أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015
2043
التاريخ: 22-03-2015
8688
التاريخ: 22-03-2015
2863
التاريخ: 23-03-2015
4421
|
هي مجموعة من القصائد سميت باسم من اشتهر بجمعها، وهو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي المتوفى سنة 164/780هـ. وقيل سنة 168: وقيل سنة 170هـ، والشائع المعروف أن المفضل جمعها لتلميذه المهدي حينما جعله والده الخليفة العباسي المنصور مؤدبًا له. وكان المفضل سماها في الأصل كتاب الاختيارات، ولكنها بعد ذلك سميت باسمه.
وهذه كسابقتها اختلف في عددها ومن جمعها. فقيل إنها مائة وست وعشرون قصيدة، أضيفت إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ، ويقول ابن النديم: "وهي مائة وثمانية وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر، بحسب الرواية عن المفضل، والصحيحة التي رواها ابن الأعرابي(1) تلميذ المفضل وربيبه".
وروى صاحب الأغاني أبو الفرج الأصبهاني في كتابه "مقاتل الطالبيين"(2) عن ابن الأعرابي وعن أبي عثمان البقطري وعن علي بن أبي الحسن، ثلاثتهم عن المفضل، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متواريًا عندي، فكنت أخرج وأتركه! فقال لي: إنك إذا خرجت ضاق صدري، فأخرج إليّ شيئًا من كتبك أتفرج به: فأخرجت إليه كتبًا من الشعر، فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرت بها اختيار الشعراء، ثم أتممت عليها باقي الكتاب.
وأما أبو علي القالي، فقد روى في كتابه الأمالي(3) عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي جعفر محمد بن الليث الأصفهاني، قال: "أملى علينا أبو عكرمة الضبي المفضليات من أولها إلى آخرها، وذكر أن المفضل أخرج منها ثمانين قصيدة للمهدي، وقرئت بعد على الأصمعي، فصارت مائة وعشرين، قال أبو الحسن -يعني الأخفش- أخبرنا ثعلب أن أبا العالية الأنطاكي والسدري وعافية بن شبيب، وهؤلاء كلهم بصريون من أصحاب الأصمعي، أخبروه أنهم قرأوا عليه المفضليات، ثم استقرئوا الشعر، فأخذوا من كل شاعر خيار شعره وضموه إلى المفضليات، وسألوه عما فيه مما أشكل عليهم من معاني الشعر وغريبه، فكثرت جدا".
قول أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري في أول شرح المفضليات: "أملى علينا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي هذه القصائد المختارة المنسوبة إلى المفضل بن محمد الضبي أملاه مجلسًا مجلسًا، من أولها إلى آخرها، وذكر أنه أخذها عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، وذكر أنه أخذها عن المفضل الضبي. قال أبو محمد: وكنت أسأل أبا عمرو بندار الكرخي, وأبا بكر العبدي، وأبا عبد الله محمد بن رستم، والطوسي وغيرهم، عن الشيء بعد الشيء منها، فيزيدونني على رواية أبي عكرمة البيت والتفسير، وأنا أذكر ذلك في موضعه إن شاء الله. فلما فرغنا منها صرت إلى أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح، فقرأتها عليه إلى آخرها، شعرها وغريبها، فأنكر على أبي عكرمة أشياء، أنا مبينها في موضعها، ومسند إلى أبي جعفر ما فسر وروى، في موضعه إن شاء الله، والمعين الله عز وجل، والحول والقوة به: وعمود الكتاب على نسق أبي عكرمة وروايته.. وحدثت أن أبا جعفر المنصور تقدم إلى المفضل في اختيار قصائد للمهدي، فاختار له هذه القصائد فلذلك نسبت إلى المفضل"(4).
هذه روايات مختلفة، منها ما ينسب اختيارها كلها للمفضل، ومنها ما ينسب إليه اختيار بعضها، ومنها ما يشرك معه فيها الأصمعي، وهي رواية الأخفش. ويرى الدكتور شوقي ضيف أن ذلك كان من الأخفش، وأنه فعل ذلك بعامل التنافس بين البصريين والكوفيين، فالأخفش البصري يريد أن يقول إن المفضليات من صنع البصريين والكوفيين جميعًا لما كان لها من شهرة في عصره فاقت شهرة الأصمعيات. ثم يقول الدكتور شوقي ضيف: ولو أنه اطلع على رواية ابن الأعرابي خصم الأصمعي لزايله هذا الوهم(5). ولكن ألا يرى الدكتور شوقي أن في عداوة ابن الأعرابي للأصمعي ما قد يمس النزاهة بين ابن الأعرابي والأصمعي؟ ألا يجوز أن يكون ابن الأعرابي لتحامله على الأصمعي أراد أن يحرم الأصمعي حق مشاركته في الاختيار؟
على كل، هذا خلاف شكلي لا يمس جوهر الموضوع، فالقصائد التي تتضمنها هذه المجموعة أصيلة، وأهل للثقة والاعتماد عليها، سواء نسب اختيارها إلى المفضل، أو إليه والأصمعي، فكلاهما ثقة، أمين، صادق في روايته.
وهي لسبعة وستين شاعرًا معظمهم من الجاهليين، فمنهم ستة شعراء إسلاميون وأربعة عشر شاعرًا من المخضرمين الذين ولدوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام، والباقون وهم سبعة وأربعون شاعرًا كلهم جاهليون، عاشوا وماتوا قبل الإسلام.
وقد لقيت المفضليات اهتمامًا كبيرًا من العلماء والأدباء والباحثين في شتى العصور، فكان لها شهرة عظيمة في الأوساط الأدبية والعلمية، وقام بدراستها كثير من الأدباء العرب والمستشرقين، ومن أهم شروحها شرح ابن الأنباري وقد نشره لايل Lyall مع ترجمة إنجليزية في جزأين، وقام بعمل فهرست لها في جزء ثالث المستشرق بيفان Bevan، كما شرحها المرزوقي المتوفى سنة 421-1030 والتبريزي المتوفى سنة 502-1108.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفهرست ص108.
(2) صفحة 339، 372 طبعة القاهرة.
(3) جـ3 ص130 دار الكتب.
(4) المفضليات: دار المعارف سنة 1963، ص12.
(5) تاريخ العصر الجاهلي، ص177.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|