الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
مصادر تلوث الماء
المؤلف:
د. حمدي أحمد حامد
المصدر:
علم الجغرافيا والبيئة
الجزء والصفحة:
ص 238 ـ 244
2025-08-13
21
على الرغم من أهمية المياء وحاجة كل كائن حي. لها، فقد انقضت فترة طويلة من الزمن والناس لا يبالون ولا يهتمون بهذه الثروة العظيمة، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه من هدر وتلوث مما جعل العالم بأسره يواجه هذه الأيام أزمة العجز المائي الناتج عن نقص المياه من جهة وتلوثها من جهة أخرى.
ويمكن تعريف تلوث الماء بأنه: تغير في الخصائص والصفات الفيزيائية أو الكيميائية أو غيرها مما يجعل الماء غير صالح للاستخدامات المرجوة منه في الشرب أو الاستخدامات المنزلية، أو الصناعة، أو الزراعة، أو غيرها، سواء أكان هذا التلوث من مصادر ولأسباب طبيعية أم من مصادر ولأسباب بشرية.
1- المصادر الطبيعية ومنها:
1 - السيول:
تحدث السيول بعد هطول الأمطار أو عقب ذوبان الثلوج وذلك باختلاف الموقع، ويكون خطر هذه السيول وشدتها أكبر في المناطق الجبلية والمناطق الجافة وشبه الجافة، وهذه السيول تحمل معها الطمي والحصى والمواد العضوية وغير العضوية وبعض الكائنات الحية أو النباتات العالقة في هذه السيول، مما يؤدي إلى تلوث الميناء المعرضة للسيول كالأنهار أو البحيرات أو غيرها من المسطحات والمصادر المائية، وتصبح هذه المياء عكرة وملونة بألوان المجروفات والمواد التي تحملها، وغالبا ما يكون اللون الأحمر الناجم عن التربة التي يشتد تأثير السيول والجريان المائي فيها، بسبب القضاء على الغطاء النباتي وتخريبه، والتلوث بالسيول بالطبع يؤثر سلبا في نوعية الميناء وخصائصها ويجعلها غير صالحة لبعض الاستخدامات المعتادة.
ب - البراكين:
تعد البراكين من المصادر الطبيعية لتلوث المياه، عندما تثور في المياه، أو بالقرب من مصادر المياء، وتنتهي الكثير من مقذوفاتها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى المسطحات المالية ومن هذه المقذوفات أكاسيد الكربون والنتروجين والكبريت، والرماد البركاني وغيره كما يعد الغبار والجزيئات المعلقة في الهواء مصدرا من مصادر تلوث المياه، حيث تنقلها الرياح من مكان لآخر، وتسقط فوق المسطحات المائية، إما بشكل جاف بحسب أنواعها وأحجامها، أو بشكل رطب مع مياه الأمطار أو الثلوج، وتحمل معها هذه الجزيئات والملوثات إلى المياه، كما هو الحال في الأمطار الحمضية مثلا.
2 ـ المصادر البشرية ومنها:
أ - التلوث بمخلفات الصرف الصحي المنزلي:
وهذا التلوث ناجم عن صرف المخلفات البشرية إلى المياه عبر شبكة الصرف الصحي، وتشمل مخلفات المنازل والفنادق والمشافي والمطاعم وجميع المؤسسات أو المنشآت المشابهة لها، وهذه المخلفات تحوي بشكل عام مخلفات البشر في الحمامات ودورات المياه والمطابخ وأعمال الشطف والتنظيف وما ينتج عنها من غائط وبول وصابون ومنظفات وبقايا الطعام، وأعداد كبيرة من الجراثيم والبكتريا والفيروسات والخمائر والفطور وغيرها. ومعظم هذه المخلفات هي بقايا ومواد عضوية، وبعضها غير عضوية ومعدنية وكيميائية وغيرها، وهذه المواد تختلف في كميتها ونوعها وتأثيرها باختلاف عدة أمور منها طبيعة حياة السكان، ومستواهم الحضاري، ووعيهم البيئي، ومدى توافر المياه وطرق الاستفادة منها.
ومن المعروف أن زيادة أعداد السكان وتحسن مستوى المعيشة، وتوافر شبكات المياه العذبة، ومجاري الصرف الصحي للتخلص من المياه العادمة المنزلية، زاد من كميات المياه المستهلكة والملوثة التي تلقى إلى المياه والبيئة دون معالجة تذكر، ومما يزيد الأمر سوءاً صرف مياه الصرف الصناعي في نفس شبكات الصرف الصحي، ولا يجري الفصل بين الصرف الصحي المنزلي والصرف الصحي الصناعي، وفي كلا الحالتين فإن هذه المخلفات تسبب أضرارا كبيرة بالمياه وتلوثها وإصابة الإنسان وغيره من الكائنات الحية بأمراض كثيرة.
ب - التلوث بالمخلفات الصناعية:
لأن معظم الصناعات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، من أجل تبريد المحركات وتصميم المواد الأولية وتحويلها إلى مواد مصنعة، فقد قامت معظم هذه لصناعات بالقرب من مصادر المياه، و بالتالي فإن هذه المصانع تلقي بمخلفاتها إلى هذه المصادر المائية، وتختلف هذه المصانع في مدى حاجتها للمياه، وفي كمية الملوثات الملقية منها إلى المياه أيضا، باختلاف عدة عوامل منها، نوع الصناعة، ونوع المواد الأولية المستخدمة وكميتها، ونوع المواد المصنعة وكميتها، وأساليب الإنتاج، ومدى اعتماد الدورات الصناعية المغلقة، والاستفادة من التقدم التقني ووسائل التكنولوجيا النظيفة بيئياً.
وأهم الصناعات الملوثة للمياه، صناعة الورق، وصناعة المواد الكيميائية، والبلاستيكية، وتصنيع ودبغ الجلود والفراء والأصواف والأصباغ والدهانات وغيرها الكثير، وجل هذه الصناعات تسبب في إلقاء كميات كبيرة من الملوثات العضوية وغير العضوية والمعدنية والكيميائية، والكثير منها مواد سامة وتحتاج إلى فترة طويلة جدا للتحلل والتفكك، وأخطر هذه الملوثات، ما يسمى بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم وغيره. لقد غدت المصادر المائية في الكثير من مناطق العلم تئن تحت وطأة التلوث سواء في العالم المتقدم، أو النامي أو المتخلف، مثل البحر المتوسط، وبحر البلطيق، والبحر الأحمر، والخليج العربي، وقس على ذلك الأنهار الكبيرة والصغيرة في العالم، كنهر الراين الذي تلقى إليه الكثير من المخلفات الصناعية في جميع دول أوروبا الغربية التي يمر بها، ونهر بوتاماك الذي تلقى إليه مخلفات مدينة واشنطن، وكذلك تلوث البحيرات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى بحيرة البايكال في سيبريا بشرق روسيا والتي كانت توصف بأنها أعذب بحيرة في العالم لم تخل من التلوث الصناعي، وبخاصة مخلفات صناعة الورق.
ج - التلوث بالمخلفات الزراعية:
إن الكثير من المخلفات الزراعية تصرف إلى شبكات الصرف الصحي أو المنزلي، أو إلى شبكات منفصلة، تنتهي أو تصل في كثير من الأحيان إلى المصادر المائية وتسبب تلوثها، ومثل هذا التلوث ينجم أيضا عن المخصبات والأسمدة المعدنية كأسمدة اليوريا أو الآزوتية أو الفوسفورية أو المركبة، وكذلك من جراء استخدام الأسمدة العضوية (الدبال) وما فيها من مواد يمكن أن تنتقل إلى المياه، ومن استخدام المبيدات الكيميائية المختلفة ورش المزروعات بها للقضاء على الحشرات والآفات أو الأعشاب الضارة، كما أن منشآت تربية الحيوانات والطيور والدواجن وزرائبها، وما ينتج عنها من روث ومخلفات مختلفة، كل هذه المخلفات والملوثات يمكن أن تنتقل إلى المياه وتسبب تلوثها وتغيير صفاتها وجعلها غير صالحة للكثير من الاستخدامات.
د - تلوث المياه بالمواد المشعة:
إن مصادر تلوث المياه بالمواد المشعة كثيرة ومتنوعة، وهي نفسها التي تلوث الغلاف الغازي والتربة والنبات ومن هذه المصادر نذكر:
1ـ التجارب النووية، ولاسيما في أعماق البحار والمحيطات.
2ـ نفايات مفاعلات الطاقة النووية، ولاسيما السائلة التي تلقى إلى الأنهار أو البحار أو البحيرات.
3ـ النفايات الناجمة عن الكوارث النووية في المفاعلات الذرية، أو الغواصات النووية أو غيرها.
4ـ النفايات التي يمكن أن تتسرب أثناء نقل النفايات النووية، وبخاصة عبر المياه.
5ـ النفايات التي يمكن أن تتسرب من مستودعات وأماكن تخزين المواد أو النفايات النووية.
6ـ دفن النفايات النووية، والتخلص منها بوضعها في حاويات خاصة وإلقائها في أعماق البحار والمحيطات، سواء تمت هذه العملية بشكل علني، أو بشكل سري وهذا ما يحدث غالبا، وتصبح هذه الحاويات بمثابة قنابل موقوتة معرضة للعطب أو الانفجار في أي لحظة.
هـ - التلوث الحراري:
يمكن تعريف هذا التلوث بأنه تغيير أو زيادة درجة حرارة المياه أكثر من الحرارة الطبيعية والمعتادة، مما يؤدي إلى تغيير خصائص المياه، وإحداث تأثيرات سلبية في النظام البيئي لهذه المياه، وأضرار بالكائنات الحية التي تعيش فيها، أو تتغذى أو تشرب منها.
والسبب الرئيسي لهذا التلوث الحراري إلقاء المياه الحارة المستخدمة في تبريد المحطات الحرارية، وتبريد الآلات في المصانع المختلفة القائمة على ضفاف الأنهار والبحيرات، أو على شواطئ البحار والمحيطات، وهذه المحطات والمصانع تحتاج كميات كبيرة من المياه لتبريد الاتها، ثم تصرفها إلى المصادر المائية وقد ارتفعت درجة حرارتها بشكل كبير، وتظهر المناطق الملوثة حراريا بشكل واضح بقياس درجة حرارتها، أو من خلال صور الاستشعار عن بعد حيث تظهر على شكل بقع مميزة، أو من خلال تأثيرها في الكائنات الحية وخاصة الأسماك.
و - التلوث بالمخلفات الطبية السائلة:
وهي مياه الصرف الصحي من المشافي والمؤسسات والمرافق الطبية، وهذه المخلفات تحوي الكثير من الفيروسات والمكروبات المعرضة، والسوائل الكيميائية الخطيرة، والمخلفات الدوائية والصيدلانية، والمخلفات المشعة، والمعادن الثقيلة وغيرها، وأخطر هذه المخلفات تلك المستخدمة في علاج أمراض أورام السرطانات، لأن هذه المخلفات قد تسبب إحداث طفرات وتشوهات للكائنات الحية، وحدوث مشكلات في معالجة هذه النفايات.
ولا ننسى أخيرا أن المياه يمكن أن تتلوث بملوثات أخرى كثيرة منها التلوث بالقمامة والنفايات الصلبة، التي تلقى في المياه وكثيرا ما نشاهد بالعين المجردة أكياس النايلون، وقطع البلاستيك، والخشب وبقايا الطعام والنباتات، وجثث الكائنات الحية النافقة وغيرها تطفو على سطح المياه، بينما ما خفي منها - في الأعماق - أعظم.
ز - تلوث المياه وخاصة البحار والمحيطات بالنفط أصبح النقط عصب الحياة الحديثة، ويستخدم في معظم أنحاء الكرة الأرضية في البر والبحر، ويكاد لا يسلم مكان من وجوده أو وجود مشتقاته المستخدمة في مجال الطاقة والصناعة، وهي تنتقل بشكل أو بآخر إلى الأنهار والبحيرات. والمسطحات المائية العذبة والمالحة، وتسبب تلوثها بهذا القدر أو ذاك، ولكن هذا التلوث بشكل ظاهرة مثيرة للانتباه في البحار والمحيطات العالمية، بحكم حجم كمية البترول المستخرج منها أو المنقول عبرها، ويقدر أن كمية النفط التي تلقى سنوياً في مياه البحار والمحيطات العالمية تبلغ قرابة 10 مليون طن، وهذا عائد إلى زيادة كمية لنفط المنقول عبر البحار والمحيطات والمقدر بأكثر من 3000 مليون طن في السنة حيث إن قرابة 80% من النفط العالمي ينقل عبر البحار والمحيطات في أكثر من 7000 ناقلة، إضافة إلى الأنابيب المارة عبر البحار والمحيطات وأسباب تلوث المياه بشكل عام ومياه البحار والمحيطات بشكل خاص، بالنفط كثيرة أهمها:
1 - حوادث ناقلات النفط:
يتجلى خطر حوادث ناقلات النفط من تزايد كمية النفط المنقول فيها، وتزايد حمولتها، فقد كان وسطي حمولة الناقلة منها في خمسينيات القرن العشرين 15 ألف طن فقط، أما حالياً فإن متوسط حمولة الكثير من هذه الناقلات يزيد عن 200 ألف طن أما أسباب هذه الحوادث فمختلفة، وأهمها الجنوح في أماكن ضحلة المياه، والاصطدام، والانفجار، والحرائق والأعطال.
2 - حوادث منصات وآبار النفط البحرية:
إن عمليات التنقيب عن البترول واستخراجه من البحار والمحيطات، حيث يقدر البترول المستخرج منها بنحو 15% من إنتاج النفط العالمي، إضافة إلى عمليات تحميل و تفريغ النفط مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تسرب النفط، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومثل هذه الحوادث التي حصل فيها تسرب النفط من الآبار، أو المنصات البحرية كثيرة، في الخليج العربي، وخليج المكسيك، وبحر الشمال وفي غير مكان من العالم.
3 - تسرب النفط أثناء تنظيف ناقلات النفط في أعماق البحار أو بالقرب من الموانئ.
4ـ تسرب النفط مع مياه الصابورة مياه التوازن التي تحمل بها الباخرة عندما تكون فارغة من أجل المحافظة على توازنها أثناء عودتها إلى أماكن التحميل.
5- تسرب النفط من معامل ومحطات تكرير النفط، ومن محطات التزود بالوقود، ومحطات أو ورش صيانة المحركات.
6 - تسرب النفط من أنابيب نقل النفط التي قد تتعرض لحوادث في اليابسة أو البحار.
7 - الانسكاب المتعمد للنفط حيث إنه في بعض الحالات قد يتعمد صاحب الناقلة أو قبطانها، إلى تفريغ حمولة الناقلة لإنقاذها من الغرق هي وطاقمها، وقد تكون الناقلة قديمة وتحتاج إلى صيانة ومصاريف، فيتم إغراقها محملتها للحصول على تعويضات ومكاسب من شركات التأمين.
الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
