فوائـد العمـل بتطويـر رأس المـال الاجـتماعـي 1
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص338 - 340
2025-10-02
235
ثالثاً: فوائد العمل بتطوير رأس المال الاجتماعي
يعد الاهتمام برأس المال الاجتماعي في منظمات الأعمال المعاصرة ضرورة حتمية وحاجة ملحة تفرضها طبيعة التقلبية العالية في البيئة، والتعامل بافتراضية مع مصادر الثروة ودعائم القوة فيها. كما أن تطوير قدرات هذه المنظمات على الانتماء الاجتماعي، وخلق درجات عالية من الثقة المتبادلة، وتقوية أواصر التعاون، تعد من أهم الأسلحة التي عليها البلدان والشعوب المتماسكة في خندق الصراع العالمي الراهن. هذا فضلاً عن كل الإبداعات التي تبدأ ببناء نسيج اجتماعي متماسك ومتألف. ولعل ما يذكر في هذا الصدد، أن الولاء العالي، الألفة القوية، التعاون المثمر، هي التي أوجدت نظام الإنتاج الآني (Justin Time) في المنظمات اليابانية دون غيرها في المنظمات المماثلة في بلدان العالم الأخرى. وفي المخطط الذي طرحاه( 1999 ,Leana & Buren) يمكن فهم تلك الممارسات الوظيفية الرئيسة التي تصب نتائجها في تحقيق الفوائد المرجوة من تطبيقات رأس المال الاجتماعي في منظمات الأعمال الناجحة.

يتضح من الشكل السابق، أن مخرجات رأس المال الاجتماعي والنتائج المرغوبة من ممارساته وتطبيقاته الصحيحة هي نتائج طبيعية لمكوناته المترابطة التي تعمل سوية، بشكل تبادلي مشترك. هذا فضلاً عن أن المخرجات نفسها، هي الأخرى متداخلة مع بعضها البعض، وتعمل جميعها لتقوية النتائج الإيجابية، التي تصب في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة. وفي هذا الخصوص، وذكر 1999,Leana & Buren أن هناك جملة فوائد عملية، يمكن أن تحققها المنظمة، من جراء إيجاد وتطوير رأس المال الاجتماعي فيها، والتي حصرت على سبيل الذكر، لا الإجمال، بما يأتي:
1 - ترسيخ قيم الالتزام المنظمي
2- تحقيق ما يسمى بالعمل ذو الأداء العالي
3 - المساهمة في تعزيز العمل الجماعي
4- تطوير رأس المال الفكري
5- تقليل كلف المحافظة على العاملين وزيادة الدعم لهم
6- زيادة فرص الإبداع وتعزيز قوة التعلم الفردي والجماعي.
1- رأس المال الاجتماعي محرك رئيسي لترسيخ قيم الالتزام المنظمي
Values of Organizational Commitment
غالباً ما تصور النظريات الاقتصادية التقليدية منهـا علـى وجـه الخصوص، " أن العاملين في المنظمات يعملوا بالأساس لتنفيذ ما تطلبه منهم الإدارات العليا، وبالتالي، فإن الولاء التام لها، عادة ما يكون نادر الوقوع، هذا من جهة ومن جهة أخرى، أنهم سيتصرفون على وفق ما تمليه اهتماماتهم الشخصية وإذا ما تم التسليم بهذا الافتراض جدلاً، فإن إحدى أساليب السيطرة، أو التقليل من هذا السلوك السلبي، على حد أقوال منظريها ، فهو بالجمع ما بين مصالح الإدارة والعاملين من خلال خلق قيم وأهداف ورؤية مشتركة، وتعزيز حالات الثقة بـهم، في إطار الإتفاق على المعايير المشتركة، التي من شأنها بالتالي إيجاد العاملين الملتزمين. وفي إطار العمل برأس المال الاجتماعي، يمكن منح الفرص الكافية، لكي يكون العاملون جيدين، وذلك بترسيخ فرص قضاء وقت أطول في عمل الأشياء للمنفعة المشتركة للعاملين والمنظمة على حدٍ سواء".
2- رأس المال الاجتماعي عامل مساعد لتحقيق صيغة العمل ذو الأداء العالي Work at a Extra Performance
تشير الدراسات الحديثة في إدارة الموارد البشرية، التي ركزت على التأثيرات المختلفة لمجموعة الممارسات الإدارية الهادفة إلى تطوير روح الولاء لدى العاملين، والتي أطلق عليها بالعمل ذو الأداء العالي. ولقد كان لوجود الثقة بين المستويات الإدارية المختلفة في المنظمة عاملاً رئيساً في تبني مثل تلك الممارسات وتوطيدها، وعلى الأخص في تقديم التسهيلات المناسبة لنمو وجودها، ومثلها مثل تلك التي تعتمد على ترسيخ الارتباط العالي بمعايير الولاء والألفة والتعاون والثقة للوصول إلى ما يسمى بالأداء العالي، وليس بالتركيز على آليات الرقابة الرسمية والهيكل البيروقراطي المتحجر. وعليه، فإن إيجاد ممارسات الأداء العالي، تتطلب تعاوناً حقيقياً وثقة عالية وتنسيق فعّال وجاد بين مختلف المستويات الإدارية حول تنفيذ ذلك.
3- رأس المال الاجتماعي أداة قيمة لتعزيز العمل الجماعي Enforcing Group Work
منذ زمن بعيد، يمتد إلى خمسينيات القرن الماضي، أكد المعنيين في العلاقات الإنسانية، على ضرورة إيجاد الوسائل الناجحة لإدارة العمل الجماعي وترسيخه، لكونها توفر الإطار النموذجي لعمل علاقات اجتماعية رسمية وغير رسمية متبادلة. واليوم جاء منظروا رأس المال الاجتماعي، ليضعوا أمام عيون المدراء، الأخذ بالاعتبار علاقات العمل المستقرة كحلول جيدة لتقلبات الظروف الاقتصادية، انطلاقاً من أن العاملين في تلك الحالة سيتمتعون بنوع من الضمانات، ضد المستغلين من أرباب العمل والمدراء. وفي الدراسات السلوكية المعاصرة، توجه الباحثون نحو التوكيد على أهمية التمييز بين العلاقات المادية والمعنوية بين المدراء والمرؤوسين، فالمادية منها تركز في المدى القصير، بالتشديد على مفاهيم مثل الحوافز والأوامر والرقابة كأسس لضمان الطاعة والخضوع والانتماء، في حين أن العلاقات المعنوية يكون مداها بعيد ليتناول جوانب أخرى تتمثل بالزمالات الحقيقية والثقة والعمل الجماعي. وهكذا، فالمنظمات التي تمتلك قاعدة قوية من رأس المال الاجتماعي، تكون الالتزامات الشخصية المشتركة بين المدراء ومرؤوسيهم، هيا المميزة الملازمة لطبيعة العلاقة الحقيقية المتمحورة حول العمل الجماعي.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة