أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-25
431
التاريخ: 2024-08-18
355
التاريخ: 30-11-2020
2055
التاريخ: 2024-08-10
478
|
- المناخ:
وهو العامل الرئيسي الذي يؤثر في المواد الصخرية والمعدنية المستمدة من الصخر الأصلي ولكل عنصر من عناصر المناخ دوره الخاص في هذا المجال ومع ذلك فإن العناصر كلها تعمل مجتمعة وتؤدي بمرور الوقت إلى إضعاف الصلة بين مواد التربة وبين الصخر الأصلي الذي استمدت منه، وكلما طال الزمن اكتسبت التربة صفات جديدة تبعدها عن صفات هذا الصخر، حتى إن النوع الواحد من الصخور قد يعطي أنواعا مختلفة من التربة إذا ما تعرضت المواد المستمدة منه لظروف مناخية مختلفة، ولهذا فإن علماء التربة يميلون في الوقت الحاضر إلى تصنيف التربات في العالم على أساس النطاقات المناخية التي تكونت فيها، لا على أساس الصخور الأصلية التي استمدت منها، ولا يكاد يوجد أي عنصر مناخي إلا وله دور مهم في تكوين التربة.
فالإشعاع الشمسي له دور مهم في حياة الكائنات الحية التي تعيش في التربة أو تموت وتتحلل فيها، كما أنه يعتبر عاملا رئيسيا في عمليات التبخر منها وفي التفاعلات الكيميائية التي تحدث فيها، كما أن درجة الحرارة تعتبر هي الأخرى عاملا رئيسيا من العوامل التي لها دخل في تكوين التربة على اعتبار أنها عامل مهم من عوامل التجوية الميكانيكية وأن لها تأثيرا قويا على نمو الكائنات الحية وعلى قدرة التربة على استخلاص الأزوت من الهواء وعلى تبخر الماء منها وعلى ترسيب الأملاح عليها، أو على تجفيف سطحها وتفتيته مما يساعد الرياح على إزالة ما يغطيه من أتربة ورمال ناعمة.
وتعتبر درجة حرارة التربة من العناصر التي يمكن قياسها بواسطة ترمومترات خاصة، والمعتاد هو أن تكون درجة حرارة التربة السطحية مرتبطة بدرجة حرارة الهواء الملاصق لها، وأن هذا الارتباط يتناقص كلما تعمقنا فيها، ولهذا فكثيرا ما يكون هناك فرق كبير بين درجة حرارة التربة السطحية ودرجة حرارة التربة السفلية. ففي الأقاليم الصحراوية الحارة مثلا قد ترتفع درجة حرارة سطح الرمال أحيانا في وسط النهار في فصل الصيف إلى 70 مئوية أو أكثر ولكنها تتناقص تدريجيا كلما تعمقنا بعيدا عن السطح حتى إن المياه الجوفية التي قد توجد على عمق بضعة أمتار تكون باردة.
أما في فصل الشتاء فقد يحدث العكس فتكون درجة حرارة السطح أقل من درجة حرارة التربة السفلية التي تظل محتفظة بحرارتها، ومعنى هذا بعبارة أخرى أن درجة حرارة التربة السفلية لا يطرأ عليها تغير كبير من وقت إلى آخر بينما تتغير درجة حرارة التربة السطحية كلما تغيرت درجة حرارة الجو، ومن الظاهرات المعروفة أن التربة السفلية في كثير من المناطق الباردة والقطبية متجمدة باستمرار منذ العصور الجليدية أو قبلها وتعرف هذه الظاهرة باسم perma frost أي ظاهرة التجمد الدائم للتربة، ويمتد هذا التجمد لعمق كبير قد يصل إلى 400 متر أو أكثر.
ومع هذا فإن التربة السطحية في نفس هذه المناطق تنصهر خلال فصل الصيف وتنمو بها الحشائش القطبية بل ويمكن استخدامها للزراعة، إلا أن مثل هذه التربة تكون رديئة الصرف؛ لأن المياه التي تتجمع على سطحها لا تستطيع التسرب إلى طبقاتها السفلى المتجمدة، وتعتبر الأمطار كذلك من أهم العناصر المناخية التي لها دخل مباشر وغير مباشر في تكوين التربة، وهي كغيرها من العناصر لا تقوم بعملها منفردة بل إنها جميعا تعمل متضافرة، فالأمطار الكثيرة التي تسقط طول السنة أو في معظم الأشهر على المناطق السهلية تؤدي إلى تبلل التربة باستمرار، بل وإلى تراكم المياه فوقها مما يؤدي إلى ذوبان ما بها من أملاح قابلة للذوبان وإلى تصفية هذه الأملاح بالتسرب نحو التربة السفلية حيث تتجمع غالبا في طبقة ملحية تتماسك بمرور الوقت حتى تتصلب وتتكون منها طبقة غير نفاذة تحول دون انصراف مياه التربة إلى أسفل مما يؤدي إلى رداءة صرفها وتدهورها.
ويطلق على عملية ذوبان أملاح التربة وتسربها إلى أسفل اسم عملية التصفية leaching وهي تساهم في تكوين أنواع متباينة من التربة على حسب كثرة الأمطار وتوزيعها الفصلي ودرجة حرارة الأقاليم التي توجد فيها، ففي الأقاليم الباردة المطيرة تؤدي هذه العملية مع قلة التبخر إلى تراكم البقايا النباتية بكثرة وتكدسها على السطح وعدم تحللها تحللا كافيا، فينتج عن ذلك نوع من التربة النباتية الحمضية يعرف باسم تربة البودزول، أما في الأقاليم الحارة المطيرة مثل الأقاليم الاستوائية فإن عملية التصفية لا تزيل أكاسيد الحديد الحمراء من التربة بسبب عدم قابليتها للذوبان فينتج عن هذا تكون نوع من التربة الحمراء يشتهر باسم تربة اللاتيريت Laterite أي التربة الطوبية لأنها تشبه الطوب الأحمر.
وعلى العكس من كثرة الأمطار فإن قلتها في الأقاليم الجافة تؤدي إلى جفاف التربة وإلى ارتفاع مياهها إلى السطح بتأثير الخاصة الشعرية حيث تتبخر تاركة ما بها من أملاح على السطح أو تحته مباشرة، وبتكرار هذه العملية تزداد ملوحة التربة السطحية وتتكون فوقها قشرة ملحية، وبهذه الطريقة تتكون المسطحات المالحة والسبخات المنتشرة في منخفضات كثير من الأقاليم الجافة.
وبالإضافة إلى تأثير المطر على نوعية التربة، فإن له تأثيرا آخر بوصفه عاملا من عوامل التعرية، حيث إن سقوطه بغزارة على جوانب المنحدرات، وخصوصا المنحدرات الخالية من الغطاء النباتي، يؤدي غالبا إلى جرف التربة وإزالتها باستمرار، وتعتبر الرياح كذلك من العناصر المناخية التي لها دخل في تكوين التربة، وذلك باعتبار كونها عاملا من عوامل التعرية، فهي تقوم بتذرية التربة الناعمة في المناطق الجافة مما يؤدي إلى كشف القاعدة الصخرية التي ترتكز عليها أو الطبقة الحصوية التي تتخلف على السطح بعد أن تزيل الرياح الحبات الصغيرة التي كانت مختلطة بها، وبهذه الطريقة تكونت مناطق الحمادة الصخرية ومناطق الرق الحصوية التي تعتبر من أهم الأشكال السطحية في الأقاليم الصحراوية.
كما تقوم الرياح من ناحية أخرى ببناء التربة في المناطق التي ترسب فيها ما تنقله من رمال أو أتربة، فالمعروف مثلا أنها هي المسئولة عن تكوين بعض أنواع التربة المشهورة في العالم وأهمها تربة اللويس التي توجد في مناطق واسعة وبسمك كبير في كثير من المناطق مثل شمال الصين ووسط أمريكا الشمالية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|