أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1649
التاريخ: 27-03-2015
1651
التاريخ: 27-02-2015
2815
التاريخ: 12-08-2015
1541
|
هو عمرو بن عثمان بن قنبر وكنيته ابو بشر وسيبويه لقبه(1).
ولد بقرية البيضاء من قرى شيراز ثم قدم البصرة يطلب العلم مستهلا دراسته بالجلوس في حلقة المحدث حماد بن سلمة فبينا هو يستملي على حماد قول النبي (ص): ( ليس من اصحابي الا من لو شئت لا خذت عليه ، ليس ابا الدرداء ، فقال سيبويه : ليس ابو الدرداء ، وظنه اسم ليس ، فقال حماد: لحنت يا سيبويه ، ليس
ص69
هذا حيث ذهبت ،وانما (ليس)ها هنا استثناء، فقال: سأطلب علما لا تلحني فيه ، وطلب النحو واخذ عن الخليل بن احمد وعن يونس بن حبيب وعيسى بن عمر والخفش الاكبر وغيرهم.
وبانت عليه مخايل الذكاء منذ حداثته ، قال ابن عائشة:
( كنا نجلس مع سيبويه النحوي في السجد وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب فيه بسهم ، مع حداثة سنه وبراعته في النحو ،فبينا نحن عنده ذات يوم ذا هبت ريح أطارت الورق ،فقال لبعض اهل الحلقة : انظر اي ريح هي ؟وكان على منارة المسد تمثال فرس من صفر ، فنظر ثم عاد فقال : فقال ما يثبت الفرس على شيء ، فقال سيبويه : العرب تقول في مثل هذا : تذاءبت الريح ، اي فعلت فعل الذئب ليختل فيتوهم الناظر انه عدة ذئاب).(2)
ولازم الخليل واكثر في الاخذ عند قال اب النطاح: (كنت عند الخليل ابن احمد فاقبل سيبويه ، فقال الخليل: مرحبا بزائر لا يمل ، قال ابو عمر المخزومي ـوكان كثير المجالسة للخليل ـ ما سمعت الخليل يقولها الا لسيبويه).
أما مصادر دراسته فتشل ما أخذه عن شيوخه وما سمعه من العرب الفصحاء ، وهذا السماع ثابت لا مرية فيه على الرغم من ان كتب التراجم لم تتحدث عنه ، ولم تشير اليه، وتدل عبارات الكثيرة من نحو(سمعنا من العرب)او سألنا العرب فوجدناهم يوافقونه)،( وسألنا العلويين والتميميين فرأيناهم يقولون )(3) وغيرها على انه رحل الى البادية كأستاذه الخليل وشافة الاعراب الفصحاء وسمع منهم ودون كثيرا مما سمع.
اخذ عنه ابو الحسن سعيد بن مسعدة الاخفش الاوسط وابو علي بن المستنير المعروف بقطرب.
ص70
وقال الاخفش (كان سيبويه اذا وضع شيئا من كتابه عرضه علي وهو يرى اني اعلم منه - وكان اعلم مني- وانا اليوم اعلم منه.
رحل الى بغداد لأنها صارت قبلة الانظار واصبحت عاصمة الخلافة وشمس الحضارة، وروى ابو الحسن سعيد بن مسعدة الاخفش الأوسط قال:
(ان سيبويه لما قدم العراق على ابي يحيى بن خالد البرمكي سأله عن خبره والحال التي ورد لها ،فقال : جئت لتجمع بيني وبين الكسائي فقال له : لا تفعل فأنه شيخ مدينة السلام وقارؤها، ومؤدب امير المؤمنين ، وكل من في المصر له معه، فأبى الا الجمع بينهما، فعرف الرشيد خبره، فامر بالجمع بينهما فوعده بيوم، فلما كان ذلك اليوم غدا سيبويه وحده الى دار الرشيد، فوجد الفراء وهشاما والاحمر ومحمد بن سعدان قد سبقوه ،فسأله الاحمر عن مئة مسألة، فأجابه عنها ، فما أجابه بجواب الا قال :أخطأت يابصري: فوجم سيبويه وقال : هذا سوء ادب ، ووافى الكسائي ـ وقد شق امره عليه ـ ومعه خلق كثير من العرب فلما جلس قال له : يابصري كيف تقول ،خرجت فاذا زيد قائم ؟قفال : خرجت فاذا زيد قائم. فقال الكسائي: أيجوز : فاذا زيد قائما؟ قال :لا . قال الكسائي : كيف تقول :قد كنت اظن ان العقرب اشد لسعة من الزنبور ، فاذا هو هي او فاذا هواياها؟ فقال سيبويه : فاذا هو هي، ولا يجوز النصب ، فقال الكسائي : لحنت وخطأه الجميع : وقال الكسائي : العرب ترفع ذلك كله وتنصبه، فدفع سيبويه قوله. فقال يحيى بن خالد :قد اختلفتما وانتما رئيسا بلديكما ، فمن يحكم بينكما وهذا موضع مشكل؟ فقال الكسائي :هذه العرب ببابك، قد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليكم من كل صقع، وهم فصحاء العرب، وقد قنع بهم اهل المصرين وسمع منهم اهل الكوفة والبصرة ، فيحضرون ويسألون ، فقال يحيى بن جعفر : قد انصفت ، وامر بإحضارهم، فدخلوا وفيهم ابو فقعس وابو ثروان وابو دثار فسئلوا عن المسائل التي جرت فتابعوا الكسائي ، فاقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع ايها الرجل.
ص72
فاصرف المجلس عن سيبويه واعطاه يحيى عشرة الاف درهم وصرفه. فخرج وصرف وجهه الى فارس ولم يعد الى البصرة ، واقام هناك الى ان مات غما بالذرب ولم يلبث الا يسيرا). (4)
ويغلب على الظن ان الرواة والمترجمين قد تزايدوا في احاث هذه القصة ورسم
شخوصها ففيها من الادهاش والاغراب ما لا يخفى ، وايا كانت حقيقتها فهي تؤكد خلافا حاصلا بين الكوفيين والبصريين وذلك الخلاف الذي يدفع الى التوسل بكل الوسائل من اجل الفوز والظهور على الخصم.
وتبقى اسئلة حائرة في حاجة الى اجوبة شافية منها:
ان سيبويه جاء من البصرة الى بغداد متعمدا ملاقات الكسائي فهو يقول ليحيى البرمكي: جئت لتجمع بيني وبين الكسائي, لماذا هذا الاصرار؟ اكان بينهما حدث سابق؟ جاء وحده وشابا غريبا ليناظر جبهة قوية جندي واحد ويصارع جيشا بكامل عدته وعتاده. الكسائي شيخ مدينة السلام وقارئها ومؤدب امير المؤمنين ، وكل من في المصر له ومعه، وعلى الرغم من كل ذلك فهو يصر على اللقاء فلماذا؟
أمن اليسر والسهولة ان ينتصر في مثل تلك الظروف؟
وتذكر الرواية انه مات بعيد المناظرة في فارس ولم يعد الى البصرة قبل وفاته.....
أهمية كتاب سيبويه
مما لا شك فيه انه كتاب بل أهم كتاب في النحو والصرف منذ ظهوره حتى اليوم ، وكل المصنفات في هذين العملين عيال عليه، وكان المبرد اذا اراد احد ان يقرأ عليه الكتاب يقول له : هل ركبت البحر؟ تعظيما له واستعظاما لما فيه(5).
ص72
وكان الزجاج يقول: اذا تأملت الامثلة من كتاب سيبويه تبينت انه اعلم الناس باللغة(6).
واطلقوا عليه اسم(قران النحو)وعرفوه فقالوا : الكتاب ، ولم يعرف بذلك كتاب سواء.
وانه من الاصالة والدقة والسمول بمنزلة عظيمة لا مزيد عليها.
منهجه وموضوعاته
الملاحظ ان كتاب سيبويه ليس فيه مقدمة يذكر فيها المؤلف منهجه ومصادره ولا خاتمة يذكر فيها نتائج بحثه ، وان في ابوابه شيئا من التقديم والتأخير وموضوعاته فيها شيء من التكرار ، ولقد تناول هذا الموضوع غير واحد من الدارسين قدماء ومحدثين ، وهم بين مادح وقادح وانتهت دراسة محدثة متخصصة في منهجية الكتاب الى دع الشبعة عن اضطراب ابوابه في تصنيف الابواب وترتيبها.(7)
اما موضوعاته فقسمة على ثلاثة اقسام:
الاول : الدراسات النحوية وهي اكثر الكتاب.
الثاني: الدراسات الصرفية كالنسب والتصغير والتثنية والجمع والمجرد والمزيد.
الثالث: الدراسات الصوتية: كالإمالة والوقف والاعلال والادغام.
ص73
الكتاب يمثل المذهب المصري
اسلفنا في الحديث عن الخلاف بين المنهجيين البصري والكوفي ان منهج البصريين عقلي قائم على القياس والتعليل، ومتأثر بمنهج الفلاسفة والمتكلمين الى حد بعيد، والبصريون يدققون في شواهدهم فيحتكمون في سماعهم الى النصوص الصحيحة ، ويكثرون من التقديرات والتأويلات ، كما يكثرون من الوجوه الاعرابية ،والكتاب يصور هذا المذهب بل يمثله اصدق تمثيل ، ولا أدل على ذلك من ايراد نصوص منه طافحة بما ذكرنا ، وما اشرنا اليه قال صاحب الكتاب:
(هذا باب ما ينتصب على التعظيم والمدح)
وان شئت جعلته صفة فجرى على الاول، وام شئت قطعته فابتدأته، وذلك قولك: الحمد لله الحميد هو ، والحمد لله أهل الحمد، والملك لله أهل الملك ، ولو ابتدأته فرفعته كان حسنا ، كما قال الاخطل:
نفسي فدا أمير المؤمنين ابدي النواخذ يوم باسل ذكر
الخائض الغمر والميمون طائر خليفة الله يستسقي به المطر
واما الصفة فان كثيرا من العرب يجعلونه صفة، فيتبعونه الاول فيقولون أهل الحمد والحميد هو، وكذلك الحمد لله أهلة: ان شئت جررت وان شئت نصبت، وام شئت ابتدأت كما قال مهلهل:
ولقد خبطن يشكر خبطة أخوالنا وهم بنو الاعمام
وسمعنا بعض العرب يقول: (الحمد لله ربَّ العالمين)فسألت عنها يونس، فزعم انها عربية.
ص74
ومثل ذلك قول الله عز وجل : (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك ، والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) فلو كان كله رفعا كان جيدا. فأما المؤمنون فمحمول على الابتداء، وقال جل ثناؤه:
(لكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم اذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس).
ولو رفع الصابرين على اول الكلام كان جيدا ، ولو ابتدأته فرفعته على الابتداء كان جيدا كما ابتدأت في قوله:( والمؤتون الزكاة).
ونظير هذا النصب من الشعر قول الخرنق:
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الازر
فرفع الطيبين كرفع المؤتين، ومثل هذا في الابتداء قول ابن خياط العكلي:
وكل قوم أطاعوا مرشدهم الا نميرا أطاعت امر غاويها
الظاعنين ولما يطعنوا احدا والقائلين لمن دار نخليها
وزعم يونس ان من العرب من يقول: (النازلون بكل معترك والطيبين) فهذا مثل الصابرين)، ومن العرب من يقول: (الظاعنون والقائلين، فنصبه كنصب الطيبين الا ان هذا شتم لهم وذم كما ان الطيبين مدح لهم وتعظيم ، وان شئت اجريت هذا على الاسم الاول, وإن شئت ابتدأتها جميعا فكان مرفوعا على الابتداء، كل هذا جائز في ذين البيتين وما اشبههما, كل ذلك واسع.
وزعم عيسى انه سمع ذا الرمة ينشد هذا البيت نصبا:
ص75
لقد حملت قيس بني عيلان حربها على مستقل للنواب والحرب
أخاها اذا كانت عضاضا سما لها على كل حال من ذلول ومن صعب
زعم الخليل ان نصب هذا على انك لم ترد ان تحدث الناس، ولا من تخاطب بأمر جهلوه ، ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمت فجعله ثناء،وتعظما، ونصبه على الفعل ، وكانه قال: اذكر اهل ذاك واذكر المقيمين، ولكنه فعل لا يستعمل اظهاره)(8)
وقال صاحب الكتاب ايضا:
(هذا باب ما ينصب لأنه قبيح ان يوصف بما بعده ويبنى على ما قبله وذلك قولك : هذا قائما رجل، وفيها قائما رجل ، لما لم يجز ان توصف الصفة بالاسم وقبح ان تقول : فيها زيد قائم ، فتضع الصفة موضع الاسم ، كما قبح مررت بقائم أتاني قائم, جعلت القائم حالا ، وكان المبني على الكلام الاول ما بعده ولو حسن ان تقول: فيها قائم لجاز: فيها قائم رجل، لا على الصفة ولكن كأنه لما قال: فيها قائم، قيل له من هو ؟ وما هو ؟ فقال : رجل او عبد الله وقد يجوزك على ضعفه) .(9)
وعقب السيرافي على الباب بان قال:
(جملة هذا الباب ان يكون اسم منكور له صفة تجري عليه، ويجوز نصب صفته على الحال، والعامل في الحال شيء متقدم لذلك المنكور، ثم تتقدم صفة ذلك المنكور عليه لضرورة عرضت لشاعر الى تقديم تلك الصفة، فيكون الاختيار في لفظ تلك الصفة ان لا تحمل على الحال، مثال ذلك:
هذا رجل قائم، وفي الدار رجل قائم، رجل مبتدأ وفي الدار خبر مقدم ، وقائم نعت رجل، ويجوز نصب قائم في المسألتين جميعا، واما في هذا رجل قائما فالعامل فيه التنبيه او الاشارة ، واما في الدار رجل قائما ، فالعامل فيه الظرف، والاختيار:
ص76
الصفة). (10)
ويستمر صاحب الكتاب في تعليل النصب في قولهم (هذا قائما رجل)فقال: (وحمل هذا النصب على جواز: فيها رجل قائما، وصار حين أخر وجه الكلام فرارا من القبح، قال ذو الرمة:
وتحت العوالي في القنا مستطلة ظباء اعارتها العيون الجآذر
وقال الاخر:
وبالجسم مني بينا لو علمته شحوب وان تستشهدي العين تشهد
وقال كثير :لمية موحشا طلل
وهذا كلام اكثر ما يكون في الشعر، واقل ما يكون في الكلام.
واعلم انه لا يقال : قائما فيها رجل ،فان قال قائل : اجعله بمنزلة:
راكبا مرزيد ،وراكبا مر الرجل، وقيل له :فانه مثله في القياس، لان فيها بمنزلة مر، ولكنهم كرهوا ذلك فيما لم يكن من الفعل ، لان فيها واخواتها لا يتصرفن تصرف الفعل ، وليس بفعل ، ولكنهن انزلن منزلة ما يستغني به الاسم من الفعل ، فاجره كما اجرته واستحسنت ، ومن ثم صار (مررت قائما برجل)لا يجوز ، لأنه صار قبل العامل في الاسم وليس بفعل ، والعامل الباء، ولو حسن هذا لحسن: قائما هذا رجل ،فان قال : أقول : مررت بقائما رجل، فهذا أخبث من قبل أنه لا يفصل بين الجار والمجرور ومن ثم أسقط: رب قائما رجل ، فهذا كلام قبيح ضعيف ، فاعرف قبحه، فان اعرابه يسير ، ولو استحسناه لقلنا : هو بمنزلة : فيها قائما رجل ، ولكن معرفة قبحه أمثل من أعرابه).(11)
ص77
ذانك نصان من الكتاب، وفيهما مما أشرنا اليه من قياس وتعليل وسماع وتقدير وتأويل، واوجه اعرابية واسلوب جدلي، ففي النص الاول المتضمن ما ينتصب على التعظيم نحو قولهم : الحمد لله الحميد، والحمد لله أهل الحمد....اجاز في الحميد وأهل الحميد وأهل : ثلاثة أوجه:
الاول: الجر على الوصف قال : وان شئت جعلته صفة فجرى على الاول .
الثاني: النصب على المدح والتعظيم( الحمد وأهل)كانه قال :اعني أو أذكر ، ومنه قراءة (الحمد لله رب العالمين)بنصب رب على التعظيم، وذكر انه سمعها من العرب: وسأل عنها يونس بن حبيب فزعم انها عربية
الثالث :الرفع قال :ولو ابتدأته فرفعته كان حسنا واحتج بقول الاخطل ، ثم اجمل تلك الوجوه بقوله:
(ان شئت جررت وان شئت نصبت وان شئت ابتدأت، واستدل على صحة تلك الاوجه بالسماع ،فاحتج بالقران الكريم من قوله (...وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ).
وقله تعالى (....والموفون بعدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء....)كما احتج بالشواهد الشعرية كقول الاخطل ومهلهل والخزنق وغيرهم......هذا ما يخص السماع والوجوه الاعرابية والتقديرات.
وفي النص الثاني وهو قوله: ( هذا باب ما ينتصب لأنه قبيح ان يوصف بما بعده....)مثل بقولهم: فيها قائما رجل واما قبح الرفع في (فيها قائم رجل) لان الرجل لا يصح ان يكون صفة القائم (ولما لم يجزأن توصف الصفة بالاسم وقبح ان تقول (فيها قائم)فتضع الصفة موضع الاسم كما قبح: مررت بقائم وأتاني قائم جعلت القائم حالا ، وكان المبني على الكلام الاول ما بعده).
وخلاصة ما وضحه السيرافي انه في جملتي (هذا رجل قائم) و ( في الدار رجل قائم) تكون (قائم) صفة لرجل ويجوز نصبها على الحال، وهذا رجل قائما، في الدار رجل قائما ،والاختيار عنده الصفة. واما في حالة تقديم الصفة على
ص78
الموصوف فقد قيس النصب في الوصف (هذا قائما رجل) على جوازه في حالة تأخره الوصف(هذا رجل قائما)، يقول (وحمل هذا النصب على جواز : فيها رجل قائما) وصار حين أخر وجه الكلام فرار من القبح ). واحتج لذلك بالشواهد الشعرية الصحيحة.
وذكر ان هذا أكثر ما يكون في اضطرار الشعر لا في اختيار الكلام، والاختيار كما ذكر السيرافي ان يكون (قائم)وصفا مؤخرا مرفوعا، ثم انتقل الى الاقية والتعليل وتحكم العامل فيما لا يجوز والاسلوب الجدلي... فان قال قائل قيل له...
فذكر ان قولهم (قائما فيها رجل) لا يجوز ، واذا اعترض معترض بان قال : اجعله بمنزلة (راكبا مر زيد)أجابه : بانه مثله في القياس ولكن العامل في الاولى (قائما فيها رجل) غيره في الثانية(راكبا مر زيد)من قبل ان العامل في الاولى(فيها) وهو ضعيف فلا يجوز تقدم معموله عليه، اما العامل في الثانية فهو(مر)الفعل المتصرف وهذا يجوز تقديم معموله عليه، و(فيها) ليست فعلا ولا تتصرف تصرف الافعال.
وربما قال قائل : مررت بقائما رجل فيكون الرد بان هذا كلام خبيث غاية في الفساد من قبل انه خارج على القياس، فلا يفصل بن الجار وهو (الباء) والمجرور (رجل) ومثله (رب قائما رجل) فهذا كلام قبيح ضعيف لا سبيل الى قبوله.
ذلك غيض من فيض مما في الكتاب، ولا أنفع في دراسة النحو من مراجعته والاعتماد عليه.
ص79
______________________
(1) ترجمة في طبقات النحويين واللغويين 66، ونزهة الالباء 38، معجم الادباء 6 /80، انباه الرواة2ـ346، وبغية الوعاة 2 /229.
(2)طبقات النحويين واللغويين67.
(3)الكتاب348،290،291 .
(4)انباه الرواة 2 /358ـ 359،وطبقات النحويين واللغويين 69 فما بعدها.
(5)نزهة الالباء،39 وانباه الرواة 2 /348.
(6)طبقات النحويين واللغويين 72 والانباه 2 /358.
(7)التقويم النحوي للأساليب في كتاب سيبويه 3ـ 57، 501(مخطوط)
(8)الكتاب2 /62ـ 65.
(9)الكتاب2 /122.
(10)المصدر نفسه، الحاشية.
(11)الكتاب 2 /122ـ 124.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|