خريطة استخدام الأرض والمدن المركبة
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 153 ـ 157
2025-10-21
35
تفضل خريطة استخدام الأراضي المدني المركبة على الخرائط المنفصلة السابق ذكرها، لأنها تظهر كل أنواع الاستخدام على نفس الخريطة، وبالتالي فإنها تنقل إلينا انطباعاً مباشراً لاستخدامات الأرض الرئيسية في المدينة، وتبين كذلك اختلاط الاستخدامات والاختلاف بين قطاعات المدينة المختلفة ويعتمد إنشاء هذه الخريطة على طريقة التظليل المساحى (الطريقة الكروكروماتية).
ويتم رسم هذه الخريطة على مراحل أساسية هي: مرحلة ما قبل الدراسة الميدانية، ومرحلة المسح الميداني مرحلة إنتاج الخريطة وأخيراً مرحلة تحليل خريطة استخدام الأرض ، ويتضمن برنامج المرحلة الأولى في إعداد خريطة استخدام الأرض المدني المركبة تحديد الهدف الأساسي الذي من أجله سترسم الخريطة، وكذلك كمية البيانات ودرجة التفاصيل المطلوبة. وفى هذه المرحلة ينبغى أيضاً الحصول على الخرائط التفصيلية للمدينة المراد مسح استخدامات أراضيها ، ثم وضع نظام موحد لتصنيف الاستخدامات، ونظام آخر للترميز الذي سيستخدم أثناء عملية المسح الميداني وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقنين نظام الترميز في مساحات استخدام الأرض، كما يجب أن يكون نظام الترميز المستخدم في تسجيل استخدام الأرض (سكني، تجاري، صناعي) مختلفاً نظام الترميز المستخدم في تسجيل خصائص المبانى (من حيث مادة البناء، نوع البناء، عمر البناء، مساحة البناء) ويستحسن أن يكون نظام الترميز موحداً حتى يستطيع قارئ الخريطة أن يفهمها دون الحاجة لتعلم مصطلحات جديدة قبل قراءة الخريطة. كما أن النظام الموحد للترميز قد يسهل إجراء الدراسات المقارنة التي تهدف إلى حل مشكلات المدن وفي هذه المرحلة أيضاً تحديد خط السير ورسمه على الخرائط بحيث يتضمن المرور على كل قطع الأراضي في كل قطاعات المدينة.
وتعد المرحلة الثانية، وهى مرحلة المسح الميداني، من أهم مراحل رسم خريطة استخدام الأرض المدنى المركبة، وفيها يتمك نقل تفاصيل استخدام الأرض وتوقيعها على خريطة المدينة التى يجب أن تكون ذات مقياس رسم كبير نسبياً (1 : 2500 أو أكبر) لكي تسمح بإظهار الاتجاهات والملاحظات ، وقد تستخدم الصور الجوية في هذه المرحلة كأساس للعمل الميداني، لتوقع عليها الرموز والعلامات المختلفة ، ويتم الفحص الميداني عن طريق الملاحظة (المشاهدة) الميدانية، وذلك بتسجيل ورصد الاستخدام في كل قطعة ومبنى مباشرة على الخريطة الأساسية ، أو عن طريق توقيع الرموز الدالة على الاستخدامات المختلفة في الميدان على كشوف معدة لهذا الغرض ومبوبة حسب خرائط المدينة قيد التسجيل ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المناطق القديمة ومنطقة حي الأعمال المركزي قلب المدينة تتطلب عناية خاصة لتحديد الاستخدامات المختلفة، لأنها المناطق التي تختلط وتتعقد فيها الاستخدامات.
وفي المرحلة الثالثة، وبعد اتمام الفحص الحقلي ، تنقل بيانات استخدام الأرض من لوحات الدراسة الميدانية إلى الخريطة النهائية، وذلك باستبدال الرموز بأنواع مختلفة من الألوان أو التظليلات المساحية التي تمثل الاستخدامات المختلفة. وتختلف تفاصيل الخريطة النهائية لاستخدام الأرض والمدن حسب كمية المعلومات المطلوبة ، وقد تكون هذه الخريطة في عدة لوحات منفصلة، أو تكون عبارة من لوحة واحدة تغطى كل منطقة المدينة الممسوحة، تستخدم فيها طريقة التظليل المساحي لبيان الفئات الرئيسية لاستخدام الأرض المدنى مثل الفئات السكنية والتجارية والصناعية والإدارية والترفيهية والنقل وفي المرحلة الأخيرة بعد الانتهاء من إعداد خريطة استخدام الأرض والمدن المركبة، يمكن قياس مساحات الاستخدامات المختلفة وترتيبها حسب الأهمية ونسبتها في مركب الاستخدامات، ومدى تركيز الاستخدامات أو تناثرها في شكل نطاقات متصلة أو غير متصلة بغرض تفسير وتحليل توطن الاستخدامات وتقدم محتويات مساحة استخدامات الأشكال على شكل ملخصات احصائية توضح حجم الاستخدامات المدنية، وتفيد أيضاً في الوقوف على تنظيم هذه الاستخدامات والقواعد التي تحكمها. كما تعد هذه الملخصات الاحصائية أساساً كبيان كمي لاستخدامات الأرض الذي يعتمد عليه تخطيط وتنظيم استخدام الأرض وصفوة القول أن عملية تحليل خرائط استخدام الأرض المدن تتبلور في الإجابة على تساؤلين هامين أولهما يختص بتوطن أنماط الاستخدامات، وثانيهما يهتم بالعوامل التي تتحكم في أو تقف وراء هذه الصورة التوزيعية لكل نمط من أنماط استخدام الأرض.


الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة