عبس وتولى ان جاءه الأعمى
المؤلف:
هاشم معروف الحسني
المصدر:
سيرة المصطفى "ص"
الجزء والصفحة:
ص191-198
2025-10-28
38
لقد جاء في سبب نزول هذه السورة ان النبي ( ص ) كان يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل والعباس بن عبد المطلب وأبيا وأميّة ابني خلف كما جاء في مجمع البيان للطبرسي .
وجاء في الكشاف للزمخشري انه كان يناجي عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا جهل والعباس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة ويدعوهم إلى الاسلام فجاءه وهو في هذا الحال ابن أمّ مكتوم وهو مكفوف البصر ، فقال يا رسول اللّه اقرئني شيئا من القرآن ، والنبي مشغول معهم في الحديث عن الاسلام فلم يلتفت إليه النبي ، فألح ابن أمّ مكتوم في طلبه ، ومضى يكرر ذلك على النبي ويلح عليه حتى ظهرت الكراهية على وجهه الكريم ، فانصرف عنه عابسا ، فلما خلا بنفسه جعل يعاتبها على موقفه من الأعمى ، فنزلت عليه السورة .
عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ إلى آخر السورة .
وجاء في مجمع البيان ان رسول اللّه ( ص ) كان إذا رأى ابن أمّ مكتوم يستقبله ببشاشته المعروفة ويقول مرحبا بمن عاتبني ربي من اجله .
وجاء في تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى إن ظاهر الآية لا يدل على أن الخطاب للنبي ( ص ) ولا فيها ما يدل على أنه خطاب لأحد بل هو خبر محض لم يصرح فيها بالمخبر عنه ، بل وفيها ما يدل بعد التأمل ان المعني فيها غير النبي ( ص ) ، لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفاته في قرآن أو خبر مع الأعداء المنابذين له فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء ، وهذا مما لا يوصف به نبينا ( ص ) ولا يشبه أخلاقه الواسعة وعطفه على قومه . وكيف يقول : وما عليك الا يزكى ، والنبي ( ص ) مبعوث للدعوة إلى الاسلام وتوجيه الناس نحوها ، وقوله سبحانه : وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ترخيص له بأن لا يحرص على اسلام قومه .
وأضاف إلى ذلك السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء ان هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول اللّه كان منه هذا الفعل مع سائل أعمى جاء يسأله شيئا كما جاء ذلك فيما روي عن الإمام الصادق ( ع ) ومضى السيد المرتضى يقول : ونحن إذا شككنا في عين من نزلت فيه هذه الآية فلا نشك انها لا تعني النبي ( ص ) ، واي تنفير أعظم من العبوس في وجوه المؤمنين والتلهي عنهم والاقبال على الأغنياء الكافرين والتصدي لهم ، وقد نزه اللّه نبيه عما دون ذلك فكيف يصفه بهذه الصفات .
وقال في مجمع البيان : ان الذي عبس وتولى رجل من بني أميّة كان في مجلس النبي ( ص ) فجاءه ابن أمّ مكتوم فلما رآه تقذره وجمع نفسه وثيابه وعبس في وجهه وابتعد عنه فحكى اللّه سبحانه ذلك وانكر عليه هذا التصرف .
وقال السيد الأمين في كتابه الأعيان ج 2 لا مانع من وقوع العتاب من اللّه سبحانه إلى النبي ( ص ) على ترك الأولى وفعل المكروه ، ومخالفة الأولى لا تنافي العصمة ، والقول بأن العبوس ليس من صفاته انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين كان النبي ( ص ) يتحدث إليهم في امر الاسلام رجاء اسلامهم ، والكلام بعينه يجري بالنسبة للتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء ، والقول بأن ذلك لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يصح إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا لرجاء اسلامهم ، وتلهيه عن الفقراء وانصرافه عنهم إلى الحديث مع من يرجو اسلامهم لا ينافي اخلاق النبي ( ص ) وانما يتنافى مع أخلاقه الكريمة إذا تلهى عنهم لأمر من أمور الدنيا ، وأضاف إلى ذلك ان ظاهر الآيات الواردة في سورة عبس وتولى ان الخطاب فيها للنبي لا لغيره كما تشير إلى ذلك الرواية عن الإمام الصادق ( ع ) .
والذي أراه ان ما ذكره السيد الأمين مقبول ومعقول ولا يتنافى مع مقام النبي ولا مع عصمته كما ذكره السيد رحمه اللّه ، ولكنه ليس متعينا منها لجواز أن تكون الآيات الأولى من السورة واردة في مقام ارشاد النبي إلى واقع تلك الفئة الضالة التي لا يرجى صلاحها ، ولا موجب لعتابه فيما فعله مع الأعمى ، ذلك لأن النبي كان يتحدث مع أولئك الطغاة ظنا منه ان الحديث معهم يخدم مصلحة الاسلام إما باسلامهم ، أو سكوتهم على أقل التقادير ، فانصرافه إليهم عن سواهم في ذلك الظرف الذي كان الاسلام فيه في أمس الحاجة إلى الأنصار والاتباع كانت تفرضه المصلحة التي هي أرجح من تعليم الأعمى وتفقيهه في أمور الدين لإمكان ان يتم ذلك في وقت آخر حسب تقدير النبي ( ص ) .
اما حديثه مع المشركين ومحاولة اقناعهم بالاسلام أو اسكاتهم فتلك فرصة قد سنحت له في ذلك الوقت ومن المصلحة استغلالها ولو كان الأمل في النجاح ضعيفا ، فلا لوم ولا غبار على هذا الموقف الذي كانت تفرضه مصلحة الاسلام العليا ، والسورة في واقعها واردة في مقام التوبيخ والتحقير لأولئك المشركين الذين اقبل عليهم النبي بقصد ان يستميلهم إلى الاسلام ويرغبهم ، فاللّه سبحانه يقول لنبيه في هذه الآيات انك تتعجل النصر لدين اللّه حتى بلغ بك الأمر ان ترجوه عن طريق اشقى الخلق وأكثرهم فسادا وضلالا ، دع هؤلاء في طغيانهم وضلالهم فإنهم أحقر من أن ينتصر اللّه بهم لدينه وأضعف من أن يقفوا في طريق الاسلام وتقدمه ، فإن اللّه سيذل أعداءه مهما بلغوا من الجاه والمال ، اما الذي يخشى وتنفعه الذكرى فهو الذي يستحق ان تلتفت إليه ويستحق منك التكريم والتعظيم سواء كان أعمى كابن أمّ مكتوم أو غيره من الناس .
وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى يريد بذلك ان هذا الأعمى الفقير لو استجبت لرغبته وعلمته بعض الأحكام ، ينتفع بما تلقيه عليه من القرآن والاحكام .
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى اي انك أعرضت عن الأعمى وتصديق لهداية هذه الطبقة من الأغنياء ، في حين انهم منصرفون عما تطلبه لهم ، ولا يضرك كفرهم وجحودهم ، بل يضرون أنفسهم ، وإلى ذلك تشير الآية ، وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ، فالسورة كما اشتملت على توبيخ المشركين وتحقيرهم كذلك اشتملت على ارشاد النبي ( ص ) إلى عدم المبالاة بهذه الطبقة من الناس الذين لا يضرون إلا أنفسهم في اصرارهم على الشرك وتماديهم في الباطل والضلال .
وهذا المعنى غير بعيد عن أسلوب القرآن الكريم ، فلقد انزل اللّه في المشركين بعض الآيات للدلالة على مصيرهم المحتوم ، حتى لا يغتر بهم النبي ولا يطمع في هدايتهم حسب المناسبات التي تدعو لذلك .
فمن ذلك ما نزل في أبي لهب وزوجته أم جميل حمالة الحطب .
ومن ذلك ما نزل في أميّة بن خلف بن وهب ، وكان إذا رأى الرسول همزه ولمزه ونسب إليه ما ليس فيه فانزل اللّه فيه :
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ .
ومن ذلك ما جاء في العاص بن وائل السهمي ، فلقد باعه الخباب بن الأرت سيفا ، وبعد اسلام الخباب طالبه بالثمن ، فقال له : ان صاحبك يزعم أن في الجنة ما يبتغي أهلها من ذهب وفضة وغير ذلك فامهلني إلى يوم القيامة فإذا رجعنا دفعت إليك ثمن السيف ، فو اللّه لا تكون أنت وصاحبك آثر عند اللّه مني ولا أعظم حظا ، فانزل اللّه فيه .
أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً . أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً إلى قوله : وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً .
وجاء في كتب السيرة ان أبا جهل بن هشام قال لرسول اللّه ( ص ) واللّه يا محمد لتتركن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك الذي تعبد ، فانزل اللّه في ذلك وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فكف رسول اللّه عن سب آلهتهم وجعل يدعوهم إلى اللّه بما يراه من الأساليب المناسبة تنفيذا لأمر اللّه .
وكان النضر بن الحارث بن علقمة إذا جلس رسول اللّه مجلسا يدعو فيه الناس إلى اللّه ويحذر قريشا مما أصاب الأمم السابقة ، جلس هو في جماعة من المشركين وحدثهم عن اخبار الفرس وعن رستم الصنديد وغيرهما ، ثم يقول : واللّه ما محمد بأحسن حديثا مني وما حديثه الا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبت هذه الأحاديث فانزل اللّه فيه :
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ .
ونزل فيه أيضا في مناسبة أخرى إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ، ولما بلغته الآية ، قال الوليد بن المغيرة لعبد اللّه بن الزبعرى ، واللّه ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب وما قعد وقد زعم محمد انا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم ، فقال له عبد اللّه بن الزبعرى : اما واللّه لو وجدته لخصمته ، فسلوا محمدا أكل ما يعبد من دون اللّه في جهنم مع من عبده ، فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا ، والنصارى تعبد عيسى ابن مريم ، فاعجب الوليد ومن كان معه في المجلس بقوله ، وشاعت مقالته هذه حتى بلغت النبي ( ص ) ، فقال ان كل من أحب ان يعبد من دون اللّه فهو مع من عبده ، انهم انما يعبدون الشياطين ومن امرتهم بعبادته ، فانزل اللّه تعالى عليه في هذه المناسبة : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ ، فالآية تشير إلى أن عيسى وعزيرا والرهبان والأحبار الذين عبدهم الناس من دون اللّه قد مضوا على طاعته ، ولا ذنب لهم إذا اتخذهم الظالمون أربابا من دون اللّه بوحي من الأبالسة والشياطين .
وجاء في آية أخرى حول هذا الموضوع : وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ .
وجاء في كتب السيرة والتفسير ان أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي معيط كانا متصافيين متصاحبين ، وكان عقبة بن أبي معيط قد جلس إلى رسول اللّه وسمع من حديثه ، فبلغ ذلك ابيّ بن خلف ، فقال له : يا عقبة بلغني انك جالست محمدا وسمعت منه وحلف له ان لا يكلمه ابدا إذا جلس إليه وكلمه ثانية ، وطلب إليه ان يأتيه ويتفل في وجهه ففعل ذلك عقبة بن أبي معيط عليه لعنة اللّه ، فأنزل اللّه فيهما : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا[1].
ومشى أبي بن خلف إلى رسول اللّه ( ص ) وبيده عظم قد مرت عليه الأعوام والشهور وأصبح أشبه بالتراب فقال له يا محمد : أنت تزعم أن اللّه يبعث هذا بعد ان يبلى ، ثم فته بيده ونفخه في وجه رسول اللّه ، فلم يبق منه شيء فقال رسول اللّه ( ص ) نعم انا أقول ذلك يبعثه اللّه وإياك بعد ما تكون هكذا ثم يدخلك اللّه النار .
فأنزل اللّه سبحانه بهذه المناسبة : وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ .
واعترض الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والوليد بن المغيرة ، وأميّة بن خلف والعاص بن وائل السهمي وكانوا من شيوخ قريش وعظمائها اعترضوا رسول اللّه ( ص ) وهو يطوف في الكعبة فقالوا له يا محمد : هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد أنت ما نعبده ، ونشترك نحن وإياك في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد نكون قد أخذنا بحظنا منه ، وان كان الذي نعبد خيرا مما تعبد تكون قد اخذت بحظك منه ، فأنزل اللّه عليه السورة :
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ . وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ . وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ . وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ( سورة الكافرون ) .
إلى كثير من أمثال هذه الآيات التي كانت تنزل على الرسول ( ص ) في مقام التأييد لموقفه من المشركين والرد على تمحلاتهم التي لجؤوا إليها بعد ان يئسوا من تجميد الدعوة ورأوا انها تسير بخطا واسعة في أرجاء مكة وخارجها تتحدى كبرياءهم وجميع ما يملكون من حول وطول .
[1] هذه الرواية من الموضوعات ولو فعل عقبة بن أبي معيط لوجد جزاءه العادل من الحمزة وأبي طالب . كما فعلا مع غيره .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة