الاستغاثة 					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الاشموني					
					
						
						 المصدر:  
						شرح الاشموني على الالفية					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج1/ ص251- ص253					
					
					
						
						21-10-2014
					
					
						
						2565					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				(إذَا اسْتُغِيثَ اسْمٌ مُنَادًى) أي نودي ليخلص من شدة أو يعين على مشقة (خُفِضَا) غالباً (بِاللاَمِ مَفْتُوحاً) حال من اللام (كَيَا لَلمُرْتَضَى) وقول عمر رضي الله عنه: يا لله، فخفضه للتنصيص على الاستغاثة وفتح اللام لوقوعه موقع المضمر لكونه منادى وليحصل بذلك فرق بينه وبين المستغاث من أجله. وإنما أعرب مع كونه منادى مفرداً معرفة لأن تركيبه مع اللام أعطاه شبهاً بالمضاف. وقد فهم من النظم فوائد: الأولى أن استغاث متعد بنفسه لقوله إذا استغيث اسم، والنحويون يقولون مستغاث به قال الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم} (الأنفال: 9)، وقد صرح في شرح الكافية بالاستعمالين. الثانية: أن المستغاث معرب مطلقاً. الثالثة: أنه يجوز اقترانه بأل وإن كان منادى لأن حرف النداء لم يباشرها، فهم ذلك من تمثيله وهو مجمع عليه.
تنبيهات: الأول يختص المستغاث من حروف النداء بيا، يرشد إلى ذلك تمثيله وقوله بعد: إن كررت يا. الثاني ما أطلقه من فتح لام المستغاث هو مع غير ياء المتكلم فأما معها فتكسر نحو يا لي. وقد أجاز أبو الفتح في قوله:
 فَيَا شَوقِقُ مَا أَبْقَى وَيَالِي مِنَ النَّوَى                     وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى وَيَا قَلْبِبُ مَا أَصْبَى
ص251
أن يكون استغاث بنفسه وأن يكون استغاث لنفسه، والصحيح وفاقاً لابن عصفور أن يا لي حيث وقع مستغاث له، والمستغاث به محذوف بناء على ما سيأتي من أن العامل في المستغاث فعل النداء المضمر،فيصير التقدير يا أدعو لي وذلك غير جائز في غير ظننت وما حمل عليها، الثالث: اختلف في اللام الداخلة على المستغاث: فقيل هي بقية آل والأصل يا آل زيد، فزيد مخفوض بالإضافة، ونقله المصنف عن الكوفيين. وذهب الجمهور إلى أنها لام الجر، ثم اختلفوا: فقيل زائدة لا تتعلق بشيء وهو اختيار ابن خروف. وقيل ليست بزائدة فتتعلق، وفيما تتعلق به قولان: أحدهما بالفعل المحذوف وهو مذهب سيبويه واختاره ابن عصفور. والثاني تتعلق بحرف النداء وهو مذهب ابن جني. الرابع: إذا وصفت المستغاث جررت صفته نحو يا لزيد الشجاع للمظلوم. وفي النهاية لا يبعد نصب الصفة حملاً على الموضع (وَافْتَحْ) اللام (مَعَ) المستغاث (المَعْطُوفِ إنْ كَرَّرْتَ يَا) كقوله:
 
 يَا لَقَومِي وَيَالأَمْثَالِ قَومِي                      لأُنَاسٍ عُتُوُّهُمْ فِي ازْدِيَادِي
(وَفِي سِوَى ذَلِكَ) التكرار (بِالكَسْرِ ائْتِيَا) على الأصل لأمن اللبس نحو:
يَا لَلكُهُولِ وَلِلَشُّبَّانِ لِلعَجَبِ
تنبيهات: الأول يجوز مع المعطوف المذكور إثبات اللام وحذفها، وقد اجتمعا في قوله:
يَا لَعِطَافَنَا وَيَا لَرِيَاحِ                             وَأَبِي الحَشْرَجِ الفَتَى النَّفَّاحِ
الثاني: علم مما ذكر أن كسر اللام مع المستغاث من أجله واجب على الأصل وهو ظاهر في الأسماء الظاهرة، وأما المضمر فتفتح معه إلا مع الياء نحو يا لزيد لك، وإذا قلت يا لك احتمل الأمرين. وقد قيل في قوله: فيا لك من ليل أن اللام فيه للاستغاثة. الثالث: فيما تتعلق به لام المستغاث من أجله خلاف: فقيل بحرف النداء. وقيل بفعل محذوف أي أدعوك لزيد. وقيل بحال محذوفة أي مدعو الزيد. الرابع: قد يجر المستغاث من أجله بمن كقوله:
ص252
 يَا لِلرِّجَالِ ذَوِي الأَلبَابِ مِنْ نَفَرٍ         لاَ يَبْرَحُ السَّفَهُ المُرْدِي لَهُمْ دِينَا
(وَلاَمُ مَا اسْتُغِيثَ عَاقَبَتْ أَلِفْ) فكما تقوليا لزيد تقول أيضاً يا زيداً. ومنه قوله:
 يَا يَزِيدَا لآمُلٍ نَيلَ عِزَ         وَغِنًى بَعْدَ فَاقَةٍ وَهَوَانِ
ولا يجوز الجمع بينهما، فلا تقول يا لزيداً. وقد يخلو منهما كقوله:
 أَلاَ يَا قَومِ لِلعَجَبِ العَجِيبِ
(وَمِثْلُهُ) في ذلك (اسْمٌ ذُو تَعَجُّبٍ أُلِفْ) بلا فرق كقولهم يا للماء ويا للدواهي إذا تعجبوا من كثرتهما. ويقال: يا للعجب، ويا عجباً لزيد، ويا عجب له.
تنبيه: جاء عن العرب في نحو يا للعجب فتح اللام باعتبار استغاثته وكسرها باعتبار الاستغاثة من أجله وكون المستغاث محذوفاً.
خاتمة في مسائل متفرقة: الأولى إذا وقف على المستغاث أو المتعجب منه حالة إلحاق الألف جاز الوقف بهاء السكت. الثانية: قد يحذف المستغاث فيلي يا المستغاث من أجله لكونه غير صالح لأن يكون مستغاثاً كقوله:
يَا لأُنَاسٍ أَبَوا إلاَّ مُثَابَرَةً          عَلَى التَّوَغُّلِ فِي بَغْىٍ وَعُدْوَانِ
أي يا لقومي لأناس. الثالثة قد يكون المستغاث مستغاثاً من أجله نحو يا لزيد لزيد. أي أدعوك لتنصف من نفسك. والله أعلم.
ص253
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  الاستغاثة					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة