المقال الصحفي هو الأداة الصحفية التي تعبر بشكل غير مباشر عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها في الأحداث اليومية الجارية وفي القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي أو الدولي وعن طريق شرح وتفسير الأحداث والتعليق عليها وكشف خلفياتها ودلالاتها.

فإذا كانت المقالة الصحافية مبنية على خبر أو مجموعة من الأخبار فإنها في طبيعتها ليست رواية إخبارية، ولا تتوقف عند حدود الخبر، فهي تحليل وربط واستنتاج وحكم، فلذلك لابد لها من أن تخرج من إطار الوقائع والأحداث إلى اطار التوسع في الأسباب والنتائج وتقديم المغزى واستخلاص العبر، ولذلك فإن المقالة الصحافية هي أقرب إلى العمل الفكري والمستوى النظري من الخبر اللاصق بواقعية الأحداث.

فمن الطبيعي أن يكون قارئ المقالة الصحافية متمتعاً بحد أدنى من الثقافة والإدراك لذلك فإن شعبية المقالة نسبية أما شعبية الخبر فمطلقة.

وينعكس ذلك على لغة المقالة وأسلوب كتابتها، فهي تحتمل درجة من البلاغة في التعبير أعلى مما يحتمل الخبر، ويتاح فيها مجال ولو محدود للرأي الشخصي وإبداء الموقف، ولكن بشكل معتدل وبطريقة خفيفة سلسة، ولغة المقال الصحفي هي وسط بين لغة الأدب والعلم وبين ذاتية الكاتب وموضوعية العالم فهي لغة يفهمها الجميع لسهولتها ووضوحها وفصاحتها.