بغض النظر عن نظام الفلاحة المتبع Tillage system، سواء كان نظام الفلاحة التقليدي، أو نظام الحد الأدنى من الفلاحة Minimum tillage أو حتى نظام الزراعة المباشرة، بدون فلاحة Notillage، فيجب أن يضمن تحضير الأرض قبل الزراعة تأمين مهد Seedbed ناعم، ومفكك، ومهوى ويكون قطاع التربة عميقا لضمان الصرف الجيد، وعدم وجود طبقة صماء Hard pan يمكن أن تعيق نمو الجذور، وتغلغلها في أعماق التربة، لذلك ينصح باستعمال المحراث المطرحي Chisel plough فقط لكسر طبقات التربة المنضغطة والقاسية Impacted layers. بالإضافة إلى التخلص من بقايا المحصول السابق، التي يمكن أن تعيق عمليات الخدمة اللاحقة، والتخلص من الأعشاب الضارة Weeds، وتحسين رشح الماء إلى باطن التربة Water infiltration، والحد من فقد الماء بالجريان السطحي Runoff، وانجراف التربة Soil erosion. عموما، فإن طريقة تحضير الأرض الضرورية لمحصولي الذرة الصفراء، والقمح يمكن أن تكون مناسبة لمحصول زهرة الشمس. ويتبع في القطر العربي السوري نظام الفلاحة التقليدي Conventional tillage، المتمثل بإجراء فلاحة سطحية لإزالة بقايا المحصول السابق، يعقبها فلاحة خريفية عميقة (حتى 30 سم)، ومن ثم فلاحتان متعامدتان قبل الزراعة، حيث تضاف كامل الأسمدة العضوية، ومبيدات الأعشاب الضارة المتخصصة مع الفلاحة الخريفية، في حين تضاف كامل الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية عند الزراعة. ونظرا إلى تباين بذور زهرة الشمس من حيث الحجم Seed size، فعند الرغبة بالزراعة الآلية، فيجب القيام بتدریج Grading البذور حسب الحجم وإنتاج عينة متجانسة، لضمان سهولة تدفق البذور Freeflow في البذارة، وضمان الحصول على الكثافة النباتية المناسبة، والنمو المتجانس للبادرات Even stand.

وتعد عملية الحصول على الكثافة النباتية المطلوبة مسألة مهمة جدا في محصول زهرة الشمس للحصول على أعلى غلة ممكنة، واقتصادية Profitable من البذور، لأن النباتات في جميع الأصناف التجارية تشكل قرصا زهرية واحدة لذلك لا يمكن تعويض Compensation النباتات. ويبين الجدول الآتي، الأبعاد بين الخطوط، والنباتات ضمن الخط نفسه للحصول على الكثافات النباتية المختلفة المرغوبة:

ملاحظة: تمثل الأرقام في جسم الجدول المسافة بين النباتات (سم).

وعند استعمال وحدات البذور الإلكترونية، فعادة ما يكون معدل البذار Seeding rate، وعمق الزراعة متجانسة جدا، لذلك لا توجد ضرورة لعملية تدريج البذار حسب الحجم. عموما، تعطي البذار الصغيرة والكبيرة المتماثلة في النوعية نباتات متماثلة عند النضج، ولكن يفضل زراعة البذور النظيفة والسليمة والكبيرة الحجم، لأنها تعطي بادرات سليمة وقوية، وتنبت بشكل متجانس، ولكن يجب تجنب اختيار البذور الكبيرة جدا، لأنها عادة ما تكون ذات أجنة ضعيفة (Saranga وزملاؤه، 1998).

ويجب دائما زراعة البذار الحديث Fresh seed، لأن بذار زهرة الشمس تفقد حيويتها بسرعة عندما تكون ظروف التخزين غير مناسبة. ويفضل أن تعقم البذار المعدة للزراعة بالمبيدات الفطرية والمبيدات الحشرية المناسبة. ويفضل أن تتم عملية التعقيم قبل أشهر من تاريخ الزراعة، حيث يساعد ذلك في الحد من الإصابة الفطرية Fungl infection من دون أن يؤثر ذلك سلبا في حيوية البذار، ولكن يمكن أن تقلل بعض المبيدات الحشرية Insecticides من حيوية البذور، إذا ما بقيت البذور مخزنة بعد المعاملة بالمبيدات.

وعموما، تكتمل عملية الإنبات واسترساء 80-85% من البادرات فوق سطح التربة خلال 2-5 أيام من ظهور أول بادرة فوق سطح التربة. يجب أن تزرع البذور على 3-8 سم، وذلك حسب الصنف، ويجب أن يبقى مهد البذور رطبا طول فترة الإنبات، لضمان الإنبات السريع والمتجانس، والنمو الأولي السريع للبادرات، مما يساعد في زيادة كفاءتها التنافسية Copetitive abitiy للأعشاب الضارة. ويفضل أن تكون درجة حرارة التربة خلال فترة الإنبات قرابة 25-30 م. ويمكن أن تتم عملية الإنبات عند درجات حرارة أعلى عندما تكون التربة رطبة. وتتباطأ عملية الإنبات إذا ما انخفضت درجة حرارة التربة إلى مادون 15 م، في حين يثبط إنبات البذور تماما إذا ما انخفضت درجة الحرارة إلى ما دون 10 م. وعادة ما تكون البذور ذات المحتوى العالي من الزيت أكثر حساسية للحرارة المنخفضة بالمقارنة مع البذور ذات المحتوى المتدني من الزيت. وقد طورت في الآونة الأخيرة أصناف يمكن أن تنبت بذورها حتى عند درجة حرارة 5 م، ولكن عادة ما تستغرق عملية الإنبات وقت أطول. يتراوح معدل البذار بين 3-8 كغ . هكتار^-1 عندما تكون المسافة بين الخطوط قرابة 75 سم، وذلك حسب حجم البذور، مع المحافظة مع مسافة 30 سم بين النباتات ضمن الخط نفسه، ويمكن حساب معدل البذار Seed rate من المعادلات الآتية:

ويجب زراعة البذور في الموعد المناسب Correct time، حيث يؤثر موعد الزراعة في كل من غلة المحصول، ونسبة القشور إلى اللب. ويؤثر تأخير موعد الزراعة سلبا في وزن البذور، بسبب تراجع طول فترة امتلاء البذور، مما يؤثر سلبا في وزن اللب Kernel، فتقل نسبة التصافي. أحيانا يكون هناك ضرورة لتقديم موعد الزراعة أو تأخيرها في بعض المناطق لتجنيب تزامن حدوث عملية الإزهار Flowering مع فترات الحرارة المرتفعة. ويمكن أن تتباين الكثافة النباتية Plant population ضمن موعد الزراعة الأنسب، ويؤدي تقليل الكثافة النباتية (زيادة المسافة بين الخطوط) إلى زيادة حجم القرص الزهري، ولكن عادة ما تحتوي الأقراص الزهرية الكبيرة على نسبة أكبر من البذور الفارغة Pops، وعادة تنخفض غلة الزيت في وحدة المساحة بشكل كبير. ويتوقف معدل البذار (الكثافة النباتية) الأمثل على الغرض من الزراعة. وتساعد عملية الضبط الدقيق لمعدل البذار في تقليل تكاليف الإنتاج، لأن البذار الهجين seeds غالية الثمن. وتتراوح الكثافة النباتية بين 30-40 ألف نباتا Hybrid في الهكتار بالنسبة إلى الأصناف الطويلة Tall varieties، وبين 35-60 ألف نباتا في الهكتار في الأصناف الهجينة، وذلك في البيئات التي لا يقل فيها معدل الهطول المطري عن 500 مم . سنة^-1. وعندما يزرع المحصول بشكل مروي كما هو الحال في القطر العربي السوري، فيمكن زيادة معدل البذار بنحو 25-50 % وذلك حسب قوام التربة، وخصوبتها. ويعد متوسط قطر القرص الزهري من الدلائل المعبرة عن الكثافة النباتية، فإذا كان متوسط قطر القرص الزهري أقل من 12 سم، فهذا يعني أن الكثافة النباتية عالية جدا، أما إذا كان متوسط القطر أكبر من 25 سم، فهذا يعني أن الكثافة النباتية منخفضة جدا. ويمكن أن تبدو الأقراص الكبيرة الحجم جيدة إلا أن البذور في مركز القرص عادة ما تكون فارغة. وتقدر الكثافة النباتية المثلى عند زراعة محصول زهرة الشمس لإنتاج البذور المستخدمة علفا للطيور أو لأغراض التسلية بنحو 20-30 ألف نبات في الهكتار. ويبين الجدول الاتي تأثير زيادة الكثافة النباتية في بعض الصفات الكمية والنوعية: