

الجغرافية الطبيعية


الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة


جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا


الجغرافية البشرية


الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان


جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات


الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط


الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي
الهجرات الأوروبية
المؤلف:
د. أحمد علي اسماعيل
المصدر:
أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية
الجزء والصفحة:
ص 108 ـ 112
2025-12-27
38
ويمكن أن نفرق فيها بين الهجرات الأوروبية التي خرجت من القارة الأوروبية إلى غيرها من القارات، وتلك التي خرجت من قطر أوروبي إلى قطر أوروبي آخر، وقد بدأت الهجرات الأوروبية مع حركة الكشوف الجغرافية وما تبعها من ظهور الاستعمار الأوروبي الحديث ، فقد خرج الأسبان والبرتغاليون قبل غيرهم ولا زالت معظم دول أمريكا الجنوبية والوسطى تتحدث بلغات أسبانية وبرتغالية وتضم بين عناصر سكانها أصولا تنتمي إلى شبه جزيرة أيبريا ، ثم ما لبثت بقية الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وايطاليا أن خرج منها المهاجرون بأعداد وفيرة واتجه معظمهم إلى أمريكا الشمالية ولكن بعضهم اتجه إلى جنوب افريقيا وإلى استراليا، ورغم أن بعض الدول الأوروبية التي اشتركت في ايفاد المهاجرين كانت قليلة السكان إلا أنها كونت مستعمرات وأرسلت جاليات ليعيشوا فيها مثل هولندا التي كانت لها مستعمرات في شمال أمريكا الجنوبية (جيانا الهولندية أو سورينام) وكانت طلائع البوير الذين استعمروا جنوب افريقيا من الهولنديين، كما أن المد الهولندي وصل شرقا حتى جزر الهند الشرقية الهولندية (اندونيسيا) وهذا مثال على ما أسهمت به دولة أوروبية صغيرة في حركة الهجرة رغم أن سكانها يبلغ حاليا حوالي 15٫5 مليون فقط (1990) وكان يوجد تنافس قوى بين الدول الأوروبية على حركة الخروج من قارتهم والهجرة إلى العالم الجديد، ومن أمثلة هذا التنافس ما حدث في كندا ، حيث كانت كل من بريطانيا وفرنسا تتنافسان على الاستعمار أولا ثم الاستيطان ثانيا خاصة أن الظروف المناخية في السواحل الكندية تقرب في ملامحها من مناخ غرب أوروبا، وعلى الرغم من أن فرنسا لها ظروف سكانية خاصة تتمثل في انخفاض معدلات الخصوبة ، بالإضافة إلى أنها تملك أرضا زراعية خصبة تؤدي إلى تمسك السكان بالأرض ، فقد خرج الفرنسيون واستوطنوا أقليم كوبيك وهم يبلغون الآن 65 مليون من الكنديين الذين يتحدثون بالفرنسية Quebec ويمثلون حاليا حوالي 7, 25% من سكان كندا ، ولم يكن عددهم يزيد في الأصل عن 60 ألف مهاجر حتى عام 1865 ، وهذا يوضح كيف تؤثر الزيادة الطبيعية في تكاثر الجماعات المهاجرة.
260,0 ومن الدول الأوروبية التي خرجت منها هجرة عالية بالقياس إلى سكانها ايرلندا، فمنذ عام 1820 بدأت الهجرات منها إلى الولايات المتحدة وفي الفترة ما بين أعوام 1821 - 1841 هاجر من أيرلندا إلى الولايات المتحدة نسمة وكان عد سكان ايرلندا في عام 1821 حوالى 8 6 مليون نسمة ، وقد ارتفع عددهم إلى 8.5 مليون نسمة في عام 1846 وهو العام الذي حدثت فيه مجاعة مشهورة نظرا لفشل محصول البطاطس ، وقد هلك الألوف من الايرلنديين نتيجة لذلك وهاجر خلال الأعوام 1846 إلى 1851 حوالي مليون شخص واستمرت الهجرة مما أدى إلى أن انخفض سكان ايرلندا في عام 1851 إلى 6.55 مليون نسمة واستمر الاتجاه إلى الانخفاض حتى أن السكان في عام 1961 كانوا 24 / 4 مليون نسمة يعيش منهم 208 في جمهورية ايرلندا (والباقي في ايرلندا الشمالية) ومثال الهجرات التي خرجت من ايرلندا يوضح أثر ضغط العوامل الاقتصادية ودفعها بالسكان إلى الهجرة ويقدر أن جملة الأوروبيين الذين تركوا قارتهم وهاجروا إلى العالم الجديد يصل عددهم إلى 65 مليون نسمة هم الذين أصبح أحفادهم يكونون الآن سكان الأمريكتين واستراليا ، إلى جانب الزنوج الذين حدثت لهم هجرة إجبارية ليعملوا في مزارع الرجل الأبيض . ويطلق على هذه الهجرات الأوروبية الخروج الأبيض أو الخروج الأوروبي ropean Exodus ، وكثيرا ما تقسم هذه الهجرات الأوروبية إلى مراحل.
وقد امتدت المرحلة الأولى منذ الكشوف الجغرافية والاستعمار حتى القرن الثامن عشر ، وفى هذا المدي الزمنى الذى يمتد أكثر من ثلاثة قرون لم تزد جملة المهاجرين طوال هذه الفترة عن بضعة مئات من الألوف وهذا يرتبط بكثير من المتغيرات مثل وسيلة الانتقال عبر المحيطات والقارات أو المرحلة التكنولوجية بصفة عامة ويقدر أنه في الفترة بين أعوام 1790 و 1819 كان متوسط عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة لا يزيد عن 8.000 مهاجر سنويا ومنذ 1819 وحتى 1961 يقدر عدد الذين دخلوا الولايات المتحدة مهاجرين بحوالي 42 مليونا وهؤلاء يمكن أن تقسم هجراتهم إلى مراحل متميزة. ولكن إذا تحدثنا عن الهجرات الأوروبية التي عبرت الأطلنطي عموما فإن بداية ظهور الموجات الكبيرة للمهاجرين يبدأ في منتصف القرن التاسع عشر ، وكان عام 1913 هو أكبر عام منفرد خرج منه الأوروبيون مهاجرين ووصلت أعدادهم إلى 1.527.000 نسمة منهم 5650000 ايطالي ، 389.000 بريطاني ، 206.000 أسباني ، 190,000 نمساوي ، ويقدر أنه خلال القرن الماضى خرج من ايرلندا وحدها ستة ملايين مهاجر ، ولكن عدد الايرلنديين الآن خارج الجزائر البريطانية يصل إلى 16 مليونا منهم 50% يعيشون في الولايات المتحدة ، و12% في المملكة المتحدة ومعنى ذلك أن المرحلة الثانية التي يمكن أن نسميها بالزحف الأوروبي قد امتدت منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى الحرب العالمية الأولى ، ثم بدأت أعداد المهاجرين من أوروبا تنخفض ، ويقدر أنه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يترك أوروبا سوى 4 ملايين بمعدل يصل إلى 7000000 في السنة ، وإن كان المعدل الآن ينخفض إلى حوالي نصف مليون ولكن إذا كانت أوروبا قد أسهمت بالهجرة منها بملايين كثيرة عمرت العالم الجديد فإن أوروبا ظلت تمثل قارة اجتذاب للمهاجرين الذين يفدون إليها ويصل عددهم منذ الحرب العالمية الثانية إلى 2٫5 مليون وبعضهم يمثل هجرات مرتدة من أوروبيين قد تركوا قارتهم من قبل كما حدثت هجرات بين الأقطار الأوروبية وبعضها البعض وكانت فرنسا من الدول التي اجتذبت أعدادا كبيرة من هؤلاء وذلك نتيجة لانخفاض معدلات النمو الطبيعي فيها ولفقدانها كثيرا من سكانها المنجبين في الحروب ، ولهذا اجتذبت أعدادا من البولنديين والايطاليين الذين يعملون في التعدين والزراعة والبناء بصفة خاصة ، وفيما بين عامي 1920 1931 دخل إلى فرنسا 1.920.000 مهاجر ثلثهم من الايطاليين إلى جانب 32% من كل من البولنديين والبلجيك والأسبان ، وفى عام 1931 وصلت نسبة الأجانب في فرنسا إلى 7% أو 2.8910 نسمة ، وقد اجتذبت المملكة المتحدة هي الأخرى أعدادا كبيرة من المهاجرين إليها خاصة من دول الكومنولث الذين يتركزون فى المدن البريطانية وخاصة لندن ، ويقدر أنه يوجد حوالى المليونين من الأجانب في المملكة المتحدة منهم 7000000 من الكومنولث ومثلهم من جمهورية ايرلندا إلى جانب 100.000 من البولنديين ، 600,000 من الايطاليين و 40.000 ألماني.
ومن الهجرات الأوروبية الهامة الأخرى ما حدث في روسيا في فترة توسعها في القسم الآسيوي ، حيث بدأت فى هذا التوسع منذ عام 1861 ، ويقدر أنه بين عام 1800 حتى قيام الحرب العالمية الأولى بلغت جملة المهاجرين الروس من القسم الأوروبي إلى القسم الآسيوى حوالى سبعة ملايين عبروا جبال الأورال متجهين شرقا ، وعلى الرغم من أن بعض هذه الهجرات الروسية كانت هجرات اختيارية إلا أن بعضها كانت إجبارية وقد استمر هذا الاتجاه بعد الثورة الروسية الشيوعية في عام 1917.
ولكن أهم الهجرات الاجبارية الأوروبية هى التى ترتبط بالحركة النازية وحروب هتلر، فقد كان هتلر يسعى إلى أن يعيش كل من يتكلمون الألمانية تحت سماء وطن واحد ومن أجل ذلك دخل كثيرا من المعارك وعبر الحدود السياسية لدول كثيرة، ويقدر أن عدد الأقليات الألمانية خارج حدود ألمانيا النازية كان يصل إلى سبعة ملايين موزعين على أكثر من 12 دولة أوروبية منها تشيكوسلوفاكيا وبولندا والاتحاد السوفيتي ودول شبه جزيرة البلقان وكان عدد الألمان جميعا يصل في ذلك الوقت إلى ما بين 75 إلى 80 مليونا في عام 1940 ، وقد ترتب على هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية أن قسمت إلى دولتين ألمانيا الشرقية تحت الاحتلال الروسى بينما احتل الحلفاء ألمانيا الغربية ، وفي عام 1946 بلغ عدد الألمان الذين طردوا من دول أوروبا حوالى 9.7 مليون ألماني ، وفي عام 1957 بلغ عدد اللاجئين إلى ألمانيا الغربية وحدها 12.2 مليون نسمة بعضهم من الدول الأوروبية المختلفة وبعضهم فروا من ألمانيا الشرقية.
وقد أدى حدوث تغيرات فى الحدود السياسية في أوروبا إلى عدد آخر من الهجرات عبر الحدود سواء بين فرنسا وألمانيا في منطقة الإلزاس واللورين أكثر من مرة أو بين دول أوروبا الشرقية ودول أوروبا الغربية ، كما أن الأزمات الاقتصادية وخاصة فترة الكساد العالمي أو أزمة الثلاثينيات ( 930 وما بعدها) قد أسهمت في هجرات أخرى عبر أوروبا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد السيد غلاب ومحمد صبحى عبد الحكيم، السكان ديموغرافيا وجغرافيا ، الانجلو المصرية ، القاهرة 1967 ، 123
الاكثر قراءة في جغرافية السكان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)