إدارة رأس المال الفكري في ضوء إدارة المصارحة بالأرقام
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص313 - 315
2025-09-29
197
الفصل الحادي عشر
إدارة رأس المال الفكري في ضوء إدارة المصارحة بالأرقام
من المتوقع بعد قراءة هذا الفصل والإطلاع على مضامينه الفكرية وتحليلاته النظرية والإجرائية أن تكون قادراً على أن:
ـ تفهم تعريف منهج إدارة المصارحة بالأرقام.
ـ تدرك نشأة إدارة المصارحة بالأرقام وسماتها الجوهرية.
ـ تحدد مزايا وفوائد منهج إدارة المصارحة بالأرقام لإدارة رأس المال الفكري.
ـ تشخّص حقائق منهج إدارة المصارحة بالأرقام ومبادئها.
ـ تدرك متطلبات تطبيق منهج إدارة المصارحة بالأرقام.
ـ تشخّص خطورة تبني منهج إدارة المصارحة بالأرقام.
ـ تصف أساليب مواجهة مخاطر تبني إدارة المصارحة بالأرقام.
تمهيد:
تعد الميزة التنافسية (Competitive Advantage) هدفاً استراتيجياً كبيراً لمنظمات الأعمال المعاصرة، لما تتطلبه من تحقيق مستويات عالية في نوعية المنتجات المقدمة للزبائن والتحسين المستمر لأنظمة الكلف ورعاية الإبداع والمبدعين والسرعة المتميزة للتسويق والهندسة المالية، واعادة هندسة الأعمال، والموقف في هذا المجال، يستلزم جذب الموارد البشرية الكفوءة وتطويرها بما يفيد في التنفيذ الكفوء للمهمات الإستراتيجية التي تبغيها تلك المنظمات. وعلى وفق رأي رائد الإدارة 1994 ,Drucker ان مورد الميزة التنافسية يعد القضية الأهم للمنظمات في الألفية الثالثة، والذي يمكن ان يتحقق من خلال بناء المعرفة التنظيمية Organizational Knowledge وراس المـال البشـري Human Capital)) وتطويرهما بما يفيد في تحويلها الى منظمات معرفية (Learning Organizations) لتتعلم كيف تتسارع لتكون أكثر كفاءة ومرونة في السوق.
ان مثل هذه التساؤلات وغيرها أجابت عنها دعوات (1997 ,Stewart) بتوكيده على رأس المال الفكري ( Intellectual Capital) بوصفه الثروة الأكيدة التي لا يمكن ان تستغني عنه اية منظمة أعمال ( العنزي، 2001) وكذلك كونه المورد المهم الذي يقدم البيانات والمعلومات والمعارف حول الإجراءات الخدمات الزبائن والعمليات التي ترفع المنتج او الخدمة، وتحوله الى موجود عالي القيمة في السوق. ومن هنا، يكون ابرز تحدي يواجه الإدارة هو مدى قدرتها على تهيئة رأس المال الفكري وصناعته وتنشيط إنتاجيته. ومثل تلك المنظمات المعنية بالامر، فيما لو اعتمدت أدارتها على المبادئ الاقتصادية، فأنها قد لا تستطيع الوصول الى ما دعى أليه ( Stewart). واذا ما حاولت أيضا الرجوع الى تطبيقات المبادئ البسيطة للعلوم السلوكية، فلم يكن الأمر كافياً، وربما قد لاتؤثر فيها مطلقا. بناءا على ذلك، ازدادت الدعوات من قبل المفكرين، ومنها دعوة (1996 ,Lawler) التي أكدت على أهمية الأخذ بنماذج جديدة في الإدارة يكون بمقدورها ان تطور استخدام موارد رأس المال التنظيمي والفكري، والموارد المالية والمادية، مع مراعاتها تطوير العلاقات الشخصية للعاملين والذي ينطلق من مشاركة حرة فعلية في الإدارة، وليس تبني تلك الإجراءات البيروقراطية المتحجرة، ليكون بامكان المنظمات ان تجعل مواردها المتاحة في عداد الموارد الكفوءة، بحيث يستطيع كل العاملين، وليس الإدارة العليا فقط ان يضيفوا قيماً لها.
عليه، فان موضوع العقل المالي ينطلق من افتراض مفاده ان بناء رأس المال الفكري، يأتي بالدرجة الاساس من تحقيق زيادة في مشاركة العاملين (Employees Participation ) في كل عمليات المنظمة، وان فلسفة إدارة المصارحة بالأرقام او كما يسميها البعض بـ الإدارة على المكشوف ( Open-Book Management ) والذي يرمز لها اختصاراً ( B ) وممارستها بشكل صحيح، جاءت لتلبي تلك الدعوات والصيحات المتزايدة نحو تبني منظمات القرن الحادي والعشرين منهجاً متطوراً ثورياً في مشاركة العاملين سعياً لتقدمها نحو الأحسن باستمرار.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة