، ولا أستطيع القول لمن أراد تبرئتهم إلا وقد شمله ما شملهم من العقاب لأنهم ساروا نفس مسير الظلم الذي سار عليه من أسس أساسه . أليس أبو بكر وعمر هما اللذان خالفا نص الوصاية وصاية رسول الله في علي كما مر في موارد متواترة وغصبا منصب الخلافة وغصبا فدكا ، وامام الحجج الداحضة يصعد أبو بكر منبر رسول الله ويسب وصي رسول الله وبضعته الطاهرة بقوله : ( ثعلب يستشهد بذيله ) يقصد عليا وفاطمة وسيرد ذلك مفصلا . وللاختصار أرجو من القارئ الكريم ان يرجع لما كتبه ابن أبي الحديد الشافعي المعتزلي ص 8 ج 4 في شرح نهج البلاغة في تلك العبارات المهينة التي وجهها أبو بكر على منبر رسول الله لعلي وفاطمة ليقابل بها بقوته قوة استدلالهم لأنه عجز امام المنطق فعاد للقوة والقسر .

لقد قام علي ( عليه السلام ) بعد أن نزلت فاطمة ، وبعد خطبتها العصماء وخاطب أبا بكر قائلا : " لماذا سلبت حق فاطمة من ميراث أبيها بالرغم من أنهما كانت مالكة لذلك في حياة أبيها " وعوض أن يجيب على سؤاله حور ذلك تحويرا أخرجه عن حقيقته وقال : ان فدكا هي للمسلمين فإن كان لها شاهد فلتقدمه فإن كان ملكها فأعطيها إياها وإلا أحرمها . فقال علي ( عليه السلام ) " أتحكم فينا بغير ما تحكم في المسلمين ؟ ألم يقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " أي ان المدعي هو أبو بكر وعليه ان يقيم البينة لا فاطمة التي هي المتصرفة ، فاطمة الطاهرة المنزهة في آية التطهير : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وقال علي ( عليه السلام ) : لو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا بها ، قال أقيم عليها الحد كسائر النساء . قال علي ( عليه السلام ) كنت إذا عند الله من الكافرين لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة حيث قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . ألم تنزل فينا هذه الآية ؟ فأجاب : بلى ، فقال : ان الله يشهد بطهارتها وبعد هذا تدعي بمال بيدها وتردها وتقبل شهادة أعرابي بوال على عقبيه ؟ ! قال علي ذلك وعاد إلى بيته ، فقامت ضجة في الناس يصدقون فيها عليا وفاطمة .

____________________

( 1 ) راجع كتاب أبي بكر هنا في موسوعتنا وكيف هدد السائل عن القدر .

( 2 ) راجع كتاب عمر من موسوعتنا لترى كيف قابل السائل عن متشابه القرآن .

( 3 ) نهج البلاغة : الكتاب رقم 51 / تنظيم صبحي الصالح / 425 .

( 4 ) نهج البلاغة : الكتاب رقم 53 / صبحي الصالح / 435 .

( 5 ) سورة النحل ، الآية 16 .

( 6 ) سورة مريم ، الآية 5 .

( 7 ) سورة الأنبياء ، الآيتان 89 - 90 .

( 8 ) سورة الأنفال ، الآية 76 .

( 9 ) سورة النساء ، الآية 12 .

( 10 ) سورة البقرة ، الآية 176 .

( 11 ) واني لأعجب من هذه الرواية المختلقة كيف أسرها النبي لأبي بكر وحده ولم يذكرها لوصيه وأخيه وخليفته وحبيبه وبضعته الطاهرة وصحابته وزوجاته وهو لا يخفى عليه كيف تنقلب بعده الأوضاع . ان القارئ الكريم لا أشك انه معي سوف ينقم من هذا التعرض الشائن لرسول الله وعترته .

( 12 ) ترى كيف ناقض أبو بكر قوله حينما كتب كتابه لفاطمة على رد فدك فمزقه عمر ، اخرج ذلك سبط ابن الجوزي في السيرة الحلبية 3 / 391 ، وكيف جاز للخليفة رد فك إن كان واثقا من صحة خبره .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).