المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6680 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإنتاج المعدني والصناعة في الوطن العربي
2024-11-05
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05

قصور المعنى القاموسي
23-4-2019
Error-Prone Repair and Translesion Synthesis
20-4-2021
النــــهي
8-8-2016
حكم دائم الحدث
6-12-2016
صفصاف أبيض Salix alba L
16-2-2021
المحسوسات و مغايرة الكيفيّات للأشكال والأمزجة
1-07-2015


روح التاريخ  
  
2295   05:34 مساءً   التاريخ: 22-4-2019
المؤلف : السيد محمد الحسيني الشيرازي
الكتاب أو المصدر : فلسفة التاريخ
الجزء والصفحة : ص 134- 141
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / التاريخ /

روح التاريخ

مسألة: هل للتاريخ روح عامّة وتحليل وفلسفة، كما يقول جماعة من العلماء؟، أو ليس له مثل ذلك، بدليل فردية أحداث التاريخ، وعدم تشابه بعضها مع البعض، وتعذر استخلاص قوانين كلّية منها أو التنبؤ بها.

ويستدل هـؤلاء لـذلك بمـا نشاهد مـن قضايا فردية تغيّر مصير الأمم، ـ مثلاً ـ لـو كشف الكفّار مكـان الرسول (صلى الله عليه وآله) فـي غـار حـراء لقتلـوه وتغيّر وجـه التاريخ منـذ خمسة عشر قرنـاً تقريباً. وهكذا لو أنّ ابن ملجم(1) لم يضرب علياً (عليه السلام) علـى مفرقه الشريف؛ لتغيّر وجه التاريخ، ولم تكن هناك حكومة أمويّة ابتداءً من معاوية وانتهاءً بآخـر حاكـم لـهم هـو مـروان الحـمار(2)، ولـم تلفّـق آلاف الأحاديث علـى لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) التـي تعطـي مفعولها إلى الآن. وهكذا لو لم يتحرّك الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة المنوّرة؛ لتغيّر وجه التاريخ ولم تقع الثورات وما شابه ذلك، الأمر الذي أدّى إلى نهاية حكومة بني أميّة، وإقامة حكومة بني العباس بالإضافة إلى حكومات أخرى كالفاطمية(3) فـي مصر، والأدارسة(4) في المغرب، والحمدانية(5) في حلب، وغير ذلك.

ويذكـرون من الأمثلة على ذلك أنّـه حينما مات الاسكندر، ملك اليونان؛ إثـر عضّــة قـرد مدلّل، أدى ذلك إلى سلسلة من الحوادث الفجيعة إلى حدّ أنّه أشار بعض حكّام الغرب بقوله: (إنّ ربع مليون شخص قد ماتوا بسبب عضّة قرد.

وهكـذا بـررّ تـروتسكي(6) في صراعه مع ستالين 1342ه‍(7) بحمّى أصابته عقب رحلةٍ لصيد البط، وقال: (يمكنك أن تتوقّع ثورة أو حرباً، ولكن من المستحيل أن تتنبّأ بالنتائج التي ترتبت في رحلةٍ لصيد البطّ البرّي((8).

ولو لم ينتخب مجلس ألمانيا هتلر؛ لما وقعت الحرب العالمية الثانية، ممّا غيّرت وجه العالم، إلـى غير ذلك مـن الأمثلـة التي يسردهـا الذين يقولون لا كلّي للتاريخ، ولا روح عامّة ولا فلسفة له، فليس الأمر في التاريخ كالحساب، أو الهندسة، أو المنطق، أو ما أشبه ذلك، حيث لها روح عامّة وفلسفة كلّية، تسري في جميع مفردات تلك الكلّية.

أمّا المشهور بين العلماء في هذا الباب هو وجود روح عامّة للتاريخ، وإن ما ذكره النافون من الأمثلة وما أشبه ذلك لا تسقط الروح العامّة للتاريخ، والفلسفة التحليلية للمفردات التي يجمعها شيء واحد، فإنّ ما ذكر من الأمثلة الفردية إنّما هي من الشرائط، ومن الواضح أنّ لكلّ شيء شرائط؛ إذا توفّرت تتحقق النتيجة، وإذا لم تتوفّر لا تتحقق النتيجة.

والغالب أنّ هذه الأمثلة سلاح تبريري، يحمله الفاشلون في الحياة. فقد ذكر أحد الغربيين أنّ اليونايين كانوا يواسون أنفسهم بسبب هزيمة من الرومان بأنّ ذلك لا يرجع بميزةٍ للرومان عليهم وإنّما إلى حظّهم العاثر. فلو لم يمت الاسكندر شاباً لقهر الغرب ولأصبح أهل روما رعايا لملوك اليونان، وهذا دليل على الإفلاس في المؤرّخ من جراء مصائب حلّت في بلاده، فإنّ حال المؤرّخ حينئذ كحال الطلاب الفاشلين الذين يعلّلون رسوبهم بالحظّ العاثر، ويشبّهون الامتحانات بأوراق اليانصيب، فإنّه لاشكّ أنّ الدنيا فيها مصادفات، وفيها غير مصادفات، فإنّ المصادفات لا تمنع الروح العامة. كما أنّ اختلاف الأفراد في المصادفات لا تمنع كون الإنسان حيواناً ناطقاً، أو كون الأشجار تمتص الكاربون، وتعطي الهواء النقي. فالدول إنّما تقوم بالهمم، وتسقط بالغرور، فإنّ الجماعات التي ترى فساد البلاد، وتأخّر العباد، وتغض الطرف عن ذلك، حفاظاً على مصالحهم، وما أشبه ذلك، لهي جماعات يصيبها الانهيار، كما أنّ الحكومة التي تسقط إنّما يسقطها الغرور بقوّتّها، وإمكانيتّها، وسعتها، وما أشبه ذلك، فلا تأخذ في العمل الجادّ في التغيير والإصلاح وذلك يوجب سقوطها.

وبالنتيجة العلوم الطبيعية كالهندسة، والحساب، والرياضيات، وما أشبه ذلك تقوم على منطق الكلّيات دائماً، بينما يقوم التاريخ على منطق الكلّيات بشرائطها، فليس معنى الشرائط أنّ لا كلّيات وليس الأمور كلّها بالمصادفة كما يزعم أولئك الذين ينكرون روح التاريخ، وفلسفة الأحداث العامّة التي هي كالروح السارية في الأبدان المختلفة، وفي الأشجار المختلفة، وفي المياه المختلفة، وما إلى ذلك.

وما ينقل عن أرسطو(9) بفردية وقائع التاريخ وأنّه لا يتعلّق بما هو كلّي ليس معنى ذلك الكلّي وأنّه لا أحكام عامّة، ولا فلسفة للحضارات قياماً وسقوطاً. فإنّ التاريخ الماضي، والحاضر، والمستقبل كلّه بروح عامٍة. ولذا قال القرآن الحكيم: {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: 137] (10)، وقال الإمام علي (عليه السلام): (وسر في ديارهم وآثارهم فانظر فيما فعلوا)(11)، وقال أحد علماء الألمان: كان من المستحيل قيام الإصلاح الديني في هذا البلد قبل أن تصل التناقضات إلى هذا الحدّ من أن تصل إلى صراع، والصراع يغيّر الوجوه، وأنّـه كان لابدّ أن يثير التعطش بالتخريب معارضـة ناجحـة، وكلّما اشتدّ التخريب كان العداء له أشدّ، وبهذا الصدد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (تضايقي تنفرجي)(12) وذلك متّخذاً من قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5] (13) .

وحينمـا يتحدّث العالـم الألماني عـن إخفاق الدعوة العالمية لدى الباباوات، يقول: إذا لم نخدع أنفسنا فإنّ قانوناً آخر للحياة تمليه الظروف فإنّه لابدّ أن ينشأ من أجل تطوّر العقل الإنساني، فإنّ الروح العامة في التاريخ كما ذكرناه في المسائل السابقة يكون حصيلة أفراد خاصّة، وأزمنة خاصة، وأمكنة خاصّة، وقضايا مختلفة بحدود عامة، ولا سبيل للتاريخ أن يتجاوز هذه المقولات إلاّ بالتجريد، والتأمين، والكلّية، وما أشبه ذلك.

ومن هذه الجهة يتنبّأ العلماء بالمستقبل، وإلاّ فكيف يمكن التنبّؤ بالمستقبل وهو من الغيب المستور عن الإنسان، كما قال سبحانه وتعالى: {لَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27] (14).

وقد صار في الوقت الراهن للمستقبل رجال كثيرون، وخبراء، وأخصائيون في السياسة، والاجتماع، والاقتصاد، والتربية، وغير ذلك. وأحياناً يصل عددهم في مختلف البلاد الغربية وغير الغربية إلى 30 ألف عالم، ولهم مدارسهم، واتّجاهاتهم، وأفكارهم، ومنازعاتهم، وسائر قضايا العلوم. حال ذلك حال علوم الفلك حيث لا يتّفق الجميع على أيّ شيء، إذ ليست علوم الفلك مثل علم الحساب حيث إنّ الضرب، والجمع، والطرح، والجبر، والمقابلة، وما أشبه ذلك، كلّها تأتي بنتيجة واحدة، وكلّها لها حدود معيّنة في أذهان الكلّ، والتحليل والعموم لا يجب أن يكون مثل الحساب، والهندسة دائماً، إذ التحليل والعموم قد يكون مثل الحساب، والهندسة، وقد يكون مثل علم الفلك. والتحليل التاريخي إنّما يكون من قبيل الثاني لا من قبيل الأوّل. وكما أنّ الطبيب قد يخطئ وقد يصيب كذلك المحلّل التاريخي. وقد يتعجّل النبوءة بوقوع الحادثة المتنبّأ بها كقيام الثورات، ونشوب المعارك قبل ساعة الصفر المحدّدة لها نتيجة انفضاح أمرها وتسرّب أسرارها العسكرية، وهكذا تفقد النبوءة قيمتها وأهمّيتها نتيجة ما لها من أثر إيجابي أو سلبي على الحادثة المتنبّأ بها، وهذا أيضاً تابع لقاعدة كلّية استثنائية ـ مثلاً ـ يقال إنّ الثورات تقوم وتغيّر وجه الحياة في المكان الذي قامت الثورة فيه بشرط ألاّ ينفضح أمر الثورات وألاّ تتسرّب أسرار عسكرية إلى الجهة المضادة حتّى يخنقها في مهدها.

والحاصل: أنّ القائلين بفلسفة التاريخ لا يدَّعون المطلقية فيها كمطلقية الحساب، أو الهندسة، وإنّما يدّعون النسبية كعلم الفلك، وعلم الطبّ، أو ما أشبه ذلك، ولذا نرى أنّ الشيوعيين يقولون بفلسفة للتاريخ من وجهة نظرهم، بينما الرأسماليون يقولون بفلسفة أخرى للتاريخ من وجهة نظرهم. ومن الواضح أنّ كلتا النظريتين ليستا على الصواب، لاستحالة الجمع بين الضدّين أو النقيضين، أو ارتفاع النقيضين. فالحقّ لا يكون إلاّ مع إحداهما، أو في أمرٍ ثالث، مثل أن يقول إنسان إن 3 × 3 = 10، ويقول آخر 3 × 3 = 8 وكلاهما على باطل، فإنّ الحقّ واحد والأباطيل كثيرة؛ كما مثّل لذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمدّ خطٍّ مستقيم على الأرض، ومدّ خطوط أخرى غير مستقيمة إلى جانب ذلك الخطّ.

أمّا ما يقوله الماركسيون من المادّية الديالكتيكية؛ فقد أثبت العلم دحضها(15)، إذ من المستحيل الإقرار بصحّة المادّية الديالكتيكية، ولم يدحضها العلم في إطارها النظري وحسب بل وتعداها، وأثبتت الشيوعية فشلها في الواقع العملي، فهذا الاتّحاد السوفياتي شاهدٌ على فشل الماركسية، وكذلك الصين، وأوربا الشرقية، وغيرها شاهدٌ على هذا الفشل.

إنّ التاريخ حاله حال الاقتصاد، فإنّه لا ينكر الفردية في النشاط الاقتصادي والروح العامة في جميع مفرداته. مثلاً: من يبني مصنعاً، أو يؤسّس مصرفاً، له منطقه وفكره، وكذلك لغيره منطقه وفكره، وربما يكون ذلك الغير عميلاً لهذا الشخص الاقتصادي، الباني للمصنع، أو المؤسّس للمصرف، ولذا نشاهد أنّ العمّال حينما يضربون لأجل تحسين وضعهم المعيشي، أو أجورهم، أو ما أشبه ذلك، لهم حججهم، ومطالبهم العادلة بنظرهم، بينما الرأسماليون الذين بنوا المصنع، أو أسّسوا المصرف، لهم منطق آخر، وفكرة مغايرة لفكرة أولئك العمّال المضربين.

والحاصل: أنّ فلسفة التاريخ والروح العامّة للتحليل لا فرق فيهما بين السياسة، والاقتصاد، والأخلاق، والدين، والاجتماع، والتربية، والجيش، والأمّة وغير ذلك، حيث إنّ لمفردات كلّ واحد من هذه الأمور روحاً عامّة تسري في تلك الجهة. وهذه الجهات كلّها مجتمعة تكوّن حضارة من الحضارات. فإذا قلنا حضارة الرومان، أو حضارة اليونان، أو حضارة المسيحيين، أو ما أشبه، نريد بذلك تقدّمهم الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي، والتربوي، والأخلاقي، والأسري، والديني. وهكذا إذا قلنا حضارة الشيوعيين إنْ صحّ أن نعبّر عنها بالحضارة بالمعنى الواسع، وأيضاً حضارة الرأسماليين، أو حضارة الإسلاميين، إلى غير ذلك ممّا يسمّى بالحضارات إمّا حقيقة، أو توسعاً، أو مجازاً.

______________

(1) عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري، من قيادات الخوارج، قتل سنة 40ه‍. ترجمه لسان الميزان : ج3 ص439، الأعلام : ج3 ص339.

(2) آخر ملوك بني أمية، حكم سنة 128ه‍ (745م) واستمر حكمه إلى سنة 132ه‍ (750م)، ولقب بالحمار ؛ لأنه كان يجف له لبد في محاربة الخارجين عليه، وكان يصل السير بالسير، وقد ذكر ابن صبري في تأريخ مختصر الدول ص205: (لقب بذلك لصبره في الحروب(. ثار عليه أهل حمص ودمشق وفلسطين وتدمر، وأخفق في معركة (الزاب( وفر إلى مصر، وقتله بنو العباس.

(3) الدولة الفاطمية، حكمت من 297 ه‍ (909م)، واستمرّ حكمها إلى 567ه‍ (1171م)، وكان عدد حكّامها أربعة عشر خليفة ؛ وهم كالتالي : 1. عبيد الله (المهتدي بالله( 2. محمد بن عبيد الله (القائم بأمر الله( 3. إسماعيل بن محمد (المنصور بالله( 4. معدّ بن إسماعيل (المعز لدين الله( 5. نزار بن معدّ (العزيز بالله( 6. منصور بن عبد العزيز (الحاكم بأمر الله( 7. علي بن عبد العزيز (الظاهر بأمر الله( 8. معدّ بن علي (المستنصر بالله( 9. أحمد بن معدّ (المستعلي بالله( 10. المنصور بن أحمد (الآمر بأحكام الله( 11. عبد المجيد بن محمد (الحافظ لدين الله( 12.إسماعيل (الظافر بالله( 13. عيسى (الفائز بنصر الله( 14. عبد الله (العاضد لدين الله(، في بادئ الأمر حكموا تونس ثم أخضعوا الشمال الإفريقي كله ثم مصر ؛ في عهد الخليفة المعز لدين الله، الذي مدّ حدود حكمه إلى شواطئ الأطلسي وأنشأ مدينة القاهرة وبسط نفوذه على سورية وفلسطين ولبنان، ومجموع خلافتهم مائتا سنة واثنتان وسبعون وبضعة أيام، منها مائتان وثمان سنين في القاهرة، ومن إنجازاتهم : إيجاد وحدة التكامل السياسي بين المغرب والمشرق ؛ فأصبح المغرب وملحقاته : صقلية وقوصرة وفلورية، ومصر وملحقاتها : وهي الشام والحجاز واليمن ؛ وحدة سياسية قاعدتها القاهرة. ومن إنجازاتهم أيضاً : وقوفهم في وجه الدولة البيزنطية والروم، كما أسسّوا جامع الأزهر وجامع الحاكم ودار الحكمة ودار العلم. راجع (المجالس والمسايرات للقاضي النعمان(، (تأريخ الخلفاء الفاطميين في المغرب(، (أعيان الشيعة(.

(4) سلالة حكمت المغرب من سنة 173ه‍ (789م) وإلى 314ه‍ (926م) ، مؤسّسها إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)، الذي نجا من مجزرة (فخ( التي حدثت في عهد الهادي العباسي بعد أن حاصرت قواته مجموعة من العلويين بالقرب من مكة في منطقة اسمها (الفخ(، وقتل أكثر العلويين ولم ينج منهم إلاّ عدد قليل كان منهم إدريس، الذي هرب إلى مدينة (وليلي( في المغرب، واستقبله زعيم قبيلة (أورَبه( سنة 172 ه‍ (788م) وبايعه على الزعامة وتبعته بقية القبائل ؛ فاتّخذ مدينة (وليلي( عاصمة له، ثم وسع نشاطه ودولته في المغرب حتى شملت شمال إفريقيا ؛ ممّا أغاظ هارون العباسي، الذي رأى أنّ لا قبل له بهزيمته عسكرياً ؛ ففكّر باغتياله بالسُّم سنة 177ه‍ (793م)، وقد حكم خمس سنوات ثم تولّى الحكم مولى الأدارسة (راشد( حتى وفاته سنة 186ه‍ (802م) ثم حكم أبو خالد العبدي إلى أن بلغ إدريس الثاني الذي كان حملاً عند مقتل والده، ولمّا بلغ إدريس الثالثة عشرة من عمره، بويع بالخلافة وكان ذلك سنة 192ه‍ ( 808م)، واستمر في الحكم إلى موته سنة 215ه‍ (830م)، وعاش ستاً وثلاثين سنة، ثم قٌسّمت البلاد بين أبناء إدريس واستقلّ كل واحد منهم بجزء من البلاد ممّا حدا بالأمويين في الأندلس والفاطميين في مصر من السيطرة على بلادهم.

وبفضل الأدارسة انتشر الإسلام في كثير من مناطق العالم، وأسست الكثير من المدن وعلى رأسها مدينة (فاس(، وبفضلهم أنشئت المدارس والمكتبات وتوسع العمران ؛ ممّا أدى إلى تحضّر البلاد وازدهارها.

(5) أسرة علوية، حكمت الموصل وحلب والمناطق المحيطة بها وشمال سورية من سنة 276ه‍ (890م) وإلى 395ه‍ (1004م)، مؤسّسها أبو الهيجا، حمدان بن حمدون، الذي كان والياً علـى الموصـل مـن قبـل العباسيين، واتّخـذ (مارديـن( قاعـدة لـه سنـة 279ه‍ (892م)، وتـولّى بعـد حمـدان الحـكم ابنـه الحسن ؛ ويعبـّر عنـه ب‍(ناصـر الدولة(، الذي حكم من سنـة 317ه‍ (929م) واستمـرّ إلـى 358ه‍ (969م)، ثـم جـاء بعـده (سيف الدولة( ؛ ووسّع حكمـه ليشمـل (حمـص(، والـذي اشتهـر بثقافته الرفيعة ورعايته للعلماء والفلاسفة والأدباء والشعراء وجهاده ضدّ البيزنطينيين، وبلغت حلب في عهده أوج تقدمها وازدهارها.

أبـرز الأعمال التـي أدّاهـا الحمدانيـون : بذلـوا مـا بوسعهـم في الدفـاع عن ثغور المسلمين من شمال سوريا حتى أرمينيا، خاصةً في عهد (سيف الدولة(، كما اعتنوا بالعلماء والشعراء والأدباء وبنوا المدارس والجامعات والمساجد ؛ ممّا جعل بلادهم مركزاً للعلوم والآداب.

(6) ليون تروتسكي، ولد في (خرسون( سنة 1879م، وقتـل في 21 آب 1940م، وكان في الثالثـة والستين مـن عمـره، تقلّد عـدّة منـاصب سياسية وحربية، منهـا : رئـاسة مجـلس السوفيـات فـي بتروغـراد، ومفوضيـة الشـؤون الخارجيـة، ومفوضيـة الشـؤون الحربيـة بـين سنـة 1918م ـ 1925م. ويعود إليه تنظيم الجيش السوفياتي ـ السابق ـ، أفل نجمه عند موت لينين، نفاه ستالين إلى الخارج إثر صراع بينهما ؛ فلجأ إلى تركيا ثم المكسيك.

(7) خريف سنة 1923م.

(8) ولايخفى أن الصراع الذي دار بين تروتسكي وستالين بعد موت لينين كان على أساس السيطرة على الحزب الشيوعي ؛ والذي تغلب فيه ستالين.

(9) ولد بمدينة (ستاجيرا)، التي تقع عند الطرف الشمالي لبحر إيجا، وكان والده طبيباً للبلاط الملكي، لجدّ الاسكندر الأكبر، ولد سنة 384 ق. م، وفي سنة 367 ق. م ذهب إلى أثينا ودرس فيها على يد أفلاطون مدّة عشرين عاماً، وتنقّل بين الدول لمدة أربع سنوات، ودرّس ثلاثة عشر عاماً، واهتم بالأخلاق، والمنطق، وكان مولعاً بالمعرفة، وكان يميل للملموس والممكن، وقد ألّف أكثر من 400 كتاب تشتمل كتبه على فروع واسعة من النشاط العلمي، وهو أول من قام بتشريح الحيوانات، وكشف بذلك بعض الاختلافات في التكوين الداخلي. توفي سنة 322 ق. م من مؤلفاته : (الجدل(، (السياسة(، (النفس(، (الخطابة(، (ما وراء الطبيعة(.

(10) سورة آل عمران : الآية 137.

(11) نهج البلاغة : الكتاب 31، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج16 ص62 ب31، وقريب منه في بحار الأنوار : ج77 ص219 ب8 ح2.

(12) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج19 ص267 ب357.

(13) سورة الشرح : الآيات 5 ـ 6.

(14) سورة الجن : الآيات 26 ـ 27.

(15) وقد تعرض الإمام المؤلف لنقدها في كتاب : (نقد المادية الديالكتيكية(.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).