التعنت في قبول الحق والتصديق بالكتاب
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص248-249.
2025-11-21
25
التعنت في قبول الحق والتصديق بالكتاب
قال تعالى : {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الأنعام : 7].
قال الشيخ الطوسي : أخبر اللّه تعالى في هذه الآية أنه لو نزل على نبيه كتابا يعني صحيفة مكتوبة في قرطاس حتى يلمسوه بأيديهم ويدركوه بحواسهم ، لأنهم سألوا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن يأتيهم بكتاب يقرؤونه من اللّه إلى فلان بن فلان أن آمن بمحمد ، وأنه لو أجابهم إلى ذلك لما آمنوا ، ونسبوه إلى السحر العظيم عنادهم وقساوة قلوبهم وعزمهم على أن لا يؤمنون على كل حال.
وعرفه أن التماسهم هذه الآيات ضرب من العنت ومتى فعلوا ذلك اصطلمهم واستأصلهم ، وليس تقتضي المصلحة ذلك ، لما علم في بقائهم من مصلحة للمؤمنين ، وعلمه بمن يخرج من أصلابهم من المؤمنين وأن فيهم من يؤمن فيما بعد ، فلا يجوز اخترام من هذه صفته . . . وقوله : {إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} معناه ليس هذا إلا سحر مبين . واحتج أبو علي بهذه الآية على أنه متى كان في معلوم اللّه تعالى أنه لو أتاهم الآيات التي طلبوها لأمنوا عندها وجب أن يفعلها بهم ، قال : ولولا ذلك كذلك لم يحتج على العباد في منعه إياهم الآيات التي طلبوها أي إنما منعتهم إياها لأنهم كانوا لا يؤمنون ، ولو أتاهم إياها لكانوا يقولون إنها سحر مبين . وبهذا تبين بطلان قول من قال اللطف ليس بواجب ، وأنه يجوز أن يمنعهم اللّه ما طلبوا وإن كانوا يؤمنون لو أتاهم ذلك ويكفرون لو منعهم إياه « 1 ».
__________________
( 1 ) نفس المصدر : ص 82.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة