وجوه انكر الأصوات لصوت الحمير
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص146-148
2025-09-22
394
قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} توسط فيه بين الدبيب والاسراع.
والقمي اي لا تعجل.
وفي الخصال عن الصادق (عليه السلام) قال سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن واغضض من صوتك اقصر منه والقمي أي لا ترفعه ان انكر الاصوات اوحشها لصوت الحمير في الكافي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عنه (عليه السلام) فقال العطسة القبيحة.
وفي المجمع عنه (عليه السلام) قال هي العطسة المرتفعة القبيحة والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا الا ان يكون داعيا أو يقرء القرآن والقمي عنه (عليه السلام) في قول الله تعالى واذ قال لقمان لابنه الآيات قال فوعظ لقمان ابنه باثار حتى تفطر وانشق وكان فيما وعظ به ان قال يا بني انك منذ سقطت الى الدنيا استدبرتها واستقبلت الاخرة فدار انت إليها تسير اقرب اليك من دار انت عنها متباعد يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ولا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم صياما يمنعك من الصلاة فان الصلاة احب الى الله من الصيام يا بني ان الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان واجعل شراعها التوكل واجعل زادك فيها تقوى الله فان نجوت فبرحمة الله وان هلكت فبذنوبك يا بني ان تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا ومن عنى بالادب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه ومن تكلف علمه اشتد له طلبه ومن اشتد له طلبه ادرك منفعته فاتخذه عادة فانك تخلف في سلفك وتنفع به من خلفك ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب واياك والكسل عنه والطلب لغيره فان غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الاخرة وإذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الاخرة واجعل في ايامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيبا في طلب العلم فانك لن تجد له تضييعا اشد من تركه ولا تمارين فيه لجوجا ولا تجادلن فقيها ولا تعادين سلطانا ولا تماشين ظلوما ولا تصادقنه ولا تواخين فاسقا نطفا ولا تصاحبن متهما واخزن علمك كما تخزن ورقك يا بني خف الله عز وجل خوفا لو اتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك وارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك فقال له ابنه يا ابت وكيف اطيق هذا وانما لي قلب واحد فقال له لقمان يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح احدهما على الاخر بمثقال ذرة فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله عز وجل ومن يصدق ما قال الله عز وجل يفعل ما أمر الله عز وجل ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله فان هذه الأخلاق يشهد بعضها لبعض فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا ومن اطاع الله خافه ومن خافه فقد احبه ومن احبه فقد اتبع امره ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخط الله نعوذ بالله من سخط الله
يا بني لا تركن الى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو اهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة