أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015
4531
التاريخ: 8-10-2015
4111
التاريخ: 17-6-2017
62973
التاريخ: 8-7-2019
30768
|
ظلت "الوقائع المصرية" الصحيفة الوحيدة في الميدان ردحًا من الزمن، وقد كانت تحرر بالتركية أولًا، ثم بالعربية والتركية، ثم غلبت عليها العربية، وكانت على الرغم من صبغتها الرسمية تأتي ببعض طرائف الأدب، وأقاصيص من ألف ليلة وليلة، ولكنها في أخريات عهد محمد علي ظهرت بالتركية والعربية معًا، ثم احتجت في عهد عباس، وسعيد إلى أن كانت سنة 1875 حيث نهضت من كبوتها، وأخذت تعمل على ترويج الثقافة بشتى أنواعها في عهدها الجديد، والذي يعنينا من "الوقائع" أولى الصحف العربية هو الأسلوب الذي كانت تحرر به المقالات، وتصاغ فيه الأخبار سواء كانت داخلية أو خارجية، سياسية أو اجتماعية.
لقد ظل الأسلوب المسجوع مسيطرًا على أقلام الكتاب أمدًا غير يسير، فمنذ ظهور العدد الأول منها أخذ الأدباء يحيونها بمقامات، أو مقالات مسجوعة، وهاكم مثلًا عبد الله فكري -وكان له دور في نهضة النثر سنأتي عليه بعد قليل- يرسل تحية أدبية، فينشئ من أجل ذلك مقامة يقول فيها: "ولا مرية في أن صحف الأخبار، هي الحافلة بهذه المزايا الطائلة، باستخراج فوائد الفرائد من خبايا الزوائد، فهي جهينة الأخبار، وخزينة ذخائر الأفكار، وصيقل الأذهان، ومرآة حوادث الزمان، وهي الجليس الذي تعجب نوادره، والأنيس الذي يطرب حديثه من يسامره ... إلخ، ويحييها كذلك صالح مجدي تلميذ رفاعة بقوله: "من المعلوم أن راحة الأرواح تتنسم بها الأرواح، وتترنم بها في المساء والصباح، وتضيء كأنها مشكاة في مصباح)1)، وهي مطالعة الأخبار الدالة على الآثار المصرية، وعن أحوال التمدن المنشور العلم بلسان بفضل ألف قلم ... إلخ".
أما الخبر الذي يصف حادثًا داخليًا، فقد كان مسجوعًا غالبًا لأمد طويل، مثال ذلك ما جاء في العدد الرابع سنة 1865: "إن أناسًا من اللئام، سفلة الأنام، ارتضوا بالخزي وارتكاب الآثام، فاستبدلوا الاشتغال بأنواع الكسب الحلال بالاشتغال بالحرام والعار، والدوران في القرى والأمصار، وكلما صادفوا أناسًا على فطرتهم وحسن نياتهم، تحيلوا على اصطيادهم بتحيلاتهم، وعملوا طرق الخديعة، والختل في سلب أموالهم بعد سلب عقولهم، بإحدى المغيبات المشهورة بين الناس بالتاتورة، فيضعونها في شيء من المأكولات، ويطعمونها أصحاب العقول الناقصة بدون شعور، وبعد الحصول على ما معهم يفرون".
وعلى هذا المنوال كان يصاغ الخبر الخارجي المترجم سواء كان سياسيًا، أو غير سياسي، ولم يكن يخلو من الكلمات الأعجمية الكثيرة، ولكنه أخذ يتخلص من السجع تدريجيًا حتى توارى بعد عام تقريبًا، وإن ظلت الكلمات الدخيلة تأتي على أقلام الكتاب إلى أن تولى تحريرها الشيخ محمد عبده سنة 1880، فخلصها من هذه الآفة، وجعل السيادة للفصحى، فساعد بذلك على تثبيت الكلمات المترجمة في الأذهان، وإشاعتها بين المثقفين.
وكانت الوقائع تتحرك أول الأمر من نشر القصص والحكايات، وتعيبها بأنها "خرافيات قصص لا تفصح إلا عن وعي بأقل وعي ناقل، مما يمجه السمع، ويأباه الطبع، من أساليب ملفقة، وأكاذيب منمقة".
__________
(1) يضطرهم السجع إلى ترديد عبارات محفوظة خالية من الفكرة، والعاطفة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|