المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



من هم الرحم الذين حث الاسلام على صلتهم؟  
  
2490   11:03 مساءً   التاريخ: 28-11-2019
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص297-299
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3/11/2022 1659
التاريخ: 2024-01-14 987
التاريخ: 2024-07-06 663
التاريخ: 2-2-2017 3393

أمر الإسلام بأن يصل كل مسلم رحمه وشجع على ذلك بعدة مرغبات لها علاقة بجملة من الجوائز لمن يصل رحمه في الدنيا والمقام الرفيع في الآخرة ، والإسلام عندما طلب منا أن نصل رحمنا إنما يفعل ذلك انطلاقا من المنظومة الإسلامية التي تسعى لتأسيس مجتمع متكامل متضامن متكافل مجتمع الأمة الواحدة التي تدعوا الى العمل معا في سبيل خير الإنسانية، وقد ورد في ذلك قول الله سبحانه وتعالى:{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}[الرعد: 19 – 21] . لقد اعتبر الله عز وجل ان أولو الألباب هم الذين يجهدون لصلة ما أمر الله سبحانه وتعالى به أن يوصل ومن ما أمر الله به أن يوصل هو الرحم، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [الرعد: 21] أنه قال:(من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك إيانا) (1).

فاعتبر الامام الصادق (عليه السلام) أن ما أمر الله سبحانه وتعالى أن يوصل أمور كثيرة منها صلة الرحم وغايتها العظمة صلة أهل بيت النبوة (عليهم السلام).

وفي مجال آخر اعتبر الله سبحانه وتعالى أن من تقوى الله أن نصل رحمنا فربطها فيه وقال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] .

وقد ورد في تفسير هذه الآية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(هي أرحام الناس، إن الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها، ألا ترى أنه جعلها معه)(2) .

وكثيرة هي الأحاديث التي حثت على صلة الرحم وليس المجال واسعا للحديث عنها بالتفصيل ولكن يجب أن يعرف كل منا أن صلة الرحم من الأفعال التي يعجل الله سبحانه وتعالى ثوابها في الحياة الدنيا فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله : قال رسول الله(صلى الله عليه واله):(إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم)(3).

ـ من هم الرحم ؟

الرحم هم كل من ارتبط بنا بعلاقة نسبية أصلها الرحم ولذا نسبت إليه، وهم الآباء والأبناء والأجداد والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهم والأعمام وأولادهم والعمات وأولادهم والاخوال وأولادهم والخالات وأولادهم، فكل هؤلاء من الأرحام، وقد ورد في مجمع البحرين ما نصه:

في الحديث:(صلوا أرحامكم، جمع رحم وهم القرابة، ويقال على من يجمع بينك وبينه نسب، وقيل من عرف بنسبه وإن بعد) (4).

كل هؤلاء يجب صلتهم ولا يجوز قطعهم وهم موضوع الآيات والروايات الواردة في مسألة صلة الرحم أو قطيعته.

ـ صلة الرحم قوة للإنسان:

من المسلم به أن صلة الرحم تشكل عنصر قوة وتضامن في داخل العائلة الواحدة، وهذا ما

يساعد على التكامل والتآزر والتعاون يبن أفرادها ما يساهم في قوة المجتمع ككل مقدمة لقوة الامة وتماسكها.

وقد ورد في ذلك ما روي عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) حيث قال:(وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطري، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول)(5) .

إن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يدعونا لإكرام عشيرتنا لأنه بهم نحقق غاياتنا ونصل الى أهدافنا، ومن دونهم نضيع ولا نصل الى مكان .

________________________

1ـ بحار الأنوار ج23 ص 268.

2- نفس المصدر السابق ج71 ص 97 .

3- نفس المصدر السابق ص 121 .

4- مجمع البحرين ج2 ص160 .

5- بحار الأنوار ج71 ص 105 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.