الرواية في اتّحاد نفس الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم مع نفس أمير المؤمنين عليه السّلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص225-227
2025-10-21
46
{فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ}[1].
فَأخْرَجَ جَدِّي صلى اللهُ عليه [و آله] وسلّم مَعَهُ مِنَ الأنْفُسِ أبي، ومِنَ البَنين أنَا وأخِي الحسين، ومِنَ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ امِّي، فَنحن أهْلُهُ ولَحْمُهُ ودَمُهُ ونَفْسُهُ، ونحن مِنْهُ وهُوَ مِنَّا".
ثم قال: وفي (عيون الأخبار) عن الريّان بن الصلت، قال الرضا رضي الله عنه: "عَني اللهُ مِنْ أنْفُسِنَا نَفْسَ عليّ، وممّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيّ صلى اللهُ عليه [و آله] وسلم: لِتَنْتَهِيَنَّ بَنُو وليعة أوْ لَابْعَثَنَّ إليهِم رَجُلًا كَنَفْسِي يَعْني عليّ بنَ أبي طالِبٍ، فَهَذِهِ خُصُوصِيَّةٌ لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهِ بَشَرٌ". وقد تقدّم في الباب الخامس[2].
ثم يقول: أخرج أحمد [بن حنبل] في (المسند) عن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه [و آله] وسلم لوفد ثقيف حين جاؤه. "لَتُسْلِمُنَّ أوْ لَابْعَثَنَّ إليكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِي لَيضْرِبَنَّ أعْنَاقَكُمْ، وليسْبِيَنَّ ذَرَارِيكُمْ، ليأخُذَنَّ أمْوَالَكُمْ، فَالْتَفَتَ إلى عليّ وأخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَذَا هُوَ (مرّتين)"[3].
ويقول أيضاً: أخرج أحمد بن حنبل في (المسند) وفي (المناقب): انّ رسول الله قال: "لَتَنتَهِيَنَّ يَا بَني وَليعة، أو لَابْعَثَنَّ إليكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِي يُمضِي أمْرِي، يَقْتُلُ المقَاتِلَةَ، ويَسْبِي الذُّرِّيَّةَ، فَالتَفَتَ إلى عليّ فَأخَذَ بِيَدِهِ وقَالَ: هُوَ هَذَا (مرّتين)".
ثم يقول: وقد أخرج الموفّق بن أحمد الخوارزمي عين هذا الحديث بنفس الألفاظ[4].
وينقل أيضاً من كتاب (المشكاة) عن حبيش بن جنادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [و آله] وسلم: "عليّ مِنّي وأنَا مِن عليّ ولَا يُؤَدِّي عَني إلّا أنَآ أوْ عليّ".
ثم يقول: روى الترمذي هذا الحديث، ورواه أيضاً أحمد بن حنبل عن حبيش بن جنادة. ويقول الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح.
كما روى هذا الحديث عن ابن ماجة عن ابن جنادة 3.
ويقول أيضاً انّه رواه في (المشكاة) عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: انّ النبيّ صلى اللّه عليه [و آله] وسلم قال: "إنّ عَليّاً مِنّي وأنَا مِنْهُ وهُوَ وَليّ كُلِّ مُؤمِنٍ بَعْدِي". (رواه الترمذي) 4.
ويقول الحمويني في (فرائد السمطين) بإسناده عن علي كرّم الله وجهه قال: "اهْدِيَ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه [و آله] وسلّم قَنْوُ مَوزٍ، فَجَعَلَ يَقشرُ الموزَ بيدهِ ويجعَلُها في فَمِي، فقالَ قَائلٌ: يَا رسولَ اللهِ! إنَّكَ تُحِبُّ عَليٍّا! قالَ: أ ومَا عَلِمْتَ أنَّ عَليّاً مِني وأنَا مِنْ عليّ"[5].
ويقول أيضاً: روى أحمد بن حنبل في مسنده عن حبيش بن جنادة السلولي قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه [و آله] وسلم يقول: "عليّ مِنّي وأنَا مِنهُ ولا يُوَدِّي عَنّي إلّا أنَا أو عليّ"[6].
ويقول أيضاً: في كتاب (المناقب)، عن عطيّة بن سعد العوفي، عن مخدوج بن يزيد الذهلي قال: نَزَلَتْ آيَةُ {أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ} فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ أصْحَابُ الجنّةِ؟ قال: "مَنْ أطَاعَنِي، وإلى عَليًّا مِنْ بَعْدِي، وأخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه [و آله] وسلم بِكَفِّ عليّ فقالَ: إنَّ عَليّاً مِنّي، وأنَا مِنْهُ، فَمَنْ حَادَّهُ فَقَدْ حَادَّني، ومَنْ حَادَّني أسْخَطَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ".
ثم قالَ: "يَا عليّ! حَرْبُكَ حَربِي، وسلمُكَ سِلْمي، وأنْتَ الْعَلم بيني وبين امَّتِي".
قالَ عَطِيّهُ: سَألْتُ زَيْدَ بنَ أرقَم عَنْ حديثِ مخدوجٍ قالَ: اشْهِدُ اللهَ لَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ[7].
[1] الآية 61، من السورة 3: آل عمران.
[2] (ينابيع المودّة)، ص 52 و53.
[3] (ينابيع المودّة)، ص 53.
[4] (المصدر السابق)، ص 54.
[5] (ينابيع المودة)، ص 54.
[6] (المصدر السابق)، ص 54 و55.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة