x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

عطف النسق

المؤلف:  عبد السلام محمد هارون

المصدر:  الأساليب الانشائية في النحو العربي

الجزء والصفحة:  ص118- 130

21-10-2014

7302

تتسرب اساليب الانشاء الى باب عطف النسق من مسارب شتى :

1- فمن ذلك ان العامل في المعطوف عليه، كما يكون عاملا خبريا يكون عاملا انشائيا، تقول في الانشاء الطلبي : اكرم زيدا وعمرا، وفي الانشاء غير الطلبي : بعت لك الدار والفرسِ، قاصدا انشاء البيع.

2- ومن ذلك انه كما يجوز عطف مفرد على مفرد لم يتضمنا معنى انشائيا يجوز ان تعطف مفردا على مفرد وكل منهما متضمن معنى انشائيا. تقول : متى ثم كيف جاء زيد؟ ايهم وايهن عندك؟

3- وفي الجمل تعطف الانشائية على الانشائية كما تعطف الخبرية على الخبرية. ولا فرق في الانشائيتين بين ان يكونا متحدتي النوع وبين ان يكونا غير متحدتين. واذا كانتا من نوع واحد فقد تكونان من قسم واحد كالأمر مثلا، او كل واحد من قسم معين، كان تكون احداهما من الامر والاخرى من النهي. واليك امثلة في ذلك :

أ‌- تقول : قرب بكرا وابعد خالدا. متحدتان في النوع وفي القسم، لانهما من نوع الانشاء الطلبي، وكلاهما من قسم الامر.

ب‌- بِعْنى هذا الثوب الابيض وبعت لك هذا الثور الاحمر، قاصدا انشاء البيع للثوب الاحمر. كلتاهما من قبيل الانشاء

ص118

لكنهما اختلفتا في النوع، لان الاولى انشاء طلبي والثانية انشاء غير طلبي.

جـ- اكرم اباك ولا تعقه. اتحدت الجملتان في نوع الانشاء، اذ هما من الانشاء الطلبي، ولكنهما اختلفتا بان الاولى من قسم الامر، والثانية من قسم النهي.

 فهذا مافي عطف الجملة الانشائية على الجملة الانشائية.

واما عطف الجملة الخبرية على الجملة الانشائية، او العكس، فقد منعه البيانيون وكثير من النحويين، ونمهم ابن عصفور في شرح الايضاح ونقله عن الاكثرين، وابن مالك في التسهيل، كما ذكر الاشموني والسيوطي في الهمع.

 وقيد السيد منع البيانيين – كما في حاشية الصبان – بالجمل التي لا محل لها من الاعراب، واما الجمل التي لها محل فيجوز فيها اتفاقا، نحو قولك : زيد ابوه رجل كريم وما ابخله ! فقد عطفت جملة التعجب الانشائية على جملة (ابوه رجل كريم) الخبرية الواقعة خبرا للمبتدا قبلها. وكلا الجملتين ذات محل اعرابي : الخبرية موضعها الرفع لأنها خبر، والانشائية موضعها الرفع لعطفها على سابقتها. ومثله قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(1) اذا اعتبرت جملة المدح من مقول القول ايضا.

ووجد هذا التقييد الذي قيد به السيد ومن وافقه – ان الجملة الى لها محل في قوة المفرد، أي لم تكن السبب بين اجزائها مقصودة

ص119

بالذات، فلا التفات اذن الى اختلاف النسبة بالخبر والانشاء، بخلاف الجمل التي ليس لها محل.

ويقابل هذا المقيد اجازة مطلقة، اجازها الصفار تلميذ ابن عصفور وجماعة، مستدلين بنحو قوله تعالى : (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(.) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) (2) وقوله : (نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين)(3) وقال تعالى : (انا اعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر) (4).

وقال ابو حيان : واجاز سيبويه : جاءني زيد ومن عمرو العاقلان. ويؤيده قول امرئ القيس :

وان شفائي عبرة مهراقة        وهل عند رسم دارس من معول

وقول :

تناغى غزالا عند دار ابن عامر            وكحل اماقيك الحسان بامثد (5)

 فهذه اقوال ثلاثة :

 والذي استصوبه وارتضيه وهو القول الثاني الذي يقيد اجازة العطف بكون الجمل ذات محل اعرابي، لان جميع ما ذكره المجيزون اجازة مطلقة من شواهد وامثله – مقول فيه، متاول له. واقل تاول فيه ان يقال ان الواو للاستئناف، او الفاء فيه مصدرة في جواب شرط مقدر. ولنا ايضا ان نعت تلك الواوات حروف عطف، تعطف الجمل بعدها على مقدرات مماثلة لها حذفتها من الكلام بغية الايجاز.

ص120

4- ومن ذلك ان بعض حروف العطف يغلب فيها ان يتقدمها اسلوب انشائي، وذلك كام، ولكن ، وبل، واو، ولا.

 1- اما (ام) فهي اكثر حروف العطف صلة بباب الانشاء، حتى انكر ذلك ابو عبيدة – كما ذكر السيوطي في الهمع – وتبعه كذل محمد بن مسعود الغزني فقال : ليست بحرف عطف، بل هي بمعنى همزة الاستفهام، ولهذا يقع بعدها جملة يستفهم عنها كما تقع بعد الهمزة، نحو : اضربت زيدا ام قتلته؟ ابكر في الدار ام خالد؟ أي اخالد فيها؟ قال : ولتساوي الجملتين معها في الاستفهام حسن وقوعها بعد سواء، لكن لما كانت تتوسط بين محتملي الوجود لشيئين احدهما بالاستفهام، كوسط (او) بين اسمين محتملي الوجود، قيل انها حرف عطف.

ثم ان (ام) على قسمين : متصلة، ومنفصلة.

(ام المتصلة) :

لا المتصلة حالتان :

الحالة الاولى : ان تقع بعد همزة التسوية.

الحالة الثانية : ان تقع بعد همزة يطلب بها وبام التعيين.

ففي الحالة الاولى : لا تقع غالبا الا بين جملتين مؤولتين بمفردين، سواء اكانت الجملتان المتعاطفتان في هذه الحالة اسميتين ام فعليتين ام مختلفتين. والاغلب في الفعليتين المضى.

 وهمزة التسوية هي المسبوقة بما يدل على تسوية لفظا ومعنى كقولك : سواء ، ويستوي، وسيان، او بمعنى فقط كقولك : ليت شعري،

ص121

ولا ادري، وان ادري وما ابالي، ولا يعنيني. وهمزة التسوية تدخل على جملة في محل مصدر متوهم، وهو ما يسمونه المصدر المتصيد، أي المنسبك بغير سابك.

وهذه همزة لا تحتاج الى جواب، لانسلاخها من معنى الاستفهام وتحولها الى الاخبار عن التسوية، وبذل كيكون الكلام معها قابلا للصدق والكذب. فقولك : سواء على اقعدت ام قمت، تقديره : قعودك وقيامك سواء على. وهو اسلوب خبري لفظا ومعنى. وكذلك قوله :

ولست ابالي بعد فقدي مالكا      اموتي ناء ام هو الان واقع (6)

أي سوالا عن ناي مومتي ووقوعه الان.

 وفي الحالة الثانية : حالة وقوعها بعد همزة يطلب بها وبام التعيين، يغلب في (ام) ان تقع بين مفردين، كقولك : ازيد عندك ام عمرو؟ أي ايهما عندك؟ وقال تعالى : (وان وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ)(7) ؛ فقد توسطت في هذين المثالين بين مفردين.

 وتقع قليلا بين جملتين :

ومثال توسطها بين جملتين فعليتين قولك : ااكرمت زيدا ام اهنته؟

وبين جملتين اسميتين قول الشاعر(8) :

لعمرك ما ادري وان كنت داريا       شعيث ابن سهم ام شعيث بن منقر

ص122

يحذف همزة الاستفهام ضرورة وقيل اختيارا، وبحذف التنوين من (شعيث) في الاولى والثانية لارادة معنى القبيلة.

 لكن شرط ابن يعيش في شرح المفصل في (ام المتصلة) هذه الايكون بعدها جملة من مبتدأ وخبر، نحو قولك : ازيد عندك عمرو عندك؟ فقولك بعدها (عمروعندك) يقتضي ان تكون (ام) منقطعة. ولو قلت : (ام عمرو) من غير خبر، أي ( وعندك ) كانت متصلة. فاما اذا قلت : اعطيت زيدا ام حرمته؟ كانت (ام) متصلة لان الجملة بعدها انما هي فعل وفاعل لا مبتدأ وخبر.

 والمعتمد ان الهمزة قد تحذف مع (ام المتصلة)، بحالتيها اذا لم يحصل بذلك لبس، لكثرة ذلك في النظم والنشر.

ووجه تسمية (ام) هذه بانها (متصلة) هو ان ما قبلها وما بعدها لا يستغنى باحدهما عن الاخر.

وتسمى ايضا (ام المعادلة) وذلك لأنه يليها عديل ما يلي همزة التسوية في الحالة الاولى، او عديل ما يلي همزة التعيين في الحالة الثانية من حالتيها.

 (ام المنقطعة) :

وسميت بهذا الاسم لان الجملة بعدها منقطعة عما قبلها ومستقلة عنه ، وهي في ذلك لا يفارقها معنى الاضراب.

ومن شرطها ان تقع بعد غير همزة الاستفهام، وذلك بان تقع بعد (خبر محض)، او بعد (هل)، كقوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى

ص123

 وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ)(9) او بعد (همزة لغير الاستفهام) كهمزة الانكار أي النفي، كقوله تعالى : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَ)(10)، وكهمزة التقرير بمعنى التثبيت، أي جعل الشيء ثابتا، نحو : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا)(11)، أي لابد ان يكون في قلوبهم مرض.

 وهي في هذه الحالة بمنزلة (بل) الابتدائية، لذلك لابد في مدخولها ان يكون جملة لفظا او تقديرا، لان حرف الابتداء لا يدخل الا على جملة.

 وذكر الدماميني – كما نقل الصبان- ان في كون (ام المنقطعة) عاطفة ثلاثة اقوال:

 فابن جني والمغاربة يقولون : ليست للعطف اصلا في مفرد ولا في جملة.

 وابن مالك يقول : للعطف في المفرد قليلا، سمع في كلامهم : ان هناك لابلا ام شاء . وفي الجمل كثيرا.

 وجماعة يقولون : هي للعطف في الجمل فقط. وتأولوا ما سمع بتقدير عامل، أي ام ارى شاء.

ب – واما (لكن) فان وليها كلام فهي حرف ابتداء لمجرد افادة الاستدراك وليست عاطفة. ويجوز ان تستعمل بالواو نحو : (وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (12)، وبدونها نحو قول زهير :

ص124

ان ابن ورقاء لا تخشى بوادره      لكن وقائعه في الحرب تنتظر(13)

 وان وليها مفرد فهي عاطفة، بشرطين :

 1- ان يتقدمها نفي او نهي، نحو ما قام زيد لكن عمرو، ولا يقم زيد لكن عمرو.

2- الا تقترن بالواو. قاله الفارسي واكثر النحويين. وقال قوم : لا تستعمل مع المفرد الا بالواو. وهذا قول ضعيف.

فاذا اقترنت بالواو فالنحاة على مذاهب اربعة :

مذهب يونس : ان الواو هي العاطفة عطفت مفردا على مفرد، و(لكن) غير عاطفة بل هي للاستدراك.

 مذهب ابن مالك : ان الواو العاطفة عطفت جملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها. فالتقدير في نحو : ما قدم زيد ولكن عمرو : ولكن قام عمرو. وفي : ولكن رسول الله : ولكن كان رسول الله. وعلة ذلك ان الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الانجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين فيجوز تخالفهما فيه، نحو : قام زيد ولم يقم عمرو :

 مذهب ابن عصفور : ان لكن عاطفة ، والواو زائدة زيادة لازمة.

 مذهب ابن كيسان : ان لكن عاطفة، والواو زائدة زيادة غير لازمة.

 جـ- واما (بل) فهي حرف اضراب، فان تلاها جملة كان معنى الاضراب اما الابطال، أي ابطال الحكم لما قبلها، نحو : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ)(14) أي بل هم عباد. ونحو :

ص125

(أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ) (15). واما ان تكون بمعنى الاضراب الانتقالي الى غرض اخر، كقوله : (قد افلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى. بل تؤثرون الحياة الدنيا) (16). فالاضراب هنا انتقلي لا ابطالي.

 وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصحيح.

 ومن دخولها على الجملة . قول رؤبة :

** بل بلد ملء الفجاج قتمه**

 اذ التقدير : بل رب يلد موصوف بهذا الوصف قطعته، ووهم من زعم انها في مثل هذا جارة.

وان تلاها مفرد فهي عاطفة، ويختلف الغرض الذي تؤديه باختلاف ما يسبقها. فان سبقها امر او ايجاب، كاضرب زيدا بل عمرا، وقام زيد بل عمرو، جعلت ما قبلها كالسكوت عليه، فلا يحكم عليه بشيء، واثبتت الحكم لما بعدها.

وان سبقها نهي او نفي كانت لتقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعده. نحو : لا يقم زيد بل عمرو، فهي تفيد هنا نهي زيد عن القيام وامر عمرو بالقيام. وما قام زيد بل عمرو، نفت القيام عن الاول واثبتته للثاني.

 ومن احكام (بل) مما يتعلق بالاساليب الانشائية انها لا تاتي عاطفة بعد الاستفهام، فلا يقال : اضربت زيدا بل عمرا، ونحو ذلك.

ص126

 ء- واما (او) فتاتي للتخبير، او الاباحة، او التقسيم، او الابهام، او الشك.

 والذي يهمنا من هذه كلها هو التخبير والاباحة، فان الثلاثة بعدهما لا تقع الا بعد جمل خبرية، واما هما فيقعان بعد الجمل الخبرية كما يقعان بعد الانشائية، كما صرح الشاطبي، وكما يشعر به كلام ابن هشام في المغنى حيث يقول : (والثالث التخبير، وهي الواقعة بعد الطلب، وقيل ما يمتنع فيه الجمع.... والرابع الاباحة، وهي الواقعة بعد الطلب، وقيل ما يجوز فيه الجمع). وقال ابن هشام ايضا : وذكر ابن مالك : ان اكثر ورود او للاباحة في التشبيه نحو : فهي كالحجارة او اشد قسوة)(17)، والتقدير نحو : (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)(18). فلم يخصها بالمسبوقة بالطلب).

 لكن يفهم من صنيع الاشموني ان التخبير والاباحة لا يقعان الا بعد الطلب لفظا او تقديرا، نحو قوله تعالى : (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)(19) أي ليفعل أي الثلاثة. فمثال التخبير : تزوج هندا او اختها. والاباحة : جالس العلماء او الزهاد. والفرق بين التخبير والاباحة هو امتناع الجمع في التخبير، وجوازه في الاباحة.

 واقول : ان الحق خلاف ما اشترطه، لأنك تقول : انت مخبر في ان تتزوج هندا او اختها، وليس في الكلام طلب، مع ان (او) افادت التخبير. وتقول ايضا: من المباح لك ان تصدق عمرا او خالدا، وليس في الكلام طلب، مع ان (او) افادت الاباحة.

ص127

واذا سبقت (او) بلا الناهية كان معناها طلب الامتناع عن فعل الجميع سواء المباح والمخير فيه قبل النهي. تقول : لا تتزوج هندا او اختها، فما كان قبل النهي مخيرا فيه.

 وقد تأتي (او) بمعنى الاضراب بدون قيد او شرط، وهو مذهب الكوفيين، وابي علي، وابن برهان، وابن جني. وتمسكوا بقول جرير :

ماذا ترى في عيال قد برمت بهم          لم احص عدتهم الا بعداد

كانوا ثمانين او زادوا ثمانية          لولا رجاؤك قد قتلت اولادي

 وبقوله تعالى، في قراءة ابي السمال (20) : (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ)(21) ، بسكون الواو.

وذكر ابن عصفور ان سيبويه اجاز معنى الاضراب لكن بشرطين :

1- تقدم نفي او نهي.

2- اعادة العامل.

 وذلك نحو : ما قام زيدا او ما قام عمرو، أي بل ماقام عمرو.

و : لا يقم زيد او لايقم عمرو، أي بل لا يقم عمرو.

ولذلك قال سيبويه في قوله تعالى : (وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا)(22) : (ولو قلت او لا تطع كفروا انقلب المعنى). يعني سيبويه انك لو اعدت

ص128

العامل انقلب معناها الى الاضراب لوجود مسوغة، فصار معناها الاضراب عن النهي الاول والنهي عن الثاني فقط. وليس ذلك مرادا، بل المراد الامتناع عن فعل الجميع.

 هـ- واما (لا) فهي تقع عاطفة بشروط ثلاثة :

 1- افراد معطوفها ولو تاويلا، فيجوز : قلت زيدا قائم لازيد قاعد. فان مقول القول مؤول بالفرد. ومن الواضح ان ذلك يتناول المفردات الانشائية كألفاظ الاستفهام، تقول : متى لا اين سافر محمد؟

2- ان تسبق بامر او اثبات اتفاقا نحو : اضرب زيدا لا عمرا؛ وجاءني زيد لا عمرو. او بنداء خلافا لابن سعدان، نحو : ياابن اخي لا ابن عمي.

وفي معنى الامر الدعاء والتحضيض، نحو : رحم علل ابا بكر لا ابا جهل. وهلا تضرب زيدا لا عمرا. والى ذلك ذهب ابو حيان.

وخالفه الرضى فقال : لا تجيء (لا) بعد الاستفهام والتمني والعرض والتحضيض ونحو ذلك، ولا بعد النهي، بل بعد الخبر المثبت والامر.

 3- الا تقترن بعاطف، فاذا قيل : جاءني زيد لابل عمرو، فالعاطف بل، ولارد لما قبلها، وليست عاطفة.

هذا. ولم تقع (لا) عاطفة لجملة اسمية، ولا لفعلية فعلها ماض، لا تقول : قام زيد لا قعد. قال الرضى : (لانه جملة، ولفظة (لا) موضوعة لعطف المفردات).

وقد تعطف مضارعا على مضارع وهو قليل. نحو : اقوم لا اقعد. قال الرضى : (والمجوز مضارعته للاسم، فكانك قلت : انا قائم لا قاعد).

ص129

المراجع :

 سيبويه 1 : 484-492 ابن يعيش 8 : 97-98 الرضى 2 : 346-351 الانصاف 268 – 286 الشذور 542 – 547 المعني 2 : 99 ابن عقيل 2 : 179، 183-184 التصريح 2 : 134 – 154 الاشموني والصبان 3 : 99 – 104، 110-112، 119 – 121 الهمع 2 : 132 – 134.

ص130

__________________________

(1) الآية 173 من سورة ال عمران.

(2) الآية 24، 35 من سورة البقرة.

(3) الآية 13من سورة الصف.

(4) الآية 1 ، 2 من سورة الكوثر.

(5) وكذا انشده ابن هشام في المغني 2 : 99 والسيوطي في شواهده 295، فتكون الواو عاطفة على محذوف، والتقدير : فتشبه بالنساء وكحل. وانشد السيوطي بعده بيتا شبيها به لحسان ابن ثابت في ديوانه 132 :

فناغ لدى الابواب حورا نواعما        وكحل ماقيك الحسان بامثد

(6) أنشده العيني في 4: 136 ولم يعرف قائله.

(7) الآية 109 من الأنبياء

(9) هو الأسود بن يعفر, كما في شرح شواهد الالفية للعيني 4: 139.

(10) الآية 16 من سورة الرعد.

(11) الآية 195 من سورة الأعراف.

(12) الآية 50 من سورة النور. وانظر ما سبق في ص21.

(13) الآية 76 من سورة الزخرف.

(14) ديوان زهير 306. ويروى (غوائله*. وابن زرقاء هو الحارث بن زرقاء الصيداوي.

(15) الآية 26 من سورة الانبياء.

(16) الآية 74 من سورة البقرة.

(17) الآية 9 من سورة النجم.

(18) الآية 196 من سورة البقرة.

(19) اسمه قعنب، كما في القاموس . وفي طبقات اقراء لابن الجزري 2 : 27 ؛ (ابو السمال العدوي البصري، له اختيار في القراء، شاذ عن العامة، رواه عنه ابو زيد سعيد ابن اوس. وفي تاج العروس انه رجل من الاعراب روى عنه ابو زيد حروفا، واكثر منه ابن جني في كتاب المحتسب الذي الفه في القراءات الشاذة.

(21) الآية 100 من سورة البقرة.

(22) الآية 24 من سورة الانسان.