كيفيّة ولادة أمير المؤمنين عليه السّلام في الكعبة
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص64-66
2025-10-04
214
ورد أنّه: أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانت حاملة بأمير المؤمنين عليه السلام لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها إلى السماء وقالت: أي ربّ، إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك الرسولُ، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتابٍ أنزلتَه، واني مصدّقة بكلام جدّي ابراهيم الخليل وانّه بني بيتك العتيق. فأسألك بحقّ هذا البيت ومَن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنةٌ أنّه إحدى آياتك ودلائلك لما يسّرتَ على ولادتي.
قال العبّاس بن عبد المطّلب ويزيد بن قعنب (و كانا يشهدان ذلك): لما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره (في موضع المستجار) ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله (تعالى)، فرُمنا أن نفتح الباب ليصل اليها بعضُ نسائنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله (تعالى).
وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام. قال: وأهلُ مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ، قال: فلما كان بعد ثلاثة أيّام انفتح الباب من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعليّ على يديها [و هي تقول: مَن مثلي يلد ولداً كهذا في جوف الكعبة؟!][1].
وامّا ما نقله ابن الصبّاغ المالكي عن كتاب المناقب لأبي العالي الفقيه المكّي فهو: روى خبراً يرفعه إلى عليّ بن الحسين [عليهما السلام] انّه قال: كنّا عند الحسين في بعض الأيّام واذا بنسوة مجتمعين فأقبلت امرأة منهنّ علينا، فقلتُ لها: مَنْ أنتِ يرحمك الله؟ قالت: أنا زيدة ابنة العجلان من بني ساعدة.
فقلتُ لها: هل عندك من شيء تحدّثينا به؟! قالت: أي والله، حدّثتني أم عمارة بنت عبادة بن فضلة بن هالك بن عجلان الساعدي انّها كانت ذات يوم في نساء من العرب، إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً، فقلتُ له: ما شأنُك؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة من الطلق. ثم انّه أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعبة فدخل بها وقال: اجلسي على إسم الله، فطلقت طلقةً واحدة فولدت غلاماً نظيفاً منظّفاً لم أرَ أحسن وجهاً منه، فسمّاه أبو طالب علياً، وجاء النبيّ صلى الله عليه [و آله] وسلم فحمله معه إلى منزل أمّه. قال علي بن الحسين: فوالله ما سمعتُ بشيء حسن قطّ الّا وهذا من أحسنه[2].
ويروي الشيخ سليمان القندوزي عن كتاب (مودّة القربى) عن العبّاس بن عبد المطّلب قال: لما ولدت فاطمة بنت أسد علياً سمّته بإسم أبيه أسد ولم يرضَ أبو طالب بهذا الإسم فقال: هلمّ حتى نعلو أبا قبيس ليلًا وندعو خالق الخضراء، فلعلّه أن ينبئنا في إسمه، فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالى، فأنشأ أبو طالب شعراً: فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر، فأخذه بكلتا يديه وضمّه إلى صدره ضمّاً شديداً، فاذا مكتوب: فسُرّ أبو طالب سروراً عظيماً وخرّ ساجداً للّه تبارك وتعالى، وعقّ بعشرة من الإبل، وكان اللوح معلّقاً في بيت الحرام يفتخر به بنو هاشم علي قريش حتى غاب زمان قتال الحجّاجِ ابنَ الزبير[3].
[1] (غاية المرام)، ص 13، عن كتاب (الأمالي) للشيخ الطوسي. والعبارة بين القوسين المعقوفين ترجمة النصّ كما ورد بالفارسيّة.
[2] (الفصول المهمّة)، ص 12؛ و(غاية المرام)، ص 13 نقله عن طريق العامّة عن كتاب (المناقب) لابن المغازلي الشافعي.
[3] (ينابيع المودّة)، ص 255.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة