المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
الفارق بين المشهورات والأوليات الرد على ما ذهبت اليه الاشاعرة في مسالة التحسين والتقبيح العقليين المتطفلات Parasites (مصطلحات مهمة بشأن امراض النبات) معنى قوله تعالى : وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ معنى قوله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ معنى قوله تعالى : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ من خطبة لأمير المؤمنين "ع" تسمى القاصعة من خطبة لأمير المؤمنين "ع" يحمد اللّه ويثني على نبيه ويوصي بالزهد والتقوى معنى قوله تعالى : وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ من خطبة لأمير المؤمنين "ع" يحمد اللّه ويثني على نبيه ويعظ بالتقوى معنى قوله تعالى : وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ معنى قوله تعالى : وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا مصدر الإصابة Cause of infections (مصطلحات مهمة بشأن امراض النبات) مقاييس تقييم الأداء في بيئة الأعمال المعاصرة العلامات المرضية Disease Sings (مصطلحات مهمة بشأن امراض النبات)


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نعوت (رخ مي رع)
2024-05-05
استحباب صوم شهر شعبان بأسره.
15-12-2015
Head movement
18/11/2022
تفاعلات الأطوار Phase interactions
2023-10-26
قراءة الجنة
27-7-2019
نواتج التصعد البركاني
2023-10-31


محمد بن صالح العلوي  
  
3398   03:41 مساءً   التاريخ: 5-7-2019
المؤلف : د .شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الثاني
الجزء والصفحة : ص: 390ـ392
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 2073
التاريخ: 21-9-2019 4342
التاريخ: 21-06-2015 5812
التاريخ: 13-08-2015 2389

 

محمد بن صالح العلوى (1)

من فتيان البيت العلوي وشجعانه وشعرائه، امتعض لبيته حين أنزل به المتوكل ما أنزل من سخطه وغضبه، وما كان من هدمه لقبر الحسين ومنعه الناس من زيارة قبره وقبر أبيه علي بالنجف. وكان موطنه سويقة في بادية الحجاز كان ينزلها مع أسرته من الحسنيين أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب، فعزم على الخروج وأخذ يجمع الناس لذلك، وتصادف أن حجّ بالناس في نفس السنة أبو الساج أحد قواد المتوكل الترك فسمع بنيّته وأنه لبس البياض مع كثير من أنصاره، وكأن البياض كان حينئذ يتخذ شعارا للعلويين ضد العباسيين المسوّدين أو الذين يتخذون السواد شعارا لهم. وفاجأه هو وأنصاره أبو الساج فأخذهم وقيّدهم وقتل نفرا منهم وأخرب سويقة وحرق منازلهم بها واستأصل كثيرا من نخلها وأثر فيها آثارا سيئة، وحمل محمد بن صالح فيمن حمل منهم إلى سامرّاء، فحبس ثلاث سنوات، ثم عفا عنه المتوكل بسبب شعره وبفضل وساطة وزيره الفتح بن خاقان له، وذلك أنه نظم أبياتا جيدة يعزّي فيها نفسه عن حبسه، ويتجمّل بالصبر قائلا:

ص390

 

طرب الفؤاد وعاودت أحزانه … وتشعّبت شعبا به أشجانه

وبدا له من بعد ما اندمل الهوى … برق تألّق موهنا لمعانه

فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق … نظرا إليه وردّه سجّانه

فالنار ما اشتملت عليه ضاوعه … والماء ما سحّت به أجفانه

ثم استعاذ من القبيح وردّه … نحو العزاء عن الصّبا إيقانه

وبدا له أن الذى قد ناله … ما كان قدّره له ديّانه

والشعر جزل مصقول، والشاعر يبثّ في أوائله حنينا لأيامه الماضية وكأنها عهود هوى وحب سقطت منه، وينظر إلى البرق متطلعا لليوم الذي تردّ إليه فيه حريته، فيعنف به السجّان، ويحس كأن نار الوجد اندلعت في ضلوعه ظمئا إلى أهله وموطنه. وتسحّ الدموع وتنهلّ لا تجفّ، ويرده إيمانه ويقينه، فيستسلم للقضاء محزون الفؤاد شجيّه. وتشيع الأبيات وتصل إلى سمع الفتح بن خاقان ومغنى المتوكل بنان، ويصنع بنان فيها صوتا يلحنه أمام المتوكل فيستحسن الشعر واللحن ويسأل عن قائله، فيذكر له، ويكلمه الفتح في أمره وما يزال يرقق قلبه حتى يعفو عنه، غير أنه يشترط أن يظل عند الفتح وفي يده وألا يبرح سامرّاء حتى لا تحدثه نفسه بالعودة إلى الثورة. وتردّ إليه حريته فيمدح المتوكل ويغدق عليه من صلاته، كما يمدح المنتصر. ونراه يبالغ في التقية من المتوكل فلا يكتفي بمديح له عام، بل يسوق الدليل والبرهان على أن العباسيين أحق من العلويين بالخلافة، يقول:

