اية نزلت في بني هاشم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص70-71
2025-10-26
23
اية نزلت في بني هاشم
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال : 70].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في هذه الآية : « نزلت في العباس وعقيل ونوفل ».
وقال : « إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري « 1 » ، فأسروا ، فأرسل عليا عليه السّلام فقال : انظر من ها هنا من بني هاشم ؟ - قال : - فمرّ علي عليه السّلام على عقيل بن أبي طالب فحاد عنه ، فقال له عقيل : يا بن أمّ علي « 2 » ، أما واللّه لقد رأيت مكاني - قال : - فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقال : هذا أبو الفضل في يد فلان ، وهذا عقيل في يد فلان ، وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان.
فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتى انتهى إلى عقيل ، فقال له : يا أبا يزيد ، قتل أبو جهل . فقال : إذن لا تنازعون في تهامة ، فقال : إن كنتم أثخنتم القوم ، وإلّا فاركبوا أكتافهم ».
قال : « فجيء بالعباس ، فقيل له : أفد نفسك ، وافد ابن أخيك . فقال : يا محمد ، تتركني أسأل قريشا في كفّي ؟ فقال : أعط مما خلّفته عند أمّ الفضل ، وقلت لها : إن أصابني في وجهي هذا شيء فأنفقيه على نفسك وولدك . فقال له : يا بن أخي من أخبرك بهذا ؟ فقال : أتاني [ به ] جبرئيل عليه السّلام من عند اللّه عزّ ذكره . فقال : ومحلوفه « 3 » ما علم بهذا أحد إلا أنا وهي ، أشهد أنك رسول اللّه ».
قال : « فرجع الأسارى كلهم مشركين إلا العبّاس وعقيل ونوفل كرم اللّه وجوههم ، وفيهم نزلت هذه الآية قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً إلى آخر الآية » « 4 ».
____________
( 1 ) أبو البختري : هو العاص بن هشام ، قيل : نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن قتله لأنّه لبس السلاح بمكة يوما ومنع القوم من إيذائه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكان ممّن اهتمّ في نقض صحيفة المقاطعة المعروفة.
راجع المغازي للواقدي 1 : 80 ، الكامل في التاريخ 2 : 128.
( 2 ) أي أقبل عليّ.
( 3) قال المجلسي في ( مرآة العقول 26 : 115 ) قوله : « ومحلوفه » الظاهر أنه حلف باللات والعزّى ، فكره صلّى اللّه عليه وآله وسلّم التكلّم به فعبّر عنه بمحلوفه ، أي بالذي حلف به ، وفي الكشّاف أنه حلف باللّه . وفي « لسان العرب - حلف - 9 : 53 » . ويقولون : محلوفة باللّه ما قال ذلك ، ينصبون على إضمار يحلف باللّه محلوفة أي قسما ، والمحلوفة هو القسم.
( 4 ) الكافي : ج 8 ، ص 202 ، ح 244 .
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة