اسم الاشارة
المؤلف:
الاشموني
المصدر:
شرح الاشموني على الالفية
الجزء والصفحة:
ج1/ ص66- 68
16-10-2014
1647
اسم الإشارة: ما وضع لمشار إليه، وترك الناظم تعريفه بالحد اكتفاء بحصر أفراده بالعدْ وهي ستة لأنه إما مذكر أو مؤنث، وكل منهما إما مفرد أو مثنى أو مجموع (بِذَا) مقصوراً (لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ) وقد يقال ذاء بهمزة مكسورة بعد الألف، وذائه بهاء مكسورة بعد الهمزة (بِذِي وَذِهْ) وته بسكون الهاء وبكسرها أيضاً بإشباع وباختلاس فيهما و (تِي) و (تَا) وذات (عَلَى الأنْثَى) المفردة (اقْتَصِرْ) فلا يشار بهذه العشرة لغيرها كما حكاها في التسهيل (وَذَانِ) و (تَانِ لِلْمُثَنَّى الْمُرْتَفِعْ) الأول لذكره والثاني لمؤنثه (وَفِي سِوَاهُ) أي سوى المرتفع وهو المجرور والمنتصب (ذَيْنِ) و (تَيْنِ) بالياء (اذْكُر تُطع) وأما {إن هذان لساحران} (طه: 63) فمؤول (وَبِأُوَلى أشِرْ لِجَمعٍ مُطْلَقَاً) أي مذكراً كان أو مؤنثاً (وَالمَدُّ أولى) فيه من القصر لأنه لغة الحجاز، وبه جاء التنزيل، قال الله تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم} (آل عمران: 119)، والقصر لغة تميم.
تنبيه: استعمال أولاء في غير العاقل قليل. ومنه قوله:
ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الأَيَّام
ص66
وما تقدم هو فيما إذا كان المشار إليه قريباً (وَلَدَى الْبُعْدِ) وهي المرتبة الثانية من مرتبتي المشار إليه على رأي الناظم (انْطِقَا) مع اسم الإشارة (بِالْكَافِ حَرْفَاً) ألف انطقا مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، وحرفاً حال من الكاف: أي انطقن بالكاف محكوماً عليه بالحرفية، وهو اتفاق. ونبه عليه لئلا يتوهم أنه ضمير كما هو في غلامك، ولحق الكاف للدلالة على الخطاب، وعلى حال المخاطب من كونه مذكراً أو مؤنثاً، مفرداً أو مثنى أو مجموعاً فهذه ستة أحوال تضرب في أحوال المشار إليه وهي ستةكما تقدم فذلك ستة وثلاثون يجمعها هذان الجدولان وطريقة هذين الجدولين المشار إليهما أنك تنظر لأحوال المخاطب الستة، فتأخذ كل حال منها مع أحوال المشار إليه الستة مبتدئاً منها بالمفرد بقسميه، ثم بالمثنى كذلك، ثم بالمجموع كذلك، وابتدىء بالمخاطب المذكر المفرد ثم المثنى ثم المجموع. ثم المخاطبة المؤنثة المفردة ثم المثنى ثم المجموع. وإنما قضى على هذه الكاف بالحرفية على اختلاف مواقعها، لأنها لو كانت اسماً لكان اسم الإشارة مضافاً واللازم باطل، لأن اسم الإشارة لا يقبل التنكير بحال. وتلحق هذه الكاف اسم الإشارة (دُونَ لاَمٍ) كما رأيت، وهي لغة تميم (أَوْ مَعَهْ) وهي لغة الحجاز. ولا تدخل اللام على الكاف مع جميع أسماء الإشارة بل مع المفرد مطلقاً،
ـ حو ذلك، وتلك. ومع أولى مقصوراً نحو أولاك وأولى لك. وأما المثنى مطلقاً وأولاء الممدود فلا تدخل معهما اللام. (وَاللاَّمُ إنْ قَدَّمْتَ هَا) التنبيه فهي (ممتَنِعَهْ) عند الكل، فلا يجوز اتفاقاً هذلك، ولا هاتلك ولا هؤلاء لك كراهة كثرة الزوائد.
تنبيه: أفهم كلامه أن ها التنبيه تدخل على المجرد من الكاف، نحو هذا وهذه وهذان وهاتان وهؤلاء وعلى المصاحب لها وحدها نحو هذاك وهاتيك وهاذانك وهاتانك وهؤلاتك، لكن هذا الثاني قليل. ومنه قول طرفة:
ص67
رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاء لا يُنْكِرُونَنِي وَلاَ أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الْمُمَدَّدِ
(وَبِهُنَا) المجردة من ها التنبيه (أَوْ ههُنَا) المسبوقة بها (أَشِرْ إلَى دَانِي الْمَكَانِ) أي قريبه نحو: {إنَّا ههنَا قَاعِدُون} (المائدة: 24) (وَبِهِ الْكَافَ صِلاَ فِي الْبُعْدِ) نحو هناك وههناك (أَوْ بِثَمَّ فُهْ) أي انطق في البعد بثم، نحو: {وأزلفنا ثم الآخرين} (الشعراء: 64) (أَوْ هَنَّا) بالفتح والتشديد (أَوْ بِهُنَالِكَ) أي بزيادة اللام مع الكاف (انْطِقَنْ) على لغة الحجاز كما تقول ذلك نحو: {هُنَالِكَ ابْتُليَ المؤْمنُونَ} (الأحزاب: 11)، ولا يجوز ههنالك كما لا يجوز هذالك على اللغتين (أَوْ هِنَّا) بالكسر والتشديد قال الشاعر:
هَنَّا وهِنَّا وَمِنْ هُنَّا لَهُنَّ بِهَا ذَاتَ الْشَّمَائِلِ وَالأيْمَانِ هَيْنُومُ
تروى الأولى بالفتح والثانية بالكسر والثالثة بالضم بتشديد النون في الثلاث، وكلها بمعنى، وهو الإشارة إلى المكان، لكن الأوليان للبعيد، والأخيرة للقريب، وربما جاءت للزمان ومنه قوله:
حَنَّتْ نَوَارُ وَلاَتَ هُنَّا حَنَّتِ وَبَدَا الذِي كَانَتْ نَوَارِ أَجَنَّتِ
خاتمة: يفصل بين ها التنبيه وبين اسم الإشارة بضمير المشار إليه نحو ها أنا ذا، وها نحن ذان، وها نحن أولاء، وها أنا ذى، وها نحن تان؛ وها نحن أولاء، وها أنت ذا، وها أنتما ذان، وها أنتم أولاء، وها أنت ذه، وها أنتما تان، وها أنتن أولاء، وها هو ذا، وها هما ذان، وها هم أولاء، وها هي تا، وها هما تان، وها هن أولاء، وبغيره قليلاً نحو:
هَا إِنَّ ذِي عِذْرَةٌ
وقد تعاد بعد الفصل توكيداً نحو: ها أنتم هؤلاء والله أعلم.
ص68
الاكثر قراءة في اسم الإشارة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة