اسباب فشل المنظمات في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص184 - 187
2025-11-21
46
ثانياً: اسباب فشل المنظمات في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة
هناك منظمات تتعرض للفشل، عندما تفقد المنظمة ميزتها التنافسية فأن ربحيتها تنخفض وفشل المنظمة يعني انخفاض ربحيتها اكثر من المنافسين وفقدان قدرتها على الجذب وتوليد الموارد لذلك فأن هامش الربح لديها سوف ينخفض بشكل سريع.
وأوضح Hill & Jones ان المنظمة تفقد ميزتها التنافسية عندما يتدهور موقعها التنافسي من وقت لاخر. وهناك ثلاثة اسباب مهمة للفشل في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة . هي2008 Hill : Jones, &
1- الخمول: يعني ان المنظمة تجد من الصعوبة تغيير الستراتيجيات والهياكل للتكيف مع الظروف التنافسية المتغيرة وعلى وجه الخصوص في البيئات التي يغلب عليها طابع التغير السريع، اذ الاعتماد على الخبرة السابقة في ظل هذه البيئات قد يدفع المسؤولين في المنظمة الى ابقاء الامور على ماهي عليه وتجاهل الحاجة الى التغير وان صعوبة التكيف مع الظروف البيئية الجديدة والامكانيات التنظيمية التي تعني طريقة صنع القرارات وادارة العمليات التي يمكن ان تكون مصدراً للميزة التنافسية المستدامة. ويصعب تغییر الامكانيات لان توزيع القوى والسلطة يعيق صنع القرارات وادارة العمليات في الشركة فمن يمتلك السلطة والقوة اليوم سوف يقاوم أي تغيير لانه يضر بمركزه.
2- الالتزامات الاستراتيجية السابقة ان هذه العملية لا تحد من قدرة المنظمة على تقليد المنافسين فحسب ولكنها قد تسبب فقدان الميزة التنافسية المستدامة ايضاً.
3- تناقص ایکارس: (ایکارس هو اسطورة اغريقية) وايكارس يمثل شخصية من الشخصيات الاسطورية اليونانية، والذي استخدم جناحين صنعهما له والده ليهرب من الجزيرة التي اودع فيها كسجين. ولقد طار بمهارة محلقاً لاعلى واعلى، حتى اصبح قاب قوسین او ادنى من الشمس، حيث اذابت حرارة الشمس الشمع الذي ربط وامسك جناحيه معاً وهوى ايكاروس في بحر ايجه حيث لقي حتفه وينطبق هذا التناقص على العديد من المنظمات التي كانت ناجحة يوماً ما. فالعديد من المنظمات اصبحت مبهورة جداً بنجاحها مما يجعلها تبذل جهوداً اكثر من النوع نفسه للوصول الى النجاح المستقبلي.
ونتيجة لذلك فقد اصبحت متخصصة جداً وذات توجه داخلي افقدها واقعيتها في السوق وافقدها المتطلبات الاساسية لتحقيق الميزة التنافسية المستدامة وكيفية المحافظة عليها وهذا سوف يقود للفشل عاجلاً أو اجلاً.
ويری (2008 ,Hill & Jones )يمكن استخدام عدة تكتيكات لتجنب الفشل وهي:
أ- التركيز على بناء الحواجز للميزة التنافسية: المحافظة على الميزة التنافسية يتطلب من المنظمة الاستمرار في تركيزها على اربعة حواجزهي الكفاءة والجودة والابداع والاستجابة للزبائن. ولتطوير قدرات مميزة تسهم في تفوق الاداء في هذه المجالات الاربعة. وعلى المنظمة ان تصبح متوازنة في تركيزها على هذه الحواجز فمن الخطأ التركيز على الجودة والتضحية بكل شيء.
ب- التحسينات والتعلم المستمر: ان الشيء الوحيد الثابت في الكون هو التغير. فما يعد مصدراً للميزة التنافسية اليوم ممكن ان يقلد بسرعة من قبل المنافسين أو بسبب ابداعات المنافسين وفي بعض البيئات الديناميكية فأن الطريقة الوحيدة للمنظمة للحفاظ على ميزتها التنافسية هي من خلال استمرار التحسينات في الكفاءة والنوعية والابداع والاستجابة للزبون والتحسينات المستمرة هي عمليات لانهائية من التحسينات التي تغطي الافراد والمعدات والمجهزين والمواد الاولية والاجراءات، واساس فلسفة التحسين المستمر هو ان كل مجال من مجالات العمليات يمكن تحسينه ان التركيز على النشاطات الداخلية والعمليات للمنظمة غالبا ماتعود الى التحسين المستمر ، اذ ان المبدأ الاساس لنظام JIT هو امكانية تحقيق ماهو افضل دائما بصرف النظر عن مدى كفاية نظام الانتاج. فبعض الافراد يصفون هذا المبدأ من خلال القول بأن هدف JIT هو ازالة كل أشكال الهدر خصوصاً النشاطات التي لاتضيف قيمة الى منتجات المنظمة. وهذا المبدأ يسمى التحسين المستمر ويدعى في اليابان كايزن Kaizen وهو جزء متمم لنظام JIT الانتاجي. واشار ايضاً الى ان التحسينات المستمرة تؤدي الى تحقيق الاداء المتميز والطريق لعمل ذلك هو في ادراك التعلم داخل المنظمة، والمنظمات الناجحة يجب ان تستمر في تحسين عملياتها وتحسين قيمة قدراتها المميزة بثبات أو خلق قدرات جديدة. ان الشركات بأستمرار تحلل عملياتها التي تكون اساساً للكفاءة والجودة والابداع والاستجابة للزبون والهدف هو التعلم من الاخطاء السابقة والبحث عن طرائق جديدة لتحسين عملياتها مع الوقت.
ويتبين من خلال ذلك ان كل شيء داخل المنظمة قابل للتحسين المستمر وافضل انظمة التحسين المستمر هي تلك التي تشجع العاملين على تحسين وسائل الانتاج بأنفسهم، وان على المنظمة ان تأتي بالشيء الاحسن او الجديد بشكل دائم فالجديد والافضل هما رمزا التميز والبقاء في عالم المنافسة.
ج- العثور على افضل التطبيقات الصناعية: ان احد الطرق لتطوير كفاءات متميزة، والتي تسهم في تحقيق كفاءة متفوقة، وجودة متفوقة، وابداع متفوق واستجابة متفوقة للزبائن، هو تحديد وتبني افضل الممارسات الصناعية. وهذه الطريقة فقط، تستطيع الشركة ان تكون قادرة على بناء الموارد والقدرات التي تدعم وتعزز التميز في كل من الكفاءة والجودة والابداع والاستجابة للزبائن.
وعندها تكون المنظمة قادرة على بناء الموارد والقدرات وصيانتها. وعلى هذا الاساس فأن موارد المنظمة يجب ان تكون قيمة ونادرة وقابلة للتبادل على نحو متكامل وغير قابلة للمحاكاة لتزويد المنظمة بميزة تنافسية مستدامة فضلاً عن ذلك يجب ان تمتلك المنظمة القابلية على استغلال امكانية مواردها على نحو كفوء وفاعل لتطوير وادامة اية مزايا تنافسية ممكنة.
د- التغلب على الخمول : ويعني التغلب على القوى الداخلية التي تعمل كموانع للتغيير داخل المنظمة هي واحدة من اهم المتطلبات للحفاظ على الميزة التنافسية المستدامة.
الاكثر قراءة في تحليل البيئة و الرقابة و القياس
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة