المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ملاحظات حول الدراسات على الإستشراق وما هو المسلك الصحيح في رد شبهات المستشرقين ؟  
  
1754   09:55 صباحاً   التاريخ: 23-1-2019
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 347- 350
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

بيان بعض المسائل [المتعلقة بالدراسات التي تناولت الاستشراق] :

أولاً : إنّ الدراسات التي تناولت الاستشراق باعتباره حركة ذات أهداف خاصّة ، ومحتوى له نتائج وثمار ، سَواء في عالم الفكر بآفاقه المختلفة أم في عالم الواقع بأبعاده الاجتماعيّة والسياسيّة ، لا تتمتّع بالشمول الذي يستوعب تلك الحركة وذلك المحتوى ، ولم تنظر إليه باعتباره وحدة مترابطة تمكّن الناظر المقوّم له من إعطاء الحكم المحيط والدقيق عليه .

فنجد أنّ بعضها انحصر موضوعه بنشأة وجذور تكوّن الاستشراق ، وجاء البعض الآخر محدوداً بالقريب والمعاصر منه ، وتناول الآخر جانباً جزئيّاً من محتوى نتاجه وثمراته ، وهكذا.

إنّ هذا التفكيك في دراسة الاستشراق والتناول التجزيئي له ، سيفقدنا القدرة على الوصول إلى العمق المطلوب والإحاطة الشاملة بأهدافه ونتائجه الواقعيّة ، واكتشاف المرامي الخفيّة له .

ثانياً : افتقدت أغلب الدراسات التي تناولت الاستشراق إلى التمحيص الكامل للأهداف والمرامي الخفيّة له ضمن مجمل الأهداف المُعلنة ، وقصرت ذلك على جانب ارتباطه بالتبشير والحركة الصليبيّة . وهذا وإنْ كان صحيحاً في بعض مراحله ، إلاّ أنّ تحوّلات أساسيّة طرأت عليه قرَنَت حركته ومحتواه وأهدافه بحركة ومحتوى وأهداف الاستعمار الحديث ذي البُعد العلماني بالشكل الذي تمخّض عنه ما يُمكن أنْ نسمّيه بنظريّات الاستشراق الاستعماري .

وهذا هو الذي يكشف لنا عن أهمّ أسرار نجاح الاستعمار الحديث في تحقيق أهدافه الخبيثة ، في الهيمنة على الشرق الإسلامي خصوصاً في الجانب الثقافي والتربوي ، والنجاح في تحقيق ما يسمّى بقابليّة الاستعمار أو الاستعمار المنجي .

ثالثاً : لقد قام مجموعة مِن المفكّرين والعلماء الإسلاميّين بتتبّع الإنتاج الموسوعي للمستشرقين وتقصّي موارد الدسّ والتشويه في موادّها ، أو اصطناع الشبهات حول أُمّهات المسائل الإسلامية فيها ، إلاّ أنّه جاء ناقصاً من جهتين :

الجهة الأُولى : عدم استيعابهم لكافّة موارد الدسّ والتشويه أو إثارة الشُبهات ، الأمر الذي يقتضي تصدّي أهل العلم والفكر من الإسلاميّين ، لإتمام ما بدأه الروّاد الأوائل في هذا المجال .

الجهة الثانية : جاء العديد مِن المعالجات العلميّة لموارد الدسّ والتشويه الاستشراقي ، وكذلك الردود على شُبهاتهم المختلفة سطحيّاً ونقضيّاً في الغالب مفتقداً إلى الردّ الحَلّي التامّ والعمق المناسب . وهذا أيضاً جدير بأنْ يكون مورد اهتمامٍ خاصٍّ لسدّ النقص فيه وإشباعه موضوعيّاً وفق النهج العلمي المطلوب .

رابعاً : إنّ العديد من معالجات الدسّ والتشويه الاستشراقي في الإسلام ، وردود الشبهات المثارة مِن قِبلهم حوله كانت وِفق نظرة مذهبيّة خاصّة ، كما هو الأمر في معالجات وردود موادّ دائرة المعارف الإسلامية مثلاً ، وبذلك افتقرت في منهجها ومضامينها العلميّة إلى رؤية ونظريّة مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، خصوصاً إذا عرفنا أنّ بعض معالجات الدسّ والتشويه وردود الشبهات تلك لا يستقيم عقائديّاً وعلميّاً ومنطقيّاً ، إلاّ على أساس رؤية ونظريّة مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا بحدّ ذاته يشكّل مبرّراً مبدئيّاً لإعادة النظر في تلك المعالجات والردود وبنائها من جديد .

وننهي بتجديد الدعوة لإعادة دراسة الاستشراق بنظرة شموليّة مترابطة ، والتركيز على تقويم محتوى الإنتاج الموسوعي له ، وتدعيم الرؤية العلميّة والمنطقيّة لمعالجات دسّ وتشويه المستشرقين في الإسلام ، وردود الشبهات التي أثاروها حوله برُؤى ونظريّات مدرسة أهل بيت النبوّة والعصمة ( عليهم السلام ) ، تلك المدرسة الإسلامية الرائدة التي أسّسها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وتعاهدها أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) من بعده لتحفظ للإسلام أُصوله ومعالمه وتبيّن أحكامه وفروعه ، بعيداً عن أهواء الجهل وأغراض السلاطين ، ليبقى الإسلام كما جاء به الرسول الأمين محمّد بن عبد الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، أصيلاً لا ينحرف وكاملاً لا ينثلم .

وأهل البيت ( عليهم السلام ) أدرى بما فيه ، وهم الذي قرنهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بكتاب الله العزيز وقال فيهم :

( إنّي تاركٌ فيكم أمرَين إنْ أخذتم بهما لنْ تضلّوا : كتاب الله عزّ وجلّ وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس اسمعوا وقد بُلّغت ، إنّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين ، والثقلان : كتاب الله جلّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فانهم أعلم منكم )(1) .

وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فيهم أيضا : ( ألا إنّ أهل بيتي أمانٌ لكم فأحبّوهم بِحُبّي وتمسّكوا بهم لنْ تضلّوا )(2) .

وقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فيهم : ( انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم ، فلن يُخرجوكم مِن هدىً ولنْ يعيدوكم في ردى )(3) .

وقال فيهم الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( شرّقا وغرّبا لنْ تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج مِن عندنا أهل البيت )(4) .

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( انظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلَفٍ عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهلين )(5) .

وقال ( عليه السلام ) فيهم أيضاً : ( يا يونُس ، إذا أردت العِلم الصحيح فخُذ عن أهل البيت ، فإنّا رويناه وأوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب )(6) .

وهذه الروايات هي غيضٌ من فيض ما ورد عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأئمّة أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وكلها تحكي المصداق الحقّ لقوله تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] صدق الله العليّ العظيم والحمد لله ربّ العالمين .

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأُصول من الكافي ( كتاب الحجّة ) 1: 294، وينابيع المودّة : 34 باختلاف في بعض الألفاظ وإضافة ( ولا تخلفوا عنهم) .

(2) بحار الأنوار 36 : 342 .

(3) نهج البلاغة : خ97 .

(4) بحار الأنوار 2 : 92 .

(5) بحار الأنوار 2 : 92 .

(6) بحار الأنوار 26 : 158 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.