يختلف المقال الصحفي (News Article) اختلافاً كلياً عن المقال الأدبي من حيث الوظيفة، الموضوع والأسلوب واللغة، فبينما يهدف الأول إلى التعبير عن أفكار اجتماعية وسياسية واقتصادية وعلمية، فان الثاني يهدف إلى اغراض جمالية، ويهتم بالزخارف اللفظية وجمال العبارة، وتحقيق المتعة الفنية، وقد يتناول موضوعات سياسية واجتماعية، لكنها تعد مداخل للكاتب للوصول إلى التأثير الجمالي، وتحقيق المتعة من خلال الكتابة لفئة محددة من الناس.

ولأن الصحفي يكتف مقالة لكل الناس او هكذا يفترض، فهو يراعي مستوى القراء وثقافاتهم وسياسة الجريدة، وقوانين المطبوعات والنشر، والتعبير الميسر الذي يفهمه كل الناس، اما الاديب فلا يتقيد بشيء، وهو غير مسئول عما اذا فهم القراء ما يكتب ام لا.

وقد فرضت الصحافة تقاليد معينة على المقال الصحفي من حيث موضوعه ولغته واصنافه، فموضوعاته ليست خاطرة، بل تتناول موضوعات عامة تهم الراي العام ولغته هي لغة الصحافة العادية التي تتميز بشخصية معينة لان الصحفي مطالب بتكييف مقالاته وفقا للقوالب الصحفية.

ان الكتابة في المقال الصحفي تكون تعبيراً عن وجدانيات غيرية، بينما هي في المقال الادبي تكون تعبيراً عن وجدانيات ذاتية، كما ان الصحفي معني بالمجتمع، بينما الاديب معني بنفسه فالأدب فن ذاتي والصحافة فن اجتماعي، فالأدب مرآة تنعكس عليها مشاعر الاديب وآراؤه وخواطره، بينما الصحافة مرآة تنعكس عليها مشاعر المجتمع وآماله وآلامه وهذا يعني ان المقال الصحفي يشترط ان يكون واقعياً وعقلياً، وان المقال الادبي قد يكون خياليا او مثاليا، وغالبا ما يكون المقال الصحفي قصيراً مركزاً، فيما يسترسل الآخر ما يشاء.