بيئة المياه الجوفية
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 143 ـ 145
2025-12-21
40
المياه المتواجدة تحت سطح الأرض والتي يمكن تجميعها بواسطة الآبار وانفاق التصريف أو التي تندفع بشكل طبيعي إلى سطح الأرض بواسطة النـز أو الينابيع تسمى المياه الجوفية.
وتكون هذه المياه بفعل عملية رشح المياه المتواجدة فوق سطح الأرض إلى الأسفل ويتطلب أن تكون الصخور التحت سطحية على درجة عالية من النفاذية بما يكفي لنقل هذه المياه ، وسرعة الرشح تكفي لإشباع الطبقة الصخرية الخازنة للمياه وتتكون مياه الرشح الجوفي من تساقط الغلاف الغازي، لأن الكرة الأرضية تشكل مسرحاً لدورة مستمرة لبخار الماء تجمع في ثناياها المياه الجوفية والسطحية فتتبخر مياه المحيطات والبحار بفعل الحرارة الشمسية فيعمل بخار الماء على إشباع الهواء وتعمل الكتل الهوائية وباستمرار على حمل بخار الماء إلى جهات يابسة حيث تتوافر لها ظروف ملائمة ويتحول بخار الماء بفعل عملية التكاثف إلى تساقط فيجري على السفوح والجداول وفي الأنهار وقسم أخرى يتبخر في حين ينساب القسم الباقي إلى داخل القشرة الأرضية ويتحول إلى مياه جوفية التي تتحرك باتجاه الأنهار والبحار والمحيطات في نهاية المطاف والدليل على أن مصدر المياه الجوفية الرشح هـو التغير في نوعية وكمية المياه المتواجدة في الآبار بشكل مستمر والمحافظة على تواجدها وكمياتها.
وهناك مياه جوفية مصدرها التكاثف تتواجد في الجهات الصحراوية فالجهات الصحراوية تتصف بقلة التساقط الجوي وعدم انتظام توزيعها وشدة التبخر لذا تفتقر تلك المناطق لوضعيات تساعد على تغذية المياه الجوفية بواسطة الرشح ومع ذلك توجد على أعماق معينة تحت السطح في الجهات الصحراوية طبقة من الصخور الرطبة أو تجمعات للمياه الجوفية، لذا برزت دراسة للعالم الهيدرولوجي الألماني أو فلكر سنة 1877 يؤكد فيها نظرية تكون المياه الجوفية بواسطة التكاثف وقد كان يعتقد أن الهواء الساخن الذي يحمل بخار الماء والذي يدخل إلى داخل . الصخور الباردة يترك جزءاً من رطوبته عن طريق التكاثف واعتقد فكلر عالمية نظريته التي تنفي احتمالية تجمع المياه الجوفية عن طريق الرشح الجوي ولكن نظرية فكلر لم يستندا على معلومات تجريبية، ثم أعاد سبك نظرية التكاثف الخاصة بأصل المياه الجوفية بالاعتماد على أبحاث العالم الزراعي الروسي ليبديق (A. Labeder) فقد أجرى عدة تجارب في الفترة الممتلة من 1907 - 1911 تتعلق بالمحتوي الماني في التربة وحركة هذه المياه في وضعيات متعددة وقد أوضح بوجود تعادل في النظم المائي بين الغلاف المائي والصخري فيتواجد الماء على شكل بخار في الغلاف الغازي وفي الهواء الذي يملى مسامات التربة والصخور، ونظراً لاختلاف مقدار الضغط فإن بخار الماء يتحرك من الجهات التي يشتد فيها الضغط إلى الجهات التي يقل فيها الضغط وعندما يتواجد بخار الماء في جهات منخفضة الحرارة في التربة والصخور فإنه يبدأ بالتكاثف ويتحول إلى الحالة السائلة بواسطة عملية تشبه عملية تكوين الندى (Dew) عند حدوث تغيرات حادة في درجات الحرارة بين الليل والنهار، وهذه العملية تؤدي إلى تجمع مقادير من المياه في الصخور وتكون تلك الكميات المائية ذات أهمية كبيرة في نطاق المناطق الصحراوية، ويفسر تجمع المياه في التربة عن طريق التكاثف ببقاء بعض النباتات خضراء نضرة في فترات الجفاف الطويلة لأن النباتات تمتص المياه من الأفاق العميقة للتربة لكي تبقى حية، وتحدث عملية التكاثف في المناطق المعتدلة والرطبة إلا أنها أقل أهمية في تغذية المياه الجوفية بالمقارنة مع دور الترشيح في تغذية تلك المياه.
والمياه الجوفية مصدراً مهماً منذ القديم وحتى الوقت الحاضر وتشكل جزءاً أساسياً من الدورة المائية في الطبيعة والمياه تحت سطح الأرض ليست جميعـهـا مـيـاه جوفية ، فالمياه الجوفية في التربة مثلاً لا تعد مياهاً جوفية لأنها لا تشكل مياها جارية بحرية إلى الخزانات الجوفية ، أما المياه الجوفية الحقيقية فهي المياه المتدفقة باتجاه الخزانات الجوفية، وبما أن الماء في الخزانات يمثل الضغط الجوي فإن ضغط المياه الجوفية يكون أعلى من الضغط الجوي إذا شاء ها أن تتدفق بحرية إلى الخزانات بينما المياه التي لا تتدفق بحرية فيكون ضغطها أقل من الضغط الجوي ، إذن الميزة للمياه الجوفية أن ضغطها أعلى من الضغط الجوي مما يساعدها على الحركة بحرية داخل سطح الأرض.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة