أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018
3665
التاريخ: 28-4-2018
1296
التاريخ: 26-4-2018
805
التاريخ: 25-4-2018
1916
|
سبق ان لاحظنا عدة مرات ان هناك تساؤلا حول عمومية السمات الدلالية – هل ترد كلها او بعضها على الاقل (بل يجب ان ترد) في جميع اللغات ؟ فمن جهة هناك نظرية سابير – وورف التي تذهب الى ان كل لغة تخلق عالمها الخاص بها وتخلق بالتالي علم الدلالة الخاص بها. من جهة اخرى يمكن القول ان مكونات مثل ذكر، انثى موجودة في كل اللغات وان هناك مكونات اخرى كثيرة ايضا مثل الالوان الاساسية وعلاقات القرابة.
وأبسط صيغ المذهب العمومي ان هناك قائمة عمومية للسمات الدلالية (مكونات). لكن ما هي العلاقة بين هذه القائمة ومجموعة السمات الموجودة في اللغات الفردية. الصيغة الاقوى هي ان كل اللغات تستثمر كل القائمة
ص131
وتكون لها بالتالي سمات واحدة. كما تذهب صيغة اضعف الى ان كل لغة لا تستثمر سوى بعض السمات في القائمة الكل. ان الجواب الاول بعيد الاحتمال على ضوء ما يبدوانها اختلافات واضحة تماما بين اللغات. و لا يصح هذا الا اذا قلنا ان بالإمكان تجسيد كل السمات الدلالية بشكل ما في كل لغة، على الرغم من ان بعضها ستكون اكثر مركزية. (وهذا مساو للقول انه اذا كان بالإمكان قول شيء معين بلغة ما، يمكن اذن قوله بلغة اخرى.) قد يبدو الجواب الثاني اكثر تقبلا - في كل اللغات ذكر، انثى وأسود، أبيض، الخ، الا ان سمات اخرى كثيرة موجودة في بعض اللغات دون غيرها. لكن كلا الرأيين الاقوى والاضعف لا يقدمان إدعاءا قابلا للاختبار مالم نضع قائمة محددة للسمات. اذ لنفرض اننا اكتشفنا لغة لها على ما يبدو سمات لم نلاحظها سابقا. فان اضفنا هذه السمات الى القائمة، فان الادعاء بعمومية القائمة تصبح عديمة الاهمية. ولا يمكن دحض الادعاء، حتى من الناحية المبدئية، اذا استطعنا معاملة كل الامثلة المغايرة بهذه الطريقة.
اما الادعاء الاضعف فهوان بعض السمات عمومية، في حين ان البقية خاصة باللغات الفردية. وقد يكون هذا صحيحا على الرغم من ان السمات العمومية قد لا تكون متطابقة تماما في كل لغة. وقد ينطبق هذا على الفاظ الالوان وتصنيفاتها، حيث لا نجد لها تطابقا بل شبها فقط.
دعنا على كل حال نتقبل الصيغة العمومية الاضعف - تشترك اللغات ببعض السمات الدلالية، اي نوع من التفسير يمكن ان نقدم؟ لدينا على الاقل خمسة اجوبة:
(1) هكذا خلق العالم.
(٢) ان بنية عقول كل الناس هي اساسا واحدة.
(٣) الحاجات الحضارية للمجتمعات المختلفة متشابهة.
(4) يوجد اتصال بين المجتمعات المختلفة ذات اللغات المختلفة.
ص132
(5) لجميع لغات العالم اصل واحد مشترك
قد تكون هناك بعض الحقيقة في كل هذه الاجوبة ، وليس من السهل ابدا فصلها.
يثير الجوابان الاول والثاني (بلغة العالم والعقل) مسألة فلسفية تتعلق بالحقيقة الموضوعية والذاتية. هل ان مسألة خبرتنا على ما هي عليه لان العالم قائم على ما هو عليه، ام لان عقولنا تفسر العالم بالطريقة التي تفسره بها؟ على كل حال، بوسعنا ان نميز احيانا بين ما تبدو حقيقة مادية وحقيقة نفسية.
و لتمييز ات الجنس في ذكر / انثى اساس موضوعي مادي، كما تبين ذلك الاختلافات في بقرة، حصان، فيل، الخ، في حين انه لوكان صحيحا ان المجتمعات، المختلفة تقيم عموما نفس التمييزات اللونية فلا نجد هذه التمييزات في الفاظ مادية، بل لأصبحت جزءا من علم النفس الادراكي (وينطبق بالتأكيد الامر نفسه على ادراكنا لأصوات الكلام).
من المهم جدا ان نقر ان حقيقة وجود نوع من الواقعية المادية لا تجعلها بالضرورة اساسا للتحليل الدلالي. المثال الجيد لهذا هو الفاظ القرابة. وبما ان لمعظم المجتمعات قوانينها الدقيقة للقرابة، يمكن عادة تحديد علاقات القرابة كليا بموجب شجرة العائلة التي تعتمد علاقتي الوالد / الابن و الزوج / الزوجة. غير ان هناك اعتراضين على نوع التحليل المكوناتي المقترح في. اولا، هناك تحاليل بديلة ومقبولة للعلاقات نفسها. ثانيا، والاهم من هذا، ليس للنظام اللغوي في بعض اللغات سوى شبه قليل جدا أي من هذه التحاليل. ففي لغة " بوني" تستعمل اللفظة التي يمكن ترجمتها الى اب، لجميع الذكور الذين يمكن تتبع علاقاتهم عبر الاب، بينما تستعمل خال، للذكور الذين يمكن تتبع علاقاتهم عبر الام. وبالعكس فان كل انثى تكون قرابتها عبر الاب هي عمة. اما قوانين الابن والبنت وابن الاخ وبنت الاخ فهي معاكسة لذلك.
ص133
علينا طبعا ان لا نتجاهل تأثير الحضارات على الانظمة اللغوية، ومن المحتمل ان تكون الفاظ القرابة، مثلا، انعكاسا لها اكثر مما هي علاقات موضوعية فعلية. لكنه ليس من السهل دائما، ولا حتى ممكنا، ان نميز بين الحقيقة الحضارية والحقيقة النفسية او المادية.
وفي حالة الفاظ الالوان ايضا، هناك ثلاثة عوامل مهمة. اولا، هناك بعض السمات الموضوعية – الاخضر للنباتات الحية، الاحمر للدم والازرق للسماء. ثانيا، قد توجد بعض الحقيقة النفسية للبؤر اللونية. ثالثا، قد تجعل الاعتبارات الحضارية بعض التمييزات اللونية مهمة.
اخيرا قد لا تكون بعض العموميات الظاهرية اكثر من حالة عرضية في تاريخ اللغات بإحدى الطريقتين المذكورتين في الجوابين الاخيرين. ففي الويلزية المعاصرة، يبدو ان نظام الالوان فيها اقرب الى الانكليزية، نتيجة للازدواجية اللغوية المتزايدة. ولا يمكننا ان نجزم الى اي حد تستطيع الاحتكاكات الحضارية ان تجلب الانظمة اللغوية بعضها الى بعض. وبالتأكيد، ففي معظم الحالات الدلالية (في انظمة الالوان حتما)، هناك الكثير من النقاط المشتركة بين اللغات الاوربية. كما اننا غير متأكدين من العلاقة التاريخية بين اللغات. وبالنسبة للعوائل اللغوية التي تتوفر لدينا بعض الادلة عنها، بإمكاننا ان نعود الى الوراء لبضعة مئات من السنين فقط. ومن الجائز ان لكل لغات العالم الاخرى اصل واحد (وهذا ما لا يحتاج لان يضع اية افتراضات عن اصل اللغة نفسها). فان كان ذلك كذلك فان بعض السمات شبه العمومية للغة على الاقل، قد تكون عرضية بمعنى انه كان من الممكن ان تتطور لغاتها بطرق مختلفة تماما ومن اصول مختلفة كليا.
ص134
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|