يابن الخلائف والذين بهديهم … ظهر الوفاء وبان غدر الغادر

وابن الذين حووا تراث محمّد … دون الأقارب بالنصيب الوافر

نطق الكتاب لكم بذاك مصدّقا … ومضت به سنن النبي الطاهر

وهو يشير في البيت الأخير إلى قوله تعالى ذكره في سورة الأنفال: {(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)} يريد أن العباسيين مقدّمون في وراثة الخلافة على أبناء بنت الرسول عليه السلام، لأن العم يتقدمهم في الميراث كما تنصّ

ص391

 على ذلك شريعة الإسلام في القرآن الكريم، وكما مضت بذلك السنة النبوية الطاهرة. و؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ فيما كان يتورط فيه شعراء بغداد من التعلق بالجواري والإماء، فقد كان يكلّف بزوجه وحدها، وكانت تحتلّ قلبه بجمالها، ويشغف بها شغفا شديدا وفيها يقول:

لعمر حمدونة إني بها … لمغرم القلب طويل السّقام

مجاوز للقدر في حبها … مباين فيها لأهل الملام

جشّمني ذلك وجدى بها … وفضلها بين النساء الوسام

زيّنها الله وما شانها … وأعطيت منيتها من تمام

وكان جميل المحضر حلو الحديث رقيق الشمائل، فانعقدت الصداقة بينه وبين نفر من الأدباء، في مقدمتهم سعيد بن حميد أحد كتّاب الديوان المجيدين وممّن كانوا يحسنون صنع الشعر بجانب إحسانهم لفن الكتابة، وكان محمد بن صالح يمنحه ودّا حقيقيّا وفيه يقول:

أصاحب من صاحبت ثمّت أنثنى … إليك أبا عثمان عطشان صاديا

وكنا إذا جئناك لم نبغ مشربا … سواك وروّينا العظام الصّواديا

وتصويره لمودته له وأن عطشه للقائه يبلغ منه عظامه تصوير جيد، وكان إبراهيم ابن المدبر زميل سعيد في الدواوين يوليه فضلا كثيرا، وانعقدت بينهما صداقة وثيقة حتى كانا يمضيان كثيرا من الليالي والأيام معا لا يفترقان، وله رائية طويلة في مديحه، وفيها يقول:

أخ واساك في كلب الليالي … وقد خذل الأقارب والنّصير

فإن تشكر فقد أولى جميلا … وإن تكفر فإنك للكفور

وله مقطوعة يصور فيها جواري يندبن ويلطمن عند قبر لبعض ولد المتوكل، وهو فيها يتحدث عن فتور عيونهن وجمالها، ويخال كأنما سينفخ هذا الجمال

ص392

 الفاتن في العظام الهامدات، فتعود مرة ثانية إلى الحياة الدنيا، يقول:

رأيت بسامرّا صبيحة جمعة … عيونا يروق الناظرين فتورها

تزور العظام الباليات لدى الثّرى … تجاوز عن تلك العظام غفورها

فلولا قضاء الله أن تعمر الثّرى … إلى أن ينادى يوم ينفخ صورها

لقلت عساها أن تعيش وأنها … ستنشر من جرّا عيون تزورها

ولعل في كل ما قدمنا ما يصوّر شاعرية محمد بن صالح العلوي الفذّة، ويظلّه عصر المنتصر فيصيبه فيه جدري ويلبي نداء ربه، ويرثيه غير صديق باكيا خصاله الحميدة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر في محمد بن صالح الأغاني (طبع دار الكتب المصرية) 16/ 361 ومقاتل الطالبيين للأصبهاني (طبعة الحلبي) ص 600 ومعجم الشعراء ص 380.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.