من الأساليب العربية الشائعة أسلوب يُعرف بأسلوب الاختصاص، وفيه اسم منصوب يعربه النحاة منصوبا على الاختصاص، ويَعُدونه نوعا من المفعول به؛ لأن قبله فعلا محذوفا وجوبا تقديره أخص.
وهذا الاسم يأتي بعد ضمير متكلم غالبا، أو مخاطب أحيانا، ويمتنع وجوده مع ضمير غائب، ولما كان الضمير فيه شيء من الإبهام والغموض فإن هذا الاسم يوضحه ويبين المقصود منه، أي يبين المخصوص الذي نريده من الكلام، ومن ثَمَّ يفيد معنى القصد والتخصيص.
وأغلب ما يكون استعماله في جملة اسمية، يعرب الضمير فيها مبتدأ، ثم يوجد بعده الاسم الذي يوضح المراد من الضمير، ثم يوجد الخبر، وللاسم المختص شروط هي:
1- أن يكون معرفا بأل وهذا هو الغالب، مثل:
نحن المسلمين موحِّدون.
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
المسلمين: منصوب على الاختصاص "أو مفعول به منصوب بالياء لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا".
الجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لأنها جملة اعتراضية.
موحدون: خبر مرفوع بالواو.
2- أن يكون مضافا إلى معرفة، مثل:
نحن جنودَ الجيش ندافع عن الوطن.
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
جنود: مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر وجوبا, والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الاعراب لأنها جملة اعتراضية
ص207
ندافع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة, والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
3- أن يكون علما, وهذا نادر, مثل:
أنا زيداً أدافع عن الحق.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
زيدا: مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر وجوبا, والجملة من الفعل والفاعل لامحل لها من الاعراب لأنها جملة اعتراضية.
ادافع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا, والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
ومن هذه الامثلة نلاحظ أن الاسم المنصوب على الاختصاص وقع بين المبتدأ وخبره, وحيث إنه منصوب بفعل محذوف وجوبا, وهذا الفعل له فاعل مستتر وجوباً, فقد تكونت عندنا جملة فعلية, ولا يكون لها محل من الإعراب لأنها اعترضت بين المبتدأ وخبره
4- أن يكون كلمة (أيّ) أو (أية) التي تلحقها (ها) التنبيه, على أن يليها اسم معرف بأل, مثل:
أن –أيها العربي- كريم.
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أي: مفعول به مبني على الضم في محل نصب, وفعله محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله مستتر وجوبا, والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الاعراب جملة اعتراضية.
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.
العربي: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ص208
ومعنى الجملة: أنا – مخصوصا من بين الناس بالعربي- كريم.
أنا – أيتها الطالبة – أسعى إلى العلم.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أية: مفعول به مبني على الضم في نحل نصب, وفعله محذوف وجوبا تقديره أخص, وفاعله مستتر فيه وجوبا, والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الاعراب جملة اعتراضية.
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.
الطالبة: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
أسعى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا, والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
ومعنى الجملة: أنا – مخصوصة من بين الفتيات بالطالبة – أسعى الى العلم. ويكثر استعمال (أي) و (أية) بعد جملة فعلية, وفي هذه الحالة تكون جملة الاختصاص في محل نصب حال من الضمير السابق لها, مثل:
ربنا اغفر لنا أيها المساكين.
ربنا: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة, ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه.
اغفر: فعل دعاء مبني على السكون, والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (جرى العرف على ألا نعربه فعل امر تأدبا).
لنا: جار ومجرور متعلق بالفعل أغفر.
أي: مفعول به مبني على الضم في محل نصب, وفعله محذوف وجوبا تقديره أخص, وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا, والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال من الضمير أنا.
ص209
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لامحل له من الإعراب.
المساكين: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
ومعنى الجملة: رب أغفر لنا مخصوصين من بين الناس بالمساكين.
ملحوظة:
هذا التركيب في استخدام (أي) و (أية) في الاختصاص اختفى الآن من الفصحى المعاصرة, وقد وردت منه أمثلة قليلة في فصحى التراث.
ص210
الاكثر قراءة في الاختصاص
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة