تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
وقع مفاهيم المكان - الزمان على المجتمع
المؤلف:
ب . ك. و. ديفيس
المصدر:
المكان و الزمان في العالم الكوني الحديث
الجزء والصفحة:
ص217
2025-10-12
34
إن الانسان حيوان اجتماعي اليف ، ولا يشذ العلميون عن ذلك . ويتخذ نمو النظريات العلمية وتطورها مكاناً ضمن إطار نظام اجتماعي وثقافي ينطوي على مركبات . أخلاقية ودينية واقتصادية وسياسية. والأساس الفكري للنماذج العلمية للمكان والزمان وللعالم تتأثر حتماً بالصورة المسبقة لموقع الجنس البشري من هذا الكون . وفي مقابل ذلك يؤثر في المجتمع التقدم التجريبي والنظري الذي يحرزه العلم في فهم المكان - الزمان وفي معرفة الكون، على غرار كل أشكال النشاط الفكري البشري . ولم يتم دوماً استيعاب كل أوجه هذا التقدم بشكل متساو في تيار المعرفة الرئيسي . فمضمونات نماذج العالم الجديدة بدت في بعض الأحيان ذات طعم غير مستساغ لدرجة أن لقيت من جمهور التقليديين مقاومة شديدة بلغت العنف أحياناً ، على شاكلة ما لقيته الثورة الكوبرنيقية .
ومن تقاليد الناس أن يستعينوا بالدين على الاجابة عن الأسئلة التي تخص بنية العالم وتطوره ، في مخطط عام يعتمد على الخلق والقدر. وكثيراً ما دخلت الاكتشافات العلمية في صراع مع العقائد الدينية وتعرض العلم لهجوم اتخذ شتى الأشكال . وقد تركز انتقاد التفسير العلمي لهذه النتائج الأساسية على أنها مجرد محاولات ، في حين أن الدين إيمان وعقيدة ، وأن التفسير الديني بالتالي غير خاضع للتطور في ضوء التجربة . أما العلم فهو معرفة اختبارية في نهاية المطاف ، وهو بذلك يعدل مواقفه على أرض رملية من نتائج التجربة والملاحظة ، فلا يعتد به إلا من خلال فائدته. على أن هذه الناحية ، المتمثلة في اعادة تنظيم الآراء العلمية باستمرار ، ليست نقطة ضعف . بل هي ، على العكس من ذلك ، موطن قوة . فالعلم ، كالجنس البشري ، يتطور نحو شكل أكثر تعقيداً رغم أنه أعظم سلطاناً .
والواقع أن من النادر (في الفيزياء على الأقل أن تجد نظرية مقبولة عموماً وتكون عملياً خاطئة بالمعنى الحرفي لهذه الصفة . فميكانيك نيوتن ، بنموذج مكانه وزمانه ، قد خدم البشرية طوال مئتي عام وأكثر ، ومازال يخدمها حتى اليوم . لقد كان نيوتن على خطا ولئن كانت نظريته قد علت عليها نظريتا النسبية والكم فليس ذلك سوى دلالة على أن حدود نظرية نيوتن أصبحت معروفة اليوم. فكلتا النظريتين الجديدتين تحويان ميكانيك نيوتن في المستوى التقريبي منهما ، وهو تقريب جيد جداً في الوقائع اليومية في هذا العالم . إذ لا يخطر على بال إنسان أن يستخدم النسبية العامة لتعيين مسار الطيارة.
إن العلم يتطور نحو الأحسن مع تحسن التوصيف الرياضي للطبيعة . والمجتمع يعكس هذا التطور في تغير المتطلعات الذي تجلبه نظريات المكان والزمان والكون على موقع الجنس البشري في هذا العالم . وقد يكون الوقع الاجتماعي لهذا التطور أعظم سبب تتذرع به البشرية لمواصلة الأبحاث في هذه الشئون . فقد ظل المجتمع آلاف السنين معتمداً على الدين ، ولم يجد في أثناء هذا الزمن كله أجوبة مرضية شاملة عن المسائل الأساسية التي تنطرح بخصوص هذا العالم. وكان أن تولدت حروب وأحقاد واضطهادات عندما راحت مجموعات دينية تحاول فرض عقائدها على مجموعات أخرى . وفي مقابل ذلك وجد ، لسنوات قليلة جداً ، مجتمع يعتمد على العلم . وفي ذلك الوقت أجيب بهدوء عن العديد من الأسئلة الملحة التي كان يفكر فيها أنصار الدين طويلا . ولم ينشأ عن ذلك حرب ولا أحقاد ولا اضطهاد فيما بين أنصار الآراء العلمية ، لأن العلم لا يتعامل مع العقائد بل مع الوقائع . فنموذج العالم لا يتطلب إيماناً ، بل أرصاداً فلكية فاذا اتضح خطوه فهو خطأ.
لقد شهدت السنوات الأخيرة تدهوراً في الثقة بالعلم وبالتفسير العلمي للطبيعة . والتدهور المصاحب الذي أصاب الدين التقليدي نجم عن عودة مجموعة من العقائد الإرثية برزت بمظاهر عديدة منفرة . فقد عادت الخرافة لتحل محل العقل . وتعددت والديانات الجديدة التي هتكت المفاهيم العلمية المتناسقة ودمجتها معاً في مسخ علمي مكذوب خرافي . وقد شهد العالم الغربي انبعاث الاهتمام بالشعوذة والصحون الطائرة واستحضار الأرواح . وباستغلال الميزات الأصيلة لبعض أنواع الظواهر تخلى كهان هذه الديانات عن تفسيرها المنطقي وأضافوا الى خرافتهم الخاصة خليطاً هجيناً من الأفكار . ثم قذفوا هذه الجملة العقائدية المفككة في وجه العلم الحقيقي الذي انتهكته أفكارها . إن الخروج عن الالتزام العلمي والعودة الى شعوذات القرون الوسطى ناجمان بلا شك جزئياً عن العواقب التكنولوجية . فقد أدى ، في ذهن الكثيرين ، الاختلاط بين العلم والتكنولوجيا الى نزوة ضد العلم بسبب مساوىء التكنولوجيا . فالتلوث والحرب النووية وهندسة الوراثة والتحكم بأفكار الناس ليست كلها سوى نماذج عن الاستخدام السيء للعلم على شكل تكنولوجيا . كما أن النزعة الاستهلاكية للرأسمالية ، وهاجس الشعوب التي تعيش في عالم يتحكم به كبس الأزرار ، والأبنية التي تناطح السحاب ، ونهب خيرات هذا الكوكب في صناعة نهمة للطاقة ، أسهمت كلها في تنفير الناس من مزايا العلم . ومع ذلك ، فمن العجيب أن هذا المجتمع البشري نفسه ، الذي تستبد به نزعات الاستغلال الرخيص ، هو الذي يشجب كل أشكال البحث العلمي التي لا تقود الى تطبيقات تكنولوجية سريعة .
إن الابحاث التي تتناول المكان والزمان والكون ممارسة أكاديمية بحتة . فقد تكون النسبية العامة النظرية الوحيدة ، من بين النظريات الكبرى، التي لم تحظ (بعد) بتطبيق تكنولوجي . فهي إذن موضوع «مأمون» . وحظ هذه النظريات ، في مجال التحري العلمي ، نابع من أن العلم يتقدم على جبهة عريضة . فالبحث العلمي في مجال ما يلقي ضوء على مواضيع أخرى ذات تطبيقات عملية فورية . وبالاضافة الى ذلك يمكن أن تقود المكتشفات الأكاديمية الصرفة نفسها الى تطبيقات تكنولوجية جديدة . ونظرية مكسويل الكهرطيسية مثال معروف على هذه الظاهرة. ذلك أنها لم تكن في البدء سوى توحيد رياضي الخواص الكهرباء والمغنطيسية أدى الى التنبؤ بالأمواج الكهرطيسية التي أصبحت وسيلة الاتصالات اللاسلكية والراديو والرادار .
إن حجة العلميين في هذا الشأن مقبولة بلاشك ، وهم يرون أن هناك إساءة استعمال. فالمسوغ الجوهري للبحث الأكاديمي ليس التكنولوجيا بل المعرفة . ففهم الجنس البشري لهذا العالم هو الدافع الأقوى لاستمرار العلم . لكن مجتمعنا العصري المبني على أسس رديئة يضحي بالمعرفة على مذبح الاستغلال. هذا رغم أن المعرفة هي أجل ما يميز الانسان عن الباذنجان . ولو لم يكن المجتمع ليضع العلم في خدمة التكنولوجيا الكانت فضائل المعرفة والفهم مستساغة الطعم بتمامها ..
هذا ويصعب دوماً على المجتمعات ذات الثروات المحدودة بذل جهود البحث وفق ترتيب الأفضلية الصحيح . فهل في هذه المجتمعات سبب يدعو لمواصلة البحث في مواضيع ، كبنية المكان - الزمان ، مقصورة على النخبة ؟
ومن السهل دوماً أن نتصور أن المهمة قد انتهت . فقبل اكتشاف النسبية ونظرية الكم بقليل كان المعتقد عموماً أن علم الفيزياء موشك على استنفاذ أغراضه . إذ كانت النظريات القائمة آنذاك تبدو مفسرة لكل الظواهر المعروفة ، باستثناء بضعة أمور غير نظامية لم تكن لتدخل في الإطار المعهود. ولم يكن ليخطر على بال أحد أن تكون هذه الأمور منطوية على أشياء عظيمة ، لأن أياً من النظريات الشائعة في ذلك الوقت لم تكن لتتكهن بعدم انطباقها عليها . فلم يظهر ، لدى فحص ميكانيك نيوتن ، أي سبب يدعو للظن بأنه عاجز عن تفسير الظواهر الذرية .
أما فيما يخص نظرية المكان - الزمان فكان الوضع مختلفاً . فنظرية النسبية العامة تتنبأ فعلياً بمجالات عجزها الخاصة بها ؛ أي أنها تتضمن جوهر حدود تطبيقها . وهذا واضح في حالة ماسمي بالمتفردات . فهذه المناطق هي حدود المكان ـ الزمان ، ونظرية النسبية العامة لا تنطبق فيها . فنحن إذن بحاجة إلى نظرية جديدة ، إلى نموذج جديد . ويمكن أن نستنتج أننا لم نكتشف بعد كل الفيزياء . أما عن سمات هذه النظرية الجديدة فلا نملك وسيلة لمعرفتها سوى التكهن . وقد لا تحتوي حتى على مفهومي المكان والزمان كليهما. وربما تتجاوز على شاكلة الأثير ، إدراك الإنسان ومدلولاته اللغوية . لكن مما لاشك فيه أننا سنشعر بالخيبة والخذلان إذا تجاهلنا التحدي الذي يثيره المتفرد .
الاكثر قراءة في الفيزياء العامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
