سبب النزول الآية 93-94
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص291-292.
2025-11-17
57
سبب النزول الآية 93-94
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام: 93، 94]
- سبب النزول - :
1 - قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إنّ عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح ، كان أخا لعثمان [ بن عفان ] من الرّضاعة ، قدم إلى المدينة وأسلم ، وكان له خطّ حسن ، وكان إذا نزل الوحي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الوحي ، فكان إذا قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يكتب : سميع عليم ، وإذا قال : وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * يكتب : بصير ، ويفرّق بين التاء والياء. وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : هو واحد. فارتدّ كافرا ورجع إلى مكّة ، وقال لقريش : واللّه ما يدري محمّد ما يقول ، أنا أقول مثل ما يقول ، فلا ينكر عليّ ذلك ، فأنا أنزل مثل ما أنزل اللّه. فأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذلك وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى - إلى قوله - مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ « 1 ».
فلمّا فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مكّة أمر بقتله ، فجاء به عثمان ، وقد أخذ بيده ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في المسجد ، فقال : يا رسول اللّه ، اعف عنه ، فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ثمّ أعاد فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ثمّ أعاد ، فقال : هو لك ، فلمّا مرّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ألم أقل : من رآه فليقتله ؟ فقال رجل : كانت عيني إليك - يا رسول اللّه - أن تشير إليّ فأقتله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ الأنبياء لا يقتلون بالإشارة. فكان من الطّلقاء » « 2 ».
2 - التفسير :
قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ حكى اللّه عزّ وجلّ ما يلقى أعداء آل محمّد عليه السّلام عند الموت ، فقال : { وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ آل محمّد حقّهم فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ }- إلى قوله - عَذابَ الْهُونِ قال : العطش « 3 » بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ قال : ما أنزل اللّه في آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تجحدون به ، ثمّ قال : وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى - إلى قوله - زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ والشّركاء : أئمّتهم لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ أي المودّة وَضَلَّ عَنْكُمْ أي بطل ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ « 4 ».
___________
( 1 ) قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام في هذه الآية : « من ادّعى الإمامة دون الإمام عليه السّلام ». ( تفسير العياشيّ : ج 1 ، ص 370 ، ح 61 ).
( 2 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 210.
( 3 ) هو المروي عن الصادق والباقر عليه السّلام.
( 4 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 211.
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة