التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
مواضيع متفرقة
القرآن الكريم
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
عقيدتنا في مشرِّع الإسلام صلى الله عليه واله
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 274 - 285
2025-09-23
132
نعتقد أن صاحب الرسالة الإسلامية هو محمّد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين وأفضلهم على الاطلاق، كما أنه سيد البشر جميعا، لا يوازيه فاضل في فضل ولا يدانيه أحد في مكرمة ، ولا يقاربه عاقل في عقل ولا يشبهه شخص في خلق ، وأنه لعلى خلق عظيم ، ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة (أ).
_______________
(أ) أما أن صاحب الرسالة الإسلامية هو محمّد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فهو ضروري ، يعلمه كل أحد بأدنى التفات إلى الإسلام وصاحبه ، كما صرح به في القرآن الكريم (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً) (1) وأما أن رسالته هي رسالة عالمية فهو أمر واضح لا سترة فيه ، كما نص عليه في كتابه العزيز (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (2) ، (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (3).
هذا مضافا إلى أن تشريع الجهاد الابتدائي وإرسال الكتب إلى الممالك الشرقية والغربية وأيضا خاتمية النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من شواهد كون رسالته عالمية باقية.
أما أنه خاتم النبيين فهو أيضا ضروري يعلمه كل مسلم ولا خلاف فيه ويدل عليه الآيات والروايات المتواترة ، ومن جملة الآيات قوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (4) ؛ لأن المراد من الخاتم في التركيب المذكور هو ما يختم به ، باعتبار كون الخاتم كثيرا ما يكون منقوشا باسم صاحبه ويختم به الكتب بعنوان إتمام الكتاب ، الطابع (بفتح الباء) بمعنى ما يطبع به ، فهو يدل بهذا الاعتبار على أن محمّدا ـ صلى الله عليه وآله ـ بالنسبة إلى الأنبياء ما يختم به ، بمعنى أن به يتم باب النبوة وبه يصدق نبوتهم ، كما صدقهم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولولاه لما حصل العلم بنبوة أكثرهم أو جلهم ، مع اختلاف التواريخ والتحريف والتبديل ، ويشهد لما ذكر ، استعمال «خاتم النبيين» في الروايات والأدعية والخطب الواردة عن الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ـ بمعنى آخر النبيين (5) فإنه دليل على أن المقصود منه هو آخر النبيين. لا يقال : الخاتم (بالفتح) هو حلقة تدخل في الإصبع للزينة ، فالمقصود أن محمّدا ـ صلى الله عليه وآله ـ زينة الأنبياء ، لأنا نقول : إن استعمال الخاتم لإفادة الزينة ليس بشائع ، بل لا يناسب مقام النبي مع كونه أفضل من جميع الأنبياء أن يشبه بحلقة في أيدي الأنبياء ، ولعل التعبير الشائع هو أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ مثلا تاج الأنبياء (6).
هذا كله بناء على قراءة عاصم الموجودة في القرآن ، وأما بناء على قراءة بقية القرّاء السبعة ، فالأمر أوضح ؛ لأن الخاتم (بكسر التاء) هو اسم فاعل من ختم يختم ، ومعناه أن محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ أتمهم بوجوده ، فلا نبي بعده. فعلى كل تقدير يكون مفاد الآية الشريفة أنه خاتم النبيين وآخرهم ، ثم لا يخفى عليك ان النبي اعم من المرسل ولو بحسب المورد لما ذهب إليه بعض المحققين من أنهما من حيث المفهوم متباينان كتباين مفهوم العالم ومفهوم العادل ولكنهما بملاحظة الروايات والأدلة الشرعية أعم وأخص موردا ، إذ المستفاد من الروايات أن كل رسول من أفراد الأنبياء ، فكما أن مفهوم العالم والعادل متباينان ومع ذلك يكون النسبة بينهما عموم من وجه بحسب المورد كذلك في المقام فإن مفهوم النبوة غير مفهوم الرسالة ومع ذلك تكون النسبة بينهما عموم وخصوص مطلق بحسب المورد ، إذ المستفاد من الأخبار أن كل رسول من أفراد الأنبياء ، ومما ذكر يظهر الجواب عن وجه تقديم الرسول على النبي في الآية الكريمة (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (7) مع أنّ مقتضى العلوم الأدبية هو تقديم الأعم على الأخص ؛ لما عرفت من أن بين المفهومين مغايرة ومباينة فلا يتقدم عنوان أخص على الأعم وكيف كان فمع أعمية النبوة بحسب المورد ، فإذا كان محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ خاتم النبيين كان أيضا خاتم المرسلين فلا رسول بعده أيضا.
ومن جملة الآيات هو قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (8) سواء كان المراد من الظهور هو الغلبة في الحجة أو الغلبة الخارجية ، فإن مفاد الآية أن الإسلام ودين الحق يغلب على الدين كله ، فلو فرض مجيء دين آخر بعد الإسلام ، كان ناسخا له وغالبا عليه ، فهو يتنافى مع صريح الآية فلا يجيء دين آخر بعد هذا الدين القويم ، فتبقى نبوة نبينا إلى يوم القيامة ، وفرض النبي الحافظ مع وجود الإمام الحافظ لغو ولا يجتمع الحافظان في وقت واحد ، إلى غير ذلك من الآيات (9).
ومن جملة الروايات الحديث المروي بطرق كثيرة من العامة والخاصة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال لعلي ـ عليه السلام ـ : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي» والنكرة في سياق النفي تفيد العموم وحيث كان النبي أعم من المرسل فنفي النبي يلازم نفي المرسل أيضا كما لا يخفى.
ومن جملة الروايات الحديث الصحيح المروي في من لا يحضره الفقيه عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال في حديث : «قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والمسلمون حوله مجتمعون : أيها الناس إنه لا نبي بعدي ، ولا سنة بعد سنتي ، فمن ادعى بعد ذلك ، فدعواه وبدعته في النار ، فاقتلوه ، ومن اتبعه فإنه في النار» (10).
ومن جملة الروايات أيضا ما عن عبد العظيم الحسني قال : «دخلت على سيدي علي بن محمّد ـ عليهما السلام ـ فلما بصر بي قال لي : مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله إني اريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضيا ثبتّ عليه حتى ألقى الله عزوجل فقال : هات يا أبا القاسم ، فقلت : إني أقول : إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ـ إلى أن قال ـ : وأن محمّدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وأن شريعته خاتمة الشرائع ، فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة ـ إلى أن قال ـ : فقال علي بن محمّد ـ عليهما السلام ـ يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة» (11).
ومن جملتها ما في نهج البلاغة قال علي ـ عليه السلام ـ حين يلي غسل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وتجهيزه : «بأبي أنت وامي يا رسول الله ، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة» (12).
ومن جملتها ما روي في الصحاح الستة من أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : «فضلت على الأنبياء بست : اعطيت بجوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، واحلّت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، وارسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون» (13).
ومن جملتها ما رواه في الوسائل عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ أنه قال : «إن الله بعث محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ فختم به الأنبياء ، فلا نبي بعده ، وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده» (14) إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة المتواترة الدالة عليه ، أورد منها في كتاب «خاتميت آخرين پيامبر» أزيد من المائتين فراجع.
وهنا سؤالات : منها :أن المستفاد من بعض الآيات أن باب النبوة ليس منسدا ، فكيف يكون محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ آخر النبيين ، ومن الآيات قوله عزوجل : (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (15)؟
ويمكن الجواب عنه بأن الآية حاكية عن خطابه تعالى لبني آدم بعد هبوط آدم وحواء، حيث قاله بعد الآية 24: (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ* قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ* يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ـ إلى أن قال ـ : يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ـ إلى أن قال عزوجل ـ : يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ـ إلى أن قال تبارك وتعالى ـ : يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ...) (16) فالآية في سياق خطاباته لبني آدم بعد الهبوط ، ولا نظر لها بالنسبة إلى ما بعد النبي ، نظير قوله : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (17) ولذا قال العلّامة الطباطبائي في ذيل قوله : (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ) : «والآية إحدى الخطابات العامة المستخرجة من قصة الجنة المذكورة هاهنا وهي رابعها وآخرها يبين للناس التشريع الإلهي العام للدين باتباع الرسالة وطريق الوحي ، والأصل المستخرج عنه هو مثل قوله في سورة طه : (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً ...) فبين أن اتيان الهدى منه إنما يكون بطريق الرسالة» (18) فلا يمكن رفع اليد عن الضرورة والأدلة المتواترة بمثل هذه الآية التي لا تنافيها ، وغايتها أنها مطلقة فيرفع اليد عن اطلاقها بالأدلة المتواترة وبضرورة الخاتمية. نعم لو كان مختصا بزمان بعد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لصار منافيا ، ولكنه ليس كذلك كما هو الواضح.
ومنها : ما الحكمة في تعطيل النبوة مع أن استكمال البشر لا توقف له، ألم يحسن أن تدوم النبوة مع دوام استكمال البشر؟
والجواب عنه أن حكمة ذلك عند الله تعالى؛ لأنه أعلم بالأمور، ولكن يظهر للمتأمل بعض المقربات؛ لأن علل تجديد النبوة فيما مضى من الزمان امور كلها منفية بعد ظهور الإسلام؛ لأن من العلل تحريف ما نزل من الله إلى الناس، فيحتاج إلى بعث النبي الجديد ليرفع التحريف، ويهدي الناس إلى الواقع مما نزل، ومنها أن البرامج المذكورة في الشرائع السابقة كثيرا ما ربما تكون عصريا ومختصا بزمان خاص، وليست بصورة الكليات ، لعدم امكان تحملهم لها ، كما يشهد لذلك وقوع النسخ في الشرائع السابقة ، فإنه حاك عن كون المنسوخ مختص ببعض الازمنة ، ولذا إذا تغيرت الامور ، واحتاجت إلى البرامج الجديدة ، يحتاج إلى بعث النبي الجديد لتغيير البرامج طبق الاحتياجات ، ومنها أن تفاصيل الوحي النازل يحتاج إلى تبيين وتطبيق ، فيحتاج إلى بعث النبي الجديد لذلك ، وليس في الإسلام والقرآن شيء من هذه الامور ؛ لأن القرآن الكريم مصون عن التحريف بحفظه تعالى ، كما نص عليه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (19).
وهكذا لا نقص ولا فقد في الإسلام بالنسبة إلى ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة ، فلا حاجة إلى ظهور شرع جديد لبيان حاجاتهم ، كما نص عليه في قوله تبارك وتعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (20) فإنه يحكي عن جامعية الإسلام وكماله بنزول القرآن ونصب الإمام المبين يوم غدير خم.
وهكذا وردت روايات كثيرة دالة على أن كل ما يحتاجه الناس، بيّنه الله للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو بيّنه للناس ولو بواسطة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ومن جملتها: ما روي عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ أنه قال : «إن الله لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله» (21).
ومنها أيضا : ما روي عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال : سئل علي ـ عليه السلام ـ عن علم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : فقال «علم النبي علم جميع النبيين ، وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة ، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة» (22).
ثم لا يذهب عليك أن الاصول والقواعد الكلية المبيّنة في الإسلام ثابتة ، بحيث لا تحتاج إلى التغيير والتبديل ، لكليتها ووفقها مع الحاجات التي تقتضيها الفطرة كالزواج والمعاملات والأخلاقيات والروابط الداخلية والروابط الخارجية والدفاع وغير ذلك ، والتغير إنما هو في ناحية الموضوعات كالأمتعة ، فإنها تتغير بتغير الزمان ، ولكن أحكام المعاملة لا تتغير ، وكالأسلحة فإنها تتغير بمرور الزمان ، ولكن أحكام الدفاع بالسلاح لا تتغير ، وهكذا. وأيضا من الاصول الكلية التي لا تغيير فيها هو أصل نفي الضرر والضرار ، وأصل نفي العسر والحرج ونحوهما ، مما لهما الدخل التام في حل المشاكل العصرية والمشاكل الفردية. هذا مضافا إلى الأحكام الموقتة السلطانية ، ومما ذكر يظهر أن موجبات تجديد النبوة لا تكون موجودة بعد ظهور الإسلام وجامعيته ، نعم يبقى الحاجة إلى البيان والتفسير والتطبيق ، ولكنها محولة إلى الائمة ـ عليهم السلام ـ فمع وجودهم لا حاجة إلى النبي الجديد أصلا ، ولعله لذا ختم النبوة (23).
ومنها : أن لازم ختم النبوة هو قطع ارتباط الامة مع المبدأ الاعلى، وفيه أن الارتباط بالمبدإ الأعلى لا ينحصر في النبوة إذ الارتباط بواسطة الأئمة ـ عليهم السلام ـ ميسور وممكن ، بل واجب ، إذ الإمامة غير منقطعة إلى يوم القيامة ، والإمام محدث والملائكة تتنزل إليهم ويخبرهم بما يكون في السنة من التقدير والقضاء والحوادث ، وبأعمال العباد وغير ذلك ، لتواتر الروايات الدالة على ذلك ، ومن جملتها ما روي عن الباقر ـ عليه السلام ـ : «إن أوصياء محمّد ـ عليه وعليهم السلام ـ محدثون» (24).
وأما أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سيد المرسلين وأفضلهم على الاطلاق فيكفيه رسالته العامة الدائمة إلى يوم القيامة ، فإنها لم تكن لأحد من الأنبياء ، وهكذا القرآن النازل إليه ، فإنه لم يشبهه كتاب من الكتب النازلة ، وصحيفة من الصحف النازلة ، ومن المعلوم أن الأمرين المذكورين يدلان على عظمة النبي وشأنيته لتلك الرسالة العظمى ، ولمعرفة القرآن الكريم الذي لا نهاية له ، كما ورد : «إنما يعرف القرآن من خوطب به» فهو عارف بحقائق لم يعرفها الأنبياء سابقا ، ومرسل إلى امة لا سابقة له في الماضين. هذا مضافا إلى تخلقه بالأخلاق الفاضلة والآداب والسنن ، وقد أشار المصنف بقوله : «وإنه لعلى خلق عظيم» إلى الآية الشريفة : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (25) الدالة على تخلقه بالخلق العظيم ، وقد أورد العلّامة الطباطبائي ـ قدس سره ـ في المجلد السادس من تفسير الميزان جملة من روايات سننه ، التي فيها مجامع أخلاقه التي تلوح إلى أدبه الإلهي الجميل ، مع كونها مؤيدة بالآيات الشريفة القرآنية ، وهذه الروايات الدالة على أخلاقه وسننه وآدابه تقرب مائة وثمانين (26) فراجعه وغيره من الجوامع ، وكيف كان يكفي في عظمة أخلاقه توصيف الله اياه بأنه عظيم ، مع أنه لم يوصف نبي بأن خلقه عظيم.
وهكذا الروايات الدالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سيد المرسلين وأفضلهم كثيرة.
منها ما روي في عيون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ من المأمون ، سأل علي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ أن يكتب له محض الإسلام على الايجاز والاختصار. فكتب ـ عليه السلام ـ له : «ومن جملته ، وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفيه وصفوته من خلقه ، وسيد المرسلين وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لا نبي بعده ، ولا تبديل لملته ، ولا تغيير لشريعته وأن جميع ما جاء به محمّد بن عبد الله هو الحق المبين» (27).
وأيضا الروايات الدالة على أن كل ما للأنبياء، فهو لنبينا محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ تدل على أفضليته منهم؛ لأن له ما لجميعهم وأزيد، ومن جملتها ما رواه في الكافي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: «قال لي : يا أبا محمّد إن الله عزوجل لم يعط الأنبياء شيئا إلّا وقد أعطاه محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ ، قال : وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الأنبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله عزوجل : صحف ابراهيم وموسى. قلت: جعلت فداك ، هي الالواح؟ قال : نعم» (28).
ومن جملتها أيضا: ما رواه في الكافي عن أبي الحسن الأول ـ عليه السلام ـ «قال: قلت له : جعلت فداك ، أخبرني عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ورث النبيين كلهم؟ قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال : ما بعث الله نبيا إلّا ومحمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ أعلم منه. قال : قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله ، قال : صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقدر على هذه المنازل ، الحديث» (29).
وأيضا تدل على ذلك الروايات الدالة على تقدم خلقة روح النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على غيره، ومنها ما رواه في الكافي عن جابر بن يزيد قال : قال لي أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : «يا جابر إن الله أول ما خلق ، خلق محمّدا ـ صلى الله عليه وآله ـ وعترته الهداة المهتدين فكانوا أشباح نور بين يدي الله ، الحديث» (30).
ومنها : ما رواه في الكافي عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ «إن بعض قريش قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إني كنت أول من آمن بربي ، وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ، ألست بربكم؟ قالوا : بلى ، فكنت أنا أول نبي قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله» (31).
إلى غير ذلك من الأدلة والشواهد الكثيرة، وكيف كان ، فسيادة النبي على المرسلين وأفضليته منهم من المسلّمات لا مجال للتأمّل فيها ، فإذا كان أفضل من الأنبياء فهو أفضل من غيرهم بطريق أولى والأفضلية مقام يناسبه.
_______________
(1) الفتح: 29.
(2) الاعراف: 158.
(3) الانعام: 19.
(4) الاحزاب : 40.
(5) راجع كتاب خاتميت آخرين پيامبر : تأليف مظفرى ، ص 15 طبع قم المشرّفة.
(6) راجع معارف قرآن : جلسه 79 ص 792.
(7) مريم : 51.
(8) التوبة : 33.
(9) راجع كتاب خاتميت آخرين پيامبر وغيره من الكتب.
(10) من لا يحضره الفقيه : ج 4 ، ص 121 ، ح 421. ط النجف.
(11) كمال الدين : ج 2 ص 379.
(12) نهج البلاغة صبحي الصالح : خطبة 235 ص 355.
(13) فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ج 1 ، ص 45.
(14) الوسائل : ج 18 الباب 13 ، ح 62. ص 147.
(15) الأعراف : 35.
(16) الأعراف : 24 ـ 35.
(17) البقرة : 38.
(18) الميزان : 8 : 86.
(19) الحجر : 9.
(20) المائدة : 3.
(21) بصائر الدرجات : ص 6.
(22) بصائر الدرجات : ص 127.
(23) راجع معارف قرآن : جلسه 79 ص 794.
(24) الاصول من الكافي : ج 1 ص 270 ، راجع كتاب نبوت : ص 179 ـ 180.
(25) القلم : 4.
(26) الميزان : ج 6 ، ص 321 ـ 357.
(27) عيون اخبار الرضا : ج 2 ص 120 ـ 125.
(28) الاصول من الكافي : ج 1 ص 225.
(29) الاصول من الكافي : ج 1 ص 226.
(30) الاصول من الكافي : ج 1 ص 442.
(31) الاصول من الكافي : ج 1 ص 441.
الاكثر قراءة في النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
