المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أبو العباس الناشئ الأكبر  
  
3666   02:31 صباحاً   التاريخ: 16-7-2019
المؤلف : د .شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الثاني
الجزء والصفحة : ص: 494ـ499
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2018 2314
التاريخ: 22-06-2015 2306
التاريخ: 26-06-2015 2559
التاريخ: 13-08-2015 2715

 

أبو العباس (1) الناشئ الأكبر

هو عبد الله بن محمد المعروف بابن شرشير، من أهل الأنبار وفيها ولد ونشأ، ثم تركها إلى بغداد، واستقر بها طويلا، وفيها تلقّن علم الكلام كما تلقن كثيرا من العلوم، وكان ذكيّا ذكاء حادّا، وصرف ذكاءه في مناهضة العباقرة من عالمه والعالم الخارجي، إذ ألف كتابا ينقض به منطق أرسطو وكتابا ثانيا ينقض به آراء الخليل ابن أحمد في العروض ومثّل لقواعده بغير أمثلته. وحاول أن ينقض علل النحويين.

ونظم قصيدة طويلة في فنون العلوم والآداب بلغت أربعة آلاف بيت في رويّ واحد وقافية واحدة لم تصلنا، وربما كانت منها الأبيات التي أنشدها الحصري له في موضوعات الشعر وصفاته اللفظية والمعنوية. وكان شيعيّا، وربما شيعيته هي التي جعلته يترك بغداد عاصمة الدولة العباسية إلى مصر ويتوفّى بها سنة 293 للهجرة.

وله كتاب في تفضيل الشعر مما يدل على أنه لم يكن شاعرا ولا عالما فقط بل كان أيضا ناقدا، ولعل هذا الكتاب هو الذي جعل أبا حيان التوحيدي يعجب به وبنقده للشعر إذ يقول: «ما أصبت أحدا تكلم في نقد الشعر وترصيفه أحسن مما تكلم به الناشئ المتكلم، وإن كلامه ليزيد على كلام قدامة وغيره، وله مذهب حلو وشعر بديع واحتفال عجيب»، وينقل أبو حيان في تضاعيف كتابه بعض ما قرأه له، فمن ذلك حديثه عن دواعي الشعر وبواعثه، وهو يجري على هذا النمط:

«أول الشعر إنما يكون بكاء على دمن، أو تأسفا على زمن، أو نزوعا لفراق، أو تلوعا لاشتياق، أو تطلعا لتلاق، أو إعذارا إلى سفيه، أو تغمدا لهفوة، أو تنصلا من زلّة، أو تحضيضا على أخذ بثأر، أو تحريضا على طلب أوتار، أو تعديدا للمكارم، أو تعظيما لشريف مقام، أو عتابا على طويّة أو متابا من مقارفة ذنب، أو تعهدا لمعاهد أحباب، أو تحسرا على مشاهد أطراب، أو

  1.  

ضربا لأمثال سائرة، أو قرعا لقوارع زاجرة، أو نظما لحكم بالغة، أو تزهيدا في حقير عاجل، أو ترغيبا في جليل آجل، أو حفظا لقديم نسب أو تدوينا لبارع أدب». والقطعة تلمّ في دقة بالبواعث النفسية لنظم الشعر، فهو شاعر بصير بفنه وبصناعته وقد روى له الحصري قطعة في وصفه لشعره يقول فيها:

يتحيّر الشعراء إن سمعوا به … في حسن صنعته وفي تأليفه

شجر بدا للعين حسن نباته … ونأى عن الأيدي جنا مقطوفه

ويذكر من ترجموا له أنه كان شاعرا بارعا غزير الشعر، وسلكه ابن خلكان في طبقة ابن الرومي والبحتري، ويبدو من بقايا أشعاره أنه نظم في موضوعات شتى، منها ما يتصل بعلم الكلام وافتخاره بالمتكلمين عامة لما ينيرون من المشكلات الصعبة، يقول:

مطالع الحق ما من شبهة غسقت … إلا ومنهم لديها كوكب يقد (2)

ومنها ما يتصل بالطبيعة وبالغزل ومجالس الأنس، وصبّ أكثر عنايته على وصف الطرد والصيد وجوارحه وضواريه ومصيداته وآلاته. ويكفى لبيان كثرة هذا الجانب عنده واستنفاده لأكثر شعره أن نجد «كشاجم» يجعل أشعاره ركنا أساسيّا صنع «كتابه المصايد والمطارد» فقد اعتمد فيه على طردياته اعتمادا شديدا، وأول ما نقف عنده في هذا الكتاب طردية له في صيد أحد الكلاب يستهلّها على هذا النمط:

قد أغتدي والفجر في حجابه … لم يحلل العقدة من نقابه

بأغضف عيشه من عذابه … من صولة بظفره ونابه (3)

يراح أن يدعى ليغتدي به … روحة ذي النّشوة من شرابه (4)

يخطّ بالبرثن في ترابه … خطّ يد الكاتب في كتابه (5)

والطريف في هذا الاستهلال أنه جعل الكلب كادحا لا يقيم أوده إلا بعرق جبينه وصولاته بظفره ونابه، وأيضا فإنه جعله يشعر بنشوة ما بعدها نشوة حين

ص495

يندبه صاحبه للصيد، وتستحيل الأرض كأنها مشق أو صحيفة وهو يخطّ فيها ببراثنه، ويتبع كشاجم هذه الطّردية بطردية أخرى تطرّد على هذا السياق:

يا ربّ كلب ربّه في رزقه … برى حقوق النفس دون حقّه

متّبعا بخلقه لخلقه … كأنما يملك عقد رقّه

يصونه بجلّه ودقّه … كآمل من مالك لعتقه (6)

تراه في تسريحه وربقه … كعاشق أضناه طول عشقه (7)

أصفر يلهى العين حسن خلقه … كذهب أبرزته من حقّه

ذو غرّة فارقة لفرقه … وذو حجول بيّنت عن سبقه (8)

وقد جعل الناشئ ربّ هذا الكلب وصاحبه يقدّمه على نفسه في غذائه، ويأتسي به، حتى لكأنما يشتق أخلاقه من أخلاق هذا الكلب أو قل السيد المطاع الذى يملك رقه، وإنه ليرعاه في كل كبيرة وصغيرة، وكأنه عبد يتقرب لمالكه بكل ما يصونه ويحفظه حتى يفك رقبته ويرد عليه حريته. ويعود إلى فكرة عشق الكلب للصيد، فيجعله حين يكون في ربقته وحبله كعاشق طال عليه البين والهجران، حتى أصابه ضنى شديد، ويتحدث عن حسنه وجمال صفرته الأخاذة وغرّته في جبهته وحجوله في سيقانه، وبياضها يلمع في أثناء عدوه كأنه ضوء ساطع. وله في البازي طرديات مختلفة يصور فيها حسنه وما خلع عليه الخالق من ريشه وجماله، وفيه يقول:

ألبسه الخالق من ديباجه … ثوبا كفى الصانع من نساجه

حال من السّاق إلى أوداجه … وشيا يحار الطّرف في اندراجه (9)

في نسق منه وفي انعراجه … وزان فوديه إلى حجاجه (10)

بزينة كفته عزّ تاجه … وظفره يخبر عن علاجه

لو استضاء المرء في إدلاجه … بعينه كفته عن سراجه

فالخالق جلّ شأنه كساه ثوبا من الديباج يملأ النفس إعجابا بوشيه وخطوطه

ص496

ونقوشه من ساقه إلى مفرقه وعلى رأسه، وكأنما حلاّه بتاج كتاج الملوك المتألق بحليه وزينته، ويذكر مخالبه الحادة حدة الإبر، وعينه المضيئة ضياء السراج في الليالي الداجية. وينظم في الصقر غير طردية، وفي إحداها يقول:

سباه من كان به خليقا … فرخا صغيرا ما أقلّ موقا

زيّنه برأيه شفيقا … كما يصون العاشق المعشوقا

حتى انتهى وحمل الحقوقا … ونفع الصاحب والصديقا

وهو يصوّر تدريب صاحبه له، وكيف أنه ربّاه صغيرا وما زال يرعاه محبّا له حب العاشق لمعشوقه، وما زال يثقفه ويدرّ به على الصيد، حتى مهر فيه، وحتى أصبح يجلب من الإوزّ وغيره ما ينفع به أصدقاء صاحبه وأحبّاءه. ومن قوله في وصف شاهين:

يظلّ من جناحه المزين … في قرطق من خزّه الثّمين (11)

يشبه في طرازه المصون … برد أنوشروان أو شيرين

ذو منسر محدّد مسنون … واف كشطر الحاجب المقرون

منعطف مثل انعطاف النون

هو يتحدث عن جمال هذا الشاهين وتلاوين ريشه التي تجعله يلبس قرطقا أو قباء مفوفا من الحرير كأنه ثوب أنوشروان أو ثوب شيرين زوج كسرى أبرويز، وإن منسره أو مخلبه المنحنى كحرف الراء ليشبه شطر حاجب مقرون أو كأنه انعطاف حرف النون. وله طردية طريفة في وصف صيد الطير بالجلاهق أو البندق، تحدّث فيها عن صيد الكراكي، وهى طير طويل المنقار والرجلين، مفرده كركىّ، ويسمّى الغرنيق وجمعه غرانق، ويطرد وصفه عند الناشئ على هذا النمط:

ومورد يجذل قلب الوامق … منظّم بالغرّ والغرانق (12)

ص497

وكلّ طير صافر أو ناعق … مكتهل وبالغ ولا حق

موشيّة الصدور والعواتق … بكل وشى فاخر وفائق (13)

تختال في أجنحة خوافق … كأنما تختال في قراطق

يرفلن في قمص وفي يلامق … كأنهن زهر الحدائق (14)

حمر الحداق كحل الحمالق … كأنما يجلن في مخانق (15)

وهو يصوّر موردا عذبا يسر قلب الناظر إليه رصّع بالطير والكراكي من صافرة وناعقة وكبيرة وصغيرة، إذ وشّيت في صدورها وكواهلها بوشى بديع، وقد اكتست أجنحتها بقراطق وأقبية أنيقة، بل إنها لترفل في كسوة ذات تلاوين حتى لكأنها زهر حدائق مختلف الأصباغ والنقوش. وهى هناك بأحداقها الحمر وجفونها المكحولة، تطوّق أعناقها القلائد الباهرة. وفي كتاب المصايد والمطارد بجانب الطرديات السابقة طرديتان في صيد الأسد، ونرى الناشئ يصوره في إحداهما بهذه الصورة الفذة:

ربّ ذي شبلين قسورة … قد أحمّ الحين في أجمه (16)

لا ترى حيّا يطيف به … لا، ولا يدنو إلى حرمه

كمجنّ الحرب هامته … وكغور الغار رحب فمه (17)

وكأن البرق ما قدحت … عينه بالّلحظ من ضرمه

وكأن الموت معترض … بين لحييه وملتشمه

وهو يقول إن هذا الأسد القسورة هبط به القضاء في عرينه، إذ حان حينه، بعد أن كان الناس لا يلمّون بحرمه مخافة بأسه وسطوته، لما ملأهم به من الرعب والفزع والهلع، ويقول إن هامته كانت مثل ترس حرب صلابة وقوة، وكان فمه كالغار

ص498

يسقط فيه كل ما يقضمه. أما عينه فمن شدة توقدها كانت كأنها البرق الخاطف.

وكأن الموت كان يجم على فمه بين لحييه وملتثمه.

وللناشئ وراء طردياته أشعار كثيرة تدل على أنه حقّا كان صاحب شاعرية خصبة. وقد رفدها مبكرا بثقافته الكلامية التي أعدته ليحاور ويداور أرسطو والخليل بن أحمد وعلماء النحو واللغة. ولا ريب في أنها وصلته بكل ينابيع الثقافة في عصره يونانية وغير يونانية. ويقول من ترجموا له إنه كان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء، غير أنهم لم يوردوا لنا شيئا من هذا القول، إنما أوردوا له هنا وهناك بعض أبيات رائعة الصور من مثل بيتيه اللذين أنشدناهما في الفصل الرابع وهما في وصف سحاب هاطل.

وفى الحق أنه كان يعرف كيف يولّد الصور وكيف يستخرجها من مكامنها وكيف ينظمها شعرا عذبا، يحفل بكل ما يملأ النفس إعجابا به على شاكلة قوله:

متعاشقان مكاتمان هواهما … قد نام بينهما العتاب فطابا

يتناقلان اللحظ من جفنيهما … فكأنما يتدارسان كتابا

وقوله:

يلوح في خدّه ورد على زهر … يعود من حسنه غضّا إذا قطفا

والزهر في البيت طبعا هو زهر النرجس الذي تشبه به العيون، وعبّر عن القبلة بأنها اقتطاف لورد الخدود، وجعلها تثير فيها من الحمرة ما يعود بها غضّة إلى أول مجتناها وباكورته. وله:

ليس شيء أحرّ في مهجة العا … شق من هذه العيون المراض

والخدود المضرّجات اللواتي … شيب جريالها بحسن البياض

وطروق الحبيب والليل داج … حين همّ السّمّار بالإغماض

ص499

فهذه العيون مع مرضها وفتورها تدلع في قلب العاشق قطعا من النار، وتدلع فيه نفس القطع الخدود المشربة بالحمرة، ويشعله إشعالا، زيارة المحبوبة ليلا، وقد همّ السّمّار بالنوم. والقطعة جيدة، ويبدو أنه كان قريبا من نفوس الجواري في بلدته، فابن المعتز يروى أنه اجتمع مع بعض رفاقه على الشراب في بعض المتنزهات ومعهم قينة محسنة طيبة الصوت، وما زالت تغنيهم حتى إذا أنشدها مقطوعة له ختمها بقوله:

وقد آذنونا بوقت الرحيل … فإن كنت تهوينني فارحلي

يقول ابن المعتز: فلما سمعت الجارية هذا البيت وقعت في قلبها النيران، وكانت تهواه ويهواها، فقامت وارتحلت معه، لكلفها به. واجتمع مع رفاق آخرين، ودعوا مغنية، فجاءت ومعها رقيبة جميلة، فلما أخذ الشراب منه ومن صحبه طلب رقعة وكتب فيها. موجها حديثه إلى تلك الرقيبة:

فديتك لو أنهم أنصفوك … لردّوا النواظر عن ناظريك

تردّين أعيننا عن سواك … وهل تنظر العين إلا إليك

وهم جعلوك رقيبا علينا … فمن ذا يكون رقيبا عليك

ألم يقرءوا-ويحهم-ما يرو … ن من وحى حسنك في وجنتيك

وهل في كلّ ما أسلفنا ما يدل بوضوح على روعة الملكة الشعرية عند الناشئ، وهي ملكة استطاع أن يغذوها بالثقافات المعاصرة له، فإذا هي تصقل وإذا هي تزداد خصبا، وإذا الناشئ لا يزال يطرف سامعيه بخواطر وأخيلة طريفة رائعة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر في الناشئ وحياته وأشعاره طبقات الشعراء لابن المعتز ص 417 وتاريخ بغداد 10/ 92 وابن خلكان والنجوم الزاهرة 3/ 158 وشذرات الذهب 2/ 214 والبصائر والذخائر لأبى حيان 2/ 117، 260، 273، 619 ومقالات الإسلاميين ص 184، 500 وزهر الآداب 1/ 177، 3/ 50، والمصايد والمطارد لكشاجم (انظر الفهرس) والعمدة لابن رشيق 1/ 7 والديارات ص 26 والفهرست ص 255 وديوان المعاني 1/ 254 و 2/ 228.

(2) غسقت: دجت وأظلمت. يقد: يشتعل.

(3) أغضف: مسترخى الأذن.

(4) يراح: يجد خفة ونشاطا.

(5) البرثن: المخلب.

(6) الجل والدق: الكثير والقليل.

(7) الربق: من الربقة وهي حبل يشد منه الكلب.

(8) الحجول: بياض في سيقلن الكلب.

(9) الأوداج: عروق في العنق.

(10) الحجاج: عظم الحاجب.

(11) القرطق: قباء ذو طابق واحد. الغر: طير الغرانق: الكراكي.

(12) يجذل: يسر. الوامق: مديم النظر.

(13) العواتق: الكواهل.

(14) اليلامق: جمع يلمق وهو نوع من القباء.

(15) الحمالق: جمع حملاق، وهو باطن جفن العين. المخانق: القلائد.

(16) أحم: نزل. الحين: الموت. الأجم: بيت الأسد

(17) المجن: الترس.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.